
شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم (الأربعاء، 8 تشرين الأول 2025)، في جلسة حوارية ضمن الملتقى السنوي لمعهد الشرق الأوسط للبحوث (ميري)، الذي أقيم تحت عنوان (صياغة المستقبل، رؤى للسلام والازدهار).
وخلال الحوار، تطرق سيادته إلى العلاقات بين أربيل - بغداد، والانتخابات المقبلة لمجلس النواب العراقي، وعلاقات إقليم كوردستان على المستويين الإقليمي والدولي. وأدناه نص الحوار:
سؤال: ما هي رؤية واستراتيجية القيادة الكوردية للعراق والمنطقة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكراً لكم وللحضور الكرام، كان لدينا في إقليم كوردستان قبل 2003 وضع قريب من وضعنا الحالي، لم نكن بنفس المستوى الحالي من الناحية الاقتصادية، لكننا كنا تقريباً كما نحن الآن. جاء الأمريكيون وأخبرونا وأقنعونا بأن عراقاً جديداً ينتظرنا، يقوم على أسس الديمقراطية والفيدرالية. نحن ككورد، وخاصة القيادة الكوردية، المرحوم مام جلال والرئيس بارزاني أطال الله عمره، لم يدخرا أي جهد فيما كان ضرورياً للعراق الجديد.
كنا نأمل في بناء عراق تنتهي فيه المآسي والدمار الذي حلّ بالكورد. إذا كان السؤال: ماذا كسبنا بعد 20 عاماً؟ في رأيي، كان الدستور العراقي نفسه كوثيقة إنجازاً كبيراً لإقليم كوردستان، ولا ينبغي أن نقلل من شأنه.
هذه الوثيقة التي تعترف ببعض حقوق الكورد وجميع المكونات، وليس الكورد فقط، لا ينبغي أن نقلل منها، بل يجب أن نراها إنجازاً كبيراً. لكن المشكلة الكبرى هي: هل تم تطبيق هذا الدستور؟ أستطيع الإجابة على هذا السؤال بـ "لا".
جميع هذه المشاكل التي نعاني منها اليوم في كوردستان مع بغداد حول النفط والموازنة والمادة 140 والبيشمركة، لها مصدر واحد، وهو أن دستور العراق لم يطبّق كما هو حتى الآن. هذا هو وضع العراق؛ إذا سألت الشيعة في العراق، لديهم دائماً خوف من الماضي، كان الماضي كذا، وفعلوا بنا كذا. إذا سألت السنّة يقولون: المستقبل غير واضح. وإذا سألت الكورد يقولون: لا الماضي، ولا الحاضر، ولا المستقبل! لديهم تخوف، خوف من إلى أين يتجه هذا؟!
أعتقد أننا إذا أردنا أن نرى عراقاً مزدهراً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، فإن الشرط الأول هو الالتزام بدستور العراق. 80٪ من شعب العراق صوّتوا لصالح الدستور، ونحن أيضاً صوّتنا له. أتذكر جيداً عندما كتب الدستور، عاد فخامة الرئيس بارزاني من بغداد وقال: "لا يضم كل حقوقنا، لكن فيه إنجازات كبيرة أيضاً".
أكبر مشكلة في العراق هي أنه لا أحد يعرف حتى الآن هل نظام العراق فيدرالي أم مركزي. من حيث الممارسة اليومية هو مركزي شديد المركزية، في الظاهر يقال له العراق الفيدرالي، لكن في المضمون، يمكن وصف العراق بكل شيء إلا بكونه فيدرالياً.
ما يفعلونه مع إقليم كوردستان لا يرى في أي نظام فيدرالي، ما يفعله العراق مع إقليم كوردستان هو مركزية شديدة جداً. ذات مرة في اجتماع مع (الإطار التنسيقي) المكوّن من القوى الشيعية، قلت: إخواني، دعوني أكون صريحاً معكم، أنتم عندما تنظرون إلى إقليم كوردستان، ليس فقط أنكم لا ترون تصرف إقليم كوردستان كتصرف ضمن دولة فيدرالية، بل ترون أنفسكم دولة ذات سيادة، لكننا عندما ننظر إليكم من أربيل، نرى أن تصرفكم مع إقليم كوردستان مركزي لدرجة أنه قد يكون كل شيء إلا الفيدرالية. دعونا نجلس معاً لنعرف أين نلتقي. لا يزال إقليم كوردستان حتى الآن يريد (قلت هذا عدة مرات، وأكرره الآن) أقول هذا بكل ثقة إن إقليم كوردستان يعتقد أن عمقه الاستراتيجي هو بغداد.
هذا ليس للسياسة ولا للمجاملة، يجب أن نصل إلى نتيجة مع بغداد. تحدثتم عن الانتخابات، كان العام 2005 مرحلة في العراق انتهج فيها النظام الديمقراطي في هذا البلد، الديمقراطية ليست فقط أن تذهب كل أربع سنوات للمشاركة في الانتخابات، مع ذلك فهي عملية ليست قليلة الشأن. اليوم رأيت رئيس وزراء سابق كشخص عادي، هذا تغيير كبير جداً في العراق، العراقيون لم يشهدوا هذا من قبل، كانوا يرون فقط شخصاً واحداً يحكمهم.
هناك عملية ديمقراطية في العراق، وحقاً يجب أن نشيد بهذا، لكن هل هذا كافٍ أم لا؟ هذا بحث آخر.
