اليوم، وفي الذكرى الثالثة والثلاثين لأنفال بهدينان، نستذكر بتقدير وإجلال الشهداء الذين سقطوا في العمليات التي استمرت من 25 آب إلى 6 أيلول من العام 1988 ضمن المرحلة الأخيرة من عمليات الأنفال التي نفذتها خمس فرق عسكرية عراقية ضد السكان المدنيين لمنطقة بهدينان.
مواصلة لتلك الحملة، اقتاد الجناة بكل وحشية وفي جريمة منقطعة النظير 182 ألف مواطن كوردستاني، من كرميان إلى آخر قرى بهدينان، صوب صحارى الموت في جنوب العراق، ومثلما فعلوا في بهدينان لم يميزوا بين مسجد ودير وبيت وحقل وبستان يعود لكل مكونات المنطقة، فهدموا وأحرقوا مع تخريب وحرق طبيعة وبيئة كوردستان.
أنفال بهدينان وكل الجرائم التي اقترفت بحق شعب كوردستان، تبقى جرحاً لا يلتئم أبداً، ولا يُنسى أبداً، ورمزاً يدل على مظلومية شعب مسالم لم يطالب إلا بالحياة والحرية وبحقوقه. هذه الذكرى والتاريخ المُثخن بفواجع وآلام شعب كوردستان، يزيدان إصرار هذا الشعب كما هو دائماً على السعي لبلوغ أحلامه وتطلعاته.
وتحثنا ذكرى الشهداء وكد شعب كوردستان والضحايا على تجاوز مصاعب الحاضر وتعزيز وحدة الصف وتلاحم وشراكة كل مكونات شعب كوردستان في سبيل تحقيق مستقبل أفضل. نؤكد في هذه الذكرى أن على الحكومة الاتحادية العراقية تنفيذ قرارات المحكمة العراقية العليا للجرائم بتعويض الضحايا، وفي إقليم كوردستان نشدد على تقديم المزيد من الخدمات لذوي الشهداء والمؤنفلين.
يجب العمل بجد على توثيق الجرائم وإقرارها كجرائم إبادة جماعية على المستوى الدولي، وحشد كل الجهود في سبيل قطع الطريق على تكرار مثل هذه الجرائم في كل مكان على وجه الأرض، وأن لا تشهد الإنسانية مثل هذه الجرائم أبداً.
الشكر والامتنان لأهالي أربيل وبحركة الشهام الذين هبوا لمساعدة المنكوبين جراء أنفال بهدينان، وقدموا لهم العون وفتحوا لهم أحضان الکرم والرحمة. طاب ذكر شهداء الأنفال وكل شهداء كوردستان أبداً، وتحية وسلاماً لأرواحهم الطاهرة.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
25 آب 2021