في الذكرى الثامنة والثلاثين لعملیات الٲنفال التي طالت البارزانيين، ننحني إجلالاً وإكراماً للأرواح الطاهرة لثمانية آلاف إنسان بريء من الکوردستانیین، أخرجوا عنوة، وفي إطار حملة اعتقالات عشوائية بدأت صباح 31 تموز 1983 واستمرت عشرة أيام متتابعة، اخذوا بقوة السلاح من بين عوائلهم وأولادهم إلى حيث لم يعودوا أبداً.
لم تنته الإبادة الجماعية للبارزانيين باقتياد رجالهم إلى صحارى الموت المظلمة الموحشة، فبعد ذلك كان على الزوجات والبنات والأخوات والأمهات البارزانيات اللائي بات عليهن بعد ذلك أن يواجهن مصيراً شاقاً ومجهولاً، ويصبحن الأب والجد والأخ لآلاف الأطفال الذين فُقد آباؤهم، ويبذلن جهوداً جبارة لتأمين لقمة العيش ورعاية وتنشئة وتربية أولئك الأطفال، ويصارعن حياة مريرة صعبة ملأى بالدموع والحسرات.
في هذه الذكرى المفجعة نحيي الأرواح الطاهرة للمؤنفلين البارزانيين وكل مؤنفلي وشهداء كوردستان، ونستذكرهم بتوقير وإكرام، ونقدر بكل احترام جهود وكدّ أمهات وزوجات وأخوات المؤنفلين، الشكر والامتنان للأهالي الكرام في أربيل وحرير وباتاس وكل الذين بذلوا، بعد عملیات الٲنفال تلك، كل ما استطاعوا لمعاونة ومساعدة عوائل المؤنفلين.
نؤكد لذوي المؤنفلين والشهداء أننا لن نقصّر وسنبذل كل جهد للتوثيق ولكي يُعترف بعمليات الأنفال كافة على أنها عمليات إبادة جماعية على المستوى الدولي، ولكي لا يتعرض شعب كوردستان والإنسانية مرة أخرى لهكذا فواجع. كما ندعو الحكومة الاتحادية العراقية إلى تعويض الضحايا.
نؤكد من جديد أن الحفاظ على مكاسب شعب كوردستان هو الضمان الوحيد لعدم تكرار الكوارث والمحن، وهذا يتحقق من خلال وحدة الصف والتلاحم بين جميع أطراف ومكونات كوردستان.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
31 تموز 2021