الديمقراطية ليست حزمة تهدى لبلد، الخطأ الكبير الذي حدث في 2003 هو أنهم ظنوا أن الديمقراطية هدية. الديمقراطية هي حياة يومية. هل ديمقراطية كوردستان كاملة ولا تعاني من أي مشاكل؟ نعم، تعاني. لكننا نعتقد أننا على المسار الصحيح، رغم كل النواقص الموجودة لدينا. الديمقراطية ليست هدية تمنح لشعب، إنها ممارسة الحياة اليومية، ويتطلب الأمر وقتاً طويلاً جداً للوصول بالشعوب إلى تلك المرحلة.
أعتقد أن الانتخابات المقبلة بالغة الأهمية، بعد 2005 هذه أهم انتخابات في العراق، هذه ليست دعاية انتخابية، بل أريد أن أتحدث عن أهمية الانتخابات. كم كانت انتخابات 2005 مهمة لديمقراطية العراق، هذه الانتخابات أيضاً مرحلة جديدة في هذا البلد، ويجب على جميع العراقيين أن يعدوا هذه المسألة بالغة الأهمية ويشعروا بهذه المسؤولية.
كثيراً ما يقال في كوردستان: لماذا نشارك في الانتخابات؟! يا أخي، يجب أن نثبت أن ثقل الكورد ووحدة الكورد في بغداد مصدر قوة لإقليم كوردستان. وكما يولى الاهتمام بانتخابات إقليم كوردستان الداخلية، يجب النظر إلى انتخابات العراق بنفس القدر من الأهمية. الدستور لم يطبّق. هذه المراحل التي مرّ بها العراق بعد 2005، الحرب الأهلية، قضية داعش والمشاكل الأخرى. العراق يمر بمرحلة انتقالية، صحيح أن هذه المدة طويلة وهي 22 عاماً، لكن لبناء الدولة، هي عملية جديدة جداً. بناء الدولة لا يكون بيوم أو يومين أو بالقول بأنه يجب تنفيذه في هذا الوقت. هذا يستغرق وقتاً.
هذه الانتخابات الحالية في العراق تنقلنا إلى مرحلة جديدة، ما هي تلك المرحلة؟ مرحلة تطبيق دستور العراق. لهذا السبب هذه المرحلة مهمة لإقليم كوردستان. أعتقد أن بغداد الآن بكل مكوناتها تدرك أنه يجب أن تبدأ هذه المرحلة، ولتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العراق؛ تطبيق هذا الدستور بالغ الأهمية.
سؤال: لماذا لا ينعقد برلمان كوردستان، لماذا لا تشكّل الحكومة، لماذا توجد هذه المشكلة في كوردستان؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: سؤال في محله. أولاً، دعوني أتحدث عن الانتخابات التي أجريت. أجرينا في إقليم كوردستان انتخابات ناجحة جداً، كانت نسبة مشاركة الناس نحو 72٪، إذا نظرنا إلى وقت إجراء الانتخابات، هنا في مدينة أربيل نفسها وفي يوم واحد حدث تجمعان كبيران جداً، أحدهما للحزب الديمقراطي والآخر للاتحاد الوطني، لكن لم تحدث أي مشكلة بين الاثنين، وأعدّ هذا إنجازاً كبيراً لنوعية تفكير شعبنا في الانتخابات والديمقراطية. في مدينة واحدة يقوم هذان الحزبان الكبيران بالدعاية الانتخابية ولا تحدث أي مشكلة بينهما.
عملية تشكيل الحكومة استغرقت وقتاً طويلاً، لكن المهم هو أننا مع إخواننا في الاتحاد الوطني الكوردستاني، العلاقة الآن بين هاتين القوتين أفضل بكثير من السابق. صحيح أننا لم نصل إلى مرحلة تشكيل الحكومة، لكننا قطعنا شوطاً مهماً جداً مع بعضنا البعض.
لقد أعددنا ورقة مشتركة حول رؤيتنا السياسية لمستقبل هذا البلد وكيفية إدارة الأمور مع بغداد. ما تبقى هو: أي منصب يذهب لمن؟ لا أريد تقديم أي عذر يبرر كونه استغرق وقتاً طويلاً ولا أريد الدفاع عن هذا.
أعتقد أنه كان يجب تشكيل الحكومة بشكل أسرع، لكن هناك بعض الحقائق التي يجب أن نراها أيضاً، كنت أتمنى لو تم تشكيل الحكومة في الشهر الثاني أو الثالث، لكن هناك بعض العقبات وانعدام الثقة التي يجب حلها، لكن مع كل هذا وذاك، نحن متفقون في بغداد بخصوص العديد من الأمور المتعلقة بمكاسب إقليم كوردستان.
ما قاله السيد بافل. الاتحاد الوطني الكوردستاني هو الشريك الرئيس في هذه الحكومة وليس مراقباً، لماذا قد يكون مراقباً؟ لا يستطيع الاتحاد التنصل من المسؤولية بهذا القول. الاتحاد أيضاً شريك في هذه الحكومة، هذه الحكومة التي تشكلت سابقاً، تتوزع فيها المسؤولية على الاتحاد والحزب الديمقراطي وكل من شارك فيها. أعتقد أن الحزب الديمقراطي يشعر بأن الاتحاد هو شريكه الرئيس.
