Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

الرئيس نيجيرفان بارزاني: بغداد هي العمق الاستراتيجي لإقليم كوردستان

الرئيس نيجيرفان بارزاني: بغداد هي العمق الاستراتيجي لإقليم كوردستان
2023-05-04T20:03:02.000000Z
العلاقات الداخلية الأخبار مقابلات

شارك فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني، مساء اليوم الخميس، 4 أيار 2023، في ندوة حوارية ضمن أعمال اليوم الثالث لمنتدى العراق من أجل الاستقرار والازدهار، المقام في بغداد، والذي شارك فيه دولة رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني وعدد من المسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية والسفراء والدبلوماسيين الأجانب والأكاديميين العراقيين والأجانب.

الندوة كانت بعنوان "إقليم كوردستان: جهة فاعلة على الساحة الوطنية والدولية"، ولدى إجابته على مجموعة أسئلة، تحدث فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني عن آخر تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق وإقليم كوردستان والمنطقة بصورة عامة، مبيّناً رؤيته لطريقة حل ومواجهة المشاكل والتحديات.

وأدناه نص الحوار:

سؤال: في الفترة الأخيرة، كانت لكم زيارات متقاربة إلى بغداد. كل زياراتكم كانت ناجحة بكل المعايير، لكن يجري الحديث منذ فترة وخاصة في اجتماعات ومحادثات النخب السياسية عن نيتكم في أن تصبحوا رئيساً لكل العراق. من هذا المنطلق، من هو نيجيرفان بارزاني الذي تريدون أن تعرّفوه لكل العراق؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: بداية أشكركم جزيل الشكر على هذه الدعوة. أما عن زياراتنا لبغداد، فبغداد هي عاصمة العراق، عاصمتنا، وكواحدة من مهامي التي يفرضها قانون رئاسة إقليم كوردستان من واجبي أن أعمل باستمرار على تحسين العلاقة بين أربيل وبغداد. وكأي عراقي، من دواعي الفخر أن أكون رئيس جمهورية لهذا البلد، لكن في الحقيقة وبخصوص زياراتي، فقد جئت عندما كنت رئيساً للوزراء، كما جئت وأنا رئيس للإقليم. زياراتي لبغداد طبيعية جداً فنحن نعيش في هذا البلد الذي اسمه العراق، ونأتي إلى بغداد باستمرار. وأن أكون رئيساً للجمهورية، كأي عراقي هو محل فخر كبي، لكن هذا ليس وارداً في خططي الشخصية لبغداد حالياً. حمداً لله جرت انتخابات وعندنا الآن رئيس جمهورية ونرجو له الموفقية.

سؤال: إقليم كوردستان الذي يترأسه فخامتكم، يشهد نمواً وتطوراً مستمرين. هذا الاختلاف يراه الجميع ويلمسه عندما يزور بغداد ثم يزور أربيل، فإنه لا شك يشعر بالاختلاف. كانت حكومتكم تعمل على جلب انتباه الاستثمار الأجنبي، صحيح أنكم مختلفون عن العراق في هذا المجال، لكنكم متفقون على وجود خلاف سياسي في هذا الصعيد يعرف بأنه خانق. كنتم تزورون بغداد في السابق، وكانت لديكم خلافات ومشاكل حزبية وسياسية في كوردستان، لكن كنتم تأتون متحدين إلى بغداد. لماذا نشهد اليوم هذا الخلاف بين القادة الكورد وكيف يمكن سد هذا الفراغ؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: دعني أبدأ بهذا، مسألة العمران الذي تحقق في إقليم كوردستان، لا شك أنه عند مقارنته بأماكن أخرى من العراق، فإننا بدأنا به قبلهم. فنحن بعد سنة 1991 عندما سحبت حكومة النظام آنذاك إداراتها، قمنا بتشكيل إدارة لنا. بالتأكيد كان هناك مد وجزر وكانت هناك مشاكل، لكن كانت هناك بيئة وأجواء جديدة استطعنا حينها إنجاز بعض الخدمات. لكن هذا لا يعني أن إقليم كوردستان مختلف كثيراً عن المناطق الأخرى. فلا زال عندنا في إقليم كوردستان الكثير من المعاناة في مسألة البنى التحتية وهناك مشاكل كبرى. لا تزال مشكلة الكهرباء قائمة في إقليم كوردستان، ولا تزال المعايير التي تعرف في العالم بمعايير التقدم، إن قورنت بإقليم كوردستان، فإننا بصورة عامة في إقليم كوردستان والعراق لا يزال أمامنا الكثير لنبلغها. لا شك أنه بعد العام 2003، والمشاكل التي كانت قائمة للأسف في المناطق الأخرى من العراق، كان إقليم كوردستان يعاني بدرجة أقل نسبياً من المشاكل الأمنية، ولكننا فرحون الآن بأن جميع مناطق العراق وبعد فترة مؤلمة جداً وسنوات عدة، بعد محاربة الإرهابيين والمشاكل التي كانت موجودة داخل العراق، نجد الآن أن كل مناطق العراق تخطو باتجاه الإعمار والازدهار. أما فيما يخصنا في إقليم كوردستان، فليس هناك فرق بين البصرة وبغداد والسليمانية وأربيل ودهوك، في الحقيقة. أي تقدم نشهده في أي مكان من العراق، نحسبه تقدماً لنا. أي مشروع جيد نراه في أي مكان من العراق، نفرح به. عندما نرى أن أحوال الناس ليست بخير، نحزن ولا نحب ذلك. بخصوص النقطة التي أشرتم إليها، لا شك أن هناك مشاكل في إقليم كوردستان، وليس بإمكاني القول إننا نخلو من المشاكل وأن كل شيء على ما يرام، فهناك مشاكل سياسية بين الأحزاب، ومشاكل سياسية داخل إقليم كوردستان، لكن كل جهودنا في رئاسة إقليم كوردستان هي في سبيل حل المشاكل القائمة تحت مظلة رئاسة إقليم كوردستان. معي في رئاسة الإقليم نائبان، أحدهما من الاتحاد الوطني الكوردستاني والآخر من حركة التغيير. نعمل جميعنا معاً لتكون رئاسة الإقليم خيمة تجمع كل المختلفين وأن يستمر دورنا هذا من أجل حل تلك المشاكل.

