بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي الحضور
أشكركم لإتاحة هذه الفرصة لي لكي أكون معكم اليوم لإستذكار إمراة لها قيمة كبيرة في قلوبنا، والتي نعتبرها أمّاً حقيقية للكورد.
في عام 1989 تشرفت بلقائها لاول مرة في باريس، حيث رتب الأخ كندال نزان تلك الفرصة، وكنتُ أنوي التحدث لها حول معاناة شعبنا الكوردي وما يمر به، لكنني تعجبتُ في حينه لأنها كانت تعرف الكثير عن معاناة هذا الشعب، حيث كانت قد زارت مخيمات اللاجئين الكورد في تركيا، وقد تحدثت لي حول معاناتهم وكانت عيناها تدمع وهي تروي لي عنهم، وكان هذا الامر غريبا بالنسبة لي لانني لم اكن أعلم بأن هنالك مَنْ يتعاطف مع قضية الشعب الكوردي من غير الكورد.
لذلك فنحن مدينون بالكثير لهذه الإمراة، ككورد وككوردستانيين وستبقى ذكراها حية في نفوسنا، وواحب علي أيضا ان أتطرق إلى لقائي الاول بالرئيس فرانسوا ميتيران، حيث سألته حينها: سيادة الرئيس، عندما اعود إلى كوردستان ماذا سأقول للشعب الذي ينتظرني؟ رد علي بمتهى الصراحة: قل لهم بأن لهذا الشعب صديق مقرب منهم ومخلص لهم وداعم حقيقي لقضيتهم اسمه فرانسوا ميتيران.
إنّ العلاقات التي تربط كوردستان بفرنسا علاقات قديمة وتاريخية، وقد نظرنا دوما إلى فرنسا كدولة صديقة وداعمة لقضية شعبنا، وتتذكرون جيداً زيارة الرئيس الفرنسي لاقليم كوردستان في العام الماضي، حينما جاء الى أربيل في ظروف حساسة كان يمر بها اقليم كوردستان بعد الهجمات الوحشية التي تعرض لها على يد ارهابيي داعش، وقد ساهمت هذه الزيارة فعلا في رفع معنويات شعب كوردستان الذي اعتبرها دعما حقيقيا له في مواجهة الارهاب.
وها نحن نرى اليوم بأن فرنسا أضحتْ هدفا للارهابيين ولافعالهم الاجرامية، وهذا يعني أن موقف فرنسا المشرف من الارهاب هو السبب الرئيسي لهذه الهجمات، ومن هنا أتقدم بخالص العزاء للرئيس الفرنسي ولشعب فرنسا ولذوي ضحايا الانفجارات الاخيرة في باريس.
وإن هذا الفعل الإجرامي يدل على ان الارهاب هو عدو مشترك للجميع، وأؤكد هنا بأنه لا مستقبل للارهاب لا في منطقتنا ولا في العالم، وإن القضاء عليهم ليس سوى مسالة وقت.
اشكركم كثيرا لدعوتكم لي للمشاركة في هذه المراسيم واتمنى لكم طيب الوقت ..
شكرا واهلا وسهلا بكم.
|