سؤال: إذن ما فهمته أن استراتيجية الكورد للمرحلة القادمة في العراق هي أن الدستور العراقي بحاجة إلى تطبيق.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: ليس لدينا أي وثيقة قانونية أخرى غير هذا الدستور. عندنا هذا الدستور، وما يريده إقليم كوردستان الآن هو تطبيق هذا الدستور. نحن قلنا إننا نتفهم مرحلة 2005، وأن العراق حتى الآن كان في مرحلة انتقالية، وكانت هناك مشاكل كثيرة، لكنني أؤكد لك أنه بعد هذه الانتخابات لا يوجد أي عذر لعدم تطبيق الدستور. لقد أصبح عملنا يتمحور حول متى سيأتي الراتب من بغداد، وبصراحة يجب ألا تصبح هذه مشكلة بين حكومة إقليم كوردستان وبغداد. إذا كان مواطنو إقليم كوردستان جزءاً من مواطني العراق وموظفي العراق، فلا يجب بأي شكل أن يصبح هذا الموضوع مشكلة بيننا. نعم، نحن نقول إنه بعد هذه المرحلة، بعد هذه الانتخابات، سيطالب إقليم كوردستان بكل مكوناته بتطبيق الدستور. يريد تطبيق الدستور الموجود. ويشعر أنه وفقاً لهذا الدستور لدينا حقوق وعلينا واجبات. كلاهما موجود، نحن نفهم ذلك. أعتقد أننا نريد هذه المرحلة بهذا الشكل.
سؤال: هل سنرى تشكيل الحكومة على مستوى إقليم كوردستان قبل انتخابات العراق؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا أعتقد ذلك.
سؤال: هل سنرى تغييراً في نتائج الانتخابات المقبلة؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: عملية الانتخابات والديمقراطية في العراق في مرحلة انتقالية، لكن إذا قارنا وضع العراق وكنا واقعيين، على سبيل المثال، هل وضع العراق الحالي كما كان عليه قبل ست سنوات؟ إذا نظرنا من كل النواحي، فقد سار نحو الأفضل. الآن في مدينة بغداد، على سبيل المثال، لا توجد مشكلة أمنية فيها. قبل ست سنوات كان من الصعب جداً أن نتحدث عن ذلك. الآن أكبر مشكلة في بغداد هي الازدحام المروري. إذن قد تكون التطورات بطيئة، لكننا نراها، ولا يجب أن نقلل من شأن الأشياء التي تحققت وتتحقق. من حق الناس أن يطالبوا بالمزيد، ومن حق الشباب أن يطالبوا بأشياء. هذا أمر طبيعي جداً، لكن أعتقد أن العملية في العراق التي كانت عملية معقدة جداً، الآن إذا قورنت بما كانت عليه قبل سنوات، نرى أنها تسير نحو الأفضل. رئيس وزراء العراق الحالي أكد كثيراً على ضرورة تقديم الخدمات، والآن نرى أن الخدمات في كل أنحاء العراق أفضل بكثير مما كانت عليه قبل سنوات.
من الناحية السياسية، لا أعتقد أنه سيحدث تغيير كبير جداً، لكن السؤال هو: إذا لم نجرِ انتخابات، ماذا سيكون البديل؟ العراق لن يعود إلى الحكم الديكتاتوري ولن يعود إلى الحكم الفردي، هذا انتهى في العراق. ما هو موجود الآن هو أن آلية التغيير في العراق هي الانتخابات. والانتخابات تعطي الحق لكل شخص أن يشارك في التغيير الذي يريده. في رأيي، عملية الانتخابات في العراق مهمة جداً لديمقراطية هذا البلد ولترسيخ الديمقراطية بشكل أكبر. وداخل العراق أيضاً يجب أن نقول مرة أخرى الآن وقبل الآن.
أعتقد أن أكبر مشكلة هي أنه ليست لدينا مؤسسات منظمة. لا توجد مؤسسات في العراق. في غياب المؤسسات، فكل ما هو موجود هو هذا الإعلام المعاق. على سبيل المثال، ينشرون التشاؤم، ويجعلون الناس يائسين من المستقبل، والعراق بشكل عام لا يملك أي مؤسسات يمكنها أن ترد على هذا. أعتقد أن التركيز الأكبر في العراق يجب أن يكون على جعل هذا البلد مؤسساتياً، وليس جعله شخصياً. أي أن كل التركيز الآن هو على هيبة وشكل فلان وكاريزما فلان، يجب أن ينتهي هذا. والعراق الذي يسير نحو الديمقراطية في بغداد وأربيل وحتى كل أنحاء العراق، يجب أن تكون مؤسسات الدولة فيه قوية. في غياب مؤسسات الدولة، يولد ذلك اليأس الذي أشرت إليه. من كل النواحي، عملية العراق عملية معقدة، ويجب دائماً أن تقارن بالسابق، وعندما تقارنها، يكون مسار الذهاب نحو حل المشاكل أفضل من التراجع.
سؤال: من سيكون الجيل الجديد في قيادة العراق؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: ليس بالضرورة أن نتحدث عن أسماء. يكون فلان، أو يكون فلان. يجب أن نتحدث عن مسار ما. أنت ضربت مثلاً عن التشرينيين وغيرهم، لكن خطابهم وشعاراتهم كانت غير واقعية. أي أن تلك الشعارات التي رفعوها للتغيير في العراق لم تكن واقعية، لذلك أخفقوا. سنهدم! ماذا ستهدمون؟! ذلك الهدم يخلق مشاكل، لأنه عندما صار الأمر حزبياً، كل حزب له أنصاره الذين لن يسمحوا بأن ينهار، لكن إذا كان خطابهم يتجه عملياً نحو أنهم يريدون أن يصبح العراق أفضل، فهذا شيء جيد. أعتقد أنهم تصرفوا بشكل خاطئ منذ البداية مع القوى الأخرى.
