في إطار زيارته لباريس وبعد اجتماعه مع فخامة السيد إيمانوئيل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، سلط فخامة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، خلال مؤتمر صحفي، الضوء على مضمون اجتماعه مع الرئيس ماكرون ومجموعة مواضيع أخرى تتعلق بإقليم كوردستان والعراق والمنطقة.
وقال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني في بداية المؤتمر الصحفي: "كان لنا اليوم اجتماع جيد مع فخامة الرئيس ماكرون، تناولنا فيه مجموعة مواضيع من بينها تعزيز علاقات العراق وإقليم كوردستان مع فرنسا. كذلك، وكما تعلمون جميعاً هناك اتفاقية استراتيجية لفرنسا مع العراق، وأكدنا في هذا الاجتماع على ضرورة أن يلتزم الجانبان بهذه الاتفاقية الاستراتيجية في أقرب وقت، وكما تعلمون كان لفرنسا دور مهم، وكانت فرنسا سنداً رئيساً للعراق سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد العسكري خلال حرب داعش وفي كل المحطات التي استدعت المساندة من الناحية السياسية دعمت العراق وإقليم كوردستان دعماً كاملاً، وشكرنا الرئيس ماكرون على ذلك في اجتماعنا. تطرقنا أيضاً إلى العلاقة بين أربيل وبغداد وشددنا على ضرورة حل المشاكل العالقة من خلال الحوار والتفاهم بين بغداد وأربيل. وجدد الرئيس ماكرون التأكيد على التزام فرنسا بدعم ومساندة العراق وإقليم كوردستان".
ثم ولدى إجابة فخامته على سؤال عن الحوار بين أربيل وبغداد وحسم الملفات العالقة بين الجانبين واستئناف تصدير النفط، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "قبل أن يكون هذا الموضوع مشكلة بين فرنسا والعراق، هو مشكلة بين إقليم كوردستان وبغداد، لكن ما سمعته اليوم من الرئيس ماكرون هو تشديده على الطريقة التي يمكن أن يساعد فيها الجانبين على حل مشاكلهما. في هذا الاجتماع، تطرقنا أيضاً إلى موضوع النفط، وتعلمون أن تركيا في هذه المسألة أبدت استعدادها للسماح باستئناف تصدير النفط، وبقي الأمر عند بغداد. ويخوض وفد إقليم كوردستان حالياً محادثات مكثفة مع بغداد من أجل حل هذه المشاكل. نأمل أن يستأنف تصدير نفط إقليم كوردستان في أقرب وقت".
وعن الانتخابات البرلمانية لإقليم كوردستان وما يشاع عن تأجيلها، بين فخامته الآتي: "في اجتماعنا اليوم لم نتطرق إلى هذا الموضوع، لكن ما تذكرونه من أننا نحن والاتحاد الوطني اتفقنا على تأجيل الانتخابات، فلا، ليس هناك شيء من هذا القبيل، ونحن كواجب ملقى على عاتقنا في رئاسة الإقليم وكرئيس للإقليم، قمنا بتحديد موعد إجراء الانتخابات ونحن ملتزمون بهذا، وعلى كل الأطراف أن تلتزم بإجراء الانتخابات في موعدها. الانتخابات موضوع مهم ومرتبط بشرعية إقليم كوردستان ولسنا قطعاً مع تأجيل الانتخابات ولم نتفق على ذلك مع أي طرف ولم نتحدث عن تأجيل الانتخابات. وفي هذا الإطار، ربما سيكون لنا خلال هذا الأسبوع اجتماع مع الإخوة في الاتحاد الوطني وإن شاء الله سنبحث معهم خلال هذا الأسبوع المواضيع المتعلقة بإقليم كوردستان، ونأمل أن نتوصل إلى حلول مناسبة لكل الخلافات القائمة".
وعن سبب زيارة فخامته لوزارة الدفاع الفرنسية ودعوته الرئيس ماكرون لزيارة إقليم كوردستان، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "كان اللقاء مع وزيرة الخارجية الفرنسية مدرجاً على جدول أعمال زيارتنا، ولأن وزيرة الخارجية ليست هنا، وكان وزير الدفاع الفرنسي قد زار إقليم كوردستان قبل فترة، في هذا الإطار ولغرض زيادة التباحث حول الموضوع الأمني للعراق وإقليم كوردستان، وبناء على اقتراح الرئيس ماكرون لنبحث هذه القضايا مع وزير الدفاع زرنا الوزارة. كما تعلمون، كان مقرراً عقد مؤتمر بغداد الثالث، لكن المؤتمر تأجل، وعلمت من الرئيس ماكرون أنه ملتزم بزيارة العراق، فدعوته لزيارة إقليم كوردستان أيضاً في إطار زيارته للعراق، وقد قبل فخامته الدعوة مرحباً، وفي إطار زيارته لبغداد سيزور إقليم كوردستان أيضاً".
