أجرت صحيفة رووداو مقابلة مع السيد فؤاد حسين رئيس ديوان رئيس إقليم كوردستان في عددها (239) الصادر يوم 10/12/2012 هذا نصها: رووداو: ان مواقف المالكي ضد اقليم كوردستان تتشدد يوماً بعد يوم ، وفي المقابل يؤكد إقليم كوردستان على تبني الحوار، ماهذه المرونة التي يبديها الكورد إزاء المالكي؟
فؤاد حسين: المرونة التي يبديها الكورد لا تأتي من منطلق الضعف، بل إنها تدل على وجود الإيمان لدى الكورد بمعالجة المشاكل عن طريق الحوار لا الحرب، وهذا هو الأسلوب الصحيح، ولكن الكورد في الوقت نفسه مهيئون للدفاع في حال وقوع الحرب.
رووداو: هل لدى الطرف الآخر أي المالكي إستعداد لمعالجة المشاكل عن طريق الحوار؟
فؤاد حسين: في كل مرة كان هناك حوار مع المالكي وكذلك الوصول الى الإتفاق والتوقيع عليه، لكن العلة تكمن في انه لا يلتزم بالإتفاقات. والمعلوم ان المالكي الآن يعد العدة للحرب، وفي حالة كهذه يحق للكورد الدفاع عن أنفسهم.
رووداو: الى متى يبدي الكورد المرونة ويدعو الى الحوار، في وقت يواصل المالكي إرسال تعزيزات عسكرية إضافية الى حدود المناطق المتنازع عليها؟
فؤاد حسين: المالكي إستقدم القوات، ونحن بدورنا أيضاً أرسلنا البيشمركة، لكن هذا لا يدوم، لأن الدستور لا يقبل بمثل هكذا أمور ولا الوضع الراهن العراقي بحاجة الى ذلك.
رووداو: الى متى يتحمل الكورد ويصبرون؟
فؤاد حسين: ان الجلوس الى طاولة الحوار مائة مرة خير من ساعة حرب، لذا يجب الإبقاء على باب الحوار مفتوحاً دائماً، لكن إذا فُرضت الحرب يجب عليك أن تتهيئ لها وشعب كوردستان لم يفعل غير هذا، ان رئيس الإقليم أرسل الوفود الى بغداد مرات عديدة والآن أيضاً هناك وفد في بغداد وهذا هو الصحيح، ولكن الكورد في الوقت نفسه تهيئوا للدفاع عن كوردستان وشعب كوردستان إذا تطلب الأمر.
رووداو: ان المالكي قبل الآن لم يكن لديه الموقف المتشدد كما اليوم، لكنكم آنذاك دعوتم الى سحب الثقة منه وأخفقت العملية، واليوم نراه يبدي موقفاً متشدداً بينما لا تبادرون الى سحب الثقة منه إنما تدعون الى الحوار، ألا يظهر هذا ضعف الموقف الكوردي؟
فؤاد حسين: نحن متأكدون من ان المالكي يرى نفسه قوياً ولكن الحقيقة غير ذلك، فعلى الصعيد السياسي نرى ان الصدريين داخل التحالف الوطني يقفون بالضد من سياسات المالكي ويتحدثون عن فشل سياساته، وسياساته مفضوحة من لدن الشيعة عموماً، ناهيك عن الفساد في عقد شراء السلاح الروسي والمشاريع الخدمية في العراق، أين تكمن قوة المالكي؟ حتى ان علاقات العراق مع دول الجوار ليست بالجيدة. مع ذلك يجب الدعوة الى الحوار عشرة مرات بدلاَ من الحرب مرة واحدة، ولو ان نتائج الحرب تظهر في ميدان الحرب.
