
شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، اليوم (الأحد، 18 أيار 2025)، بناء على دعوة رسمية، في منتدى حوار طهران الذي ينظمه مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة خارجية جمهورية إيران الإسلامية، بمشاركة فخامة السيد مسعود بزشكيان رئيس جمهورية إيران الإسلامية، وعدد من كبار مسؤولي الدول والضيوف.
وفي إحدى الجلسات الحوارية للمنتدى، أجاب الرئيس نيجيرفان بارزاني على مجموعة من الأسئلة التي طرحها المحاور. وفيما يأتي نصّ الأسئلة وإجابات فخامته عليها:
المحاور: سعيد جداً بلقائكم، السيد بارزاني.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكراً جزيلاً، وأعتذر إن لم تكن لغتي الفارسية جيدة
المحاور: فارسيتكم أفضل من كورديتي، وبلا شك من كوردية السيد رئيس الجمهورية أيضاً.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: في الحقيقة، لا يُمكن التشكيك إطلاقاً في كوردية السيد رئيس الجمهورية. صدّقوني، لا يبدو عليه أبداً أنه ليس كوردياً، وقد رأينا ذلك.
المحاور: إذا أكدتم ذلك فهو كذلك.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: نعم، نحن نؤكد ذلك؛ الآن أيضاً، عندما جاء سيادته وتحدث بالكوردية، عبّر بذلك عن كرمه.
المحاور: سيادته، رئيسنا يتحدث عدة لغات. شكراً جزيلاً سيد بارزاني، فخامة رئيس إقليم كوردستان العراق، على قبولكم دعوتنا. يسعدني كثيراً أن تتاح لي هذه الفرصة للتحاور معكم. قبل أقل من شهر ونصف، حللت ضيفاً عليكم. أشكركم جزيل الشكر على جهودكم الكبيرة في إدارة هذا المنتدى المميز، وآمل أن يُقيَّم اليوم بشكل إيجابي، وأن نتمكن من تسليط الضوء على عدد من القضايا في هذا المنتدى الذي يجمع المثقفين والسياسيين.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: حبذا لو تحدثتُ قليلاً بالكوردية. من المؤكد أنني سعيد جداً بالمشاركة في هذا المنتدى، وأتقدم بالشكر والتقدير لسيادتكم على دعوتنا. لقد جئنا إلى طهران، ويسعدني ذلك كثيراً. سأحاول التحدث بالفارسية سنبدأ بالفارسية، وإن واجهت صعوبة، فسأنتقل إلى الكوردية.
المحاور: أنتم تتحدثون الفارسية جيداً جداً.
الرئيس نيجيرفان بارزان: لو سمحتم لي، بشأن زيارتكم إلى إقليم كوردستان قبل شهر ونصف، فقد رغبت، وسبق أن أخبرت الدكتور ظريف بذلك أيضاً، في دعوتكم لزيارتنا.
المحاور: السيد بارزاني، التغييرات في المنطقة سريعة للغاية. خلال أحاديثكم في إقليم كوردستان، كنتم تشيرون إلى أن العراق وإقليم كوردستان لهما دور مهم جداً في التغييرات وذكرتم مدى النجاح الذي حققتموه في مجال العلاقات مع الدول الأخرى. الآن، ما هو الدور الذي ترونه للعراق في مستقبل هذه التغييرات؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انظروا، العراق بلد مهم في المنطقة وبإمكانه أن يلعب دوراً مهماً في مستقبل المنطقة. يمكنني الآن أن أقول إن وضع العراق، إذا تمعنتم فيه، مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، ستجدون أن أكبر مشكلة يمكن أن نصفها بالمشكلة في بغداد، هي الازدحامات المرورية.
العراق ينتقل من مرحلة إلى مرحلة أخرى. في المجال السياسي، إذا أردت الحديث عن العراق ككل، استضفنا في الأيام الأخيرة قمة الجامعة العربية في بغداد، وبالنظر إلى الوضع في المنطقة، نعتقد أنها كانت قمة ناجحة جداً شارك فيها أصدقاؤنا وإخواننا العرب من الدول الأخرى.
العراق بلد تجاوز مرحلة الحرب مؤخراً وتجاوز العديد من مشكلاته، وهو الآن يخطو نحو مرحلة سياسية مهمة تمكّنه من أن يلعب دوراً مؤثراً كدولة مهمة وفاعلة في المنطقة.
العراق بلد غني جداً بموارده الطبيعية وموارده البشرية، ومع وجود سياسة صحيحة ورؤية مستقبلية واضحة، يستطيع أن يلعب دوراً مؤثراً ومهماً في المنطقة.