ورداً على سؤال عن مناقشة مشاكل العراق والمنطقة وحل مسألة رواتب وميزانية إقليم كوردستان، أوضح الرئيس نيجيرفان بارزاني: "لا شك أن محاور محادثاتنا لم تقتصر على مسألة العراق. وبالتأكيد فإن ما يجري حالياً في المنطقة يؤثر بشكل أو بآخر على العراق وإقليم كوردستان، وكان هذا محوراً رئيساً للمحادثات بيننا وبين فخامة الرئيس ماكرون، وكما أشار فخامته إلى ذلك قبل الاجتماع. ناقشنا هذا الموضوع بالتفصيل. أما مسألة الرواتب، وكما تعلمون بلا شك وقد قلتها من قبل وأود التأكيد عليه، لقد مضت حكومة إقليم كوردستان إلى الأمام بكل الصور وتعاملت بشفافية مع هذا الموضوع ونوقشت البيانات كافة وبصورة منظمة مع بغداد. ما أريد قوله الآن هو أنه في الواقع لا يوجد عذر لبغداد لتمتنع عن صرف رواتب موظفي إقليم كوردستان كأي جزء آخر من العراق. نحن التزمنا بكل الاتفاقيات ويتوقع إقليم كوردستان من بغداد حل هذا الموضوع في أقرب وقت. ليس ممكناً أبداً أن تكون مسألة رواتب الشعب موضوع أخبار الإعلام لفترة طويلة سواء في العراق أو في إقليم كوردستان. ما نتوقعه من بغداد ونأمله هو أن تحل هذه المشكلة في أقرب وقت".
وعن احتمال اقتراب موعد استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان وموانع الاستئناف، قال فخامته: "المشكلة حالياً هي بغداد، فقد ذكرت تركيا وأعلنت أنها مستعدة وموافقة، ولم يبق سوى اتفاقها مع بغداد على بعض الإجراءات، كتلك المتعلقة بالشركات، الشركات التي تستخرج النفط في إقليم كوردستان، عقود إقليم كوردستان تختلف عن تلك التي في العراق، تلك التي في العراق تعرف بعقود الخدمات، لكن التي عندنا ليست كذلك، التي عندنا كلها عقود شراكة، أبرمناها بالشراكة مع الشركات. مثلاً حددوا في قانون الموازنة ستة دولارات فقط لكل برميل من نفط كوردستان وهو قليل جداً، ويجب أن يزيد هذا، لأنهم حددوا لأنفسهم أكثر من ذلك وزيادة، لكنهم لم يفعلوا ذلك مع إقليم كوردستان، هذه واحدة من المشاكل ويجب حل هذه المشكلة الفنية مع بغداد. حتى الآن لا أستطيع القول إن المشكلة سياسية وإن بغداد تمنع تصدير هذا النفط. فأنا أعتقد أن المشكلة فنية ويجب العثور على حل مناسب لها بين إقليم كوردستان وبغداد. من خلال إيقاف تصدير النفط من إقليم كوردستان خسر العراق نحو خمسة مليارات دولار. أي كان من الممكن أن يساعد إقليم كوردستان في هذه المسألة، وعدم تصدير النفط لا يلحق الضرر بإقليم كوردستان وحده، بل هو خسارة لكل العراق، ونأمل أن ترى بغداد الأمر بهذه الصورة وتجد حلاً مناسباً وأن يتم حل هذا الموضوع في أقرب وقت".