سؤال: يشهد لك الجميع بأن فخامتكم تجمعون كل الأطراف على مائدة الحوار. قبل يومين كان هناك اجتماع بين الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير، ولم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حاضراً فيه. لماذا لا تؤدي مساعيكم إلى حلول دائمية؟ ستساعدون بغداد أيضاً لكي لا تضطر لعقد اجتماعات ولقاءات مع طرفين كورديين مختلفين. الآن، تتعامل حكومة بغداد مع طرفين كورديين مختلفين في الرؤى السياسية وربما مختلفين حتى في اتجاه الذهاب إلى بغداد؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أولاً وفي الحقيقة، تتعامل بغداد مع إقليم كوردستان، مع حكومة إقليم كوردستان. أي أن تعامل بغداد هو مع حكومة إقليم كوردستان، وحكومة إقليم كوردستان حتى الآن مؤلفة من هذه الأطراف: الاتحاد الوطني، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التغيير وأطراف المكونات الأخرى المشاركة في الحكومة، أي أنها ليست مؤلفة من طرف واحد، وتعامل بغداد هو مع حكومة إقليم كوردستان. أما عن الاجتماع بين الاتحاد الوطني والتغيير، فيسرنا حصول أي اتفاق بين الأحزاب، ومهمتنا في رئاسة إقليم كوردستان، وواثق أن مهمة دولة رئيس الوزراء في بغداد ستكون أسهل عندما تتمكن الأطراف السياسية من الاتحاد، وتتمكن من التفاهم فيما بينها، كل خطوة مشتركة للأحزاب التي تريد أن تتفق فيما بينها ويوجد حوار بينها، نحن نساندها.

سؤال: هل تعتقدون أن انتخابات الدورة السادسة ستجرى في إقليم كوردستان في شهر تشرين الثاني؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أنا أديت الواجب الدستوري الملقى على عاتقي كرئيس لإقليم كوردستان، وحددت موعد الانتخابات. ودعوت كل الأطراف السياسية في إقليم كوردستان إلى الالتزام بهذا الموعد لإجراء الانتخابات. بالتأكيد لن نتمكن من التملص من الانتخابات. فالانتخابات في بلدنا عملية ديمقراطية، وهذه العملية يجب أن تنجز. وكل جهدنا في رئاسة إقليم كوردستان ينصب على عدم تأجيل هذه الانتخابات أكثر من هذا، لأن ذلك حق دستوري بموجب الدستور العراقي. هو من حق مواطني إقليم كوردستان، وهو عملية ديمقراطية، ويجب أن تجرى الانتخابات وآمل أن تجرى.

