اجرت قناة فرانس24, اليوم الثلاثاء 18/11/2014 مقابلة مع السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان في برنامج اكسكلوسيف (Exclusive) للصحفي مارك بيريلمان (Marc Perelman),هذه نص المقابلة:
فرانس24:مرحبا بكم في صلاح الدين في مكتب رئيس أقليم كوردستان العراق لهذا الحوار الحصرى, فخامة الرئيس بارزاني شكرا على استقبالكم لنا هنا في مكتبكم لقد قضيتم الكثير من الوقت في الاسابيع الاخيرة على جبهات القتال بسبب الحرب ضد الدولة الاسلامية المعروفة بداعش, هذه القضية التى اصبحت اصعب في شهر يونيو عندما تحكمت داعش في مدينة الموصل واصبح الوضع اكثر مأساوية في شهر أوغسطس عندما وصلت هجمة داعش كوردستان العراق, البيشمركة تمكنوا بدعم من البلدان الغربية من مواجهة داعش, هل يمكن ان تقدموا لنا معلومات حديثة عن الوضع العسكرى لا سيما في اطار الهجمات الحديثة من قبل داعش؟
الرئيس بارزاني: هناك معارك يومية ضد تنظيم الدولة الاسلامية, ضد هذه المجموعات الارهابية, أن المجموعات الارهابية هجموا من الجنوب وبعد ذلك شنوا هجوما على أقليم كوردستان, في بداية هذا الهجوم نجحوا في السيطرة على بعض المناطق ولكن بعد ذلك قامت القوات البيشمركة باتباع استراتيجية بشقين, الشق الاول يهدف الى صد تقدم تنظيم الدولة السلامية وبعد ذلك ابعادها عن المناطق التى سيطرت عليها واحرزنا انتصارات, واليوم تقوم قوات البيشمركة باستعادة المناطق التى كان يسيطر عليها تنظيم الدولة السلامية, حاليا المعارك في غرب نهر دجلة.
فرانس24: اذاً يبدو ان هناك هجوماً في منطقة ربيعة, هل تظنون ان داعش تخسر الحرب وتحاول الهجوم بشكل مفاجئ؟ ام هل تظنون بأن داعش يمكن لها أن تنتصر في الحرب؟
الرئيس بارزاني: كلا الحرب لم تنته بعد, ان تنظيم الدولة الاسلامية لم تفقد قدراتها في شن الهجمات, الحرب مستمرة, صحيح هذا التنظيم تم اضعافه ولكن لم يفقد هذا التنظيم قدراته الهجومية.
فرانس24:خضتم الكثير من الحروب خلال حياتكم, قاتلتم صدام حسين, هل تظنون بأن داعش اكثر من كل هذه المخاطر السابقة؟
الرئيس بارزاني: في الواقع هذا نمط جديد من الحروب ومن التكتيكات العسكرية, الأمر يتعلق بحرب ايديولوجية, هؤلاء الأرهابيون لا يحترمون أي شيء, يهاجمون كل شيء, هذه المجموعة الارهابية هي مجموعة همجية واكثر همجية من الحكومات العراقية التى حاربناها.
فرانس24: اود ان اتطرق لقضية الدعم الغربي لكم, حصلتم على ضربات جوية حاسمة من قبل الامريكيين ووصلتكم اسلحة من دول غربية اخرى, كانت هناك زيارة تاريخية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند, ماهى مطالبكم تجاه الغرب, هل تطلبون اسلحة ثقيلة اكثر؟ مساعدة عسكرية اكثر؟
الرئيس بارزاني: صحيح ان زيارة الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند كانت زيارة تاريخية ونحن نشكره عليها, نريد ان نشكر ايضاً الشعب الفرنسي وان نشكر كل اعضاء التحالف على دعمهم لنا, ولكن اريد ان اقول بان هذا الدعم في الواقع غير كاف نظراً لاحتياجاتنا على سبيل المثال فيما يتعلق بالاسلحة الثقيلة كماً ونوعاً وبالتالي نحن بحاجة الى المزيد من وسائط نقل القوات المدرعة والمروحيات والمدفعية من اجل الانتصار في الحرب, نحن لن تصلنا هذه الوسائط وهذا غير كاف.