رووداو: أعلن المالكي صراحة ان الحرب لن يكون له أي تأثير على بغداد والنجف وكربلاء، أي ان الكورد هم المتضررون فقط، هل هذا صحيح؟
فؤاد حسين: إذا إندلعت نار الحرب في أي مكان سواء في كركوك أو خانقين، فإنها ستمتد الى مناطق اخرى، لان هذه الحرب، حرب خطرة، ولكن لن تكون حربا كوردية عربية، ولااعرف كيف يتحدث المالكي باسم العرب، لانني لم اعلم ان المالكي اصبح شخصية عروبية، الذي نعرفه عن المالكي والذي قرأناه عنه انه شخص يتحدث عن الاسلام وكان في حزب ليس تنظيم عراقي وانما أممي، والان عندما يطرح طروحات عروبية فان هذا ضد مبادئه ايضا ويظهر انه خرج عن نهج حزبه.
رووداو: مادام الكورد ضد سياسة المالكي وانه يوجد بين الشعية والسنة ايضا يقفون بالضد من سياسته، فلماذا لاتطرحون مرة اخرى مسألة سحب الثقة عنه؟.
فؤاد حسين: مسألة سحب الثقة احدى آليات العملية الديمقراطية وتستخدم ضد اي شخص، ولكن هذا بحاجة الى اجواء برلمانية ومجموعة اجراءات سياسية ويبدو انها غير متوفرة حاليا.
رووداو: اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي وبطلب من المالكي زار اربيل مرتين، ماهي الرسالة التي اراد المالكي ايصالها للقيادة الكورية؟
فؤاد حسين : زيارتا السيد النجيفي الى اربيل كانتا متشابهتان الى حد ما، وقال ان المالكي يطالب بالعودة الى الاتفاقيات السابقة التي لها علاقة بنقاط التفتيش وتسليم المدن الى شرطة تلك المناطق، ولكن لدينا مجموعة اسئلة، ترى من هي الالوية او القوة التي ستنسحب من المنطقة، واذا انسحبت، سيكون الانسحاب الى اين؟ واين سيكون حدود انسحاب هذه القوات؟، واذا تولت الشرطة المسؤولية الامنية في هذه المنطقة، هل ستكون تابعة للمحافظة التي تتواجد فيها؟، لان المالكي اذا ينوي ان تتلقى الشرطة الاوامر مباشرة من مكتبه فان العملية ستكون فاشلة، ولهذا يجب ان نعرف كيفية انسحاب القوات من هذه المناطق، لانه يجب ان لاتبقى قوات دجلة، المالكي خلق حالة عجيبة، والكورد لايحبون الحرب، وانما يحبون السلام، وشعب كوردستان تواق للحياة ولايحب الموت وفي الوقت نفسه لايخشى الموت.
رووداو : الكورد يطالبون بتدخل طرف ثالث، سواء امريكا او اية قوة اخرى للمجيء الى هذه المنطقة؟
فؤاد حسين : يجب ان نكون واقعيين بانه لم يبق هناك طرف ثالث، سابقا كانت هناك القوات الامريكية ولكنها رحلت، والامم المتحدة لاتستطيع المجيء، ولهذا في النهاية يجب ان نصل بأنفسنا الى حل ومعالجة المسألة، لكن القوات العراقية تمتلك الاسلحة الامريكية وتم تدريبها من قبل الامريكيين، وهذه مسألة تقع مسؤولتيها الاخلاقية على عاتق امريكا وقام اقليم كوردستان باطلاع الامريكيين على هذه القضية.
رووداو: نشرت بعض وسائل الاعلام في اقليم كوردستان العراق ان رئيس اقليم كوردستان وبعد الاجتماع الثاني مع النجيفي وافق على سحب قوات البيشمركة الى مواقعها دون الغاء قوات دجلة، وكان رئيس الاقليم اعلن سابقا ان قوات البيشمركة لن تنحسب الا بعد الغاء قوات دجلة، فلماذا تراجع بعدها؟
فؤاد حسين : جاء السيد النجيفي بمجموعة اقتراحات، وقال رئيس اقليم كوردستان لتطرح آلية واذا هم على استعداد للحوار فنحن ايضا مستعدون وان هذا الموضوع سيحسم بالحوار، وبخصوص سحب قوات البيشمركة من المناطق المستقطعة قبل الغاء قوات دجلة فهذا غير صحيح ولا اعرف من اين أتى هؤلاء بهذه الانباء.
