اجتمعت رئاسة إقليم كوردستان صباح اليوم الاثنين 20 نيسان 2020، وجرى خلاله بحث ومناقشة آخر مستجدات مواجهة جائحة كورونا وآثارها، اجراءات الحكومة ووضع المواطنين، مستجدات موضوع زيني ورتي ووضع إقليم كوردستان، توترات وتشنجات الفترة الماضية، مسألة تشكيل حكومة العراق الفدرالية وموقع ومطالب إقليم كوردستان في الحكومة القادمة، مخاطر داعش وسبل مواجهتها، بالاخص في المناطق المتنازع عليها.
وعقب الاجتماع، تحدث فخامة نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان عما تطرق اليه الاجتماع ورد على اسئلة الصحفيين:
في البداية قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "كان لنا اليوم اجتماع لهيئة رئاسة الإقليم مع السادة الشيخ جعفر مصطفى ومصطفى سيد قادر، وتطرقنا خلاله إلى عدد من المواضيع ذات العلاقة بإقليم كوردستان، الظروف الداخلية للإقليم والعلاقات بين الإقليم وبغداد. في البداية اود ان اشيد بكافة الاجراءات التي اتخذتها حكومة إقليم كوردستان في مسألة الحد من انتشار فايروس كورونا وهو موضوع عالمي، هذا الموضوع لا يتعلق فقط بإقليم كوردستان أو العراق، بل وكما تتابعونه انتم فان له علاقة بعموم العالم حيث انتشر هذا الفايروس في كل مكان. اتخذت حكومة إقليم كوردستان منذ بداية هذه المسألة اجراءات سريعة وكان الهدف منها حماية مواطني إقليم كوردستان، ولهذا السبب اتخذت هذه الاجراءات. وبهذا الخصوص باسمي وباسم هيئة رئاسة إقليم كوردستان نشد على ايادي السادة رئيس الحكومة، نائب رئيس الحكومة، وزراء الصحة، الداخلية، الاوقاف والشؤون الدينية وبشكل عام كافة السادة الذين بذلوا كل ما في وسعهم في هذه العملية لتنفيذها ولا زالوا مستمرين. مواطنو إقليم كوردستان موضع شكر وتقدير خاص الذين التزموا حقيقة في هذه المرحلة ومنذ بداية هذه العملية بشكل واسع بتوصيات ومقررات حكومة الإقليم، وتوصيات وزارات الصحة والداخلية والوزارات الاخرى.
وبخصوص موضوع فايروس كوفيد-19، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "اقدم شكري الخاص لكوادر وزارة الصحة الذين هم بيشمركة الصف الامامي لمواجهة هذا الفايروس الذي انتشر في كل العالم الذين يعملون معا ليل نهار وزيرا وفريق الوزارة ليتخلص إقليم كوردستان من هذا الفايروس. الامر المهم هو ان علينا جميعا ان نلتزم بهذه التعليمات التي لا زالت مستمرة وقد قررت حكومة إقليم كوردستان ان تستمر الاجراءات لغاية نهاية هذا الشهر ايضا ومن ثم تجري تقييما للوضع تصدر على ضوئه القرارات الضرورية. اتفهم ان بعض المواطنين فقد مصدر قوته اليومي بسبب هذا الوضع، اتفهم ان الكسبة وبعض المواطنين يريدون ان يقوموا بعملهم، ونحن كلنا نحبذ ذلك، بيد ان الامر اكبر من هذا، حاليا حكومة إقليم كوردستان امام اختيار هل نفقد نحن هؤلاء الاعزاء نتيجة اعادة فتح الاسواق، ام نتحامل على نفسنا لكي نحمي اعزاءنا؟ بالتاكيد العالم وكافة الأطراف يشهدون بان حكومة إقليم كوردستان تعاملت بشكل جيد جدا مع هذا الموضوع وهو موضع إشادة، ليس فقط على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم لم يكن يتوقع ان يتعامل إقليم كوردستان بهذا الشكل المضبوط مع هذه المسألة، وهذا لم يات اعتباطا، بل نتيجة عمل الحكومة ورئيس الحكومة والفريق الذي يعمل معهما، كلهم مع بعض ينفذون هذه التعليمات والهدف الاسمى كان حماية مواطني إقليم كوردستان واريد هنا ان اطمئنهم جميعا ان الاولوية الاولى لكافة الاجراءات كانت حماية مواطني إقليم كوردستان، واحب الا يمتعضوا اذا ما تعرض احد لامر غير مستحب، اود ان اقول لكم ان الاجراءات كانت من اجل حمايتكم وفقط من اجل حماية مواطني إقليم كوردستان وهي لا تزال مستمرة لحين اجراء تقييم شامل. هذا كان موضوعا طرحناه في هذا الاجتماع مرة اخرى نقدر كافة الاجراءات التي اتخذت من قبل حكومة إقليم كوردستان".
