
شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، صباح اليوم (الأربعاء، 26 شباط 2025)، في منتدى أربيل الذي ينظمه مركز دراسات رووداو في فندق روتانا لمدة ثلاثة أيام. كما شارك في المنتدى كل من الدكتور عبداللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق الاتحادي والدكتور محمود المشهداني، رئيس مجلس النواب العراقي وعدد من المسؤولين الكبار في العراق وإقليم كوردستان، بالإضافة إلى خبراء وضيوف من العديد من دول العالم.
شارك الرئيس نيجيرفان بارزاني في إحدى جلسات المنتدى وتحدث فيها عن عدة مواضيع مهمة تتعلق بالوضع العام في المنطقة والعراق وإقليم كوردستان.
في البداية، ورداً على سؤال عن موعد تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة لإقليم كوردستان، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "بينما نحن جالسون الآن هنا، فإن وفدي الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي منشغلان في مفاوضات جادة حول تشكيل حكومة إقليم كوردستان هنا في أربيل. قد يتساءل البعض لماذا استغرقت هذه المسألة وقتاً طويلاً، لكننا نعتقد أنه يجب أن نمنحها المزيد من الوقت. حالياً يخوض الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي عملية تفاوض لتثبيت الأسس المهمة لكلا الطرفين في اتفاق يصبح أساساً لتشكيل حكومة إقليم كوردستان. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أجرى إقليم كوردستان العام الماضي انتخابات ناجحة جداً بلغت نسبة مشاركة شعب كوردستان في الانتخابات 72%، وهذا حقاً يدعو للفخر والامتنان لشعب كوردستان الذي تصرف بمسؤولية تجاه الانتخابات. في نفس الوقت، إن هذا مسؤولية تقع على عاتق الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي خاصة، باعتبارهما الحزبين الفائزين، الحزب الأول والحزب الثاني، ويجب أن يكونا في مستوى توقعات الناس منهما، وأن يبذلا جهوداً جادة لتشكيل حكومة فعالة، حكومة تكون محل ثقة وأمل وتطلعات شعب إقليم كوردستان بكافة مكوناته. حتى لو استمرت هذه المفاوضات لفترة أطول، لكننا في النهاية سنشهد تشكيل حكومة على أسس تحظى بثقة شعب إقليم كوردستان، أعتقد أننا يمكن أن نتحمل هذا التأخير".
وعن تأثير الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة التي ستجرى في تشرين الأول من هذا العام، على مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في إقليم كوردستان، قال فخامته: "أرى أنه لا حاجة للخلط بين هذين الأمرين. الانتخابات التي أجريناها في إقليم كوردستان، من المناسب حقاً أن أشكر مرة أخرى التعاون والدعم الكامل من بغداد، ونشكر رئيس الوزراء، ورئيس البرلمان والبرلمان العراقي، والمحكمة الاتحادية العراقية، وكذلك مجلس القضاء وفخامة رئيس جمهورية العراق، فقد ساعدونا جميعاً لنتمكن من إجراء انتخابات ناجحة. يجب فصل هذين الموضوعين عن بعضهما البعض، وأعتقد أن شعب كوردستان ينتظر تشكيل هذه الحكومة قبل ذلك بكثير، وآمل أن نحمل هذا الأمر على محمل الجد لأن مشاركة 72% وهذه الأصوات والثقة التي منحها شعب كوردستان لهذه الأحزاب هي التي تجعل هذه الأحزاب تسرع في تشكيل الحكومة".
ورداً على سؤال آخر عما إذا كان سيتم إنشاء نسخة أخرى من الاتفاق الستراتيجي بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني نتيجة لهذه المفاوضات، أعلن فخامة رئيس إقليم كوردستان: "إذا نظرنا إلى الاتفاق الستراتيجي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، في المرحلة التي كان عندنا هذا الاتفاق الذي كنا نسميه الاتفاق الستراتيجي، شهدنا العديد من مراحل التطور السياسي والاجتماعي في كوردستان في ظل الاتفاق الذي أبرمناه مع الاتحاد الوطني وسميناه بهذا الاسم. ربما ما نقوم به الآن لا نسميه تماماً بالاتفاق الستراتيجي، لكنه أساس إداري وسياسي سليم لكيفية التعامل مع الحكم في كوردستان والمشاكل التي تواجهنا من الجوانب الإدارية أو السياسية، ونحاول في هذا الاتفاق الذي نعقده الآن مع الاتحاد الوطني معالجتها وتثبيتها".
وفيما يتعلق بأن الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي سيشكلان لوحدهما الحكومة الجديدة في إقليم كوردستان أم ستشاركهما أطراف أخرى، أو ستكون هناك معارضة قوية، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "إن تحريت الحقيقة، فقد حاول الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي مع جميع الأطراف، وحاول الاتحاد الوطني تشكيل حكومة مع الأطراف الأخرى بدون الحزب الديمقراطي، وحاول الحزب الديمقراطي ذلك أيضاً، لكن هذا لا ينجح. يجب أن يجلس هذان الحزبان معاً ويشكلا الحكومة. بالطبع ستشارك المكونات الأخرى أيضاً، لكن الأطراف الرئيسة فيها ستكون الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني".