سؤال: بعد تكليف السيد محمد شياع السوداني برئاسة الحكومة العراقية، قبل ستة أشهر، كنتم أول المهنئين له. اليوم، كيف تقيمون توجه حكومته التي بلغ عمرها ستة أشهر؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة، دعوني أبدأ بهذا، أعتقد أن ستة أشهر فترة قصيرة جداً لإجراء تقييم لأداء حكومة أو رئيس وزراء. لكن مع ذلك دعونا ننظر إلى هذه الستة أشهر التي تولى فيها دولة رئيس الوزراء هذه المهمة، كرئيس وزراء العراق. لو أننا تحدثنا بلغة الأرقام، سنجد أجواء أكثر إيجابية بين أربيل وبغداد وبين العراقيين بصورة عامة. ما نراه اليوم، عند عودتي من زيارتي الأولى وزيارتي الثانية لبغداد، سألوني ما هو المختلف؟ قلت إن دولة رئيس الوزراء يتحدث بلغة الأرقام. عندما تجلس مع دولة رئيس الوزراء، قد يتحدث لفترة عن السياسة، لكنه يركز على كيفية تأمين الخدمات للشعب، على كيفية إقامة مشاريع كبرى في العراق، على كيفية العمل على جذب الاستثمار الخارجي إلى البلد. ما لمسناه نحن، كان هذا الاختلاف، وهذا اختلاف كبير. إن لم يدخل في باب المجاملة ودولة رئيس الوزراء جالس هنا، في الحقيقة ما أراه هو أن كل سعي رئيس الوزراء هو من أجل الانتقال بالعراق إلى مرحلة جديدة. المختلف هذه المرة عن المرات السابقات، هو أنه مع جميع مكونات العراق، وللمرة الأولى في ظل ائتلاف إدارة الدولة، توجد عندنا ورقة وقعت عليها الأطراف المشكّلة للحكومة جميعاً. هذه الورقة تضم خارطة طريق لكيفية أداء المهام. أي المشاريع له الأولوية وكيف ينفذ؟ في الحقيقة، إن ما نراه، ليس فقط بالنسبة لإقليم كوردستان بل لكل العراق، هو أن دولة رئيس الوزراء يسعى كل السعي لتنفيذ هذا البرنامج وجدول الأعمال هذا، وهذا يبعث على ارتياحنا نحن في إقليم كوردستان وهو مبعث ارتياح لكل العراق. دعونا نتحدث عن المشاريع الكبرى، ونتحدث عن الاتفاقيات، ما أنجز مؤخراً مع شركة توتال. هذا سيتقدم بالعراق مرحلة كبيرة جداً. هذه هي اللغة الجديدة التي نسمعها الآن في العراق بعد سنوات عديدة. الشعب العراقي يستحق حياة أفضل. وعندما أقول الشعب العراقي، أعني من زاخو إلى الفاو. اللغة التي نسمعها اليوم في بغداد، لغة الأرقام، لغة الخدمات، لغة كيف يمكن التقدم بالبلد، لغة كيف يمكن الاستثمار، لغة كيف تقدم الخدمات لكل مواطني العراق، هذه هي اللغة التي كانت في الحقيقة غائبة بعد 2003، لكننا نجدها الآن. نحمد الله أن هذه اللغة وهذه الأرقام بدأت في العراق. وقدر تعلق الأمر بنا في إطار هذه السياسة، وهذه ليست مسألة شخصية مع رئيس الوزراء، فليست بيننا وبين رئيس الوزراء أي أمور شخصية. قضيتنا هي البرنامج الحكومي، ونحن في إقليم كوردستان بكل قواه السياسية نساند برنامج الحكومة العراقية الجديدة برئاسة الأخ العزيز محمد شياع السوداني. مساندتنا تأتي في إطار مساندة كل العراق. في إطار الاتفاقية السياسية التي وقعت عليها القوى كلها معاً. أرجو أن تنفذ خارطة الطريق هذه كما هي.