في هذه العملية، ما يشكل خطراً أكيداً على العراق ليس الجيل الجديد الذي يأتي ويتقدم تدريجياً ويمارس السياسة. ما يشكل خطراً على العراق هو القوى التي تملك السلاح خارج إطار القانون. هؤلاء خطر على العراق وعلى مستقبل العراق. لا تشرين خطر ولا غيرهم خطر، بل تلك القوى خطر وستتحول إلى بلاء كبير على مستقبل العراق.
سؤال: كيف يمكن فتح الباب في وجه الشباب للدخول في العملية الاقتصادية والسياسية للبلد؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذه هي الإصلاحات التي يجب على أي شخص يصبح رئيساً للوزراء، بعيداً عن التساؤل هل سيعاد انتخابه مرة أخرى أم لا؟ أن يتخذ بعض القرارات الصعبة جداً. العراق بلد غريب جداً، على سبيل المثال، هو بلد يحتاج فقط لتوفير الرواتب الشهرية إلى حوالي ستة مليارات دولار. أين يوجد هذا في العالم؟! حكومة العراق المقبلة يجب أن تسعى بجدية كبيرة لإجراء إصلاحات جادة داخل مؤسسات الحكومة. فمحرك التقدم لأي بلد هو القطاع الخاص في ذلك البلد. نحن في عام 2002 أو 2003 كان القطاع الخاص لدينا ضعيفاً جداً، الآن أفضل. الآن حكومة إقليم كوردستان تفكر في إصدار قانون للذين في القطاع الخاص كيف يُتقاعدون؟ أي أننا وصلنا إلى المرحلة التي نتحدث فيها عن هذا الآن.
قوة شباب العراق قوة كبيرة ويضاف إليها سنوياً مليون شخص، ما تحدثت عنه من أهمية هذه الانتخابات، هذه الانتخابات مهمة، لأنه لو سألت الناس قبل 10 أو 15 سنة ما هو الأهم من كل شيء؟ كانوا سيقولون: الأمن! الآن نسوا ذلك. المرحلة الآن هي أن الناس يقولون: فرص العمل. الناس يقولون: مشاركة الشباب في ذلك. العراق تجاوز تلك المرحلة.
المرحلة الحالية للعراق بعد هذه الانتخابات، أهميتها الحقيقية هي أنه يجب أن تبدأ مرحلة بداية جديدة في العراق للإصلاح الجاد. لا يمكن لبلد أن يدفع شهرياً ستة مليارات دولار للرواتب فقط. لا يوجد شيء كهذا في العالم. عاجلاً أم آجلاً، سيواجه هذا البلد مشكلة كبيرة.
الآن على سبيل المثال فكر فقط في أنه غداً ولأي سبب، انخفض سعر النفط إلى أقل من 50 دولاراً، ماذا يحدث لهذا البلد؟ ستحدث كارثة كبيرة! إذن من يصبح رئيساً للوزراء والحكومة التي تشكّل بعد ذلك، أول شيء يجب أن تفعله هو إجراء إصلاحات كبيرة داخل المؤسسات. الآن في العراق على سبيل المثال تتحدث عن الكهرباء، مدعومة، تتحدث عن النفط والغاز او اي شىء آخر، مدعومة!
البلد لا يدار بهذا الشكل. يجب أن يفكروا كيف نتجه بعد ذلك نحو القطاع الخاص ونعطي الفرصة للقطاع الخاص، وتوضع له القوانين. ويعاد تنظيم النظام المصرفي في العراق. الآن العراقيون أينما يذهبون يقولون، ندعوكم للقدوم والاستثمار في البلد. لا أحد يأتي، لأنه لا توجد ثقة. كيف يحدث ذلك؟ الناس عندما يأتون من الخارج للاستثمار في بلد ما، أول شيء يجب أن يعرفوه هو كيف هي البيئة القانونية؟
قانون الاستثمار العراقي ليس قانوناً يشجع الناس على المجيء والاستثمار في هذا البلد. السؤال الثاني، إذا كانت هناك مشكلة قانونية، هل توجد تلك الثقة بالقضاء العراقي؟ بلا شك أنا أتحدث عن الجميع، أتحدث عن كل الأطراف وأتحدث عن أنفسنا. هل المحاكم العراقية جديرة بالثقة بما يكفي ليتمكن الناس من تقديم شكاواهم إلى المحكمة؟ هل النظام المصرفي العراقي منظم بما فيه الكفاية؟ العراق ليس البلد الوحيد، يمكن للناس الاستثمار في أي مكان.
سؤال: كل تلك النقاط التي ذكرتها سيادتكم صحيحة، لكن الفساد أيضاً يعدّ من المشاكل التي يجدها المستثمرون الأمريكيون والأوروبيون مشكلة في إقليم كوردستان والعراق. كيف ترى سيادتكم حل مشكلة الفساد؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لا أستطيع أن أقول إنه لا يوجد فساد. لا أستطيع أن أقول بأي شكل من الأشكال إنه لا يوجد فساد، لكن الفساد ليس بالذي يمكنك حله في يوم وليلة.