وبخصوص أوضاع المنطقة والتغييرات والحروب الأخيرة وتأثيرها على وضع الكورد عموماً وإقليم كوردستان بشكل خاص، ومحادثات رئاسة إقليم كوردستان مع الأطراف الكوردستانية حول هذه التغييرات، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "لدينا محادثات مع جميع الأطراف، ربما لم نعقد اجتماعاً مشتركاً ولم نقل دعونا نعقد اجتماعاً ونناقش هذه الأمور في هذا الاجتماع، لكننا على اتصال مستمر مع جميع الأحزاب ولدينا محادثات في هذا الصدد، وجميع هذه الأحزاب في كوردستان تناقش هذه القضية باهتمام وتبحثها باستمرار ونحن مطلعون جميعاً على ما يفعله الجميع".
وعن زياراته إلى بغداد واجتماعاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف، خاصة السلطة القضائية، واستمرار هذه الزيارات واللقاءات كحل لجميع مشاكل أربيل وبغداد، قال رئيس إقليم كوردستان: "دعني أقولها هكذا: ما هي المشكلة بين أربيل وبغداد؟ لندع الحكومة جانباً، المشكلة الكبرى التي لدينا هي أن لدينا نظاماً فيدرالياً بالاسم، لكن في الممارسة والتنفيذ، فإن ما يجري في العراق هو أي شيء باستثناء الفيدرالية وهو بعيد جداً عن الفيدرالية، بل هو مركزية شديدة المركزية. المشكلة هي أن بغداد عندما تنظر إلى أربيل تعتقد أن أربيل لا تتعامل فقط كنظام فيدرالي، بل تتعامل كدولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، وعندما تنظر أربيل إلى بغداد، فإن طريقة تعامل بغداد مع أربيل مركزية للغاية، وبصورة غير موجودة في أي نظام فيدرالي في العالم. هذه هي الحقيقة وهذا ليس للانتقاص، أعتقد أنني في كل مرة أذهب فيها إلى بغداد، نجري هذه المحادثات خاصة مع شركائنا في العراق، وأقول تعالوا لنجلس ونقدم تعريفاً صحيحاً للنظام الفيدرالي، إذا حللنا هذه المشاكل، أعتقد أنه سيكون أيضاً في صالح استقرار العراق السياسي. إن التعقيد الموجود اليوم بيننا وبين بغداد هو نتيجة مسألة السلطات. من لديه ماذا من السلطة؟ ربما نقوم أحياناً ببعض التصرفات التي تتجاوز الفيدرالية، لكنهم أيضاً يتعاملون مع إقليم كوردستان بطريقة مركزية جداً، علينا أن نجلس في مكان ما ونجري هذا الحوار بجدية، هذا الحوار هو مفتاح الحل السياسي للوضع في العراق. في هذا الإطار، أجرينا أيضاً مناقشات مع السلطة القضائية العراقية. دعني أتحدث بصراحة، نعم، كان يقال إنه يجب ألا نجلس معهم، لكن عندما جلسنا معهم، لمست آفاقاً أخرى لمسألة العمل معاً. دعوت رئيس المحكمة الاتحادية العراقية، وقلت لماذا لا تأتون لعقد أحد اجتماعاتكم في أربيل، أربيل جزء من العراق ونحن جزء من العراق، تفضلوا وتعالوا، تفضلوا وساعدونا وقدموا لنا تعريفاً للفيدرالية، ما هي الفيدرالية؟ أعتقد أنه إذا تم حل هذه المشكلة، فلن تكون هناك في يوم من الأيام مشكلة عندما يرسلون الأموال ويصبح صرف الرواتب خبراً. المشكلة الرئيسة تبدأ من النظام، النظام العراقي ليس نظاماً فيدرالياً، إنه فيدرالي بالاسم ولكنه في المحتوى والتنفيذ بعيد جداً عن الفيدرالية. نعم، قبل الدعوة وعلاقتنا في رئاسة إقليم كوردستان مع السلطة القضائية العراقية جيدة جداً، وقد قبلوا مشكورين الدعوة للقدوم إلى الإقليم".
