في هذا اليوم السادس عشر من آذار، نستذكر بإجلال ذكرى أكثر من خمسة آلاف شهيد في حلبجة وننحني إكباراً وتقديراً لأرواحهم الطاهرة. قبل 34 سنة من الآن، سقط هؤلاء ضحايا لواحدة من أكثر جرائم التاريخ بشاعة، راحوا ضحايا على يد النظام العراقي آنذاك الذي استخدم الأسلحة الكيمياوية وأبادهم بطريقة وحشية، وأصيب آلاف آخرون بجراح وتشردوا وبات لكل واحد منهم قصة صادمة وموجعة.
فاجعة القصف الكيمياوي لحلبجة، ستظل إلى الأبد رمزاً لمظلومية شعب بات ضحية، جريمته الوحيدة هي أنه يعيش على أرضه وتحت سمائه، يريد الحياة والحرية والعدالة. شعب كان له دور جليل في تاريخ وحضارة المنطقة، ومد دائماً يد الصداقة والإنسانية والسلام والتعايش والتسامح للجميع.
القصف الكيمياوي لحلبجة كان محاولة أخرى عقيمة من جانب مجرمي التاريخ، لكسر إرادة شعب كوردستان الفولاذية في الحرية والشموخ، لكنه ظل كما هو دائماً صامداً، وحطمت إرادة شعب كوردستان للحياة والانبعاث والاستمرار أحلام أولئك، ونهض ليناضل من أجل الحياة والحرية والعزة.
من الواجب تقديم المزيد من الخدمات لحلبجة من الوجوه كافة، وفي هذه الذكرى نطالب الدولة العراقية، كواجب والتزام قانوني عليها، بأن تعوض عوائل وذوي الشهداء والضحايا الذين لا زالوا أحياء وبيئة حلبجة، وتكف عن إهمالهم، وأن تنجز كل خطوات تحويلها إلى محافظة، لتخفف بذلك قليلاًمن همومهم.
كما نطالب المجتمع الدولي والعالم المتقدم، بأن يواصلوا جهودهم لمنع تكرار فاجعة حلبجة في أي مكان آخر على الأرض، وأن يتم حظر استخدام وإنتاج أسلحة الدمار الشامل بصورة نهائية وقاطعة ومنع استخدامها بكل الطرق.
نعود ونؤكد: إن خير استذكار وتعبير عن الوفاء والتقدير لأرواح شهداء حلبجة وكل كوردستان، هو أن توحد قوى وأطراف ومكونات كوردستان كافة صفها وتتلاحم وتعمل معاً لتحقيق كامل الحقوق الدستورية لشعب كوردستان ولحماية الفدرالية والكيان الدستوري لإقليم كوردستان. وأن تتعظ الأطراف كلها من دروس التاريخ وتتخذها مرشداً لحاضر ومستقبل أفضل.
تحية وسلاماً لأرواح الشهداء
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
16 آذار 2022