وقال فخامته خلال كلمته: "موضوع آخر للاجتماع الذي كان يتعلق بداخل إقليم كوردستان، مثلما تعرفون ان بعض التوترات قد حدثت في منطقة زيني ورتي، انا اود هنا ان اطمئنكم ان المشكلة ليست بحجم كبير لا يمكن حله، ونتجه نحو حل هذه التشنجات، على كافة القوى السياسية في إقليم كوردستان وبالاخص في هذا الظرف الذي فيه مشكلة كورونا والوضع الاقتصادي السيء في إقليم كوردستان والعراق، الامر المهم في الوقت الراهن انه علينا ان نحافظ على وحدة صفوفنا واود ان اطمئنكم انه ليس هناك اية مشكلة كبيرة والمشاكل الموجودة باتجاه الحل نحن نجتمع مع المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني الشريك الرئيس للحزب الديمقراطي الكوردستاني في تشكيل حكومة إقليم كوردستان. يتم تداول موضوع هذه القوات التي ذهبت إلى زيني ورتي، هذه القوات تابعة لوزارة البيشمركة ووزارة البيشمركة وزارة عموم كوردستان ولم تذهب اية قوة اجنبية إلى هذه المنطقة وذهبت لحالة مؤقتة واذا لم يعد تواجد هذه القوات ضروريا هناك، سوف لن تبقى هناك. هناك الكثير من التفسيرات الغريبة لهذا الموضوع كأنما منطقة زيني ورتي موقع يبنى عليه مشروع نووي، الذي تم فقط كان لحماية المواطنين من الذهاب والاياب وانه اجراء وقتي وسوف تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي".
تحدث فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني في كلمته عن موضوع داعش وقال: "نقطة اخرى اود التطرق اليها وهي موضوع داعش، فيعد داعش اليوم بالنسبة لإقليم كوردستان وعموم العراق خطرا جديا، لدينا تقييم للاوضاع في كل المناطق، في مناطق ديالى والموصل إلى ان تصل إلى مخمور، نرى يوميا ان داعش قد زاد من العمليات العسكرية، في الفترة الاخيرة كلفت السيد الشيخ جعفر بزيارة هذه الحدود وقام بذلك، واليوم خلال هذا الاجتماع بحثنا عددا من الاجراءات لنتمكن من الحديث مع بغداد والتحالف لنجد آلية عمل مشترك بغية الحد من ظهور داعش واضراره في كافة المناطق وهذا احدى المسؤوليات المهمة التي في رئاسة إقليم كوردستان نتحدث مع بغداد بشانها".
وفي كلمته ايضا تحدث الرئيس نيجيرفان بارزاني عن محور آخر للاجتماع وقال: "محور آخر من الاجتماع كان حول مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، نحن كهيئة رئاسة إقليم كوردستان وبعد النقاش مع كافة الأطراف السياسية الكوردستانية اصدرنا بيانا واعلننا دعمنا للسيد مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة، واكررها الآن اننا في إقليم كوردستان ندعم سيادته ونريد ان يتم تنفيذ مطالب إقليم كوردستان والتي مهمة بالنسبة لنا، وقد قررنا خلال الايام القريبة انه سوف يتم التحدث مع الكتل الكوردستانية في بغداد وانهم سوف يقومون باجراء الحوار والنقاش مع السيد مصطفى الكاظمي حول مطالب إقليم كوردستان. مرة اخرى آمل ان يكون مواطنو إقليم كوردستان سالمين ومحميين ولا شك بدعم وصمود كافة مواطني إقليم كوردستان بكافة مكوناتهم سوف نتجاوز هذا الوضع ايضا، بالتوكل على الله نرى جميعا بالفرح والنجاح وكوردستان بحالة جيدة وسنواصل".
