شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم (الأحد، 1 كانون الأول 2024) في أربيل، في مراسم الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس الجامعة الأمريكية في كوردستان
حضر المراسم دولة السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى جانب عدد مشهود من المسؤولين الحزبيين والحكوميين والسفراء والقناصل وممثلي الدول الأجنبية في العراق وإقليم كوردستان، إضافة إلى نخبة من الأكاديميين، وخلال المراسم ألقى فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة هذا نصها:
الحضور الكرام،
طاب مساؤكم،
أود أن أرحب بجميع الضيوف الكرام، السفراء، قناصل الدول في أربيل، وكل السيدات والسادة المشاركين معنا في هذه الليلة، أرحب بهم أحر الترحيب.
وأرحب ترحيباً خاصاً بقداسة مار آوا، الذي يشارك معنا الليلة، فأهلاً به وسهلاً.
يسرّني أن أشارك هذا المساء في حفل إحياء الذكرى العاشرة لتأسيس الجامعة الأمريكية في كوردستان، وأتقدم بأحر التهاني والتقدير لهذه المؤسسة الأكاديمية المتقدمة التي جسدت خلال السنوات العشر الماضية فكرة جديدة لتغيير نظام التعليم في إقليم كوردستان نحو الأفضل.
إن التربية والتعليم ليست مجرد أداة لتنمية الأفراد، بل هي قوة قادرة على بناء المجتمعات وخلق مستقبل مزدهر للدول والشعوب. في عام 2013، عندما طرح علي أخي المحترم السيد مسرور بارزاني فكرة تأسيس الجامعة وكنت حينها رئيساً للوزراء، رحبت بفكرة دولته بسرور بالغ. فقد كانت تتوافق تماماً مع قناعتي بأهمية إنشاء مؤسسة تعليم جامعية تضاهي المستويات العالمية.
أتقدم بجزيل الشكر للجهود المستمرة ولرؤية سيادته، وأشكر مجلس الأمناء ورئاسة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس الذين واجهوا خلال السنوات العشر الماضية التحديات والصعوبات بإخلاص وحكمة، لضمان استمرار مسيرة الجامعة باتجاه تحقيق أهدافها السامية.
كان الهدف من تأسيس الجامعة الأمريكية في كوردستان واضحاً منذ البداية:
تمثل في بناء مؤسسة أكاديمية رفيعة المستوى تصبح نموذجاً يحتذى به ومنارة للعلم وللإبداع. ومصدر إلهام للأجيال القادمة، وتسهم في إعداد هذا الجيل القادر على مواجهة التحديات. جيل يستطيع تأمين أدوات النجاح في عالم يتغير بسرعة كبيرة ويطالبنا بالتجدد المستمر لمواكبة تطوراته، ومواصلة التقدم ولا ننقطع عن ركب تقدم الشعوب.
أيتها السيدات والسادة،
خلال السنوات العشر الماضية، حققت الجامعة الأمريكية في كوردستان إنجازات مشهودة جعلت منها نموذجاً بارزاً لجودة التعليم في كوردستان والعراق. منها:
• إنها أول مؤسسة للتعليم العالي في العراق تجتاز بنجاح عدة مراحل مهمة من عملية الحصول على الاعتماد الأكاديمي الدولي، وهذا يُظهر التزام الجامعة المستمر بتقديم تعليم عالي الجودة، ويثبت أن استقلالية الجامعات مهمة جداً لتصبح متميزة وتنال مصداقية أكاديمية دولية.
• ما أشار إليه السيد مسرور في كلمته، من أن 70% من طلبة الجامعة يحصلون بشكل أو بآخر على منح دراسية أمر يستحق التقدير والثناء. الشكر والتقدير لجميع الخيّرين وكل الأشخاص والجهات الكريمة التي دعمت وتدعم الجامعة في هذا المجال. إن دعم هؤلاء الكرام أتاح الفرصة لطلبة من مختلف المكونات في إقليم كوردستان والعراق لمواصلة الدراسة في هذه الجامعة المتقدمة. أشكرهم مرة أخرى وآمل أن يستمروا وأن يبادر آخرون للسير على خطاهم.