وعن تأثير مشاكل المنطقة على إقليم كوردستان، وعلاقات الإقليم وفرنسا لحماية إقليم كوردستان من تلك المشاكل ووجود خطر يهدد كيان إقليم كوردستان، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "المشكلة القائمة حالياً في المنطقة، هي بالتأكيد ليست منحصرة على المكان الذي يشهد المشكلة. لا شك أنها تؤثر على المنطقة ككل، وموقفنا الذي تحدثنا عنه مع فخامة الرئيس ماكرون، هو وجوب إيصال المساعدات الإنسانية في أقرب وقت لأهالي غزة، وهذه هي الخطوة الأولى. نحن نرى وجوب إطلاق سراح المحتجزين عند حركة حماس، والتمهيد للتوصل إلى حل ستراتيجي لهذه المسألة على المدى الطويل. نحن نعتقد أن الحل الصحيح هو حل الدولتين. دولتان هناك، هذا هو الحل الاستراتيجي الذي نعتقد أنه الحل الوحيد. فقد تبين لكل الأطراف أن الحرب لا تحل المشكلة. هذه المشكلة قائمة في المنطقة منذ سنين ومنذ زمن، لكن ثبت أن طبيعة المشكلة لا تتيح حلها عسكرياً، بل يجب أن تحل بطريقة سياسية. نحن نعتقد أن الحل هو إقامة دولتين. لا، ليس هناك خطر على كيان إقليم كوردستان، لكن ما يجري الآن في العراق، من قيام تلك القوى المسلحة بين الحين والآخر بإطلاق مسيرات باتجاه أربيل وعين الأسد وغيرهما، هذا لا يخدم العراق بأي شكل حسب اعتقادنا. نحن لا نعتقد أن هذا يخدم إقليم كوردستان، وموقفنا هو اتخاذ كل ما من شأنه أن يمنع تورط العراق في المشاكل القائمة. الوضع العراقي له خصوصيته المميزة، ويجب أن يكون العراق في منأى، ويبذل مساعي جادة لحل هذه المشكلة بصورة سلمية".
وبشأن سؤال للقناة 8، حول التهديدات التي يطلقها فصيل النجباء التابع للحشد الشعبي ضد إسرائيل، والاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران بخصوص قوى كوردستان إيران المعارضة ودور إقليم كوردستان في تلك الاتفاقية، وإلى جانب تقديم فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني التهنئة بمناسبة افتتاح القناة 8، بين أن "موقفنا هو أننا لا نريد أن يتحول العراق بأي شكل من الأشكال إلى جزء من هذه المشاكل ولم أسمع أن حركة النجباء أصدرت بياناً كهذا، لكننا نأمل من رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة أن يمارس دوره، وأن نتعاون جميعنا مع رئيس الوزراء العراقي على أن لا يتحول هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال إلى مشكلة للعراق، هذا ما نراه نحن. وكما أسلفت، يجب العثور على حل مناسب لهذا الموضوع على المدى البعيد، أما على المدى القريب فيجب العمل على إعلان وقف لإطلاق النار ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة. نحن نرى أن ما يجري اليوم في غزة ليس صحيحاً، وبعد المساعدات التي تقدم يجب حل هذه المشكلة بالتدريج وبصورة سلمية. أما عن الموضوع المرتبط بإيران، فدعني أبدأ بالقول إن هناك اتفاقية أمنية بين العراق وإيران، وكان إقليم كوردستان جزءاً من هذه الاتفاقية مع جمهورية إيران الإسلامية. نحن في إقليم كوردستان ملتزمون بهذه الاتفاقية ولدينا مبدأ مفاده أنه لا يمكن أن يتحول العراق وإقليم كوردستان إلى مصدر للفتن وخلق المشاكل لجيراننا. لا يمكن أن يصبح إقليم كوردستان ملاذاً لأي جماعة مسلحة تريد خلق مشاكل في الدول المجاورة ثم تعود إلى إقليم كوردستان. من دواعي الارتياح أن قوى المعارضة الكوردية الإيرانية متفهمة تماماً لأوضاع إقليم كوردستان ومتعاونة إلى حد بعيد في هذا الموضوع. نحن ملتزمون بالاتفاقية ويجب تنفيذها كما هي وكما جرى التوقيع عليها".
وعن ضمان حماية أرواح اللاجئين المدنيين من كوردستان إيران في المخيمات، أعلن الرئيس نيجيرفان بارزاني أن "هناك خارطة طريق لهذا الموضوع، وطريقة حله هي أنه بعد أن تعاونت هذه القوى كما ذكرت، ولها تفهم جيد للوضع، انتقلت إلى المخيمات ونحن الآن في تواصل مستمر مع الأمم المتحدة لتتولى بنفسها حماية هذه المخيمات. وبالتأكيد إذا تدخلت الأمم المتحدة في الموضوع يجب أن تكون هذه المخيمات مدنية وخالية من المسلحين. هذا هو المبدأ المتبع في أي مخيم في العالم. لدينا الآن خارطة طريق لحل هذه المشكلة بهذه الطريقة، ولا يجوز أن تتواجد قوات مسلحة في هذه الأماكن. ويبقى الآخرون كمدنيين في هذه المخيمات، ثم إن قرروا البقاء في كوردستان فخيراً وسلامة، وإن أرادوا الانتقال إلى مكان آخر فهذا أمر يخصهم بالدرجة الأكبر".