وعن زيارته الأخيرة إلى بغداد ومناقشة استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان مع السيد السوداني والتحضيرات في هذا الصدد، كشف الرئيس نيجيرفان بارزاني: "قدر تعلق الأمر بتركيا، أعلنت تركيا دائماً أنها مستعدة وليس لديها مشكلة في تصدير إقليم كوردستان لنفطه. أولاً، قضية النفط هذه التي أكدت عليها عدة مرات، وجهة نظرنا هي أن النفط سلعة تجارية ولا نراه مسألة سياسية. نتيجة إن العراق وبصورة خاصة بسبب عدم تصويت أعضاء البرلمان العراقي حتى الآن لصالحه، تكبد العراق خسارة تقدر بنحو 19 إلى 20 مليار دولار، وهذا مبلغ كبير جداً للعراق. لحسن الحظ، عندما تحدثنا مع دولة رئيس الوزراء، وأيضاً رئيس البرلمان مشكوراً وهو حاضر هنا اليوم، أكد أيضاً بشدة على ضرورة تنفيذ تعديل القانون على الفور. الآن، بقي الجانب التقني من المسألة، وكل شيء جاهز، وتركيا مستعدة، والجانب العراقي مستعد أيضاً. هناك بعض القضايا التقنية مثل كيفية تلقي أموال الشركات وبأي شكل، هذه أمور تقنية ولكن المبدأ قد أقر، ونتوقع أن يتم تصدير نفط إقليم كوردستان إلى موانئ العالم والخارج في المستقبل القريب".
وفيما يتعلق بدور أمريكا وروسيا في هذا المجال، كشف سيادته: "بالطبع، الولايات المتحدة كشريك رئيس، كان دور أمريكا دوراً مشجعاً لحل هذه المسألة بسرعة، لأن بعض هذه الشركات أمريكية، وبالطبع بذلت أمريكا الكثير من الجهود لتحقيق ذلك. نعم، روسيا أيضاً بذلت جهوداً لأن بعض الشركات الروسية تعمل أيضاً في إقليم كوردستان. لكن أمريكا، كشريك رئيس للعراق وإقليم كوردستان، لعبت دوراً في تشجيع الطرفين، بغداد وأربيل، وكذلك تشجيع أنقرة على حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن واستئناف تصدير النفط".
وعن تأثير استئناف تصدير النفط على موازنة ورواتب إقليم كوردستان وكيفية ضمانها من قبل السيد السوداني، أعلن الرئيس نيجيرفان بارزاني: "قضية الرواتب، كنا في اجتماع كان فيه السيد رئيس البرلمان في تحالف إدارة الدولة، وكان رئيس البرلمان صريحاً في كلامه كما كان الآن، وقال هناك أيضاً بنفس الصراحة حلوا مشكلة إقليم كوردستان، وقرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية واضح، تقول المحكمة الاتحادية إنه يجب فصل الرواتب عن المشاكل التي لدينا مع بغداد. عقدنا اجتماعاً، أنا ورئيس المحكمة الاتحادية ورئيس الوزراء، نحن الثلاثة معاً، وهناك كان رئيس المحكمة واضحاً للغاية وقال بوجوب فصل الرواتب. في الحقيقة، لم يقصر دولة رئيس الوزراء من جانبه في توفير رواتب موظفي إقليم كوردستان، وهناك بعض الالتزامات يجب على حكومة إقليم كوردستان تنفيذها. من وجهة نظري كرئيس للإقليم، أعتقد أن حكومة إقليم كوردستان تعاملت أيضاً مع بغداد بأقصى قدر من الشفافية في هذا الخصوص. نأمل ألا تصبح قضية الموازنة الموضوع الرئيس للعلاقات بيننا وبين بغداد. نحن نكمل بعضنا البعض في العراق، في بعض المجالات نساعدهم نحن وفي بعض المجالات يساعدوننا هم. لدينا قضايا أخرى، لدينا المادة 140، ولدينا قضية البيشمركة، وهناك الكثير من الأمور الأخرى، ولا يمكن حصر كل هذا في قضية الموازنة والرواتب. الراتب هو حق لموظفي إقليم كوردستان، ويجب على رئيس الوزراء والمحكمة الاتحادية والبرلمان العراقي، وفقاً للدستور، تنفيذ هذا الحق لموظفي إقليم كوردستان كجزء من العراق، وهذا حق دستوري، وكل جهودنا هي للوصول إلى نقطة تخرج فيها قضية الرواتب من الأخبار والأخبار العاجلة، أن تخرج من هذا بعون الله".
ورداً على سؤال آخر حول أهمية مشروع طريق التنمية في العراق لإقليم كوردستان والعراق، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "لقد سمعتم كلام رئيس الوزراء عن مشروع طريق التنمية وأنه يفتح باباً كبيراً في وجه العراق من حيث الاستقرار السياسي والاقتصادي. لكن في نفس الوقت، يجب أن يتم تنفيذ هذا الطريق بطريقة، دعني أقولها هكذا، هذا مشروع ستراتيجي وكبير جداً، يجب أن يوحد البلاد، لا أن يخلق اختلافات. بالنسبة لنا، نحن في إقليم كوردستان نولي أهمية كبيرة لمعرفة من أين يمرهذا الطريق؟! بأي طريق وكيف يمر وكيف تم تصميمه؟ نعتقد أنه يجب أن يتم تنفيذه بطريقة يستفيد إقليم كوردستان والمكونات الأخرى في العراق من هذا المشروع. يجب تصميم هذه المشاريع بطريقة توحد البلاد وتخلق الانتماء والولاء. إذا علمت أن التصميم قد تم بطريقة تضمن فقط عدم استفادة إقليم كوردستان منه، فمن الطبيعي جداً ألا ندعمه. لا أعرف حتى الآن كيف سيكون التصميم، لكننا في حوار جاد ليكون هذا التصميم بطريقة يستفيد منها إقليم كوردستان أيضاً. بالطبع، فيما يتعلق بتركيا، تركيا مستعدة للقيام بهذا العمل، والجزء المتعلق بالطريق الذي سيمر به، موقف تركيا واضح وهي تقول إن هذه مسألة داخلية خاصة بكم. يمكننا حلها ونأمل أن تنظر بغداد إلى هذا المشروع بهذه الطريقة، بطريقة تجعل هذا المشروع وسيلة لخلق الانتماء للبلد، وأن يمر بمكان نستفيد منه جميعنا".
