أدلى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، صباح اليوم الأحد (10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021)، بصوته في واحد من مراكز انتخابات مجلس النواب العراقي.
بعد عملية التصويت، أدلى فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني بكلمة في مؤتمر صحفي، قال فيها: "اليوم، أدلينا هنا بصوتنا لصالح مرشحينا للبرلمان العراقي، آمل أن تعود هذه الانتخابات بالخير والمسرات على كل العراق، وأرجو أن يمارس الجميع حقهم القانوني والديمقراطي ويؤدوا واجبهم، ونتوجه جميعنا اليوم معاً في عموم العراق إلى صناديق الاقتراع ونمارس حقنا في العملية الديمقراطية. على أمل أن تعود هذه الانتخابات بالخير على شعب العراق کلە، وأرجو بعون الله تعالی أن يتمكن الذين يصلون إلى البرلمان من كل الأطراف الدفاع عن حقوق العراقيين كافة، وأن نشهد من الآن فصاعداً تحسناً وتقدماً من كل النواحي في أوضاع إقليم كوردستان وأوضاع العراق كله. أرجو أن تكون انتخابات ناجحة من الأوجه كافة".
ثم قال فخامته وهو يجيب على احد الأسئلة: "ما نريده نحن في إقليم كوردستان، وآمله بعد انتهاء الانتخابات، أن تتفق أصوات كل القوى الكوردستانية في بغداد على الدفاع عن حقوق إقليم كوردستان في إطار العراق الاتحادي. كما نرجو أن يسعى البرلمان والحكومة العراقية القادمة بجد من أجل حل مشاكل كل العراقيين. لقد قلناها دائماً ونؤكد على أن شعب العراق يستحق حياة أفضل مما هي قائمة الآن. شعب العراق يحتاج إلى السعي الجاد لتحسين أوضاعه خاصة الاقتصادية منها، ومن حيث توفير فرص العمل لشباب العراق، نرجو أن تضع هذه الانتخابات ثقلاً جدياً على مسألة توفير فرص العمل للشباب، القضاء على الفساد، بناء مؤسسات العراق بصورة منظمة، ومن جهة واجب إقليم كوردستان في إطار العراق وفي إطار الواجبات الملقاة عليه بموجب الدستور، فإنه سيؤديها بإذن الله".
وعن كون فخامته أول المصوتين على مستوى الرئاسات في العراق، ورسالة فخامته للعراق، قال: "يسعدني کوني أول المصوتين، يسعدني هذا وأراه حقاً قانونياً لكل فرد. رسالتنا لشعب العراق هي رسالة السلام، رسالة الأخوة، رسالة تقول إن علينا أن نسعى جميعنا معاً من أجل المضي بأوضاع العراق نحو الأفضل، فنحن جميعنا في سفينة واحدة وعلينا جميعاً أن نسعى بجد لينتصر العراق بعون الله".
وبخصوص انعكاس الدعاية الانتخابية للأطراف الكوردستانية على وحدة الصف في بغداد، وخطوات رئاسة إقليم كوردستان في هذا المجال، أعلن فخامة رئيس إقليم كوردستان: "الدعاية الانتخابية انتهت بلا شك، واليوم هو يوم التصويت، وبإذن الله ستمر هذه الانتخابات من كل الوجوه وفي كل العراق وإقليم كوردستان بصورة جيدة وبدون مشاكل. الخطوة الأولى هي أننا، بعد هذه الانتخابات، سندعو الأطراف الكوردستانية ونجري محادثات جادة حول الصورة التي يمكن أن نشارك بها، وكيف يمكن أن نشارك جميعنا معاً في الحكومة العراقية القادمة، هكذا ستكون الخطوة سندعوهم إلى رئاسة إقليم كوردستان وسنتحدث معهم، مع كل الأطراف، على أمل أن نكون جميعنا معاً في بغداد للدفاع عن حقوق إقليم كوردستان".