سؤال: العلاقة بين أربيل وبغداد كانت في السابق تشهد العديد من الخلافات وخاصة حول قانون النفط والغاز، لكن هل تتوقعون الآن التوصل إلى أي حل جذري لهذا الموضوع في ظل هذه الحكومة؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة، دعوني أتحدث عن الأمر بصورة مختلفة. أعتقد أن الذي غاب عن العراق دائماً، هو لغة الحوار والتفاهم. والقرار الأساس الآن هو أننا جميعنا في كل الأطراف ارتكبنا أخطاء بعد العام 2003. ليس الأمر أننا في إقليم كوردستان لم نرتكب أي خطأ، أو أن بغداد خلت من الأخطاء. أخطأنا وكانت هناك أخطاء كثيرة في بغداد، ولكن المهم هو أن نستقي الدروس من الماضي ومن تلك الأخطاء. السؤال الجوهري هو: أي عراق نريد؟ هذا هو السؤال الجوهري: إلى أين نريد أن يمضي العراق؟ هل لا يزال المنطق المتبع هو من هو القوي ومن هو الضعيف في العراق وهل هكذا يُحكم العراق؟ أقولها بكل ثقة إن تم حكم العراق بهذا المنطق فإننا في كل الأطراف خاسرون، وتاريخ العراق أرانا هذا. العراق ينتصر عندما تشعر مكونات العراق كلها بأنها شريكة في العملية السياسية بالعراق. هذا العبء نحمله نحن، وعلى إخوتنا الشيعة أن يحملوه أيضاً، وعلى الإخوة السنة أن يحملوه، وعلى كل مكون حسب طاقته أن يحمل هذه الأعباء. بعد هذه السنين يتوقع شعب العراق أن تتحسن الأوضاع، يتوقع أن تتحسن العلاقة بين إقليم كوردستان وبغداد. ما أريد أن أقوله كرئيس لإقليم كوردستان هو أن: بغداد هي عمقنا الاستراتيجي. الحل لمشاكلنا يكمن في بغداد، وليس في أي مكان آخر. المهم هو أن نتفق على أنموذج نعيش به معاً ضمن الجغرافيا التي يطلق عليها اسم العراق. هذا مهم لكل مكونات العراق، أن تشعر أنها شريكة في العملية السياسية. في هذا السياق ومنذ العام 2003، كنا نمر بمرحلة انتقالية في العراق، لكني أعتقد أنه آن الأوان لترى مكونات العراق كلها أن ذلك انتهى، لا يمكن أن نظل نقول لشعب العراق امنحنا فرصة، امنحنا فرصة، إلى متى؟ علينا أن نكون صريحين جداً مع بعضنا البعض، أن نجلس إلى طاولة الحوار ونحاول حل المشاكل القائمة في العراق، سواء التي بين إقليم كوردستان وبغداد، أو مشاكل العراق الأخرى، ونخطو خطواتنا نحو المستقبل. في الحقيقة، لا أخفي أننا شاركنا في هذه الحكومة تحدونا آمال كبيرة، وقد شاركنا بكل قوة منذ سنة 2003 في بناء عراق جديد نبنيه معاً. الآن، أعتقد أنه لم يفت الأوان لنؤسس معاً هذا العراق الجديد. أعتقد أن الوقت لم يسبقنا، وأعتقد أنه يجب علينا جميعاً التحاور فيما بيننا وأن نتشارك جميعنا في حل المشاكل. لكني أعود لأقول إنه بالنسبة لنا في إقليم كوردستان، رؤيتنا واضحة، رؤيتنا واستراتيجيتنا هي بغداد، وبغداد هي العمق الاستراتيجي لإقليم كوردستان.

سؤال: هذا الكلام جميل جداً فخامة الرئيس، وفي الآونة الأخيرة تم التوصل إلى اتفاق بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد، عندما زار السيد مسرور بارزاني بغداد. تم الاتفاق بخصوص النفط بعد أن كسب العراق قضية نقل النفط عبر تركيا. ما هو الذي تم الاتفاق عليه؟ وهل يكفي هذا الاتفاق لتتجه بغداد وأربيل معاً إلى تركيا وتتمكنا من فتح أنبوب النفط ليتم تصدير النفط؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة، يستحق دولة رئيس الوزراء الثناء على طول باله وصبره ومتابعته المتواصلة لهذا الملف. عندما جاء رئيس وزراء إقليم كوردستان، كاك مسرور، إلى بغداد تم التوصل إلى اتفاق جيد مع دولة رئيس الوزراء، يستحق الثناء. هذا الاتفاق له مشاكله بالتأكيد، لكن هل أن مسألة سياسية منعت تنفيذ هذا الاتفاق حتى الآن؟ لا أعتقد ذلك. هناك مجموعة مسائل فنية يجب حلها، فهناك عدد من المسائل التقنية والفنية منعت تنفيذ هذا الاتفاق كما هو إلى الآن، لكننا في إقليم كوردستان واثقون جداً من أن المسألة ليست سياسية، أي أننا لا نشعر بوجود قرار سياسي لوضع عقبات في طريق تنفيذ هذا القرار. هناك عقبات فنية، وهناك مشاكل آمل بعون الله وبجهود ودعم وإدارة رئيس الوزراء الذي هو على الخط باستمرار، أن يتم حل كل ذلك بإذن الله. في مرات كثيرة أقول إن قانونين يتمتعان بأهمية كبرى ليبلغ العراق مرحلة الاستقرار السياسي، أولهما قانون الموازنة الذي تجري مناقشته الآن في البرلمان والذي أرجو أن يمرر، والآخر هو قانون توزيع العائدات، هذان هما القانونان المهمان اللذان يؤديان فعلاً إلى الاستقرار السياسي للعراق ومن المهم جداً أن نركز في هذه الفترة على هذه القوانين التي تنتج الاستقرار السياسي والاقتصادي للعراق.