فرانس24: لماذا لم تحصلوا على هذه المساعدات؟ هل تظنون بان الغرب يأبى تقديم هذه الاسلحة لكم؟
الرئيس بارزاني: نحن طرحنا السؤال نفسه ونحن ننتظر الاجابة على هذا السؤال, في الواقع الى الان طرحنا اسئلة واضحة ولم تصلنا اجابات واضحة, نريد ان نعرف هل هناك مستوى معين وسقف معين للاسلحة التى ستاتينا وايضا فيما يتعلق بالنوعية.
فرانس24: اذاً خاب املكم في هذا الصدد؟
الرئيس بارزاني: كلا, لم يخب املنا ولكن نحن ننتظر ان يتم احترام الالتزامات التى تم التعهد بها.
فرانس24: فيما يتعلق بالوضع في عين العرب (كوباني) هذه المدينة عند الحدود السورية التركية كانت هناك الكثير من الانتقادات ضد تركيا لعدم تحركها لانقاذ سكان هذه المدينة التى كانت عرضة لهجمات داعش, هل تظنون بان الوضع استقر اليوم؟ وهل تظنون بان كوباني ستتمكن في الاخير من طرد داعش؟
الرئيس بارزاني: ان المقاومة التى يتحلى بها المقاتلون في كوباني (عين العرب) ضد هذا التنظيم الاسلامي هي شجاعة كبيرة جداً وتم ايضا نشر قوات البيشمركة في هذه المدينة وقدموا اسناداً ودعماً عملياً, والاتراك في الواقع سمحوا لقوات البيشمركة بالعبور من اراضيها, ولكن من الناحية العسكرية لم تتدخل تركيا وانا لا اعرف لماذا وما زلت ابحث عن الجواب يجب طرح السؤال على تركيا.
فرانس24: هل تفكرون في ارسال جنود واسلحة اضافية الى كوباني؟
الرئيس بارزاني: اذا كان هناك طلب واذا كان هناك وسائل للقيام بذالك سنقوم بكل ما نستطيع القيام به.
فرانس24: ولكن لم تحصلوا على الترخيص التركي للقيام بذلك؟
الرئيس بارزاني: هناك اتفاق بين اقليم كوردستان وتركيا و الولايات المتحدة الامريكية, وفي اطار هذا الاتفاق قمنا بارسال قوات البيشمركة الى كوباني وعلينا الحديث بشأن ارسال المزيد من القوات .
فرانس24: تم انتقاد تركيا لاسيما في الغرب لعدم تحركها لانقاذ كوباني ولكن انتقدت ايضا لانها قالت انه بالنسبة لها لا فرق بين داعش وحزب العمال الكوردستانى كلاهما منظمات ارهابية, وهذا ما صدم الغرب, هل تظنون على شاكلة تركيا ان الحزب العمال الكوردستانى مثله مثل داعش؟
الرئيس بارزاني: كلا لا اتفق مع هذا الطرح.
فرانس24: هل تشاركون في المفاوضات بين السلطات التركية وحزب العمال الكوردستانى, وهل تظنون بان هذه المفاوظات ستصل الى النجاح؟
الرئيس بارزاني: حاليا الاولوية الاولى لنا هى مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية ونحن نستمر في بذل الجهود ايضاً من اجل دعم عملية السلام في تركيا, الغاية هى الوصول الى حل سلمي للقضية الكوردية في تركيا وسنستمر من اجل الوصول الى هذا الهدف.
فرانس24: وتشاركون شخصيا في هذه المفاوضات ؟
الرئيس بارزاني: نحن على تواصل دائم مع الاطراف المعنية.
فرانس24: هل ساعدتكم تركيا عندما اقتربت داعش منكم في اغسطس؟
الرئيس بارزاني: قاموا بارسال شحنة من الذخائر.
فرانس24: وهذه الشحونات ما زالت متواصلة؟
الرئيس بارزاني: اتمنى الانتقال الى موضوع اخر لو سمحتم.
فرانس24: فيما يتعلق بإيران هل وصلكم دعم من إيران؟ هل تساندكم إيران؟
الرئيس بارزاني: نعم ارسلت إيران شحنات ذخائر.
