Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

نيجيرفان بارزاني يتحدث عن العراق في دافوس

2020-01-23T17:14:58.000000Z
العلاقات الدولية

مواصلة لنشاطاته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، شارك فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم الخميس، 23 كانون الثاني 2020، في جلسة بعنوان "الشرق الأوسط المضطرب" شاركت فيه السيدة جينين بلاسخارت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق، والسيدان د. فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء ووزير المالية العراقي، وعادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية.

وجرى خلال الجلسة التباحث حول التداعيات طويلة الأمد للتوترات والاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط كمصدر خوف وقلق كبيرين عالمياً وإقليمياً، وتم تسليط الأضواء على الآثار الاستراتيجية للأزمة الحالية على السلام والاستقرار في الخليج والعراق وسوريا.

وعن أحداث وتطورات العراق، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: هناك أمران أو ثلاثة أمور مهمة ينبغي أن نعرفها: الأول، بخصوص ما يجري الآن في العراق، فنحن نتحدث عن جيل يتراوح أعمارهم بين خمس عشرة وثلاث وعشرين سنة، لا يتذكرون عهد صدام، ولا أمريكا، هذا جيل يطالب بحياة أفضل في العراق، ويقارن نفسه بالأماكن الأخرى، ومن دون الحاجة الى السفر يستطيع من خلال الإنترنت والإعلام وشبکة التواصل الاجتماعي أن يعرف ما يجري في العالم الخارجي. هذا الجيل منهك من حكم دام ست عشرة أو سبع عشرة سنة ولا يستطيع توفير أدنى الاحتياجات والخدمات لهم. هذا أرهق هؤلاء الناس. نحن نجد عملية تجري فيها انتخابات كل أربع سنوات ويتوجه الناس للانتخابات، لكن بالنتيجة لا يكون من يفوز فيها في المستوى الذي يطمح إليه هذا الجيل.

نحن في إقليم كوردستان لا نستطيع أن ننعزل عما يجري في العراق حالياً، فنحن جزء من هذا البلد. لا شك أن ما يجري هناك يؤثر على أوضاعنا نحن أيضاً. المهم الذي يجب أن نعرفه جميعاً الآن، هو أن عراق ما قبل أكتوبر مختلف جداً عن عراق ما بعد أكتوبر، ومن المهم جداً أن يدرك سياسيو العراق أن شعب العراق لن يقبل من جديد عودة الأوضاع إلى ما قبل الأول من أكتوبر.

شعب العراق يستحق حياة أفضل وأعتقد أن شعب العراق من خلال التظاهرات التي نظمها قد أبلغ القائمين على السلطة في العراق رسالته. يجب أن نشعر بالمسؤولية. ما يثير استغرابي كثيراً هو أن الحديث يجري حتى الآن عن دول خارجية لها يد في تظاهرات العراق. لنفترض أن الآخرين والتدخل الخارجي يتحملون سبعين في المائة من المسؤولية، لكن هناك ثلاثين في المائة يجب أن نجلس نحن العراقيون ونفكر أين هي مكامن النقص وأن نحاول تصحيح ذلك.

إن دور إقليم كوردستان یتمثل في تکریس كل جهده لتهدئة الوضع، ومساعينا مع بغداد مستمرة لكي نتمكن معاً من العثور على منفذ يخرجنا من هذه المشكلة.

وفي جانب آخر من كلمته، قال فخامته: لنبدأ بهذا التساؤل: لماذا تتواجد قوات أمريكا والتحالف الدولي في العراق؟ جاءت قوات أمريكا بناء على طلب من العراق عندما اقترب داعش في سنة 2014 من مطار بغداد، وطلبت الحكومة العراقية المساعدة عن طريق مجلس الأمن الدولي. هذه القوات موجودة حتى الآن في العراق وتساعد القوات العراقية، ومنها قوات البيشمركة، ومهامها واضحة ومعلنة وتتمثل في مساعدة القوات العراقية وتدريبها لحرب داعش، وهذا مستمر إلى الآن.