رووداو: في اي وقت ستنسحب قوات البيشمركة؟.
فؤاد حسين: هذا مرتبط بالحوار والمباحثات اذا جرت، والمالكي جاء بالقوات لحسم موضوع سياسي وهذا مخالف للدستور ويجب عدم عسكرة العراق، ويجب ان لايقع حكم العراق مرة اخرى بيد الجنرالات.
رووداو : كيف يتحدث الكورد في حواراته ومباحثاته مع المالكي حول حدود كوردستان، لان المالكي يقول يجب ان يرجع الكورد الى حدود قبل سنة 2003 ويجب ان لايتجاوزوا بعد الان خط 36؟.
فؤاد حسين: ان كان بهذا الشكل، فالمالكي لايعترف بالمادة 140 في الدستور العراقي، لانه حسب هذه المادة هناك مناطق متنازع عليها بين اقليم كوردستان والعراق، وان ادارة هذه المناطق يجب ان تكون مشتركة لحين اجراء الاستفتاء ويقرر سكان هذه المناطق مصيرهم بانفسهم وكيف ستكون حدودهم وليس بقرار سياسي من بغداد، عملياً المالكي يخالف الدستور ويرسل القوات الى المناطق المتنازع عليها وقام المالكي ايضا بتغيير الاسم الى المناطق المختلطة التي هي حسب الدستور مناطق متنازع عليها، وبهذا ستحدد حدود كوردستان ايضا وفق هذا الاستفتاء الذي ورد في المادة 140 الدستورية.
رووداو: لكن المالكي لايطبق المادة 140 الدستورية، وفي جانب اخر استقدم القوات الى المناطق المتنازع عليها، فهل ستندلع الحرب؟
فؤاد حسين : نتمنى ان لاتصل الامور الى مرحلة الحرب، ومن السهل التحدث عن الحرب، ولكن لاسامح الله اذا واجهتنا الحرب، لدينا ثقة كبيرة بقوات البيشمركة وقيادات البيشمركة درست الوضع وتستطيع تحقيق النصر. رووداو : هل عودة مام جلال هذه المرة الى بغداد للعمل السياسي، او يحمل برنامجا لتهدئة الاوضاع؟
رووداو: جزء من مهام فخامة رئيس الجمهورية هو حماية الدستور وعندما يرى ان هناك خروقات للدستور، فإن سيادته يدافع عنه، وهذا الذي قام به، وحاليا عندما يرى ان المالكي يصدر القرارات ويهاجم اقليم كوردستان العراق، فان رئيس الجمهورية سيحاول وقفه، وعاد رئيس الجمهورية لهذا الغرض ومن الضروري على المالكي الالتزام بالدستور والاتفاقات وتنفيذها.
رووداو : بعد تدهور الاوضاع بين بغداد واربيل، دخلت امريكا على الخط، فماذا قالت؟
فؤاد حسين : الامريكيون مستاؤون، وهم ليسوا مع تدهور الاوضاع، تحدثوا معنا ومع بغداد ايضا.
رووداو : ماذا كان مقترح الامريكان للكورد بخصوص الاوضاع، وهل مارسوا أية ضغوطات؟
فؤاد حسين : الامريكيون منذ البداية يرغبون على الاقل الالتزام باتفاقية 2009، لان تشكيل القوات المشتركة في المناطق التنازع عليها كان باقتراح امريكي، امريكا لاتتحدث عن ضغوطات حتى يسحب الكورد قوات البيشمركة، انما يقولون انه على الطرفين الوصول الى اتفاق والعودة الى الإتفاقية التي وقعت قبل 2009، لانهم لايحبذون تحشيد هذه القوات في مواجهة بعضها للبعض.
