أدلى فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، بصوته في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025) ومع بدء عملية التصويت، في أحد المراكز الانتخابية بمدينة أربيل، ثم تحدث للصحفيين وأجاب على عدد من أسئلتهم في مؤتمر صحفي، وأدناه نصالتصريح الصحفي وإجاباته على تساؤلات الصحفيين:
شكراً جزيلاً، وأهلاً بكم جميعاً،
اليوم يجري التصويت مرة أخرى لانتخابات مجلس النواب العراقي، ولا شك أن هذه العملية عملية مهمة، وأرى أن هذه الانتخابات واحدة من أهم الانتخابات التي جرت في العراق حتى الآن.
بعد عام 2005 والمراحل التي مر بها العراق، نأمل أن تكون هذه الانتخابات بداية جديدة لعراق ديمقراطي اتحادي تنال فيه المكونات كافة حقوقها ومكاسبها في إطار العراق.
من المؤكد أن مسألة التصويت حق ومسؤولية كبيرة. أرجو أن تولي الأطراف كلها في العراق الأهمية لهذه المسألة. العراق يسير على النهج الديمقراطي الصحيح، ومن المهم أن يؤدي مواطنو العراق، ومواطنو إقليم كوردستان، واجبهم ويتوجهوا اليوم إلى صناديق الاقتراع.
يسرنا أن المرحلة الأولى من التصويت جرت بأمان وانتظام، وآمل أن يمضي اليوم أيضاً، وهو يوم بدء التصويت العام، بأمان.
وأود أن أشكر كل القوات الأمنية العراقية والقوات الأمنية لإقليم كوردستان، الذين أدوا بحق واجبهم على أكمل وجه. أشكرهم وأشد على أيديهم. كما أشكر بصورة خاصة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على الإجراءات التي اتخذتها حتى الآن. أشكرهم على جهودهم.
نرجو أن تكون هذه الانتخابات بداية لمرحلة جديدة في العراق. فالشعب العراقي يستحق حياة أفضل ويستحق أياماً أفضل في حياته. أرجو أن يكون هذا بداية لتقديم المزيد من الخدمات للشعب العراقي، وتحسين أوضاعهم المعاشية، ودمتم بخير وسلامة."
بعد ذلك، ولدى إجابته على أسئلة الصحفيين، تحدث الرئيس نيجيرفان بارزاني حول ما يميز هذه الانتخابات عن الانتخابات الأخرى في العراق وإقليم كوردستان، وقال: "الفرق يكمن في نقطة واحدة، وهي أننا نرى أن العراق الآن قد شهد تغييراً جيداً من الناحية الأمنية ومن الناحية الاقتصادية أيضاً. هذه الانتخابات تعني لنا الانطلاق ببداية جديدة في مرحلة تطبيق الدستور العراقي ليصبح ضامناً للأمان والأمن لكل الشعب العراقي. نحن نرى أن هذا بداية مرحلة جديدة لتطبيق الدستور".
وعن المحادثات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني الرامية لتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة لإقليم كوردستان، وبيان صدر عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذا السياق، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "ما نشره الحزب الديمقراطي الكوردستانيكان مضمون المحادثات والاجتماعات التي خاضها الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني. من المؤكد أن للانتخابات ظروفها الخاصة، وبعد الانتخابات ستظهر ظروف خاصة، لكننا لا نرفض الحوار مع أي طرف، بل على العكس يجب حل تلك الخلافات من خلال الحوار. هذا مؤكد، ودعونا ننتظر لنجتمع مرة أخرى بعد هذه الانتخابات، وسنتحاور لكي نعرف كيف نستطيع حل هذه الخلافات أيضاً".
وبشأن احتمال أن تصبح هذه الانتخابات قوة للتغيير في المنطقة، وعن موعد استئناف المحادثات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني لتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة لإقليم كوردستان، أشار فخامته إلى: "كما أسلفت، كل الانتخابات مهمة. أهمية هذه الانتخابات لإقليم كوردستان، هي أننا نرى أن بداية جديدة قد بدأت في العراق، ويجب أن يكون إقليم كوردستان حاضراً بقوة كبيرة في بغداد، لأن الذي صوّت له العراق وإقليم كوردستان، هو بالنتيجة الدستور العراقي. هذا الدستور لم يطبق حتى الآن، ومؤكد أن أهم عمل يجب القيام به بعد هذه الانتخابات هو السعي الجاد لتطبيق الدستور العراقي. دعونا نرى كيف تبدأ هذه المرحلة الجديدة. الاتحاد الوطني الكوردستاني والأطراف الأخرى أيضاً، بالتأكيد سندخل بعد الانتخابات في مرحلة جديدة من الحوار لتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة لإقليم كوردستان".