وبعد ذلك قال فخامته في رده على سؤال حول توترات الايام الاخيرة في زيني ورتي ورسالته حول هذه المسألة، اوضح: "واجبنا في رئاسة إقليم كوردستان كان ان نجري المحادثات مع كافة الأطراف لتهدئة الاوضاع، هذه التوترات التي حدثت في زيني ورتي كانت تشنجات اعلامية اكثر من كونها توترات جدية وقد اعطيت هالة اعلامية وكذلك تم تعظيمها من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تكن بحاجة إلى كل هذه التاويلات والتشنجات، قوة لحكومة إقليم كوردستان تابعة لوزارة البيشمركة تحركت إلى هذه المنطقة، لم يكن ضروريا ابدا ان يتم تعظيم الامر بهذه الصورة وهذه القوة قد ذهبت لهدف معين وهو السيطرة على فايروس كورونا ولحماية مواطني إقليم كوردستان، لا شك انه عندما ينتهي هذا الوضع، فان هذه القوة لن تبقى هناك. نحن في رئاسة إقليم كوردستان تحدثنا مع كافة الأطراف واود ان اطمئن مواطني إقليم كوردستان ان اية مشكلة سوف لن تحدث".
وفيما يتعلق باسس دعم إقليم كوردستان للسيد مصطفى الكاظمي لتشكيل الكابينة الجديدة للحكومة العراقية، اعلن فخامته: "على اساس اننا نعرف السيد مصطفى الكاظمي مسبقا والشرط الاول كان ان القوى الشيعية قد رشحت السيد مصطفى الكاظمي بالاجماع، ولان مسألة رئيس الوزراء لها علاقة بالكتل الشيعية وحين كلف سيادة رئيس الجمهورية السيد مصطفى الكاظمي، وكانت كافة القوى الشيعية مشاركة هناك، نحن نعلم ان المكون الشيعي يجب ان يقرر على هذا المنصب وكشخصية نحن نعرف سيادته ومفاوضاتنا حول مطالب إقليم كوردستان سوف تبدا رسميا بمشاركة كافة الأطراف السياسية والمكونات مع السيد مصطفى الكاظمي".
وعن إرسال المساعدة من جانب فخامة رئيس إقليم كوردستان لمعاونة غرب كوردستان في مواجهة تفشي فيروس كورونا، قال فخامته: "المساعدات التي أرسلناها من إقليم كوردستان إلى ڕۆژاوا، هي مساعدات إنسانية ولا علاقة لها بالسياسة، فهم يفتقرون إلى أجهزة اختبار في منطقتهم لمعرفة ما إذا كان شخص ما مصاباً بفيروس كورونا أم لا، كما أن تلك الأوضاع ستؤثر على إقليم كوردستان أيضاً ويوجد عدد كبير من مخيمات النازحين في سوريا، لقد زودناهم بمساعدات مختبرية مع فرق طبية وهندسية لتدريب كوادرهم على استخدام تلك الأجهزة، وهذا بلا شك كان في إطار المساعدات الإنسانية".
أما بشأن إلقاء القبض على كوردي في ليبيا وانتشار شائعة تزعم ارتباطه بقوات البيشمركة، فقد قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "الشخص الذي ألقي القبض عليه في ليبيا، لا علاقة له قطعاً بالبيشمركة ولا بـ(قوة ڕۆژ) وقد اطلعتم على بيان قوة ڕۆژ وحكومة إقليم كوردستان. نعم جاء هذا الشخص إلى إقليم كوردستان في فترة ما، لكنه بعد ذلك رحل إلى تركيا ومن هناك أقام علاقاته بهم، لكن قوات البيشمركة وبيشمركة ڕۆژ لا علاقة لهما من بعيد ولا من قريب بهذا الموضوع ولا يدَ لهما فيه، ونحن في الحقيقة نلوم كثيراً تلك الجهة الليبية التي ضخّمت هذا الموضوع أكثر مما يستحق للأسف، وأظهرت قبل أن تستوضح منا أن قوات البيشمركة هي التي ذهبت إلى القتال في بنغازي، في حين أننا لم نرسل أحداً ولن نرسل، وليست مشكلة ليبيا مشكلتنا ولا يتبنى إقليم كوردستان أية سياسة ترمي للاشتراك في الأزمة والتعقيدات القائمة في ليبيا".