فرانس24: وما زالت الاسلحة تصلكم من إيران؟
الرئيس بارزاني: نعم احيانا ارسلوا لنا قوافل.
فرانس24: كانت إيران من اول من بادر بمساعدتكم؟
الرئيس بارزاني: نعم أول شحنة وأول انزال كان من إيران.
فرانس24: هل هناك تعاون بين إيران والولايات المتحدة الامريكية والقوات الكوردية ضد داعش؟
الرئيس بارزاني: على حد علمي من الناحية الرسمية ليس هناك تنسيق.
فرانس24: بالطبع أود ان اتطرق لقضية الاستقلال, اعلنتم منذ اشهر في يونيو, اعلنتم انكم ستجرون استفتاءاً على الاستقلال, حدثت هذه الهجمة من قبل داعش ضد كوردستان ام مازلتم على اصراركم لإجراء هذا الاستفتاء بشأن استقلال كوردستان العراق؟
الرئيس بارزاني: ان الحق في الاستقلال هو حق طبيعي ومشروع للشعب الكوردى, شعبنا يحق له ان يقرر بشأن مصيره وبحق تقرير مصيره, هذا الحق ينبغى ممارسته وليس هناك شيء يمكن ان يعرقل هذه العملية, ليس هناك شيء من شأنه ان توقف هذه العملية ربما الجدول الزمني سيغير فيما يتعلق بهذه العملية ولكن لن نتنازل عن هذه العملية المتعلقة بممارسة حقنا.
فرانس24:هل ستجرون استفتاءاً السنة القادمة؟
الرئيس بارزاني: هذا الامر يتعلق بالبرلمان, برلمان أقليم كوردستان تم اتخاذ القرار بشأن اجراء استفتاء حول الاستقلال ولكن الجدول الزمني سيتم اقراره في برلمان كوردستان.
فرانس24: يجب ايضاً ان يقبل جيرانكم وحلفائكم قرار هذا الاستفتاء, والكثير يعارضون هذا الاستقلال لكوردستان؟
الرئيس بارزاني: ان القرار يكمن في اجراء استفتاء على الاستقلال حتى يستطيع الشعب الكوردى تحديد مصيره, ولكن ينبغى ربما الحديث لاحقاً في تفاصيل هذه العملية, لا يستطيع احد ان يمنعنا من ممارسة هذا الحق, لا يمكن لأحد ان يعارض ارادة الشعب الكوردى من اجل تحديد مصيره, ولا يمكن لأحد ان يبت حق تقرير المصير بدلا عن الشعب الكوردى.
فرانس24: الان قضية كركوك، هذه المدينة مدينة رمزية, سيطرتم على كركوك وانتهزتم فرصة هجوم داعش هل ستردون كركوك يوماً الى الحكومة الفدرالية العراقية؟ ام هل تظنون ان كركوك ستبقى في كوردستان العراق؟
الرئيس بارزاني: بالنسبة لنا كركوك هي جزء من كوردستان العراق هذا واقع, لقد وافقنا على اجراء العملية الدستورية من اجل اجراء احصاء في كركوك حتى يحدد السكان مصيرهم ونحن نحترم سكان مدينة كركوك وكما قلنا دائماً ان كركوك هي جزء من كوردستان ولكن علينا ان نتعامل مع هذه العملية استناداً الى تدابير خاصة ينبغى البت فيها تمكن المواطنين والادارة في كركوك في التعبيرعن رأيهم.
فرانس24: فخامة الرئيس ورائكم هناك علم كوردستان العراق وعلم العراق, بعد كل ما حدث هل تحسون بأنتمائكم دائماً الى العراق؟
الرئيس بارزاني: انتم تعرفون بأن كوردستان جزء من العراق وفقاً للدستور العراقي الذي صوتنا عليه ولكن هناك الوقائع التي ينبغي اخذها بعين الاعتبار, العراق مكون من شعبين الكوردي والعربي, ينبغي لنا ان نكون شريكين, ليس هناك طريقة اخرى للتعريف بهذا الانتماء.
