تمر اليوم اثنتان وثلاثون سنة على فاجعة القصف الكيمياوي لحلبجة الشهيدة من قبل النظام العراقي السابق، والذي أسفر عن استشهاد خمسة آلاف مواطن بريء وإصابة آلاف آخرين وتشريد آلاف العوائل من ديارهم، ولا تزال آثارھا الخطيرة على الأوضاع الصحية والنفسية للمواطنين وعلى بيئة هذه المنطقة قائمة ومستمرة.
إن إحياء هذه الذكرى لهو تمجید لضحايا شعبنا، وبالأخص الشهداء الذين سقطوا جراء تلك الفاجعة، وتعبير عن تأكيدنا الدائم على اتباع كل السبل لمنع تكرار مثل هذه الجریمة والإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان وكل الشعوب والمكونات في أية بقعة من العالم وبأية ذريعة سواء أكانت سياسية، دينية أم عرقية. إن ھذا الھدف السامي يطالبنا من جانبنا بتعزيز وحدة الصف والتلاحم المستمر.
نجدد في هذه الذكرى التأكيد على إيلاء مزید من الاهتمام وبنوع خاص بحياة وبخدمة المصابين وعوائل وذوي ضحايا السلاح الكيمياوي، فلا شك أن أمامنا الكثير لننجزه في هذا السياق وبما يليق بمحافظة حلبجة وسكانها الأباة.
من دواعي الأسف أن الحكومة الاتحادیة العراقية لم تتخذ إلى الآن أية خطوة عملية باتجاه التعويض المادي والمعنوي للسكان والبيئة المدمرة والملوثة لمحافظة حلبجة، ولا لأية منطقة أخرى في كوردستان کضحایا لممارسات الدولة العراقية. نناشد الحكومة العراقية بأداء واجبها کمسؤولیة قانونیة وأخلاقیة التي تترتب علیھا بھذا الصدد.
إن الإنسانية بحاجة إلى العمل الجاد من أجل حظر ومنع استخدام كل أنواع أسلحة الدمار الشامل. فكما يهتم العالم أجمع في أيامنا هذه بالقضاء على فیروس كورونا کتهديد خطيرا علی البشرية کلھا، ينبغي أیضا أن يكون العمل في سبيل القضاء على أسلحة الدمار الشامل وتكنولوجيا الموت ھم العالم بأجمعە من أجل حماية الحياة والبيئة والحضارة الإنسانية.
شهداء حلبجة وكل ضحايا شعبنا حاضرون في ذاکەتنا دوما وأحياء في ضمائر الكوردستانيين، وعندما نستذكر الشهداء بتقدير وإجلال فإننا نتطلع بأمل إلى المستقبل.
تحية وسلاماً لأرواحهم الطاهرة.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
١٦ آذار ٢٠٢٠