ثم، وفيما يتعلق بتجنيب العراق الصراعات والتغييرات والحروب في المنطقة، قال رئيس إقليم كوردستان: "في هذا الصدد، هناك أمران، أولهما إذا نظرنا إلى الأحداث، نجد أن رئيس وزراء العراق ودولة العراق تعاملا بشكل حكيم جداً ولم يسمحا للنار التي في المنطقة بالوصول إلى العراق وأبعدا العراق عنها، ونحن أيضاً نرى أن العراق يجب أن يبقى بعيداً عن هذا. العراق نفسه واجه مشاكل كثيرة جداً منذ 2003، وقد عرض السيد رئيس البرلمان المراحل المختلفة، والآن بدأ العراقيون يمضون بالتدريج باتجاه تنفس الصعداء قليلاً والقدرة على التنقل ويتطور الاقتصاد ويتحسن، الآن ليس وقت جر العراق إلى هذه الأمور. ثانياً، يجب وضع هذه القوات المسلحة تحت سيطرة الحكومة، لا يمكن لأي قوة أن تفعل ما تشاء داخل العراق وتخلق مشاكل للحكومة. دعني أقول بصراحة، إذا فعلوا ذلك، سنتضرر جميعاً في النهاية وسنخسر الكثير. في أحداث سوريا، عندما قرر رئيس الوزراء عدم السماح للقوات المسلحة بالذهاب إلى سوريا، كان قراراً حكيماً جداً حمى العراق من نار كبيرة جداً. حماية العراق تكون بشيء واحد وهو البقاء بعيداً عن الصراعات والخلافات في المنطقة. يجب أن يكون العراق جزءاً من المساعدة وليس جزءاً من المشكلة، وإذا لم يكن كذلك، أعتقد أن العراق سيواجه مشاكل كبيرة جداً".
وبشأن عملية السلام في تركيا ودور إقليم كوردستان، وخاصة دور فخامته في هذا الصدد، وآمال نجاح العملية والنداء المرتقب للسيد عبدالله أوجلان، أعلن الرئيس نيجيرفان بارزاني: "يمكنني القول إن هذه العملية جدية، وقد بدأت بها تركيا بجدية بالغة، وقد رأيتم بأنفسكم أن الذي أصر بقوة على تنفيذ هذه العملية هو السيد دولت باخجلي، وهو الآن راقد في المستشفى، وقلت إن علينا جميعاً أن ندعو له بالشفاء وأن تتحسن صحته بإذن الله. أرى أنها عملية جدية وهي ليست عملية نظمت بطريقة تكتيكية، ودورنا هو دور مساعد ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لتركيا، ودورنا هو أن نعرف كيف نستطيع أن نساعد في حل هذه المشكلة، ولكن المعلوم عندنا هو أن الحل لهذه المشكلة ليس بالسلاح. نداء الرئيس أوجلان سيكون خارطة طريق لكيفية حل هذه المشكلة بصورة سليمة وأرى أنها ستحتاج إلى الكثير من الوقت ولا يتوقع أن تحل هذه المشكلة بسهولة وبين عشية وضحاها، أرى أنها لن تكون بهذه الصورة، ولكن من المؤكد والمتوقع أن يأتي هذا النداء قريباً، والنداء هو نداء للسلام، وآمل من PKK وجميع الأطراف السياسية الأخرى أن تستجيب لنداء السيد أوجلان، وأن يتوجهوا نحو مجال آخر للحل السياسي في تركيا يكون فيه خير الكورد وخير الترك وجميع المكونات الأخرى في تركيا، هذا ما نتوقعه. في السابق أيضاً، نعم كان لنا دور في هذه المسألة، والآن أكدنا للطرفين أن إقليم كوردستان مستعد لأي دور له علاقة بالتقريب بين هذه الأطراف، نحن مستعدون لذلك".