وبخصوص المفاوضات والمحادثات مع السيد مصطفى الكاظمي، حول مسائل النفط والمناطق المتنازع عليها وتهديد داعش لإقليم كوردستان، أشار فخامته إلى أن: "محادثاتنا مع السيد مصطفى الكاظمي لا تخص إقليم كوردستان وحده، بل تعنى بكل العراق، ونحن نريد لكل العراق أوضاعاً جديدة وجيدة بصورة عامة. نحن نعتقد أن مواطني العراق عموماً يستحقون أوضاعاً أفضل بكثير من الأوضاع القائمة ومن كافة النواحي. أما فيما يخص إقليم كوردستان، فإننا نتباحث معه، وتطرقنا إلى ذلك في اجتماع رئاسة إقليم كوردستان الذي عقد اليوم، وسيتم في أقرب وقت تأليف وفد إقليم كوردستان من الكتل الكوردستانية في مجلس النواب العراقي والمكونات الكوردستانية الأخرى للبدء بالمحادثات مع مصطفى الكاظمي. إن تأييدنا للسيد مصطفى الكاظمي لا يخص فقط إقليم كوردستان، بل يخص كل العراق، ونريده أن يكون رئيس وزراء قادراً على خدمة كل مواطني العراق. أما عن تهديدات داعش، فلا شك أن داعش يمثل تهديداً كبيراً لكل العراق وبضمنه إقليم كوردستان، لذا فإن الذي يهم إقليم كوردستان هو التعاون والتنسيق بين أربيل وبغداد بشأن مسألة داعش، وقد بذلنا جهوداً كبيرة في العمل على هذا الملف وتحدثنا إلى بغداد وحاورناها، لكني أريد أن أعلن عن حقيقة، وهي أن بغداد لم تحمل حتى الآن هذه المسألة على محمل الجد، ولا تتعاون كما ينبغي مع إقليم كوردستان في هذه المسألة التي تشكل خطراً على إقليم كوردستان والعراق ككل".
وفيما يتعلق بأحداث (زيني ورتي) وردود الأفعال التي تلتها في شبكات التواصل الاجتماعي والحديث عن الانقسام إلى إدارتين مثلاً، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "إن حدث هذا فسيكون هناك صفر من الإدارات وليس إدارتين، وإن تطور حادث زيني ورتي إلى حد التسبب في الانقسام إلى إدارتين، فلا أعتقد أنه ستكون هناك إدارتان بل سيكون هناك صفر من الإدارات لكلا الطرفين، فما يهم إقليم كوردستان هو وحدة صفه وبكل مكوناته. فلا يجوز أن نكون فاقدي الثقة ببعضنا البعض، ولهذا توجهت قوة مشتركة سيّرتها وزارة شؤون البيشمركة إلى هناك لكي لا تثار أي أجواء شك، وهذه القوة ليست تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، بل هي من قوات حكومة إقليم كوردستان، وقد تم تضخيم هذه الحادثة كثيراً، وأنا كرئيس إقليم كوردستان كنت متيقناً من البداية أن شيئاً لن يحدث وأنا الآن واثق بأنه لن يحدث شيء في هذه المنطقة ولن تقع مشكلة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وأن المشكلة سيتم حلها، وهذه القوة تابعة لحكومة إقليم كوردستان، والمسألة ليست تخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولا الاتحاد الوطني الكوردستاني. نأمل أن لا تتدخل الأطراف الأخرى من خارج إقليم كوردستان في المشكلة، وقد تحدثنا مرات كثيرة سابقة عن أننا لا نعدّ تواجد حزب العمال الكوردستاني في كل إقليم كوردستان – العراق تواجداً شرعياً وعلى هذا الحزب أن يتجنب اختلاق المشاكل لإقليم كوردستان، لأن لحزب العمال الكوردستاني مكانه الذي يعمل فيه وليس إقليم كوردستان ساحة عمله بلا شك ولا يجوز أن يكون كذلك، فنحن جزء من العراق، وإقليم كوردستان في إطار العراق لن يسمح بأي شكل لقوة أخرى أن تسبب المشاكل لجيراننا".
