بحضور رئيس إقليم كوردستان، شهدت السليمانية مهرجاناً كبيراً لدعم إستفتاء الإستقلال


KRP.org | |


21/09/2017
أكد السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان في كلمة له أمام جماهير مدينة السليمانية، بأنّ شعب كوردستان بمختَلَف آرائه السياسية يُبْحِرُ اليوم في سفينة واحدة، وإعتبر سيادته بأن الإختلاف أمر طبيعي جدا، حيث قال: جميل أن نكون مختلفين في الآراء ونكون متحدين في مواقفنا القومية والوطنية، وأن نستثمر إختلافاتنا في خدمة شعبنا لا لمحاربة بعضنا، أو لفتح الطريق أمام الأعداء ليطعنونا طعنة مسمومة كلها غدر في ظهورنا، إننا نحتاج اليوم لنبقى إخوة موحدون أكثر من أي وقت مضى، كوردستان هي وطن للجميع بكل القوميات والأديان والمذاهب.

كلمة الرئيس بارزاني هذه جاءت أثناء مشاركته في مهرجان جماهيري كبير لدعم إستفتاء إستقلال كوردستان في مدينة السليمانية يوم الأربعاء 20-9-2017م، بمشاركة عشرات الآلاف من جماهير هذه المدينة .

ووصف الرئيس بارزاني مدينة السليمانية بحاضنة الروح القومية والوطنية الكوردية والسباقة في النضال والتضحيات، وقال سيادته: إنه لمن دواعي فخري أن أكون اليوم في السليمانية، مدينة التضحية والفداء، عاصمة الثقافة والروح القومية والوطنية الكوردية لأقول في حضوركم (نعم) لإستقلال كوردستان .

وقال سيادته: إنني متاكد تماما وواثق بأنكم ستصوتون بـ (نعم) للإستقلال في الخامس والعشرين من شهر أيلول 2017م، وأنا متأكد بأنّ السليمانية لن تقبل أبدا بأن تكون محكومة من أي غريب ولا تقبل أيضاً بأن تكون مستَعْبَدَة.

وحول الإستفتاء قال الرئيس بارزاني: إنّ موضوع الإستفتاء يشكل اليوم موضوعا رئيسيا، وأضحى في قمة الأجندة السياسية للمجتمع الدولي، حيث أننا نرى بأن الوضع في إقليم كوردستان أصبح موضوعا مهما يتم التباحث حوله وتتم عقد الإجتماعات والجلسات بشأنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأؤكد لكم بأن إستقلالنا هو ثمرة لدماء شهدائنا، وهو نتاج لتضحياتكم ونضالكم، ونتاج لوحدة الصف والارادة القوية لشعبنا، وإن الإستفتاء هو قرار شعب كوردستان وليس قرارا لحزب واحد أو حزبين أو ثلاثة

وحول البدائل المقدّمة للقيادة السياسية الكوردستانية لحثها على تأجيل إستفتاء الإستقلال، قال سيادته: لقد تحدثنا مراراً في المجلس الإعلى للإستفتاء حول البدائل، وأكدنا على شرط ثابت، وهو قبول أي بديل أفضل من الإستفتاء لكن وللأستف لم نستلم حتى الآن أي بديل بخصوص ما نطالب به .
وفيما يخص موقف بغداد، قال الرئيس بارزاني: اليوم تجسّدت وحدة الوطنية وتبيّن موقفنا الموحد، حيث أننا أعدنا تفعيل البرلمان، ولم تبق أية حجة للمشاركة في عملية الإستفتاء، وظهرت النوايا الحقيقية للبعض بشكل واضح، وعندما رأت بغداد بأن الموقف الدولي أصبح قاسيا بعض الشيء، تشجعوا على الإستقواء به ورفضوا كل المقترحات التي جرى تقديمها.

قال سيادته: لم تكن دماء شبابنا، وتضحيات ونضال شعبنا منذ بداية القرن الماضي والقرن الذي سبقه، إلا من أجل الإستقلال، ولم تكن المسيرة النضالية للسيد عبيدالله النهري والشيخ عبدالسلام بارزاني والشيخ احمد بارزاني وجميع القادة الكورد الشجعان إلا من أجل الإستقلال، وهم الذين رسموا لنا طريقنا ومسيرتنا النضالية .