رووداو: ما سبب زيارة قاسم سليماني لاربيل واجتماعه مع بارزاني وطالباني؟
فؤاد حسين : هذه مشكلة كبيرة والمالكي ينوي استخدام القوة، ودول الجوار وبالاخص ايران لاتحبذ ذلك وهذا يسبب مشاكل للمنطقة، وايران مستاءة من هذا الموضوع ومن مواقف المالكي.
رووداو: هل تستطيع ايران ممارسة ضغوطات على المالكي لتهدئة الوضع؟
فؤاد حسين: تم بحث هذه المشكلة مع الايرانيين، وايران تستطيع ممارسة الضغوط على المالكي.
رووداو: ارسلت الاطراف الكوردستانية الكوردستانية ورئيس اقليم كوردستان ايضا ارسل رسائل الى الاطراف الشيعية، كيف كان ردهم؟
فؤاد حسين: الاشارات التي تلقيناها من القوى السياسية العراقية بعد هذه الرسائل، تدل انهم لايريدون هذا الوضع، ورسالة رئيس اقليم كوردستان كانت خاصة للمراجع الشيعية العظام في العراق وهم بدورهم تلقوها بشكل ايجابي وكانت لهذه الرسائل تاثيرها ايضا.
رووداو: هل ستندلع حرب بين اقليم كوردستان والجيش العراقي؟
فؤاد حسين : المالكي خلق اجواءً للحرب، لكن ليس شرطا ان يكون هناك قرارا للحرب، الوضع الحالي يشبه بان يصب شخصا البنزين ويرمي اخر سيكارته عليها وينفجر، القوات في تلك المناطق تقف في مواجهة بعضها البعض، وهناك اناس حاقدون كثر في المنطقة ويريدون زيادة شرارة التصعيد، بمعنى اخر ان هذه الاجواء ستكون سببا لتستغل الاوضاع من قبل اناس خارج الطرفين يبحثون عن الفتنة ويتخذوا قرار الحرب.
رووداو: اعلن المالكي انه يستطيع ان يأتي بقواته لغاية اربيل..... ولا احد يستطيع منعه، هل يستطيع المالكي ان يأتي بقواته الى اربيل؟
فؤاد حسين : لماذا سوف يأتي بالقوات الى اربيل، وسيحارب من؟، يبدوا ان المالكي يعتبر الكورد غرباء، ولهاذ سيأتي بقواته الى اربيل، لا اعرف ما هذه العقلية، هذا مخالف للدستور، المالكي سابقا كان في اربيل واربيل قامت بحمايته، لهذا لا احد يستطيع احتلال اربيل وليس لاحد اتخاذ هذه الخطوة.
رووداو : هل حاول المالكي زرع الشقاق بين الكورد؟
فؤاد حسين : المالكي تمنى ذلك كثيرا، لكن كان على خطأ، والتقى العديد منهم وكانوا يتحدثون له وقام اناس انتهازيون بتحليل الوضع له، وجاء في خياله انه اذا رشح نفسه في اربيل سيحصل على اعلى الاصوات، المالكي يفكر في البقاء للابد، لكن يجب ان يعرف المالكي ان الكورد يملكون الارض وهو يملك الكرسي، والاختلاف هو ان الكرسي يتحرك والارض ثابتة لاتتحرك، الكورد اقدامهم على الارض واقدام المالكي على الكرسي، والواقف على الارض لايقع ولكن الذي على الكرسي سيقع.
رووداو: من المقرر ان يزور احمدي نجاة العراق، فهل سيزور اقليم كوردستان ايضا؟
فؤاد حسين : كان مقررا تنفيذ الزيارة واذا نفذت سيزور اقليم كوردستان ايضا.
|