وعن أثر هبوط أسعار النفط على الرواتب وموظفي إقليم كوردستان، أوضح فخامته: "ستؤثر مسألة هبوط أسعار النفط على إقليم كوردستان كما تؤثر على جميع دول المنطقة، واليوم يتصدى إقليم كوردستان لهذه المسألة وهو مستمر في خوض محادثاته في سبيل حل هذه المشكلة. كما تعلمون، هناك وفد لإقليم كوردستان متواجد حالياً في بغداد، من أجل التوصل إلى مخرج للوضع الاقتصادي الذي يشكل ثقلاً كبيراً على كل العراق وبضمنه إقليم كوردستان، وهبوط أسعار النفط يؤثر على كل مكان".
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحفي، ولدى إجابته على سؤال حول طريقة التنسيق بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية في مجال صرف رواتب الموظفين، قال رئيس إقليم كوردستان: "نحن في إقليم كوردستان نعمل على إعداد رسالة موجهة إلى البرلمان العراقي ورئيس الوزراء العراقي القادم، فحواها المطالبة بوجوب مساعدة كل شعب العراق بصورة عامة. نحن نعلم أن هذه هي الحال في جميع دول العالم، وعند ظهور هذه الأزمة خصصوا مبالغ للمتضررين بدرجة كبيرة، ومسؤولية الحكومة الاتحادية تتمثل في أن تساعد الذين يعتمدون في معيشتهم على الكسب من العمل اليومي وقد تضرروا، ونحن سنقوم بدورنا المطلوب مع بغداد والبرلمان ورئيس الوزراء، لكي نتمكن من العثور على سبيل ليس فقط لمساعدة إقليم كوردستان، بل لمساعدة كل من تضرر بشكل من الأشكال".
وأضاف الرئيس نيجيرفان بارزاني يقول: "إن تشكيل الحكومة الجديدة في العراق ضروري جداً، وإقليم كوردستان كجزء من العراق. البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، هؤلاء جميعاً مستعدون الآن للتفاوض مع العراق على حل المشاكل المالية، ولا شك أن هذا سيؤثر على إقليم كوردستان أيضاً، ولهذا فإننا في إقليم كوردستان نريد أن تشكل الحكومة الجديدة في بغداد في أقرب وقت، وأن تجري مفاوضات جادة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بشأن مشاكل العراق من الناحية المالية والتي أعتقد أنها ستكون حملاً ثقيلاً على كل العراق، ويجب الإسراع في دخول تلك المفاوضات للتخفيف منه. فمثلاً، يدفع العراق سنوياً أربعين مليار دولار كرواتب. كان أربعين ملياراً السنة الماضية، وأصبح نحو ثمانية وأربعين ملياراً هذه السنة. ما يحصل عليه العراق من مبيعات النفط في الشهر الواحد، أصبح ملياري دولار الآن. وأن العراق بحاجة إلى أربعة مليارات دولار لتأمين الرواتب، فهذا يعني حملاً ثقيلاً جداً على الوضع الاقتصادي العراقي. هذا بحاجة إلى محادثات وتأمل وإجراءات جادة، وإلا لن يتم حله بهذه السهولة. كل هذا، وفي حال تشكيل الحكومة الجديدة في العراق في أسرع وقت، ومباشرتها المفاوضات والمحادثات مع المجتمع الدولي، نأمل أن نتمكن معها من تحسين الوضع".