سؤال: فخامة رئيس إقليم كوردستان، علاقاتكم مع تركيا جيدة للغاية، وخاصة بشأن أنبوب النفط بينكم وبين تركيا، هل توجد أي محادثات في هذا الخصوص مع مسؤولي تركيا. أو هل توجد أي مشكلة في هذا الصدد؟ وماذا يقولون عن هذا الموضوع؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: بشأن هذا الموضوع مع تركيا، فريقنا مع بغداد فريق واحد. ليس لدينا فريقين منفصلين بخصوص هذا الموضوع مع تركيا. وكما ذكرت، هناك مسائل فنية لم يتم الانتهاء منها بعد. أما بخصوص هذه المواضيع، وقبل مجيئي إلى هذه الندوة، تحدثنا مع دولة رئيس الوزراء بهذا الشأن وناقشناه. أنا متأكد أن هذه المشاكل ليست مشاكل تعيق الموضوع، بل ستحل وتنفذ. وبالتأكيد سنتوصل إلى تفاهم.

سؤال: هل ستقبلون بكل ما تطلبه بغداد بشأن الاتفاق؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: نحن اتفقنا فيما بيننا وانتهت هذه المسألة بيننا. نحن الآن ضمن فريق واحد مع بغداد، سواء مع تركيا، بل أنه تم إجراء محادثات مع الشركات النفطية أيضاً. ومن جهة سومو، وبخصوص القرار المتخذ، تم توقيع اتفاق مع الشركات وهناك أمور بقيت لما بعد ذلك، أن يتم إبلاغ تركيا ومراسلتها، وهناك بعض المشاكل المصرفية يجب حلها ويتم تنفيذ الاتفاق.

سؤال: توجد علاقة اقتصادية جيدة وكذلك علاقة أمنية متينة بينكم وبين تركيا. بخصوص عمليات القصف التركية الأخيرة لإقليم كوردستان، وخاصة قصف مطار السليمانية وموضوع استهداف (مظلوم عبدي)، هل تحدثتم مع تركيا؟ ما هو الرد التركي عندما تتحدثون عن تلك الاعتداءات على إقليم كوردستان؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: على المرء أن يكون واقعياً في هذه المسألة. والواقعية هنا هي أن لتركيا مجموعة مسائل أمنية تجب مراعاتها بجد من جانب العراق. في الواقع، لديها مشاكل أمنية. عندما نتحدث عن عمليات القصف، علينا أن نتحدث عن الأسباب أيضاً. لماذا يحدث هذا؟ وما هي الأسباب؟ هناك مسألة سيادة العراق. ما يجري في إقليم كوردستان لا يخص إقليم كوردستان وحده. ما يحدث هو مسألة سيادية، ويرتبط بصورة عامة بسيادة العراق. لكن مع ذلك، علينا أن نزيل الأسباب التي تؤدي إلى عمليات القصف هذه. أي أن تركيا كدولة من حقها أن تتوقع من العراق ومن إقليم كوردستان كجزء من العراق، أن لا تنطلق جماعة مسلحة من العراق، من إقليم كوردستان، إلى تركيا وتنفذ عمليات مسلحة وتعود إلى إقليم كوردستان. هذا يصح مع إيران أيضاً. بخصوص إيران، لا يعقل أن نتحول نحن في إقليم كوردستان أو في العراق إلى مصدر تهديد لجيراننا. للأسف الشديد، هذه هي أسباب ما يحدث الآن. إن لم يتواجد (PKK) على الحدود، لماذا قد تقصف تركيا بعض الأماكن؟ أي مكان كان. عندما تقدم إيران على بعض الأمور. إن لم تتواجد قوات مسلحة معارضة في بعض مناطق إقليم كوردستان لن تقدم إيران على قصفها، ولو قصفت عندها يمكننا أن نتعامل معها بطريقة أخرى. أي أن أول ما يجب أن نفعله هو أن نحل تلك الأسباب، التي تدفع تركيا وإيران لقصف إقليم كوردستان. أعلم أن دولة رئيس الوزراء تعامل في هذه المسألة بجدية بالغة مع إيران ومع تركيا أيضاً. كما أننا على الخط معاً باستمرار، وحتى هذه اللحظة مضينا بخطوات جيدة إلى الأمام. الأمر المهم هو أننا نريد أن نكون دائماً عامل استقرار في المنطقة. لا نريد أن نكون عامل خلق مشاكل لجيراننا. نحن نريد أن نرتبط بأحسن العلاقات مع تركيا وسوريا والسعودية وإيران. بالطبع ليس كإقليم كوردستان فهذه سياسة العراق وإقليم كوردستان كجزء من العراق ملتزم بهذه السياسة.