من الإنجازات الأخرى لهذه الجامعة، تأسيس فريق العمل التعليمي في عام 2019، الذي أصبح منصة فعالة لتقديم المقترحات لتطوير التربية والتعليم العالي في إقليم كوردستان، وقد كنت داعماً تماماً لفكرة تأسيس هذا الفريق وقدمت كل الدعم.
الحضور الأعزاء،
بالتربية والتعليم، يمكننا بناء مجتمع متقدم واقتصاد قوي ومستقبل زاهر يليق بتضحيات هذا الشعب الصامد. إن قصة نجاح الجامعة الأمريكية في كوردستان ليست مجرد إنجاز أكاديمي، بل رسالة أمل لجميع شبابنا في إقليم كوردستان والعراق.
رغم هذه الإنجازات، فإن جهودنا في إقليم كوردستان لتطوير نظام التعليم ما زالت مستمرة ولم تبلغ نهايتها. فهناك الكثير مما يجب إنجازه لضمان مستقبل أكثر إشراقاً لشبابنا، وأهمها:
• تطوير البرامج التعليمية لتتناسب مع متطلبات القرن الحادي والعشرين وإعداد الطلاب للانخراط في سوق العمل المحلي والعالمي.
• تعزيز البنية التحتية الأكاديمية، لضمان جودة عالية للتربية والتعليم في جميع المؤسسات التربوية والتعليمية في إقليم كوردستان.
• الاستثمار في الكادر التدريسي من خلال توفير برامج التدريب المستمر لتطوير كفاءاتهم وتعزيز مهاراتهم.
• وكذلك تقوية جامعاتنا بصورة تجذب الطلبة من دول المنطقة والعالم للدراسة فيها.
الشكر والتقدير لجميع الذين ساهموا في تأسيس ودعم هذه الجامعة المتقدمة. الشكر والامتنان لجميع العاملين على تحسين نظام التربية والتعليم في إقليم كوردستان.
نؤكد للجميع أننا لن نكلّ ولن نيأس وسنواصل معاً العمل لتحقيق المزيد من النجاحات وجعل كوردستان مركزاً إقليمياً للتقدم الأكاديمي والإبداع في العراق وإقليم كوردستان. كوردستان التي يستطيع شبابها بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
لقد عانى شعب كوردستان، وآباء وأمهات وأجداد الطلبة، لعقود من الألم والمعاناة الكبيرة، وضحّوا بأرواحهم من أجل تحقيق هذه الحرية التي ننعم بها اليوم. لم تكن تتوفر لهم فرص التعليم مثل الجيل الحالي، لكنهم ناضلوا ليتمكن الجيل التالي لهم من الدراسة اليوم في مدارس وجامعات مرموقة كالجامعة الأمريكية في كوردستان.
هذه الحرية هي ثمرة كفاحهم وتضحياتهم، ومسؤوليتنا جميعاً تقضي بأن نبني مستقبلاً يليق بنضالهم وأحلامهم. يجب على الجيل الحالي أن يغتنم هذه الفرصة تكريماً لذكراهم ولبناء كوردستان قوي ومتقدم. لذلك نتذكرهم دائماً باحترام وإجلال، وننحني إجلالاً لأرواحهم الطاهرة.
مبارك الذكرى العاشرة لتأسيس الجامعة الأمريكية في كوردستان، وأبارك لكل السادة الذين شاركوا وعملوا في هذه المسيرة، ولن يكتمل حديثي بدون توجيه شكر خاص للسيدة رانيا وجهودها المتواصلة لدعم الجامعة.
أهلاً وسهلاً بكم جميعاً
وطاب مساؤكم..
شكراً جزيلاً..