وفي سياق تهديد حزب العمال الكوردستاني (بي كا كا) للوضع الأمني في منطقة زيني ورتي، وإلى جانب التأكيد على موقف إقليم كوردستان، أعلن فخامة رئيس إقليم كوردستان: "(بي كا كا) ليس قوة تتمتع بأي شرعية في إقليم كوردستان، لكي تكون مؤهلة لإصدار بيانات تعلن من خلالها السماح أو عدم السماح لتواجد هذه القوات في المنطقة. فهي لا شرعية لها ولا يسمح لـ(بي كا كا) بأن يتمتع بتلك الشرعية في كوردستان العراق. إن كان (بي كا كا) بأن يساعد إقليم كوردستان، فليس لها إلا أن يرحل عن إقليم كوردستان، وإقليم كوردستان ليس ساحة عمل (بي كا كا)، وما يفعله (بي كا كا) الآن ليس أبداً مساعدة لإقليم كوردستان، بل على العكس تماماً فهو يخلق المشاكل لإقليم كوردستان في هذا التوقيت. كما أن موقف إقليم كوردستان كان معلوماً منذ اليوم الأول، نحن نريد أن نكون عامل استقرار في المنطقة مع جيراننا وفي الداخل، وخطواتنا المرتبطة بهذه المسألة لها علاقة بكل العراق، وإقليم كوردستان كجزء من العراق".
وعن السبل التي من شأنها أن تبني الثقة ووحدة الصف في إقليم كوردستان، عبر الرئيس نيجيرفان بارزاني عن أمله في تحقيقها بأسرع ما يمكن، وقال: "كلنا مدركون بأننا لو لم نوحد صفوفنا ولم نتكاتف لن نحقق أي مكسب، ولكن علينا أن ننظر إلى الأمور بواقعية، فوحدة الصف هذه لو نظرنا إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني منذ 2003، ولا أتحدث عن ما قبل 2003، كانت المكاسب التي حققناها في بغداد ثمرة وحدة الصف هذه والعمل المشترك، عملنا معاً، الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني مع جميع الأطراف والمكونات الأخرى في العراق، وكتب دستور العراق بهذه الصورة. الأمور المثبتة في الدستور العراقي اليوم لصالح إقليم كوردستان، حققناها من خلال وحدة الصف، وبوحدة الصف حاربنا داعش، الدماء التي سالت في حرب داعش لم تكن دماء طرف لوحده، وتلك الدماء هي التي دافعت عن إقليم كوردستان، قدمنا الدماء معاً وناضلنا معاً وحمينا إقليم كوردستان من أخطر الهجمات الوحشية التي شنتها تلك القوة الإرهابية، ولم يقل أحد هذا الدم أصفر وهذا أخضر، كنا جميعاً ندافع بسلاح واحد، كان ما فعلناه معاً هو وحدة الصف. اليوم لو نظرتم إلى اللوحة الكبيرة ستجدون أننا معاً عبرنا عن التأييد لمصطفى الكاظمي، مثلاً، ولم يكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لوحده، أو الاتحاد الوطني الكوردستاني، بل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير والقوى الأخرى، هذه كلها أمثلة على وحدة الصف. أحياناً يكون هناك غياب للثقة، وهو في الإعلام، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وعلينا أن نمنع هذا. ففي الحقيقة لا توجد مشاكل كبيرة بيننا. أين هي المشكلة الكبيرة؟ حمداً لله، نحن في كوردستان نستطيع العمل معاً بصورة جيدة، ليس فقط الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، بل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي والمكونات الأخرى التي تعيش في إقليم كوردستان، إخوتنا المسيحيين وإخوتنا التركمان، جميع هؤلاء نعمل معاً وندير شؤون هذا البلد. أنا لا أرى مشكلة كبيرة كالتي يجري تصويرها. على أي حال نحن لسنا في مرحلة تسمح بخلق مشكلة كبيرة في كوردستان بسبب هذا الموضوع".