نص كلمة الرئيس بارزاني لجماهير السليمانية :

بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات، أيها الإخوة
ياجماهير مدينة الشيخ محمود ونالي وبيره ميرد وبيكه س ومحوي وسالم
يا جماهير مدينة التضحية والفداء
يا جماهير عاصمة الثقافة
أنا الآن أشعر بأنني أحيا أحد أجمل أيام حياتي في سعادة لا تضاهيها أية سعادة أخرى، وأنا ألتقيكم في هذه المدينة الحبيبة لنجتمع سوية ونستعد لكي نقول (نعم) لإستقلال كوردستان.

لقد كنت متأكد بأن السليمانية ستبقى دوما كما كانت في مقدمة النضال والتضحيات، لأن هذه المدينة الشجاعة تحدت كل اكافة أشكال العدوان ومحاولات السيطرة عليها في أعوام 1925 و 1930 ، وفي عام 1963 تحدت هذه المدينة البطلة صديق مصطفى حيث وقف شباب هذه المدينة بكل شجاعة وبسالة وإختاروا موقفا رجوليا، ولم يرضوا بأن يهينوا صورة الملا مصطفى بارزاني وأن يتطاولوا عليها، أولئك المناضلون الأبطال إختاروا الموت على أن الخضوع لمطلب الأعداء.

إن السليمانية كانت دوما مركزا للروح القومية الكوردية (الكوردايه تي) ، حيث يذكر التاريخ بأن البارزاني الخالد عاد إلى بارزاني في عام 1943 عبر السليمانية بدعم وإسناد من قبل ملك كوردستان العظيم الشيخ الكبير محمود الحفيد، وإنني متأكد تماما وواثق من أنكم ستصوتون بـ (نعم) للاستقلال في الخامس والعشرين من هذا الشهر أيلول 2017م، وأنا متأكد أيضا بأن السليمانية لن تقبل أن تكون محكومة من أي غريب ولا تقبل أن تكون مستعبَدة.

إخواتي وأخوتي الإعزاء ...
إنّ موضوع الإستفتاء بات يشكل اليوم موضوعا أساسيا وأصبح في قمة الأجندات السياسية للمجتمع الدولي، حيث أننا نرى بأن الوضع في إقليم كوردستان أضحى موضوعا مهما يتم التباحث حوله وعقد الإجتماعات والجلسات بشأنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهنا أؤكد لكم بأن إستقلالنا هو ثمرة لدماء شهدائنا، ونتاج لتضحياتكم ونضالكم، ونتاج لوحدة الصف والإرادة القوية لشعبنا، وإن الإستفتاء هو قرار شعب كوردستان وليس قرارا لحزب واحد أو حزبين أو ثلاثة، ولكن ما هو سبب إتخاذ هذا القرار؟

إن السبب الذي أدى بنا لإتخاذ هذا القرار، هو عدم إكتراث حكومة بغداد بمبدأ الشراكة، حيث قضت بغداد على الشراكة بيننا، وخرقت الدستور، هذا الدستور الذي نتحدث عنه اليوم، هو ذاته الذي يعطينا حق الإستفتاء، حيث تؤكد ديباجته بأن (الإلتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق اإتحاده الحر) ، الدستور يقول (إتحاد حر) أي اننا نعيش في إتحاد اختياري مع العراق وإن تنفيذ هذه الوثيقة يحفظ للعراق هذا الإتحاد، وأؤكد دوما بأننا ذهبنا إلى بغداد بعد 2003م، برغبتنا لنساهم في بناء عراق فدرالي ديمقراطي ودولة مدنية ، لكن وللأسف لم تلتزم حكومة بغداد بأي إتفاق جرى توقيعه وإبرامه فبما بيننا وبينهم، ولم يلتزموا بالدستور،و لذلك قرر شعب كوردستان وبعد إنعدام كافة الحلول الرامية لإعادة الشراكة بأن يتخذ قرار آخر.
إننا كنا قد قررنا بعد بناء العراق الجديد والعملية السياسية الجديدة ، أن نبني في العراق دولة ديمقراطية فدرالية، ولكننا وللأسف لم نر الآن سوى دولة دينية ومذهبية تحكم العراق بلا أي إنسجام مع المبادئ التي إتفقنا عليها، لقد كنا نسمع إدعاءهم دوما بأن الإستفتاء هو رأي فردي أو رأي لحزب واحد أو حزبين أو ثلاثة، وبأنه لا يجسد إرادة الكوردستانيين، وقد تصور كثيرون أيضا بأن الإستفتاء ليس إلا ورقة ضغط تستخدمها القيادة السياسية الكوردستانية، لذلك لم يكترثوا كثيرا بهذا الأمر، وذلك رغم أن الإستفتاء موضوع قديم وجديد وقد تم التباحث حوله منذ فترة طويلة، حيث فاتحنا المجتمع الدولي حول هذا الموضوع .

