كوردستان نموذج للعراق


KRP.org | |


13/11/2008
بقلم : مسعود بارزاني

صحيفة وول ستريت جورنل

طريقنا الى العلمانية والفيدرالية والديمقراطية مستوحى من تجربة الولايات المتحدة الامريكية.

لقد دأب كورد العراق ان يكونوا اقرب حلفاء امريكا في العراق وقد قاتلت قوات البيشمركة جنبا الى جنب مع القوات الامريكية خلال عملية تحرير العراق وقدمت من التضحيات اكثر من اية دولة اخرى حليفة للولايات المتحدة الامريكية .
في الوقت الذي وقف الكثير من السياسيين العراقيين بالضد من الاتفاقية الامنية بين العراق وامريكا ، ايدت القيادة الكوردية هذه الاتفاقية واعتبرتها ضرورية لمواصلة القتال ضد الارهابيين في العراق.

حكومة اقليم كوردستان ملتزمة بالعراق الفيدرالي والديمقراطي وتعيش في سلام مع جيرانها.

لقد استفاد شعبنا كثيرا من الخدمات والتضحيات التي قدمها افراد القوات المسلحة الامريكية واسرهم ،ونحن نشعر بامتنان عميق لهم. نحن فخورون ايضا بتضحياتنا المشتركة مع هذه القوات، وكان شقيقي من بين الذين تعرضوا الى اصابة بليغة خلال عملية تحرير العراق.
في العام الماضي، وتلبية لطلب الولايات المتحدة الامريكية قمنا بنشر القوات الكوردية في بغداد ولقد لعب هذا الانتشار دورا حاسما في نجاح خطة زيادة القوات . وفي الشهر الماضي زرت بغداد مرة اخرى للاجتماع مع قيادة الحكومة العراقية الفيدرالية وشددنا خلال لقائاتنا على التزامنا بالدستور العراقي الذي يستند على النموذج الفيدرالي ويبين بشكل واضح سلطات الاقاليم.
على الرغم من كل هذا هناك البعض يدعي ان الكورد يخلقون المشاكل من خلال الاصرار على المطالب الاقليمية والمضي قدما في تطوير موارد النفط في كوردستان. هذه الادعاءات مثيرة للقلق. اننا نسير وفق الدستور العراقي تماما وننفذ الشروط المتفق عليها خلال فترة وضع الدستور والتي كان للولايات المتحدة حضور فيها.
خلا ل مفاوضاتنا حول الدستور في صيف 2005 كانت هناك نقطتان تشكلان اهمية كبيرة بالنسبة لنا: الاولى، ان اقليم كوردستان له الحق في تطوير الحقول النفطية على اراضيه، والثانية، ان تكون هناك عملية عادلة لتحديد الحدود الادارية لاقليم كوردستان العراق – بالتالي ايجاد حل نهائي للمناطق المتنازع عليها.
وللأسف، منذ اكتشاف النفط في العراق في العشرينات من القرن الماضي سعت الحكومات العراقية المتعاقبة الى ابقاء النفط بعيداً عن متناول ايدي الكورد، وعرقلة استكشاف وتنمية الحقول النفطية في كوردستان. حكومة صدام حسين ذهبت الى ابعد من ذلك بل واستخدمت عائدات النفط العراقية لتمويل الحملات العسكرية ضد الكورد والتي تسببت في تدمير 4500 قرية كوردية وشراء الغازات السامة التي تسببت في قتل الآف من المدنيين الكورد.
و وافقت القيادة الكوردية على الحل الوسط الذي رعته الولايات المتحدة في عام 2005 والذي يمنح السلطة للحكومة المركزية على ادارة الحقول النفطية الموجودة لكن ادارة الحقول النفطية الجديدة تندرج ضمن الاختصاص الحصري لحكومات الاقاليم . منذ ذلك الحين، حكومة اقليم كوردستان مستمرة في مباحثاتها مع حكومة بغداد لتشريع قانون النفط والغاز بشكل يتماشى مع الدستور العراقي ويفضي الى تحديث البنى التحتية النفطية في العراق وبالتالي يؤدي الى زيادة كبيرة في انتاجه من النفط.

لقد منحنا عقودا لشركات النفط الاجنبية ( بما في ذلك بعض الشركات الامريكية ) لاكتشاف النفط داخل اراضي الاقليم وهذا لايعني ان كوردستان تهدد وحدة العراق بل بكل بساطة يعني انه ينفذ الدستور.

" الاراضي المتنازع عليها " لها تاريخ مأساوي. منذ الخمسينات من القرن الماضي والحكومات العراقية كانت تشجع العرب على السكن في كركوك وغيرها من المناطق التي تقطنها الغالبية الكوردية والتركمانية. لم يكتف صدام حسين بهذه العملية بل اتبع سياسة التطهير العرقي من خلال طرد او قتل الكورد والتركمان واعطاء منازلهم للعرب في تلك المناطق او ارغام من هم من غير القومية العربية على تصحيح قوميتهم للاعلان بانفسهم بانهم من العرب.
النزاع ما بين حكومات بغداد المتعاقبة والكورد استمرت اكثر من 80 عاما، وغالبا ما كان عنيفاً. فجميع الاطراف قد وافقت الان على صيغة لحل هذه المشكلة من اجل تحقيق العدالة لكركوك ، ولتصحيح الجرائم التي ارتكبت من قبل نظام صدام حسين ضد الكورد. الدستور العراقي يوجب اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها لتحديد ما اذا كان سكانها يريدون الانضمام الى اقليم كوردستان. واجراء استفتاء عام ليس امرا سهلاً، الا انه افضل من 80 عاما اخر من الصراع.
اذا خسرت الجهة التي تؤيد الانضمام الى اقليم كوردستان في الاستفتاء ، اتعهد ان كوردستان سوف تحترم نتيجة الاستفتاء. واذا فازوا في الاستفتاء ، اعد بأننا سنبذل كل ما في وسعنا لضمان تمثيل واسع للتركمان والعرب والمسحيين على حد سواء على المستوى المحلي وفي البرلمان والحكومة في اقليم كوردستان.

الاستقرار الاقليمي لايمكن ان يأتي من خلال حل الخلافات الداخلية وحدها ، لهذا اعطي اولوية قصوى لتوسيع وتعميق علاقاتنا مع تركيا. لقائي في الشهر الماضي في بغداد مع المبعوث التركي الخاص الى العراق كان تاريخيا وتطورا ايجابيا وينبغي ان يكون هناك مزيد من الاتصالات المباشرة بين حكومة اقليم كوردستان وتركيا ، فضلا عن الاتصالات المتعددة الاطراف التي تشمل الولايات المتحدة ونحن حريصون على العمل مع تركيا من اجل تعزيز السلام والازدهار في المنطقة.

انا فخور ان يكون اقليم كوردستان نموذجا وبوابة لبقية العراق . طريقنا الصعب الى العلمانية والفيدرالية والديمقراطية مستوحى بشكل كبير من تجربة الولايات المتحدة ونحن نتطلع الى العمل مع ادارة اوباما – بايدن لدعم وحماية مصالحنا ونجاحاتنا التي تحققت من خلال عمل شاق ولنبقى فخورين بواقع اقليم كوردسان اليوم من حيث ازدهار المجتمع المدني في قلب الشرق الاوسط. وعندما نصر على التزامنا التام بدستور بلدنا فاننا نكون قد اتخذنا تجربة امريكا العظيمة مثلاً اعلى.







SOURCE:: KRP.org PAGE HIT:: 4870