سؤال: علاقاتكم مع الولايات المتحدة علاقات جيدة. السيدة باربارا، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، اجتمعت مع محمد شياع السوداني ثم التقت معكم. هل أن تحسين وتعزيز علاقات أمريكا وبغداد يدخل في إطار التنافس الإقليمي؟ هل تجدون هذا أمراً إيجابياً من حيث تقدم علاقات الإقليم مع بغداد؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة، نحن لا ننظر بصورة منفصلة إلى العلاقات بين إقليم كوردستان وأمريكا وعلاقات أمريكا مع العراق. لو نظرنا إلى المحطات التي ساعدت فيها أمريكا العراق، نجد أنه لولا الدعم الأمريكي لما أسقط النظام سنة 2003، هذا واقع. صحيح أن كل قوى المعارضة اجتمعت في طهران واتفقت، لكن الداعم الرئيس لإسقاط النظام كان أمريكا. عندما جاء داعش، كانت أمريكا الدولة الرئيسة التي ساعدت العراق. وواضح أنه في إطار العراق، ساعدت أمريكا إقليم كوردستان. ما يربطنا نحن (عندما أقول نحن أقصد العراق) مع أمريكا، هو اتفاقية استراتيجية وقع عليها العراق وأمريكا. وإقليم كوردستان يرى علاقته مع أمريكا ضمن إطار هذه الاتفاقية الاستراتيجية. أنا أرى أن العراق حين ينظر إلى هذه الاتفاقية فإنه يرى منها الجانبين العسكري والأمني وحدهما. وفي الحقيقة، هذه الاتفاقية اتفاقية مهمة جداً وبإمكان العراق أن يستفيد من هذه الاتفاقية كثيراً في الجوانب الاقتصادية والثقافية وهي تمثل فرصة كبيرة أمام العراق لتعزيز علاقاته مع أمريكا. وليس سراً أن علاقة العراق مع أمريكا علاقة استراتيجية بصورة عامة، ونحن بدورنا وكجزء من العراق نشكر أمريكا على كل دعمها ومساعداتها من جميع الجوانب سواء أكانت عسكرية أم كانت سياسية.

سؤال: عندما يتغير الرئيس الأمريكي، يحدث بصورة عامة تغير في علاقته بالمنطقة. هل يحدث هذا مع إقليم كوردستان؟ أي عندما يتغير رئيس الولايات المتحدة، سواء أكان من الديمقراطيين أم من الجمهوريين، هل يتغير من حيث المساندة والعلاقة، وخاصة فيما يخص حرب داعش وتسليح ودعم البيشمركة لوجستياً؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: كل مساعدة قدمتها أمريكا لإقليم كوردستان جاءت بحسب الاتفاقية العسكرية بينها وبين العراق. أي لم يكن بيننا شيء خاص. وأي مساعدة أمريكية لإقليم كوردستان، وصلت أولاً إلى بغداد ثم نقلت من بغداد إلى إقليم كوردستان. أي أنه ليس هناك شيء خاص كإقليم كوردستان، ولم نحصل على شيء من أمريكا بطريق مختلف، وكان جلياً أن المساعدات كانت لمحاربة داعش. ما نجده من واشنطن بصورة عامة، ربما توجد أحياناً حرارة نسبية وفي أحيان أخرى برود نسبي، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، ولكن بصورة عامة يوجد دعم للعراق داخل المؤسسات الأمريكية ويريدون دعم العراق من كل النواحي. وأعود وأكرر، وحسب خبرتي، فإن الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق وأمريكا فرصة كبيرة أمام العراق ليتمكن من جني فوائد جمة منها في كل المجالات.