وفي العام الماضي عندما ذهبنا بوفد رفيع المستوى إلى بغداد ، قلنا لهم بأننا جئنا إليكم لنتفق على أن نعيش جنبا الى جنب مع بعض كجيران نحترم بعضنا البعض، وقد تلمسنا منهم مواقف أكثر عقلانية ومرونة مما نسمعه الآن، ولكنّ بعضهم توهم وإعتقد بأننا لسنا صفا واحدا وكلمتنا ليست واحدة وإن هذه مسألة الإستفتاء ستفضي إلى حصول إنقسام في صفوفنا ، لكنهم أخطأوا وكانوا متوهمون، واليوم هم يرون جيدا بأن شعبنا في كوردستان كان وسيبقى دوما موحد الصف والكلمة في كل ما يتعلق بالقضايا والمسائل القومية والوطنية، فلكنا موحدون خدمة للإستقلال، وكلنا حزب واحد وصوت واحد، وكلنا اليوم نعي تحت مظلة (حزب كوردستان)

اليوم، تجسّدت هذه الوحدة وتبيّن هذا الموقف الموحد، فها قد أعدنا تفعيل البرلمان ولم تبق أية حجة أمام البعض لعدم المشاركة في عملية الإستفتاء، وبذلك ظهرت النوايا الحقيقية الخفية لدى هذا البعض بشكل واضح، وعندما رأت حكومة بغداد بأن الموقف الدولي أصبح قاسيا حيالنا بعض الشيئ، تشجعت على الإستقواء ورفضت كل المقترحات التي تم تقديمها، رغم أنّ الإستفتاء ليس سوى أداة للوصول إلى هدف مقدس ألا وهو الإستقلال.
لقد تحدثنا في المجلس الأعلى للإستفتاء حول البدائل وأكدنا على شرط ثابت، وهو القبول بأي بديل يكون أفضل من الإستفتاء لكن وللأستف لم نتسلّم حتى الآن أي بديل لما ما نطالب به .

إن إجراء الإستفتاء ليس بجريمة نرتكبها، بل هي خطوة طبيعية وقانونية، وهو وسيلة لشعب مضطهَد له كامل الحق بأن يطالب بالإستقلال بعد مئة عام من الجور والإضطهاد والظلم، وإننا متأكدون بأن الكثيرون منهم باتوا على خطأ، فالإستفتاء لا يعني نهاية العالم ولن تنهي هذه العملية كل شيء، ولكننا لن نسمح بأن يُمنع شعب كوردستان من التعبير عن صوته الحر وحقه في تقرير مصيره وإرادته ورغبته في الإستقلال.
وإننا في ذات الوقت مستعدون لنخوض مباحثات ومفاوضات جادة وصريحة وصادقة مع بغداد والمجتمع الدولي بعد إجراء الإستفتاء، وإن لزم الإمر فلتستمر هذه المباحثات مدة عام أو عامين على الأكثر، لنتمكّن من حل كل المشاكل خلال هذه الفترة، ولنقول لهم في نهاية الأمر: الوداع، فمنذ مئة عام ونحن نطلب منكم أن نكون إخوة وشركاء ولكنكم لم تقبلوا، والآن لنعش مع بعض كجيران وأصدقاء في مناخات تسودها علاقات حسن الجوار، فأنتم تشكلون عمقا لنا ونحن نشكل عمقا لكم، لكنّ رفضكم للإستفتاء يعني الكثير، حيث يعني إنكارا لحقوقنا، وللعلم فنحن نريد ونعمل ونناضل لكي لا تتكرر مآسي الماضي وكي لا يتعرض شعب كوردستان للأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية مرة أخرى كما حصل في حلبجة وغيرها، ونحن لا نريد أن تتكرر صورة الأم الشهيدة وإبنها الشهيد، حيث إحتضنت تلك الأم الشهيدة طفلها الشهيد أثناء القصف الكيمياوي، ولا يمكن القبول بتكرار مثل هذه الصور في بلادنا مرة أخرى .

