أكد السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان بأن القرار الذي صدر عن مجلس النواب العراقي ضد شعب كوردستان ما هو إلا نموذج لنمط حكم الأغلبية السياسية الذي تدعو اليه هذه الأطراف المتنفذة في العملية السياسية العراقية، وقال سيادته: إنني أطالب مجلس النواب العراقي بأن يراجع قراره لأن إرادة شعب كوردستان لا يمكن كسرها بهذه الطريقة ولن تستطيعوا كسر هذه الارادة.
كلمة الرئيس بارزاني هذه، جاءت خلال إحتفال جماهيري كبير أُقيم في مدينة آكري يوم الأربعاء 13/9/2017م، دعما لإجراء عملية الإستفتاء لإستقلال كوردستان.
وقد تطرق الرئيس بارزاني بالتفصيل إلى مجمل الاسباب التي أدت بشعب كوردستان إلى أن يفقد الأمل بمختلف الوعود والإتفاقيات التي أبرمها مع بغداد، وأوضح بأن مبدأ الشراكة الحقيقية بين الكورد والعرب كان شرطا أساسيا للمشاركة والعيش معاً في دولة العراق الجديد، ولكن لم يكن نصيب شعب كوردستان من تلك الشراكة طوال تلك المراحل إلا مزيدا من الكوارث والمشاكل والظلم وعمليات الأنفال والإبادة الجماعية والقصف بالأسلحة الكيمياوية وتدمير 4500 قرية، وبعد سقوط نظام البعث أراد إقليم كوردستان أن يساهم بدوره في بناء عراق ديمقراطي فدرالي لكن هذا أيضا لم يتحقق لأن العقلية المتسلطة على حكومات بغداد لا تؤمن أبدا بالشراكة .
وأوضح الرئيس بارزاني بأن إقليم كوردستان جرّب كافة السبل والوسائل مع حكومات بغداد كاللامركزية والحكم الذاتي والفدرالية، ولم تكن نتائج كل تلك التجارب إلا مزيدا من التهميش والإنكار لحقوق شعب كوردستان، لأن الأفكار الطاغية على حكومات بغداد المتعاقبة لم تتغير وإن تم تغيير الأشخاص، وقد بقيت ثقافة إلغاء الآخر والإستفراد بالحكم والتعامل مع شعب كوردستان كشعب تابع ومهمّش، ولكنّ شعب كوردستان لم ولن يقبل أبدا بأن يكون مستعبدا من أية جهة كانت.
وأشار رئيس إقليم كوردستان إلى أن الإستفتاء هو عبارة عن وسيلة ليتمكن شعب كوردستان من خلالها إيصال رسالته إلى العالم، وليوضح للجميع بأنه يريد الإستقلال، وقال سيادته: بالنسبة للذين يطالبون بتأجيل عملية الإستفتاء فإنْ كان لديهم بديل يوصل شعب كوردستان إلى نفس النتيجة ونفس الهدف فليعرضوا هذه البدائل وإلاَّ فإننا لن نتراجع عن إجراء عملية الإستفتاء وستجرى في وقتها المحدد الذي تم الإتفاق عليه، وأنا أطالب ممن يقول بأن هذا الوقت غير مناسب لإجراء عملية الإستفتاء بأن يجيب على سؤالنا الذي نطرحه دوماً ونقول: متى سيحين الوقت المناسب؟، فنحن ننتظر هذه الفرصة منذ مئات السنين، لكن يبدو أن الموعد الذي سيتخذ فيه شعب كردستان قراره بتقرير مصيره لا وجود له في تقاويمهم.
وفي قسم آخر من كلمته أكد الرئيس بارزاني بأن الإستفتاء ليس قراراً لشخص واحد أو طرف سياسي واحد بل هو قرار شعب كوردستان، وحول التصريحات التي تقف ضد الإستفتاء أكد الرئيس بارزاني بأن القيادة السياسية الكوردستانية تمد يد الأخوة والصداقة لجميع الأطراف ولا تشكل أي تهديد لأي كان، وقال سيادته: لكن من يريد أن يكسر إرادتنا ومن يطلق التهديدات ضدنا فليجرب حظه معنا، وبهذا الصدد فإننا نؤكد بأن هذه التهديدات ليس لها أي إعتبار أو قيمة لدى شعبنا.
وتطرق الرئيس بارزاني لقرار مجلس النواب العراقي ضد شعب كوردستان، وأكد بأن هذا التصرف ما هو إلا نموذج لنمطية حكم الأغلبية السياسية الذي تدعو إلى فرضه وتطبيقه هذه الأطراف المتنفذة في العملية السياسية العراقية، وقال سيادته: إنني أطالب مجلس النواب العراقي بأن يراجع قراره لأن إرادة شعب كوردستان لا يمكن كسرها بهذه الطريقة ولن تستطيعوا كسر هذه الإرادة.
كما أوضح سيادته بأن المكتسبات التي حققها شعب كوردستان جاءت كثمرة طبيعية لتضحيات ودماء شهداء وبيشمركة كوردستان، وهي ليست منَّة من أحد، ويبدو أنه لو كان بإستطاعتهم لأخذوا من هذا الشعب كل ما حققه من مكتسبات.
كما أكد السيد رئيس إقليم كوردستان في كلمته بأن الوقت قد حان لشعب كوردستان ليقول: كفى لتكرار الإتفاقيات ضدنا كإتفاقية الجزائر ولوزان وغيرهما، وقد حان الوقت لتقرير وتحديد مصيرنا، وعلى شعب كردستان أن يقرر مصيره بنفسه.
كما قال سيادته لجماهير كوردستان: إن أصواتكم ستريِّح أرواح الشهداء، وستنهي مختلف المخاوف التي من الممكن أن تعيد مآسي الأنفال والقصف بالأسلحة الكيمياوية وحرق وتدمير قرانا ومدننا.
|