ولدى إجابته على سؤال عن جهود إعادة بناء الثقة بين المواطنين والسلطة بعد الانتخابات، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "هدفنا هو إعادة بناء هذه الثقة، هذا صحيح، لكن عندما ننظر إلى الأحداث في العراق، نجد أن الحملات الانتخابية لم تكن مثل المرات السابقات موجهة ضد إقليم كوردستان، وهذا بحد ذاته شيء جيد وأرى بصورة عامة أن أي حكومة ستتولى السلطة في بغداد، عليها أن تلقي بثقلها على كيفية التمكن من تأمين الخدمات لمواطني العراق كله. أعتقد أن الناس قد تعبت من كل هذه الشعارات الفارغة، الناس تريد أن تعرف بجد ما الذي يتم إنجازه، وكما أسلفت، فإن شعب العراق يستحق حياة أفضل بصورة عامة. أرجو أن تلقي الحكومة والبرلمان القادمان، الثقل على هذا الجانب على كيفية بناء هذه الثقة مع جميع شعب العراق، كيف نستطيع أن ننجز للشعب ما يريده، أعتقد أن هذا يمثل أكبر تحد يجب العمل عليه بجد في الحكومة القادمة".
وعن مستقبل العلاقات بين أربيل وبغداد بعد الانتخابات، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "إقليم كوردستان قائم كأقليم دستوري في إطار العراق، ويريد إقليم كوردستان حل المشاكل المتبقية والقائمة من خلال الحوار وعلى طاولة المفاوضات مع بغداد. كان إقليم كوردستان يتبع هذه السياسية من قبل، ويتبنى هذه السياسية الآن أيضاً. يعرف إقليم كوردستان أن لديه حقوقاً وعليه واجبات في إطار الحكومة الاتحادية العراقية، وفي هذا الإطار يريد إقليم كوردستان حل المشاكل المتبقية والمشاكل القائمة. المهم عند إقليم كوردستان هو أن الاستقرار السياسي في العراق مهم جداً، نعتقد أنه من خلال حل المشاكل القائمة بين بغداد وأربيل نستطيع بلوغ هذا الهدف، وهو هدف يعود بالنفع على الشعب العراقي كافة".
وبخصوص تأثير الانتخابات على مكانة الكورد في المناطق المتنازع عليها وإعادة فتح مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تلك المناطق، قال فخامته: "كانت هذه خطوة صحيحة لأن لكل شخص وكل حزب بموجب القانون حقه في الدعاية الانتخابية. كانت هذه خطوة مهمة في الحملة الانتخابية، لكن الموضوع ليس مسألة إعادة فتح مقر لحزب في كركوك أو في مكان آخر، فعندنا مادة دستورية مثبتة في الدستور وهي المادة 140، ويريد إقليم كوردستان أن تنفذ هذه المادة في إطار العراق، وبتنفيذ المادة 140 من الدستور، أعتقد أن الاستقرار سيتعزز في هذه المناطق وسيُسَرّ الشعب أكثر في كل العراق عندما يرى أن المشاكل قد تم حلها".
وبشأن أهمية دور الكورد في بغداد والانتخابات القادمة في إقليم كوردستان، أعلن فخامة رئيس إقليم كوردستان أن: "من المهم جداً أن يتحد الكورد وتكون لهم مكانة قوية في العراق. الكورد يعيشون في العراق بصفتهم مكوناً قومياً رئيساً، لهذا كان دور الكورد بعد العام 2003 مهماً جداً في بغداد، ولا نريد أن يقتصر هذا الدور على إقليم كوردستان فقط، فالمسألة ليست مقتصرة على إقليم كوردستان، بل نريد أن نمارس دورنا في تحسين أوضاع العراق عامة وليس فقط إقليم كوردستان. ما ينجزه ممثلونا في بغداد لن يكون لإقليم كوردستان وحده، بل سنبذل مساعينا الجادة ومن كل الجوانب للمضي بأوضاع كل العراق نحو الأفضل، أن تتحسن أوضاع شعب العراق ويخرج من المحنة التي يعانيها الآن بإذن الله. أما الشق الآخر، فنعم ستجري انتخابات في إقليم كوردستان، ولم يحن الموعد بعد لكن انتخابات إقليم كوردستان ستجرى في إقليم كوردستان مثلما ينص عليه القانون".