سؤال: هل هناك مساعٍ؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هناك مساعٍ لتغيير القوانين. هناك مساعٍ لتحقيق مزيد من الشفافية. نعم، ما هو موجود في إقليم كوردستان، نرى أن هناك مساعي كبيرة لذلك. في العراق أيضاً الآن هناك مساعٍ كبيرة لذلك، لكن هل يمكنهم حل هذه الأمور في يوم وليلة؟ في رأيي: كلا! هذا الموضوع يتعلق بالثقافة، يتعلق بأمور اجتماعية كثيرة، يجب أن يحل تدريجياً في إطار عملية.
سؤال: نحن ندخل مرحلة في المنطقة وفي العالم حيث الطائرات المسيرة والهجمات بالطائرات المسيرة تغير الدبلوماسية والأمن والاقتصاد، تكاد تغير الاقتصاد. كيف يتعامل إقليم كوردستان مع هذا الخطر؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أخي، تلك التي في أوروبا ليس فيها متفجرات على الأقل، أما تلك التي يطلقونها على إقليم كوردستان فكلها محملة بالقنابل، محملة بالصواريخ.
انظر، هذا يقودنا إلى موضوع آخر. قصفوا إقليم كوردستان بالطائرات المسيرة. ضربوا شركات النفط. حاولوا استهداف مطار أربيل. سؤالي الوحيد هو: ما الفائدة التي يجنيها العراق من ذلك؟ ما هي مصلحة العراق؟ عندما نتحدث عن أن الخطر الكبير على العراق، هو تلك القوى التي هي خارج القانون، ومطلبنا هو أن يتم إخضاعها للقانون وتحت قيادة رئيس الوزراء الذي هو القائد العام للقوات المسلحة. هذا هو مطلبنا كإقليم كوردستان.
ما فعلوه في إقليم كوردستان في رأيي كان صفعة لكل العراق وكان هناك تساهل كبير من قبل بغداد في الرد على تلك القوى. بغداد تعرف أفضل منا من فعل ذلك. لكن كان يجب أن يكون لها موقف جدي من هذا الموضوع، لأن ذلك ليس تهديداً فقط لإقليم كوردستان، في الحقيقة ذلك كسر لهيبة كل مؤسسات العراق. استهدف ذلك كل سلطات العراق التي تعتبر نفسها دولة ذات سيادة. إنه ضد سيادة العراق.
دعني أقولها بهذه الطريقة، عندما نذهب إلى بغداد يلقون علينا المحاضرات لساعات عن سيادة العراق وما إلى ذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بهذه الأمور يتم التعامل معها ببساطة شديدة، أن تكون هناك قوة مسلحة تهاجم بالطائرات المسيرة إقليماً هو جزء من العراق، ولا تكون هناك مساءلة ولا يسأل أحد! مسألة الطائرات المسيرة بشكل عام أصبحت الآن مشكلة كبيرة، لكن تلك المشكلة في العراق لا تكمن في أن أشخاصاً يستخدمونها، بل تستخدمها قوة مسلحة تتلقى رواتبها من حكومة العراق. الخطر يكمن في ذلك. يتلقون الأموال من مؤسسات حكومة العراق، وهي نفس القوى التي تستخدم الطائرات المسيرة ضد إقليم كوردستان. يجب أن يتوقف هذا، وإذا لم يتوقف فبالتأكيد سيكون لإقليم كوردستان رد فعل.
سؤال: كيف يتوقف؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: التوقف يكون بأن يتم إخضاعها تحت مظلة القانون، تحت سقف القانون، تحت قيادة رئيس الوزراء الذي هو القائد العام للقوات المسلحة. هكذا تتوقف. وإلا كما قلت، الأمر ليس أن إقليم كوردستان سيظل مكتوف الأيدي، هذا لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة.
سؤال: إذا تحولنا إلى المستوى الإقليمي، تحدثنا عن عام 2005 عندما كانت أمريكا والمنطقة في مستوى، واليوم يتم الحديث عن الشرق الاوسط من جديد. هذا الشرق الاوسط الجديد، ربما أعلى الأصوات الذي يتحدث عنه هو إسرائيل بعد حرب غزة، بيد ان لكل من إيران، تركيا، السعودية، الإمارات وقطر رأي خاص ووجهة نظر خاصة حوله، لإقليم كوردستان العديد من العلاقات ومحافظ على وضعه. نبدأ من إيران، حيث أنه وكما أشرت إليه سابقاًً في عام 2005 كانت العلاقات بين إيران وإقليم كوردستان تبدو أفضل وأقرب مقارنة بعلاقات إقليم كوردستان مع تركيا، والآن تشعر بان الوضع مغاير، فهذه المدينة تعرضت لقصف الطائرات المسيرة، والصواريخ البالستية الايرانية، علاقات إقليم كوردستان مع إيران في أي مستوى، وماذا تفعلون من أجل تقليل هذه المخاطر؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هناك أمران مع إيران، الأول هو أن إيران جارة مهمة لنا. فنحن لدينا حدود واسعة مع إيران، فما رغبنا يوماً ولن نرغب باختلال علاقاتنا معها. وفي الوقت عينه فلسنا مصدر تهديد لها. لا نرغب بأي حال من الأحوال في محاربة أي جيران لنا من أراضي اقليم كوردستان. فإيران ضمن الدول التي لا نرغب بأن نكون مصدرا للتهديد لها. هذه هي سياسة إقليم كوردستان، نحن نرغب ان نكون عاملاًً للأمن والاستقرار في المنطقة وليس عاملاًً للزعزعة وعدم الاستقرار. وفي نفس الإطار أود أن أشير إلى ان علاقاتنا الاقتصادية مع إيران جيدة حيث لدينا تبادل تجاري بما يقارب 11 مليار دولار. أعتقد انه كان في العام الماضي عندما زرت إيران، وبعد هذه الزيارة تم فتح صفحة جديدة من العلاقات بين إقليم كوردستان وإيران. وقام رئيس جمهورية إيران بزيارة أربيل، وأظن أن ذلك كان تغييراًً إيجابيا طرأ على علاقاتنا. أقولها مرة ثانية أن إيران بلد مهم، فنحن نرغب في تطوير العلاقات الراهنة ولن يصبح اقليم كوردستان مصدراًً لتهديد جمهورية إيران الإسلامية مطلقاًً. فإيران قدمت الدعم والتعاون لاقليم كوردستان في الايام الصعبة، نحن نشكرهم على ذلك. انها جارة مهمة نرغب في علاقات متينة معها. أعتقد أنه وبعد زياراتي لإيران وعقد اجتماع مع آية الله خامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، أعتقد بان طبيعة العلاقات قد طرأت عليها تغييرات إيجابية.