وأردف فخامته يقول: "لو توقفت مواقع التواصل الاجتماعي ستسير كل الأمور بصورة جيدة. فما قيمة سياسة تقوم على أساس الاعلام الاجتماعي؟ لماذا ينبغي أن يصبح الإعلام الاجتماعي سبباً لتخريب الأوضاع في كوردستان؟ لقد عرضوا تحليلات حول زيني ورتي، أثارت التعجب عندي، ربطوا الموضوع بأمريكا وتحدثوا عن أشياء عجيبة غريبة. ألا نرى أن كل هؤلاء البروفيسورية يقومون بتحليلات لموضوع لا أساس له. لمجرد أن قوة تابعة لإقليم كوردستان ذهبت إلى هناك بهدف توفير الحماية وبصورة موقتة ولن تبقى هناك وستعود، أما ما سوى ذلك فلا يعني شيئاً".
وفيما يتعلق بموضوع إعدام مصطفى سليمي، الذي كان سجيناً في جمهورية إيران الإسلامية وأشيع أنه ألقي القبض عليه في منطقة بنجوين وتم تسليمه إلى إيران، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "هل وقع هذا الحادث؟ ليس معلوماً حتى الآن إن كان أحدهم قد سلمه أم لا! أعتقد أن بيان رئيس الحكومة كان واضحاً تماماً، لتتضح الحقائق، وهل حدث ما حدث أم لا؟ على أي حال، تم تشكيل لجنة وإن انتظر جميع الأطراف، فستبين اللجنة النتائج ورئيس الحكومة هو من شكل اللجنة، وعمل نائب رئيس الحكومة مع رئيس الحكومة على هذا. علينا جميعاً أن ننتظر هذا، وهل تم الكشف عنه أم لا؟ ولا حاجة لأن نتخذ قرارات مسبقة ونصدر أحكاماً مسبقة، هذه كلها لا حاجة لها. ما أعرفه هو أنهم يقولون إنه سجين سياسي! ولم يعلن أي حزب من شرق كوردستان المسؤولية أو كون هذا الشخص الذي تم إعدامه واحداً من أعضائه، لم يقل أي حزب إنه عضو في حزبنا! إذن، ربما حدث شيء، أو على أي حال ربما لم يحدث، الذي يهم إقليم كوردستان هو أن رئيس حكومة إقليم كوردستان، كاك مسرور، ونائب رئيس الحكومة ألّفا لجنة ويجري التحقيق. أدعو مواطني إقليم كوردستان وإخوتنا على الجانب الآخر، إن كانت هناك شائعة، إلى التريث وانتظار هذا التحقيق، ثم يتقرر من الذي فعل هذا ومن الذي لم يفعله! كل هذه الاتهامات بالخيانة وغيرها، ليست ضرورية، حتى تكمل اللجنة أعمالها وتعلن النتائج الموثقة وبشفافية على مواطني إقليم كوردستان".
وعن حصة الكورد في كابينة رئيس الوزراء العراقي المكلف، مصطفى الكاظمي، وضمان تطبيق المواد الدستورية وخاصة المتعلقة بكركوك وسنجار والمناطق الكوردستانية الأخرى المشمولة بالمادة 140، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "هناك ورقة تم إعدادها وعملنا عليها نحن في رئاسة إقليم كوردستان، وعملت كتلنا البرلمانية في بغداد بجد على هذه المسألة، وهناك ورقة معدة للتفاوض مع بغداد. هذه الورقة تحتوي على كل الأمور المرتبطة بإقليم كوردستان، من مسألة الموازنة، مسألة النفط، مسألة المناطق المقتطعة من إقليم كوردستان، سنجار، هذه كلها معدّة على شكل ورقة ومن المؤكد أن المحادثات مع رئيس الوزراء القادم ستكون ضمن إطار هذه الورقة، أما الوزارات فحسب ما سمعت من مصطفى الكاظمي، ستبقى كما هي، أي أنه لم يقرر تغيير الوزارات، ولا أعلم إن كان سيغير الوزراء! إلا أن الوزارات ستبقى كما هي".