وأيضاً عن السلام في تركيا وزيارة وفد دام بارتي إلى إقليم كوردستان ولقاءاته مع الرئيس مسعود بارزاني وسيادته ورئيس الحكومة ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، وحمله رسالة من السيد أوجلان، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "قالوا إن الرئيس أوجلان طلب منهم أن يأتوا إلى إقليم كوردستان ويبلغوا هذه الرسالة التي هي رسالة سلام، هذا كل ما في الأمر، في حينه ولم يكن أكثر من رسالة سلام وأنه يريد إعلانها قريباً وسيتمثل نداؤه في دعوة PKK إلى إلقاء السلاح والدخول في عملية سياسية، ونحن رحبنا بذلك وقلنا لهم إننا في إقليم كوردستان مستعدون لمساندة هذا الموضوع ومستعدون لنفعل ما في وسعنا في هذا الإطار، كانت هذه رسالتهم في الأغلب".
ورداً على سؤال آخر عن إلقاء PKK للسلاح والحديث عن مرحلة ما بعد إلقاء السلاح ومصير أعضاء PKK، أعلن فخامته: "لا نستطيع هنا الحديث عن كل التفاصيل التي بحثت، لكن المؤكد هو: ما هو المهم؟ كيف سيتلقى PKK هذه الدعوة؟ وعندما يتم ذلك، ربما يعقد PKK مؤتمراً ويعلن الترحيب بالعملية، أما الأمور الأخرى وكيف تبدأ العملية، فهذه تفاصيل دقيقة وقد أخبرناهم أننا مستعدون لمساعدتهم، لكن المحتوى ليس واضحا لهذه الدرجة حتى الآن، ونحن بانتظار الخطوة الأولى، وكيف سيتصرف PKK مع نداء السيد أوجلان".
وبخصوص احتمال سماح تركيا للسيد عبدالله أوجلان بالانخراط في العمل السياسي في تركيا، قال فخامته: "على ما أرى، وفي عملية ما، نعم، لنكن واقعيين، لا يمكن تطبيق نفس النموذج الذي عندنا في العراق على تركيا أو إيران، فالأمر مختلف جداً، لكن هناك أمراً بالتأكيد، هذه عملية بطيئة جداً وتحتاج إلى صمود وستراتيجية وبعد نظر واستمرارية، نحن ذوو نفس قصير ولا نتحمل ونقل لم يحدث شيء، هذه عملية معقدة للغاية، والمشكلة ليست مشكلة يوم وليلة ولن تحل في يوم وليلة، لكن الخطوات القائمة أعتقد أنها في النتيجة ستعود بالخير على تركيا والكورد وكل الأطراف".
ورداً على آخر أسئلة مدير الجلسة عن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في باريس، وكبار مسؤولي دول العالم الآخرين في ميونخ والحديث عن وضع سوريا في لقاءاته تلك، وتوسط فخامته لمنع حدوث قتال في ثلاثة أحياء من حلب واستمرار التوسط بين قسد وسلطة دمشق الجديدة وتركيا إلى حد ما، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "في الأيام الأولى كان أكبر ما يقلقنا هو كيف نستطيع أن نحمي الكورد الذين في حلب. في الحقيقة، كان لتركيا مشكورة دور كبير في هذا، بل كان لها دور حاسم. نشكر الدولة التركية التي كانت في تواصل معنا وفعلت ما استطاعت فعله في اليوم أو الثلاثة الأولى، كانوا قلقين جداً على الأحياء الثلاثة في حلب والتي يقيم فيها الكورد، لكن تركيا ونتوجه بالشكر لرئيس الجمهورية التركي ولوزير الخارجية ولرئيس جهاز الاستخبارات ساعدوا كثيراً في الحيلولة دون حدوث مشكلة وفعلاً لم تحدث مشكلة، وكانت المبادرة من جانبنا، وهذا واجب علينا فهؤلاء إخوتنا في سوريا، وعندما تبلغ الأمور حد وقوعهم في مشكلة فإننا نرى أن من واجبنا أن نبذل ما في وسعنا لمساعدتهم، وسنستمر في ذلك، ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن، سعت قيادة إقليم كوردستان، وليس أنا وحدي، كل الأطراف الأخرى في قيادة إقليم كوردستان، كانت محاولاتنا مستمرة لنعرف كيف يمكن أن نساعد إخوتنا هناك، ورسالتنا لإخوتنا في سوريا كانت أن عليكم أن تجدوا أنفسكم ضمن العملية السياسية في سوريا وأن لا تنتظروا دعوة، بل عليكم أن تذهبوا إلى دمشق وتشاركوا في العملية السياسية في سوريا الجديدة، يجب أن يشارك الكورد في هذا. من المؤكد أن ما حدث في سوريا لم يكن مفاجأة لنا وحدنا، بل أظن أنها كانت مفاجأة لأحمد الشرع نفسه. لا أظن أنه كان يعتقد أن يكون الأمر بهذه الصورة وبهذه السهولة، هذا لم يكن مخططاً له، بل كان انهياراً، مثل الذي حدث في الموصل سنة 2014، كان كذلك لأحمد الشرع أيضاً. أعتقد أنهم كانت لديهم عملية محدد لمنطقة حلب، ثم بدأ الانهيار ووصلوا إلى دمشق. هذه حقيقة، ولو نظرنا إلى ماضي هذه الجماعة، فإن لها ماضياً يدفع المرء للتساؤل عما إذا كان ما يقولونه صحيحاً، أم ليس بصحيح؟ لكن من جهة أخرى، عندما تنظر إلى هذه التصريحات التي جاءت بعد وصولهم إلى السلطة، نجد أن رسالتهم في كل الجوانب تقول إنهم يريدون حل مشاكل سوريا. إن كانت سياستهم هي حقاً إرادتهم حل مشاكل سوريا، أعتقد أن على جميع الأطراف أن يساعدوهم على تحقيق هذا. من جهة أخرى، نشعر بالقلق لأننا نشعر بأنهم يرغبون كثيراً في إدارة الأمر بطريقة مركزية، والأمر لن ينجح بالمركزية التي يريدون إدارة الأمور بها. سوريا بلد متعدد القوميات والأديان، وتجب مراعاة كل طرف، إن تم إهمال طرف ولم يشرك في العملية السياسية بسوريا الجديد، من المؤكد أن العملية لن تنجح. هذا الموضوع ذو شقين، الشق الأول هو أننا سعينا لحماية الكورد وقد نجحنا في ذلك إلى حد بعيد، والآن نسعى لنعرف كيف يمكن أن نساعد العملية السياسية. إن كان سؤالكم عما إذا كنا لا نزال في هذا الموضوع، نعم، لا زلنا فيه ونحاول مع كل الأطراف وهدفنا الرئيس هو أن يتوصلوا إلى حل ضمن إطار سوريا. نحن لا نقول أن يفعلوا مثل ما هو قائم في إقليم كوردستان والعراق. لا نستطيع استنساخ هذا في سوريا، هذا غير قابل للتطبيق وصعب، لكن نعتقد أنه في حال البدء بعملية ووجدت المكونات السورية جميعاً نفسها في هذه العملية، فسيكون ذلك انتصاراً كبيراً لسوريا، وفرصة كبيرة، لأن هذا الشعب عانى الكثير من الآلام والمآسي، ويستحقون بحق حياة أفضل من الآن فصاعداً".
بعد ذلك، وجه الحاضرون في الجلسة، أسئلة إلى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، أولاً رداً على سؤال عن مكانة فخامته على المستويات الإقليمية والدولية وصداقته مع ترامب والعديد من زعماء العالم، وموقع إقليم كوردستان في تغيرات المنطقة، ومدى جدية السلطات التركية في عملية السلام، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "من المؤكد أن سياسة إقليم كوردستان هي جزء من سياسية العراق، وقرارات إقليم كوردستان تأتي في إطار العراق، فنحن لسنا عضواً في الأمم المتحدة. نحن نعمل ضمن إطار العراق وهدفنا وستراتيجيتنا هي أن لا تكون هذه النار لا لإقليم كوردستان ولا للعراق، هذه هي النقطة الأولى. النقطة الثانية، نعم علاقاتنا مع الرئيس ماكرون ومع الرئيس ترامب جيدة، وكان لنا في الحقيقة اجتماع جيد، لكن من المبكر أن نعلم كيف ستكون السياسة الأمريكية. لا شك أن الذي يهم هو أن قرارات إقليم كوردستان ستكون في إطار العراق. أما عن المنطقة ووضع حماس ولبنان، فلا أظن، ربما قد حدث شيء بصورة موقتة، وقعت مشكلة، أو باتوا أضعف من السابق، لكن هذه قضية شعب، لن تحلها الحرب ولا القتل، بل على العكس ستزيد هذه الشعوب إصراراً. لقد رأينا ذلك ونحن أصحاب قضية، كورد، رأينا ذلك كشعب، لم يدعوا شيئاً لم يقترفوه بحقنا دمروا قرانا وقصفونا بالسلاح الكيمياوي، وفعلوا كل شيء، لكن هل انتهينا؟ لم ننته، لأننا أصحاب قضية، وهم أيضاً لديهم قضيتهم، لا يمكنك القول ببساطة إنك قادر على القضاء على من لديه قضية، لن يقضى عليهم. تحقق نصر عسكري، وهذا صحيح، لكن إن عدّت إسرائيل ذلك مجرد نصر ولم تترجمه إلى نصر سياسي، وظلت متمسكة بالحل العسكري، أعتقد أن الأمر بالنتيجة لن يكون جيداً لهم ولا لأمريكا، هذا هو رأينا. سيكون كل سعينا للتمكن من حماية العراق وإقليم كوردستان من تلك النار، وأعتقد أن رئيس الوزراء العراقي مشكوراً، بصفته رئيسَ الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة لم يقصر في هذا الإطار وبذل كل ما في وسعه".