سؤال: تشهد المنطقة في الوقت الراهن وضعا غير طبيعيا، فبلد مثل قطر كان لديه علاقات جيدة مع إيران، ولكن إيران شنت هجوما على أراضي هذا البلد هذه السنة، ليس على قطر وإنما على اراضي قطر. وتلعب قطر دور الوسيط بين اسرائيل وحماس، ولديها استثمارات بقيمة ترليوني دولار في أمريكا. وكانت قطر تأمل ان يكون هذا الواقع سببا لحمايتها، ولكننا نعيش اليوم في عالم حيث بغض النظر عن كل هذه الاستثمارات، فان التهديدات لا تنتهي. آمل النجاح لهذه العلاقات. لنأتي على تركيا، فهناك الآن عملية للسلام بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني (pkk). كان لنا اليوم متحدث حول هذا الموضوع، حيث تم التطرق له في حوارات مختلفة أمس. فهناك من ينظر إلى هذه العملية بعين التفاؤل والأمل فيرى بان العملية وان كانت بطيئة ولكن يجب اعطائها الفرصة. وهناك من لا يراها بتفاؤل ويقول بأنها بطيئة بل وانها مشلولة ولا تنجح كسابقاتها. ما هو تقييم فخامتكم لهذه العملية؟ وماذا يكون دور إقليم كوردستان فيها؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إذا نتحدث عن العلاقة، فاننا لدينا علاقة صداقة متينة مع تركيا. سواء أكانت في المجال الاقتصادي او السياسي فلدينا علاقات مميزة جداًً. أقليم كورستان سيستمر في الحفاظ على هذه العلاقة مع تركيا. وبخصوص العملية التي بدأت في تركيا، وتحت أي عنوان كان، حسب قناعتي أنه وبعدما التقيت بالرئيس التركي، شعرت بأن تركيا جادة جدا حيال هذه العملية. العملية حتى وإن كانت بطيئة، ولكن هناك قرار جاد في تركيا بشأن ان هذه العملية يجب أن تؤدي إلى نتيجة. ولكن علينا ألا نكون ذوي نفس قصير، فهناك أمور حتى وإن كانت مشوبة بالمخاطر، فعلى الجهة المقابلة أن تنفذها. فلا يمكن أن تنتهي مشكلة مضت عليها سنين طويلة بيوم وليلة. في بعض الآحيان عليك أن تواجه بعض المخاطر. فحديثي لاخوتي هو، ليتم تنفيذ هذه العملية لانه السبيل الأمثل، حتى وإن كانت العملية تسير بشكل بطىء. الآن صارت الأمور هكذا فكل طرف ينتظر الطرف الآخر أن يقوم بخطوة ليقوم هو كذلك بخطوة مقابلة. فلا يمكن حل هذه المسألة بهذه الطريقة. حالياًً هناك خطوات على الحزب العمال الكوردستاني (pkk). أن يخطوها، لتتجه العملية إلى النتيجة. أنا لا أريد الخوض في التفاصيل، ولكن لا يمكن ان تقول باننا نتوقف وننتظر لنعرف تركيا ماذا تفعل، وبعد ذلك نأتي نحن ونقوم بذلك. هذا التوجه خاطىء جداًً ولا يوصل إلى النتيجة. دورنا هو دور مساعد، قلناه في أنقرة وتحدثنا مع هذه الجماعة أيضا بشأن الدور الذي من الممكن أن نقوم به. عندما بدأت عملية ترك السلاح، طلبوا منَا ان نقدم الدعم والتعاون لهذه العملية، نفذنا ما كان مطلوب منَا. أرى ان هذه الفرصة فرصة تأريخية على الكورد ألا يضيعها من يديه مهما كانت الأسباب. توجهات الرئيس أوجلان واضحة جداًً، وقنديل أيضا تعرف تماما ماذا عليها ان تفعل ولكنها لن تفعل! هذا يخلق حالة من عدم التفاؤل حتى لدى الرئيس أوجلان نفسه، وهذا غير صحيح. حيث يزعمون بأنهم منصاعين لكلامه، ولكن عندما تأتي إلى التنفيذ والتطبيق، فيفعلون العكس تماماًً! وهذا يلحق ضرراً كبيراً بالكورد وبالعملية أيضاًً. فليس الوقت وقت هذه الألاعيب، وانها الاعيب شاخصة وظاهرة. وكلامي لإخوتي هو أنه عليهم أن يأخذوا هذه العملية على محمل الجد، أن يقوموا بمحاولات جدية لإنجاح هذه العملية وإيصالها للنتيجة.