سؤال: أنتم في بغداد، هل هناك شخص من السياسيين والشخصيات العراقية قريب إليكم أو صديق لكم؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أعتقد أني قريب من أغلب السياسيين العراقيين، وأعرف بعضهم ربما من ثلاثين سنة وأكثر. نعم، نحن أصدقاء، ونعمل على تحسين هذه العلاقات يوماً بعد يوم. فمثلاً علاقتنا مع دولة رئيس الوزراء، جعلتني قبل السفر إلى أي مكان، أقوم بالتنسيق معه، وأينما ذهبت فأنا أمثل العراق أيضاً. أي أنه مع الحكومة الحالية ورئيس الوزراء، هناك تعاون وتنسيق كبيران بيننا وسنستمر في هذا. في نفس الوقت، توجد بيننا وبين كل القوى السياسية العراقية لغة حوار وتفاهم وصداقة، وبعون الله ستستمر هذه العلاقة والصداقة من أجل خير ومصلحة كل العراق.

سؤال: قبل تشكيل الحكومة، زرتم بغداد وزرتم الحنانة أيضاً، هل تعرفون أخبارها في الفترة الأخيرة؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا، للأسف لا أعرف. كان آخر لقاء لنا مع سماحة السيد عندما زرناه في (الحنانة)، وكان غاية في اللطف، لكن بعد ذلك، ويعلم الجميع أن سماحته قرر الانسحاب من البرلمان، وبعد ذلك لم أتشرف بلقاء سماحته، لكننا نكن تقديراً بالغاً لسماحة السيد أينما كان، كما نحترم كثيراً هذه العائلة المناضلة ونعتقد أنه حيثما كان، فإن سماحة السيد والتيار الصدري لهما ثقل كبير. نحن نأمل منهم أن يدعموا الحكومة ورئيس الوزراء ليتمكن من النجاح في مهامه. وبعد ذلك عندما التقينا وفداً للصدريين، كانت رسالتنا هي أن طلبنا منهم مساندة الحكومة الحالية لتنجح في أعمالها ومهامها.

بعد ذلك، ورداً على سؤال لمراسلة رويترز عن الاتفاق على استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

كما أسلفت، ليس هناك أي قرار سياسي بعدم تنفيذ الاتفاق. قدر تعلق الأمر بالعراق، هناك بعض المسائل الفنية التي يجب الانتهاء منها، وأرجو أن تنتهي في أقل من أسبوعين، وليس في أسبوعين. واليوم أشار دولة رئيس الوزراء خلال اجتماعنا إلى مسألة مهمة جداً. وقال إننا بصورة عامة في العراق نخسر من هذا الموضوع، لأن نحو 450 ألف برميل كانت مصدراً للعائدات، أنقصت الآن. لهذا يجب حل هذه المشاكل في أسرع وقت واستئناف العملية. وتعود هذه الـ450 ألف برميل، وهي من كركوك وإقليم كوردستان، إلى الخط الناقل وتصدّر. أي أن هذا الموضوع ليس مرتبطاً بإقليم كوردستان وحده، بل بكل العراق. وحل هذه المسألة في أي يوم يعود بالنفع على كل العراق. ودعوني أتحدث بصراحة عن الأمر. منذ أكثر من شهر لم يصدر إقليم كوردستان أي نفط، والسؤال الجوهري هو: كيف سيتقاضى موظفو إقليم كوردستان رواتبهم؟ هذا واجب على بغداد أن تتولى هذا الأمر. عليها أن تؤدي هذا الواجب نحوهم كمواطنين عراقيين. لو أن حل هذه المشكلة كان أسرع بيوم واحد، فسيخف الحمل عن بغداد، أما إذا استمرت، فعلى بغداد أن تؤمّن رواتب موظفي إقليم كوردستان لأنه حق قانوني ودستوري لهم. لهذا أرجو أن لا يستغرق الأمر أسبوعين ويتم حل هذه المسألة في أقرب وقت.

سؤال مراسلة (AFP):

ـ بعد الاتفاق بشأن النفط بين بغداد وأربيل، هل يمكننا القول إن العلاقة بين بغداد وأربيل جيدة؟ ما هي الشروط الواردة في الاتفاق؟ وما هي العوامل التي تشكل عائقاً؟ كيف يمكن أن تعملوا مع بغداد، وخاصة بشأن عمليات القصف التركية والإيرانية التي تستهدف إقليم كوردستان؟

الرئيس نيجيرفان بارزاني: أعتقد أني أجبت على قسم من هذه الأمور خلال حديثي. لكن يمكنني القول باختصار إن العلاقة بين إقليم كوردستان والعراق هي في أحسن أحوالها والمختلف عن المرات السابقة هو وجود اتفاق مكتوب بيننا وبين بغداد. هذا الاتفاق وقعته الأطراف المشكلة للحكومة كلها. أما عن تركيا، فالموضوع موضوع سيادي وأرى أن رئيس الوزراء العراقي أدى ما كان عليه من واجب، ورأى هذا الموضوع موضوعاً سيادياً وفعل ما يجب وما كان بمقدوره في هذا الإطار.