فرانس24: هل توافقون عندما نقول ان كل المحاولات الرامية لتوحيد العراق منذ عقود قد اخفقت؟ هل تظنون ان هناك وسيلة لجمع وتوحيد العراق؟ ام ان العراق تقادم واكل عليه الدهر وشرب؟
الرئيس بارزاني: هذا الامر يعتمد على الخيارات التى سيتخذها القادة العراقيون, اذا كرر هؤلاء القادة اخطاء الماضي, نعم سيتجزء البلد وينقسم, ولكن اذا استمر القادة في الاحتفاظ بوعودهم فسيبقى العراق.
فرانس24: في هذا الصدد هناك اجل نهائى وهو الثامن من ديسمبر, الحكومة الجديدة ستحاول ايجاد حلول لكل المشاكل بين حكومة بغداد وحكومة اقليم كوردستان, قضايا البيشمركة وقضية كركوك ومشكلة النفط ايضاً هذه القضية مصدر خلاف بينكم, قمتم بمد انبوب نفط السنة الماضية بينكم وبين تركيا, الحكومة المركزية قررت تخفيض الميزانية المخصصة لكم في شهر فبراير وهو ما ادى الى احداث مشاكل اقتصادية في كوردستان العراق, هل تظنون ان هناك فرصاً لأيجاد حلول لهذه القضية قبل الثامن من ديسمبر؟
الرئيس بارزاني: حالياً هناك عملية جارية ترمي الى ايجاد حلول لهذه المشاكل, لقد ابدينا عن مرونة وبينا بأن لدينا نية الوصول الى حلول للمشاكل التي تواجهنا, ولكن ان لم نجد حلاً لهذه المشاكل لا نستطيع الانتظار الى الابد, علينا اتخاذ القرار التى ينبغي اتخاذها.
فرانس24: اذاً ان لم يتم هذا بحلول الثامن من ديسمبر هل ستواصلون المفاوضات ام ان الاجل نهائي صارم ان لم توجد حلول فسينتهي الامر؟
الرئيس بارزاني: القرار قرار جماعي وتابع لجميع الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان وللبرلمان كوردستان ،لا اعرف القرار بعد.
فرانس24: لأيضاح الامور فيما يتعلق بالنفط, ما هي مطالبكم هل تودون ان تحظى كوردستان العراق بالحق في التنقيب وانتاج وتصدير النفط وان لا يكون لحكومة بغداد أي كلمة في هذا الشأن أم هل توافقون على تقاسم هذه السلطة النفطية مع حكومة بغداد؟
الرئيس بارزاني: ينص الدستور العراقي على ان الغاز والنفط ملك لجميع المواطنين العراقيين, ليس هناك أي نزاع بهذا الشأن, اليوم هناك امكانات جديدة, هناك وزارة جديدة للنفط تم تشكيلها بقيادة وزير صديق كبير لكوردستان وتم التوصل الى اتفاق, نتمنى ان نصل الى حلول عبر هذا الاتفاق.
فرانس24: هل ثقتكم اكبر في رئيس الوزراء الحالي بالمقارنة مع نوري المالكي؟
الرئيس بارزاني: لا أريد الحديث عن الاشخاص.
فرانس24: اخر سؤال هل تحلمون بأن تكونوا يوماً رئيساً لكل الکورد؟ وهل تظنون بأن هذا اليوم, وهذا الحلم سيتحقق قريباً؟
الرئيس بارزاني: لم احلم يوماً ان اكون رئيساً ولا أنتظر ان اكون رئيساً, ولا أريد ان اكون رئيساً لكل الكورد ولكن ما اعرفه يوماً سيكون الكورد مستقلین و سيكون هناک تضحيات وأنا اقوم بكل ما استطيع للوصول الى ذلك الهدف وأتمنى ان تكون كوردستان مستقلة ولكن من هو الرئيس؟ هذه مسئلة غير مهمة بالنسبة لي.
فرانس24: هل ستعودون الى جبهة القتال في الربيعة لمتابعة الحرب؟
الرئيس بارزاني: لقد زرت كل ساحات القتال في الجبهات ,سأتابع تطورات الاوضاع بطبيعة الحال.
فرانس24: وبالطبع يحدوكم الأمل في إحراز النصر؟
الرئيس بارزاني: نحن نؤمن بالنصر.
فرانس24: شكراً فخامة الرئيس بارزاني على استقبالنا.
الرئيس بارزاني: شكراً.