سؤال: تنظر القيادة العراقية عموماًً إلى سوريا بقلق وخوف، يعتقدون أن التشدد يعلو ويسيطر أكثر، غير ان العالم الخارجي والمنطقة يرونها فرصة ويساعدون سوريا لكي لا تسقط. لدي سؤال لسيادتكم يتكون من شطرين. هل تنظرون سياتكم وإقليم كوردستان كذلك بانها فرصة، أو تنظرون إليها بعين الخوف والقلق؟ الشطر الثاني، بخصوص روج آفا، فهناك اتفاقية بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق وكلا الطرفين يتهم الاخر بعدم تنفيذها. هناك مخاوف أن تقوم تركيا بتنفيذ عمليات عسكرية في هذه المنطقة. ما هو تقييمكم؟ ماذا يمكن القيام به لكي تجد روج آفا مع دمشق اتجاهاً إيجابياً؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: من الناحية الواقعية، الذي يوجد في سوريا اليوم، أراه آخر فرصة لسوريا. لذلك أعتقد، دورنا ايضاًً يكون مثل دور المجتمع الدولي هو انه كيف يمكن أن نساعد لتتمكن هذه القوات من توجيه سوريا إلى مسار آخر. نحن لا ننظر إليها بعين الخطر. نحن نقول إن الشعب السوري بكافة مكوناته يستحق حياة أفضل. فقد تعرضوا إلى مآسي وويلات كثيرة. فهذا الشعب بكافة مكوناته يستحق حياة أفضل. هناك نقطة مهمة، حيث نعتقد بانها نقطة خلاف في وجهات نظرنا مع دمشق، وهي أننا لا نعتقد بأنه من الممكن إدارة سوريا بشكل مركزي. هذه نقطة خلاف حقيقية، فقد طرحتها خلال اجتماعي مع الرئيس أحمد الشرع. المكونات التي تعيش في سوريا، الكورد، الدروز، العلويين، المسيحيين، هؤلاء كلهم مكونات في سوريا. إذاًً هل من الممكن أن تقول انني أدير سوريا بالمركزية، ذهب بشار الأسد وجاء آخر إلى مكانه وتبقى المركزية كما كانت! نحن في إقليم كوردستان لا ندعم هذا التوجه. نحن نقلنا رأينا هذا أيضاًً للرئيس الشرع، ولكن وفي الوقت عينه يفترض ان تمنح فرصة لهؤلاء لنعرف الى ان يقودون بسوريا. فلا يمكن إدارة سوريا بمسار مركزي قوي. وفيما يتعلق بالطرف الذي يلوم الطرف الآخر، أرى ان الطرفين على حق. نصيحتنا لاخوتنا في سوريا كانت انه عليهم التوجه باسرع وقت إلى دمشق. وان يحملوا العلم الجديد لسوريا الجديدة، وأحسبوا أنفسكم أصحاب العملية السياسية، افتحوا مكتباًً في دمشق، واحسبوا نفسكم اصحاب البيت، لتكن لكم مشاركة فاعلة في العملية السياسية السورية. نحن ككورد كان لنا فاعلية مهمة في سنة 2002 و2003 في بغداد، وذهبنا إلى بغداد باهمية بالغة. وفي حالات أرسلنا قوات البيشمركة لتكون خطاًً فاصلاًً بين السنة والشيعة للحيلولة دون وقوع المشاكل بينهما. فنصيحتنا لاخوتنا في سوريا هي بالتحديد، اذهبوا إلى دمشق، فإنها عاصمتكم، وبلدكم، لا ينبغي ان تنتظروا شيئاًً آخر. لا أعرف ماذا ينتظرون الآن؟! ينتظرون إجراء أي نوع من التغيير؟! ماذا يعتقدون بخصوص التغيير؟ مهما يحصل من تغيير فمصلحتهم أن يجدوا سبيلاًً مشتركاًً مع دمشق. وأن يجدوا طريق الحل مع دمشق. فمن يبادر أسرع وكيف تكون المبادرة؟ على سبيل المثال، أعتقد انه قيل لهم عليكم أن تدمجوا قوات مع الجيش السوري. هذا ليس منطقا مناسباًً هذا توجه خاطىء، هذا غير ممكن ولا يمكن قبوله. ممكن أن يجدوا حلولاًً أخرى. أتذكر أن أكبر مشكلة لنا مع الأمريكيين سنة 2002 و2003 كانوا يقولون لنا عليكم أن تغيروا اسم البيشمركة. فقالوا نغير اسمهم الى (ماونتن رينجرز) وبعد ثلاثة أيام من المناقشة، قالوا إذا ترجمنا هذا الاسم إلى الكوردية، فماذا سيكون؟ وفي ذلك الوقت ضمن فريقنا كان السيد مسرور بارزاني موجود وقال يكون بيشمركة. التفتوا إلى السيد مسرور وقالوا له أنت لغتك الإنجليزية جيدة، فماذا يكون إذا ترجمناه إلى اللغة الكوردية؟ فقال لهم يصبح "بيشمركة". وفي سوريا هذه الجماعة قدموا شهداء كثيرين في الحرب ضد داعش، وحلت بهم مصائب كبيرة. هناك 10 آلاف من مسلحي داعش في معتقلات هول، وأن تأتي انت ولا تحسب لهم اي حساب كأنهم غير موجودين، وتأتي لتقول اعطونا حقوقنا، وحقوقكم الله كريم، لا يرضى أحد بذلك. يجب أن تدار سوريا بشكل غير مركزي، وكل سوري يرى نفسه مواطن هذا البلد، عدا ذلك فمن المستحيل إدارتها.