وسأل أحد الحاضرين عن رأي فخامته في تصريح السيد بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في بغداد حول مشاركة الكورد بقائمة واحدة في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة، وعن استياء مؤسسات الرقابة الإعلامية من القوات الأمنية في الإقليم وتعاملها غير الصحيح مع الصحفيين ومظاهرات المعلمين وموظفي الحكومة. أجاب رئيس إقليم كوردستان قائلاً: "إنها أول مرة نسمع فيها تصريح الأخ بافل، لكننا نعتقد أنه أدلى بتصريح جيد جداً وهذا يتطلب أن تجلس القوى السياسية الكوردستانية معاً وتتخذ قراراً، ولكن إذا رأينا أن كلام الأخ بافل مبادرة، فنعتقد أنها مبادرة جيدة وهذا رأيي الشخصي، لكن هل ناقشنا هذا داخلياً كحزب أو كأطراف سياسية؟ لم نفعل ذلك، ومن حيث المبدأ نرحب بكلام الأخ بافل، وعلى أي حال، كلما كان الكورد متحدين ومعاً، يمكنهم تحقيق نتائج أفضل، وهذا أمر مثبت، وكلما كانوا متفرقين ومتباعدين، تمكن الآخرون من التدخل بينهم وللأسف اللعب بهم، هذا واضح.
أما بخصوص وضع الصحفيين، قل شيئاً إيجابياً أيضاً، قل إن الوضع الآن أفضل مما كان عليه قبل فترة، قل هذا الكلام الإيجابي، وقل إن الوضع الآن أفضل قليلاً مما كان عليه سابقاً. هو أفضل إلى حد ما، ونحاول أن يتحسن أكثر إن شاء الله. على أي حال، هوية إقليم كوردستان هوية ديمقراطية، هوية إقليم كوردستان هي أن الناس أحرار في التعبير عن آرائهم، هوية إقليم كوردستان واحترامه يقاسان بهذه المعايير، وأنا شخصياً أدعم حرية الصحفيين ضمن إطار القانون الخاص بهم، ضمن إطار قوانين وأنظمة حكومة إقليم كوردستان، لكن كمبدأ يجب أن يكونوا أحراراً وقادرين على التعبير عما يريدون. في إقليم كوردستان حيث لدينا سلطة، نرغب في وجود معارضة أيضاً، لأن المعارضة والسلطة يكمل بعضهما البعض، وفي الحقيقة ثبت في إقليم كوردستان أنه عندما كانت لدينا معارضة فعالة في البرلمان، لم يكونوا عديمي التأثير وتغيرت أشياء كثيرة. لا يمكنك مقارنة ديمقراطيتنا مع الغرب، لكن السؤال هو: هل تحسنا؟ أعتقد أننا تحسنا من كل النواحي. لا تنسوا أنه في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، أقيمت حملتان كبيرتان جداً في أربيل، من جهة الاتحاد الوطني الكوردستاني بكل مؤيديه وأنصاره وأعضائه، ومن جهة أخرى الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمؤيديه، على ماذا يدل هذا؟ هذا دليل على فهم شعب كوردستان للديمقراطية الذي يجب أن نشكره عليه. إنه حقاً يستحق الاحترام، أنتم تعلمون أنه في الانتخابات الأخرى كانت تنشأ مشاكل مختلفة، لكن هذه المرة تم ذلك في مدينة أربيل. الديمقراطية ليست هدية يمنحها لك أحد، إنها عملية حياتية مستمرة، يجب أن تتم تدريجياً، فليكن لديكم صبر ولدينا أيضاً صبر، إن شاء الله سنصل إلى ما نريده جميعاً.
بخصوص المعلمين والموظفين، من حيث المبدأ، أولاً من حق معلمي وموظفي إقليم كوردستان المطالبة بحقوقهم ومتطلبات حياتهم، لكن أسأل بصيغة أخرى، عندما يقولون إن أحداً لا يستمع إلينا، نحن نستمع إليهم، وقد وجهت رسالة، لأنني كنت أعلم أن المشكلة تتجه نحو الحل وقلت لهم انتبهوا لصحتكم وقد وصلت رسالتكم من خلال هذا الإضراب، لكن يا إخواني كنت رئيس الوزراء لفترة طويلة حتى قال أحدهم وهو من السليمانية أيضاً: أقسم بشرفي أنك تفوقت على نوري السعيد في طول فترة رئاستك للوزراء، ذلك الشخص كان من السليمانية، حسناً، أي رئيس وزراء في العالم يحب أن يكون لديه مال وأن تملك حكومته المال ولا يدفع رواتب الموظفين؟ فقط أخبروني أين يحدث هذا الشيء؟ بالتأكيد هناك مشاكل، والمشاكل الآن تتجه تدريجياً نحو الحل، لكن هذا واقعنا، والواقع هو أن جهود حكومة إقليم كوردستان لحل هذه المشكلة هي في أقصى درجات الجدية. صدقوني، تعاملت بشفافية تامة مع بغداد، ليس الأمر أن حكومة إقليم كوردستان لم تؤد عملها، بل على العكس بذلوا جهودهم، لكن الحقيقة هي أن لدينا هذه المشاكل، ونسعى لحلها، فقط أقول إننا دائماً مدينون لموظفي إقليم كوردستان، يجب أن نشكرهم باستمرار لأنهم تحملوا، يجب أن نشكرهم باستمرار لأنهم يتفهمون الوضع السياسي والاقتصادي والمشاكل بيننا وبين بغداد، إنهم يستحقون الشكر حقاً، يستحقون التقدير وإن شاء الله، نأمل أنه مع بدء تصدير النفط، وبقرار المحكمة الاتحادية وبالجهود التي يبذلها البرلمان العراقي وفخامة رئيس الجمهورية الذي هو موجود هنا، وهو أيضاً يبذل الجهود، وفوق كل هذا فإن رئيس الوزراء نفسه ملتزم بهذا، نأمل أن تُحل هذه المشكلة مثل المشاكل الأخرى".