ولدى إجابته على سؤال آخر حول موقف إقليم كوردستان من قصف منطقة زيني ورتي من قبل طائرات تركية مسيرة وانتهاك أجواء إقليم كوردستان، وكذلك قصف مخيم مخمور، فقد أشار الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى أن: "ما أقدمت عليه تركيا في زيني ورتي، جاء رداً على قيام (بي كا كا) بتحريك قواته إلى هناك وإقامة نقاط عسكرية في المنطقة، وقد أرسلنا إلى (بي كا كا) وأخبرناهم بأننا لا نستطيع أن نحميهم إن لم يقوموا بإخلاء تلك الأماكن، كما أن التكنولوجيا التركية ليس بحاجة إلى قيام حكومة الإقليم أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو الاتحاد الوطني الكوردستاني أو أي حزب، بتزويدها ببيانات، فتكنولوجياهم متقدمة جداً وتستطيع تحديد الأهداف بكل سهولة. عن أي سيادة تتحدثون، وهل حسب (بي كا كا) حساباً لسيادة العراق وكوردستان؟ أم أن (بي كا كا) يأتي بطريقة شرعية إلى تلك الأماكن ويقيم فيها مواقعه العسكرية؟ لا شك أن الجواب هو لا، فهو لا يتمتع بأي شرعية تؤهله للقيام بمثل تلك التحركات، وعندما يفعل ذلك أظن أن علينا أن ينتظر الرد عليه من تركيا. أما مسألة مخمور فالأمران مختلفان. إنهم يستخدمون مخيم مخمور لبعض الأغراض العسكرية. نحن في إقليم كوردستان أخبرناهم باستمرار بأن مسألة اللاجئين مختلفة، مع تقديرنا، كيف يمكن أن نتعامل مع هؤلاء حسب القانون الدولي. لمعلوماتكم، مخمور ليست تحت سيطرة إقليم كوردستان، بل تحت سيطرة الحكومة الاتحادية، أي أن المسألة لا علاقة لها بإقليم كوردستان. كل ما نطلبه منهم هو، أن مخيم مخمور المخصص للمدنيين، ليس مكاناً يمكن أن يستخدم للأنشطة العسكرية والدورات وغيرها. لهذا فإن المسألة معقدة، ومن المؤكد أنه في هذه الحالات يجب أن تبادر بغداد، لأن ما حدث يدخل في نطاق عمل الحكومة الاتحادية".
وجدد فخامة رئيس إقليم كوردستان، بخصوص مسألة المحادثات مع الحكومة العراقية القادمة، التأكيد على: "نتحاور معاً، وكان للذين من غير الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، دور غاية في الإيجابية، تباحثنا باستمرار حول المسائل وما سنبدأه من حوار مع مصطفى الكاظمي، سنشرع فيه معاً وكتلنا في بغداد تعمل معاً ودورها في هذه المحادثات يتسم بالمسؤولية والإيجابية بشأن المطالب المشروعة لإقليم كوردستان، كما أن كل الكتل في البرلمان العراقي عملت مشكورة بإيجابية على هذا الموضوع".
وعن إجراءات الوقاية من تفشي فايرس كورونا، خاصة تلك المتبعة في مداخل المحافظات، قال فخامته: "سنتحدث مع وزارة الداخلية ومن المؤكد أن التوجيهات التي صدرت عن وزارة الداخلية، مهما كانت، كان الهدف منها حماية المواطنين، لكننا سنبحث مع وزارة الداخلية الحالة المتعلقة بسفر المواطنين من خارج الإقليم إلى محافظة أربيل".
وفي ختام المؤتمر الصحفي، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "أود أن أطمئن جميع المواطنين الأحبة إلى أن هدفنا الوحيد هو حماية حياة ومعيشة وأمان إقليم كوردستان ومواطني إقليم كوردستان، ومن هنا أود أن أتوجه بشكر خاص إلى المحافظات، محافظة حلبجة، محافظة السليمانية، إدارة كرميان وإدارة رابرين وكذلك محافظة أربيل ومحافظة دهوك، أشكرهم، لقد أداروا الأمور بصورة جيدة جداً حتى الآن، أرجو وأدعو المواطنين، الذي تحملوا، إلى أن يصمدوا. فلا نريد بعد كل الجهد الذي بذلناه، أن تذهب جهودنا هباء، أعلم أن الوضع صعب، وأنهم يشعرون بالضجر لملازمتهم البيوت، وفرض الحجر عليهم وبقائهم في البيوت، لكن لم يبق الكثير، وبعون الله سنشهد أفقاً مشرقاً، وسنتجاوزه".