سؤال: العلاقة بين إقليم كوردستان وروج آفا، أحياناً نراها حيوية وفي بعض الاحيان فيها برود وجمود، ما هي الاسباب؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هذا طبيعي، أحيانا يشوبها الجمود، وأحيانا حيوية، ولكن في الأساس لا يتغير شىء. مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، فهناك فترات حيوية وفترات جامدة، يقلق المواطنون، ويقولون ياترى ماذا يحدث، ولكن لن يحدث شيء. فحقيقة لا يحدث شيء، في مرحلة ما كانوا يقولون ستحدث حرب، نحن تجاوزنا هذه المرحلة، نحن لا نقاتل بعضنا البعض مرة أخرى، نحمد الله أن هذه المرحلة قد خرجت من ثقافة الكورد. ولكن الا توجد مشاكل؟ نعم هناك مشاكل، في بعض الأحيان المشاكل كثيرة، ولكن في النتيجة دورنا كان دور تقديم الدعم والمساندة. فما هو مطلبنا من روج آفا، نحن نقول، أنتم بامكانكم أن تديروا أموركم بأنفسكم. فلا يمكن أن يتدخل حزب العمال الكوردستاني (pkk) في أموركم اليومية، هذه أكبر مشكلة لهم. على حزب العمال الكوردستاني (pkk) أن يتركهم وشأنهم، إذا لم يتركهم فلا يمكنهم الوصول لشيء. على حزب العمال الكوردستاني (pkk)ان يتركهم وشأنهم بشكل نهائي ولا يمكن التدخل في كيفية إدارة شؤون روج آفا.
سؤال: جلبت إدارة ترمب لبعض الدول الفرص ولأخرى التحديات. أين هي علاقة إقليم كوردستان مع أمريكا، أين يوجد التحدي وأين توجد الفرص؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: إذا تمكنت من إجابتكم بشكل واضح، أقول بأنها فرصة لإقليم كوردستان وللعراق أيضا. نحن نراها هكذا. نحن ندعم سياسة الرئيس ترمب من أجل السلام في الشرق الأوسط، ندعم سياسته من أجل ترسيخ السلام في غزة بأسرع وقت. نحن نعتقد أن الكورد وأمريكا والعراق تجمعنا علاقات جيدة، هذه العلاقة ليس أمراً جديداً بل علاقة قديمة. في مراحل صعبة قدمت أمريكا الدعم لإقليم كوردستان، نحن نشكرهم. حقيقة لم يكن بمقدورنا دون دعم المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم أمريكا أن نوقف داعش. هذا واقع ندركه، كان بدماء البيشمركة ولكن بمساعدتهم تمكننا من إيقاف داعش، نحن نشكرهم، دورهم دور المساعد لإقليم كوردستان. نحن ننظر إلى هذه الإدارة برئاسة الرئيس ترمب كفرصة وليس كتحدي.
سؤال: لنعود إلى الوضع الداخلي، ما هي كلمة الرئيس نيجيرفان بارزاني لشعب كوردستان، لقادة الأحزاب الكوردية والعراقية، الانتخابات قادمة، الحملة الانتخابية قائمة، ما هي كلمة السيد نيجيرفان؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: أقولها بصراحة، مثلما تحدثت في كلامي في مقدمة الحوار، فبعد سنة 2005 هذه الانتخابات هي أهم انتخابات في العراق، ولإقليم كوردستان كجزء من العراق، تحدثت عنه فإن العمق الاسترتيجي لإقليم كوردستان هو بغداد، بغض النظر عن جميع المشاكل الموجودة مع بغداد، بغض النظر عن جميع الانتقادات التي لدى الإقليم تجاه بغداد وانتقادات بغداد تجاه الإقليم، في النتيجة الحفاظ على هذا العمق الاستراتيجي مع بغداد أمر مهم وضروري. وبخصوص مستقبل العراق، فهذه الانتخابات هي انتخابات مهمة جداًً، وكذلك بالنسبة لمستقبل إقليم كوردستان. والذي اطلبه هو أن يشعر كل فرد كوردي بالمسؤولية، وألا يقول لماذا أذهب إلى الانتخابات! علينا جميعا أن نذهب إلى الانتخابات وألا نألوا جهداًً لإنجاح هذه العملية في كوردستان. المهم بالنسبة لنا هو توحيد الأصوات. أن نجد سبيلاًً للعمل معاًً، حتى إذا لم نقل توحيد الأصوات، لنجد موديلاًً يجعل القوى الكوردستانية أن تعمل معاًً ومن ضمنهم الأحزاب المعارضة وكذلك أحزاب السلطة، لنوحد الجهود للعمل من أجل الأمور الكبيرة التي تنتظرنا في بغداد. آمل وبالاستعانة بالله أن تجرى الانتخابات بشكل سلس. وآمل أن يدخل العراق مرحلة جديدة وبداية جديدة من الإعمار والمؤسساتية وأن يدخل مرحلة حل المشاكل العالقة الراهنة مع إقليم كوردستان.