ثم، ولدى إجابته على سؤال عن رسالة فخامته بخصوص إجراء انتخابات هادئة واستمرار الوضع آمناً في إقليم كوردستان بعد الانتخابات، وعن موعد تشكيل الحكومة الاتحادية العراقية الجديدة، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "رسالتنا هي أن يشارك كل الشعب العراقي وبضمنه إقليم كوردستان، أن يشارك الجميع في هذه الانتخابات، لأننا نرى أنها انتخابات مهمة. ومسألة هل سيستمر الأمان؟ أعتقد نعم، سيبقى الوضع آمناً، وليس هناك شيء في الأفق. قلنا مراراً إنه لا شك في وجود مشاكل ووجود كلام وكتابات للبعض ضد البعض، هذا كله موجود، لكن بالنتيجة سيتم حل تلك الخلافات من خلال الحواروالتفاوض، وأنا واثق من هذا".
"وكما هو دارج، تبدأ المحادثات لتشكيل الكابينة الجديدة للحكومة الاتحاديةبعد إعلان نتائج الانتخابات، ولكن الذي تتفق عليه الأطراف السياسية العراقية جميعاً، هو أن كل المكونات السياسية العراقية، وبالأخذ بالتغيرات القائمة في المنطقة، تسعى لعدم تأخير تشكيل الكابينة الجديدة للحكومة العراقية، وتشكيلها خلال فترة ليست طويلة. هذا قائم كمبدأ، أما إلى أي مدى سيتم الالتزام بهذا، فذاك يعتمد على المحادثات."
وعن رسالة فخامته لبغداد، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "رسالتنا هي أننا جميعاً نعيش في بلد واحد هو العراق. العراق ملك لنا جميعاً ويجب حل المشاكل القائمة بين إقليم كوردستان وبغداد، كلها في إطار عراق موحد، وبالحوار وبمراعاة خير وسعادة الشعوب العراقية كافة، وأن نتوصل إلى حلول بموجب الدستور وعن طريق الاجتماعات والحوار. نحن نعتقد أن المفتاح لحل المشاكل في بغداد. ومن أجل الأمان والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للشعب العراقي، من المهم جداً حل المشاكل القائمة بين إقليم كوردستان وبغداد بالحوار وعلى طاولة المحادثات. إننا في إقليم كوردستان نريد الخير لكل العراق، ويسعدنا أن نرى البصرة متطورة، وزاخو متطورة، والأنبار متطورة، والنجف وكربلاء وبغداد متطورة. أملنا هو هذا، ونريد أن يكون كل عراقي في خير وسعادة".
وعن رأيه في مقاطعة الانتخابات من جانب أطراف عراقية ترى أنالانتخابات لن تحدث أي فرق، قال فخامته: "كل انتخابات نخوضها لكي نحدث فرقاً. النظام في العراق نظام ديمقراطي، ورغم كل المشاكل التي برزت أجرى العراق انتخابات كل أربع سنوات. هذا معيار رئيس للديمقراطية في العراق. لكن السؤال هو: لو أننا نظرنا إلى الوضع في العراق، وهل مضى نحو الأفضل أم نحو الأسوأ؟ أعتقد أن العراق مضى نحو الأفضل. لو نظرنا إلى الوضع في بغداد اليوم، وقارناه بخمس سنوات من الآن، سنجد أن تقدماً جيداً قد تحقق من الناحية الاقتصادية، ومن الناحية المعيشية للأهالي، ومن الناحية الأمنية، ومن نواحي عديدة. لكن هل هذا التقدم كافٍ؟ لا ليس بكافٍ. الشعب العراقي يستحق حياة أفضل، ونأمل أن يتمكن العراقيون عموماً في المرحلة التي تلي الانتخابات من إحداث تغيير في حياة الناس، وإيلاء المزيد من الاهتمام بالأمور التي تهم المواطنين. وهي مسألة الخدمات، ومسألة الماء والكهرباء. العراق بلد ثري ويجب استخدام ثراء العراق لإعمار البلد ورفاهية شعبه. هذا هو ما نريده نحن. الشعب العراقييستحق حياة أفضل، وهذه الإمكانية موجودة في العراق. النظام الحالي في العراق، وبرغم نواقصه العديدة، نظام ديمقراطي، وكما نرى تجرى الانتخابات كل أربع سنوات، ويتم تغيير رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ويحل غيرهما محلهما، وهذا النهج سيستمر".
وفي الختام، وبصدد السياسة الأمريكية تجاه إقليم كوردستان، أعلنالرئيس نيجيرفان بارزاني أن "السياسة الدولية والأمريكية تتمثل في وجود إقليم كوردستان قوي في إطار عراق موحد فيدرالي. هذا واضح، ونحن في إقليم كوردستان عامل أمن وأمان في المنطقة، سواء في العراق أو خارج العراق. ما يجب على إقليم كوردستان ليمارس دوره، لا شك أن إقليم كوردستان يمارس هذا الدور مع إخوتنا في بغداد، وهذا الاستقرار القائم الآن في العراق كان لنا دور كبير فيه. دورنا هذا في استقرار العراق سيستمر. أرجو أن يدخل العراق بعد هذه الانتخابات في مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي".
"شكراً جزيلاً."