ياجماهير السليمانية وحلبجة ورابرين المناضلة ...
لقد إرتبكنا خطأ كبيرا في عام 2003م بذهابنا إلى بغداد، لأننا كنا قبل ذلك التاريخ نعيش كدولة مستقلة، وقد قررنا وعدنا إلى العراق بنيّة صافية، لبناء عراق فدرالي ديمقراطي، لكن وللأسف لم تتغير سوى الوجوه وبقيت ثقافة الإنكار وعدم قبول الآخر كما هي.
أيتها الأخوات، أيها الإخوة الأعزاء

لم تكن دماء شبابنا، وتضحيات ونضال شعبنا منذ بداية القرن الماضي والقرن الذي سبقه وحتى اليوم، إلا من أجل تحقيق الإستقلال، ولم تكن المسيرة النضالية للسيد عبيدالله النهري والشيخ عبدالسلام بارزاني والشيخ احمد بارزاني وجميع القادة الكورد الشجعان إلا من أجل إستقلال كوردستان، وهم الذين رسموا لنا طريقنا ومسيرتنا النضالية .

إنني كنتُ أتمنى أن يشاركنا أخي العزيز سيادة الرئيس مام جلال في هذا الجمع الكريم، وكنت أتمنى أن تكون صحته وعافيته جيدة ليساهم ويحمل معنا شعلة الإستقلال ليسهل علينا المهمة ولنضمن نجاح ما نصبوا اليه وما نسعى لتحقيقه، وبهذا الخصوص فإنني من هنا أوجه ألف تحية إحترام وتقدير لشخص الرئيس مام جلال، وأتمنى له الشفاء العاجل، وأقول له: إنني لن أنسى مهما حييت، تلك الأخوة والصداقة التي جمعتنا، ولن أنسى دورك الكبير والفعال يا أخي ويا صديقي العزيز سيادة الرئيس مام جلال.

إننا اليوم جميعاً وبمختلف آرائنا السياسية التي أعتبرها حالة طبيعية وجميلة جدا، نُبْحِر في سفينة واحدة، وجميل جدا أن نكون مختلفين في الآراء ومتحدين في مواقفنا القومية والوطنية، وأن نستثمر اإختلافاتنا في خدمة قضية وليس لتدمير وتحطيم بعضنا أو لفتح الطريق أمام الأعداء ليطعنوننا طعنة مسمومة وبمنتهى الغدر في ظهورنا، ونخن نحتاج اليوم لأن نكون إخوة موحدين أكثر من أي وقت مضى، فكوردستان هي وطن للجميع ولكل القوميات والأديان والمذاهب.

وفي الختام، أتقدم إليكم بقائق الشكر والإحترام والتقدير أيها الأحبة، وقد كنت دوما مؤمنا بالروح القومية والوطنية الكوردية وبكوردستان، ولكن حضوركم اليوم رفع روحي المعنوية أكثر ومنحني قوة مضاعفة بإجتماعي المبارك معكم بين هذه الجماهير العظيمة، حيث بعثتم عبر هذا الموقف رسالة قوية للداخل وللخارج مفادها بأننا سنحقق وبإذن الله سيادتنا وإستقلالنا وسيكون لكم في ذلك الفضل الاكبر ، حفظكم الله أيها الاحبة ووفقكم .
ياجماهير السليمانية وحلبجة ورابرين العظيمة ..

أنتم اليوم أجريتم الإستفتاء وإختتمتموه، وأنا أرى بأن تجمعكم اليوم هو إستفتاء بحد ذاته، وأنتم أوصلتم الإستفتاء إلى القمة وتوَّجتم هذه العملية بموقفكم المشرف هذا.

تحية للأرواح الطاهرة لشهداء الكورد وكوردستان

تحية للأبطال البيشمركة الذين حطموا إسطورة داعش وأثبتوا بأانهم يدافعون عن الوطن، وأن تضحياتهم هي من أجل شعب كوردستان بمختلف إنتماءاته الحزبية والسياسية، وإن كانوا يقولون في الماضي بأن هذه القوة للبيشمركة تابعة لهذا الحزب أو ذاك، فانهم يقولون اليوم بأن هذه القوات هي قوات بيشمركة كوردستان، وأنا شاهد على ذلك، فقد إستشهد في زمار سبعة من أبطال البيشمركة وإختلطت دماءهم وأشلاؤهم ولم نسأل من أي حزب أو إنتماء كانوا، وقد كانوا تابعين للفرقتين 70 و 80 ، وإستشهدوا دفعة واحدة .

تحياتي الحارة لكم أيها الأحبة ، أقبّل أياديكم وعيونكم جميعا، أشكركم عظيم الشكر، أنتم مبعث فخرنا، وأنتم من رفعتم رؤوسنا ومنحتمونا أملا كبيرة، وأثبتتم بأن السليمانية هي دوما مدينة للتضحية والفداء، وإنّ أملنا بكم كبير جداً ، حفظكم الله.





SOURCE:: KRP PAGE HIT:: 12087