نحن نرى أن ما جرى في مجلس النواب العراقي لم يكن عملاً صائباً، فهناك مكونان رئيسان في العراق هم السنة والكورد، هذان الطرفان لم يؤيدا تلك الخطوة بأي شكل. نحن نرى أن العراق بحاجة إلى المساعدة الدولية والأمريكية، لأن مسألة داعش وعودة الإرهاب للظهور في العراق مسألة جدية تماماً ونعتقد أن هذا الهدف لن يتحقق بدون مساعدة من المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا وينبغي أن تبقى القوات الأمريكية في العراق.

ما يطالب به سيادة رئيس وزراء العراق وهو البدء بمباحثات، أرى أن من الطبيعي جداً أن تكون هناك جلسات مرة أخرى وأن يتم من خلالها إعادة تنظيم طريقة لزيادة العمل المشترك بين القوات العراقية وقوات التحالف، أما فیما یتعلق الأمر بمبدأ بقائهم، فأعتقد أن بقاءهم ضروري.

المسألة السورية مسألة معقدة للغاية وما يجري في سوريا هو نتيجة لسياسة امتدت لسنوات وسارت في مسار خاطئ. عندما بدأت الأحداث في سوريا كانت هناك جبهتان، جبهة واضحة جداً تساعد بشار الأسد وتتكون من روسيا وإيران اللتين تساعدان سوريا بجدية، وكانت هناك جبهة أخرى وهي الدول الأوروبية وحتى أمريكا لم تكن لها استراتيجية ولا رؤية واضحة، كان هناك خط أحمر يوماً وخط أزرق في يوم آخر، أي لم يكن أحد يعي ما يجري، لذا فإن المشكلة السورية مازالت مستمرة حتى الآن، ليس هناك وضوح حول كيف يجب التعامل مع المسألة السورية، ونحن نرى أن نساعد أخوتنا الكورد السوريين من أجل التوصل إلى حل سياسي في إطار الجغرافيا السورية.

ولدى إجابة فخامته على سؤال حول الوضع في العراق، قال: أعتقد أن المشكلة الكبرى في العراق هي غياب الولاء لبلد اسمه العراق، فنجد السنة والشيعة والتركمان والمسيحيين في العراق، سويسرا أيضاً بهذه الصورة، هؤلاء سويسريون ولكن هناك أناس يتحدثون الألمانية وأناس يتحدثون الفرنسية ولغات أخرى، لكنهم جميعاً ملتزمون ببلد يعيشون فيه. أعتقد أن المشكلة هي غياب الولاء، يجب أن نفكر بواقعية، يجب أن نعثر على صيغة لهذا البلد ونعرف كيف نستطيع جميعنا أن نعيش في بلد يسمى العراق. يجب أن يكون العراق الأساس الذي يجمعنا جميعاً، نحن مجتمعات مختلفة جداً، لكني أرى أن جمال العراق يكمن في أن لدينا الكورد ولدينا العرب ولدينا المسيحيون والتركمان والإيزيديون والصابئة... إلخ، لدينا كل هؤلاء. يجب أن نعثر جميعنا على شيء نستطيع أن نتفق عليه، وأرى أن هذا الشيء يجب أن يكون العراق.

نحن ككورد نريد حل مشاكلنا في إطار العراق، ولكن السؤال هو إن كانت بغداد تنظر نظرة مختلفة إلى هذه المكونات فلا بد أن تظهر المشاكل، ما هو السبب الذي أدی الی بروز المشاكل؟ ما جرى في العامين 2012 و2013 في الفلوجة عندما انطلقت التظاهرات، كانوا فقط يطالبون ببعض الخدمات، لكن إهمال تلك المطالب أدى بالنتيجة إلى ظهور داعش. يجب أن تجد هذه المكونات نفسها في العملية السياسية في العراق لكي نستطيع جميعنا أن نتفق، أن نتفق على العراق. أما عما تحدثت عنه السيدة جينين بلاسخارت، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق، فأود أن أقول: إننا مازلنا نرى أن العراق بحاجة إلى القوات الأمريكية، ليس فقط في إقليم كوردستان، بل في كل العراق، ونحن في الأخير جزء من العراق.