ورداً على سؤال مراسلة (BBC) حول علاقة إقليم كوردستان مع جمهورية إيران الإسلامية، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

- أولاً، وبصورة عامة، إيران جارة مهمة للعراق وإقليم كوردستان. إيران دولة ساعدت إقليم كوردستان باستمرار وفي كل المحطات، من قبول وإيواء اللاجئين الكورد في البلد، وصولاً إلى حرب داعش، ونحن لن ننسى هذا أبداً. وإقليم كوردستان ضمن إطار السياسة العراقية، يريد باستمرار أن تكون له علاقات جيدة مع إيران. ولعلمكم، وباستثناء موضوع الغاز والأمور الأخرى فإن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران يبلع نحو 10 إلى 11 مليار دولار، وأكثر من 60 إلى 70% منه يجري من خلال إقليم كوردستان. هذا كله إضافة إلى العلاقات التاريخية والتراثية التي تربطنا بإيران.

ثانياً نحن لا نساعد أي دولة ضد إيران، لا إسرائيل ولا أي دولة أخرى تريد استخدام إقليم كوردستان لمعاداة إيران. لا يوجد عندنا شيء كهذا. قبل فترة، وبناء على قرار دولة رئيس الوزراء، كان لي اجتماع في بغداد مع وفد إيراني وقلت لهم: تفضلوا نحن مستعدون للجلوس وأي دليل على أن إقليم كوردستان يساعد أي طرف ضد إيران هاتوه واعرضوه ونحن مستعدون للحوار معهم. وفي الفترة الأخيرة وبناء على قرار رئيس الوزراء كان هناك اتفاق مع إيران، وإقليم كوردستان بصفته طرفاً ضمن العراق ملتزم بهذا الاتفاق. أمن إيران وتركيا كجارتين يهمنا، وأؤكد لكم أن خطواتنا في مجال السياسة الخارجية تتفق مع السياسة القائمة في بغداد. وسياسة بغداد تقضي بعدم وجود علاقة مع إسرائيل وإقليم كوردستان ملتزم بهذه السياسة، ولن نسمح بأن يتحول إقليم كوردستان إلى مصدر تهديد لجيراننا.

ولدى إجابته على آخر سؤال حول عدم مشاركة فريق الاتحاد الوطني الكوردستاني في اجتماعات مجلس وزراء إقليم كوردستان، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

- إذا توخيت الصراحة في كلامي، فأنا لا أعتقد أن خروج فريق الاتحاد الوطني الكوردستاني من الحكومة كان خطوة صائبة. الاتحاد الوطني الكوردستاني شريك رئيس في الحكومة، ومشارك رئيس في تشكيل هذه الحكومة. خطونا مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، بعد المصالحة، خطوات كبيرة جداً. نعم كانت هناك مشاكل لكننا تقدمنا خطوات كبيرة للأمام. المرحوم مام جلال مع فخامة الرئيس بارزاني، اتخذا معاً خطوات مهمة جداً. إن الاتحاد الوطني الكوردستاني بخروجهم من الحكومة وعدم مشاركتهم في الاجتماعات، في الواقع لم يخدموا الاتحاد الوطني الكوردستاني ولم يخدموا إقليم كوردستان. لأنك حين تكون أحد المشاركين الرئيسيين في الحكومة، فبإمكانك أن تقول قولك داخل الحكومة. وعند وجود مشاكل يمكن العثور على حلول لها داخل الحكومة. الآن لو سألتني، سأقول أجل. أنا بنفسي طلبت وقلت لهم عودوا، ورئيس وزراء إقليم كوردستان طلب ذلك أيضاً. أعود وأقولها الآن، إن المكان الملائم لحل المشاكل هو داخل مجلس الوزراء. أدعو بغداد أيضاً لمساعدتنا في حل هذه المشكلة في أسرع وقت، ليعودوا إلى الحكومة، وإن كان عندهم ما يقولون فليقولوه داخل المجلس، وأود أن يساعدنا دولة رئيس الوزراء العراقي أيضاً في حل هذه المشكلة. لأن هذه المشكلة ليست في صالح الاتحاد الوطني الكوردستاني ولا في صالح كوردستان ولا في صالح العراق.