وفي رده على آخر أسئلة الحاضرين وكان عن أمل وإمكانية بدء عملية سلام في شرق كوردستان بين الأحزاب الكوردية وجمهورية إيران الإسلامية ووساطة فخامته في هذا الشأن، أعلن الرئيس نيجيرفان بارزاني: "في الجزء الذي تحدثت فيه عن السيد الرئيس مسعود بارزاني، بالنسبة لنا هو الرئيس والمرجع وهو كبيرنا. أود أن أرحب بكم جميعاً من طهران إلى هنا، أهلاً وسهلاً بكم جميعاً. بالنسبة لنا ولجمهورية إيران الإسلامية، العلاقة بيننا وبين جمهورية إيران الإسلامية هي علاقة تاريخية وكما تقولون ثقافية، تاريخية ودائماً حاولنا، ونحاول أن تكون علاقتنا مع جمهورية إيران الإسلامية جيدة، وهي جيدة، بالتأكيد كانت هناك بعض المشاكل، لا نقول إننا كنا بعيدين عن المشاكل، لكن تلك الزيارات التي قمت بها العام الماضي إلى إيران واجتماعاتي مع المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمتهم سماحة مرجع جمهورية إيران الإسلامية آية الله خامنئي الذي جلست معه، تلاها تشكل مرحلة أخرى من العلاقة بين إقليم كوردستان في إطار العراق وجمهورية إيران الإسلامية. زار رئيس جمهورية إيران إقليم كوردستان وتحدث باللغة الكوردية في أربيل، بالتأكيد لغته الكوردية أفضل بكثير من الفارسية. مرة قلت له إن لديك لكنة في الفارسية، لكن في الكوردية لم تكن لديك. قال: سيد بارزاني، فارسيتك أفضل بكثير من كورديتك، قلت: ربما. هذه الزيارات موجودة، لكن دعني أقول كمبدأ، أولاً إن إقليم كوردستان ليس مصدر تهديد ولن يسمح بأن تكون أراضي إقليم كوردستان مصدراً للتهديد ضد جمهورية إيران الإسلامية. هناك مشاكل، ومع العراق، تم إلى حد كبير حل هذه المشاكل الأمنية في إطار العراق من خلال لجنة مشتركة بين إقليم كوردستان والعراق وإيران، الجزء الذي سألت عنه، أريد فقط أن أقول، نحن ندعم أي حل، لكن هذه قضية داخلية لهذه الدول ونحن لا نتدخل بأي شكل من الأشكال في السياسة الداخلية لإيران. لكن إذا كان السؤال عما إذا كنا سنؤدي دوراً في حال أسند إلينا دور؟ نعم سنفعل، لكننا لا نريد التدخل في سياسة أي دولة من دول الجوار. مسؤوليتنا هي إقليم كوردستان العراق، هذا واضح وهذه مسؤوليتنا. في هذا الإطار نؤدي دورنا، لكن إذا كنا نستطيع من خلال موقع إقليم كوردستان العراق هذا، أؤكد مرة أخرى اننا كإقليم كوردستان العراق، نستطيع أن نكون مساعدين لإخواننا في أي مكان آخر اذاعُهد إلينا هذا الدور، فسنؤديه بكل فخر".
وفي الختام قال فخامته: أود أن أقدم شكري الخاص إلى فخامة رئيس جمهورية العراق الدكتور عبد اللطيف رشيد، الذي شرفنا بحضوره اليوم وتحمل وجلس، فشكراً جزيلاً، وكذلك أشكر بشكل خاص رئيس البرلمان العراقي سيادة الدكتور محمود المشهداني الذي يجلس هنا وتحمل كلامي، شكراً جزيلاً وأتشرف بكم، أهلاً وسهلاً بكم. وكذلك شكر خاص لك سيد زريان، وشكر خاص لرووداو وأرحب بجميع الضيوف المحترمين الذين جاؤوا من الخارج ومن بغداد وإيران وتركيا وأوروبا ومن أي مكان، أهلاً وسهلاً بكم".