المحاور: كيف تُعرِّفون إقليم كوردستان في إطار العراق؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: وضع كوردستان، دعني أقولها هكذا، قبل أن يأتي الأمريكيون إلى العراق في 2003، كان لدينا نفس هذا الوضع. جاء الأمريكيون وقالوا لنا إن نظام إدارة العراق سيتغير إلى نظام ديمقراطي وفيدرالي، وساعدناهم في عزل صدام عن السلطة. تعريف النظام في العراق، إذا لاحظتم، هو تعريف يقول إن النظام في العراق اتحادي. للأسف، أريد أن أقول إننا لم نصل إلى تلك النقطة حتى الآن، أي أن العراق بعيد جداً عن الفيدرالية. نحن نناقش هذا مع أصدقائنا في بغداد. نحن نقول، إننا نعيش في جغرافيا اسمها العراق. علينا أن نحدد نموذجاً للإدارة يرضي الجميع في العراق. هذا النموذج معرّف في دستور العراق وصوّت 80٪ من شعب العراق لصالحه. نحن في إقليم كوردستان نجد مستقبلنا في هذا الإطار ومتأكدون من أنهم إذا أرادوا تطبيق الدستور، سيتمكن العراق من حل معظم المشاكل الحالية بين إقليم كوردستان وبغداد.
أريد أن أقول لكم، إن الحقيقة هي، ولا أريد أن أقولها وكأنها عتاب، لكن الحقيقة هي أن تعامل بغداد مع إقليم كوردستان ليس في إطار الفيدرالية بأي شكل من الأشكال. بالطبع، قلت لأصدقائي في بغداد أن المشكلة هي أنكم عندما تنظرون إلى الإقليم، تعتقدون أننا أكثر من مجرد فيدرالية. هذه المناقشة جرت مع السيد عادل عبد المهدي نفسه، الموجود هنا والذي كان رئيس الوزراء آنذاك؛ قلت عندما تنظرون إلى إقليم كوردستان، تعتقدون أننا نمنح أنفسنا سلطة تفوق ما ينص عليه الدستور. يجب أن نجلس معاً بصراحة لنعرف في أي نقطة يمكننا أن نلتقي؛ فنتخذ من ذلك أساساً للعراق الجديد وهذا ممكن، ليس عصياً على التنفيذ. الآن حان الوقت وأقول إن جميع المشاكل التي كانت موجودة في العراق يتم حلها تدريجياً. أول ما على العراق أن يفعله من أجل الاستقرار السياسي، هو حل مسألة الفيدرالية مع كوردستان بنسبة 100٪.
المحاور: ما هو دور إقليم كوردستان في تطوير العلاقات بين العراق وإيران؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: علاقاتنا في الإقليم مع إيران علاقات تاريخية؛ هناك روابط تاريخية، وثقافية، ولغوية، كل هذا موجود ونحن قريبون من بعضنا البعض. إذا نظرتم إلى الجانب الاقتصادي، فإن نحو 60٪ من التبادل التجاري بين جمهورية إيران الإسلامية والعراق، يذهب إلى العراق عبر إقليم كوردستان، أي أن لدينا علاقة اقتصادية جيدة جداً. نرى أن مستوى هذه العلاقات يتحسن يوماً بعد يوم. على سبيل المثال، لدينا اجتماع آخر في الأسبوع المقبل، سيجتمع محافظو إقليم كوردستان ومحافظو المحافظات الحدودية في شرق كوردستان معاً، ولديهم أيضاً رحلة إلى طهران، وربما يلتقون برئيس الجمهورية أيضاً.
هذه العلاقات الثقافية والتاريخية التي بيننا وبين إيران، نحن دائماً ننظر إليها كجارة، وكلما واجهتنا مشكلة، ساعدتنا إيران. مثل أول مرة، إذا تحدثنا عن قضية حلبجة؛ وبعد حلبجة والنزوح لسنوات عديدة؛ في حرب داعش، كانت إيران من بين الدول، في الواقع كانت الدولة الأولى التي ساعدتنا في حرب داعش، وكان المرحوم الفريق سليماني من أوائل الذين جاؤوا إلى أربيل في نفس تلك الليلة التي برز فيها العديد من المشاكل. لقد قلنا هذا في كل مكان وتحدثنا عنه بصراحة.
علاقتنا هي علاقات جيدة في جميع المجالات وكنت قد أخبرتكم بأنه بعد زيارة الرئيس بزشكيان إلى بغداد ثم إلى أربيل، أصبحنا نشهد الآن تطوراً في العلاقات في جميع المجالات؛ في المجالات السياسية والثقافية والجامعية والتجارية. لقد حققنا تقدماً جيداً في العلاقات في جميع المجالات.
المحاور: ذكرتم زيارة الرئيس بزشكيان إلى بغداد وأربيل، يبدو أن تلك الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقات؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: بلا شك. انظروا، على أي حال، شهدنا مداً وجزراً في علاقاتنا. في زيارتي تلك إلى طهران، بالطبع قبل تولي السيد بزشكيان رئاسة الجمهورية، زرت المرحوم السيد رئيسي الذي كان رئيس الجمهورية؛ كما زرت حضرة المرشد الأعلى لإيران وناقشنا القضايا بوضوح كبير. التغيير الذي حدث في العلاقات كان بعد تفضّل ولقاء مرشد الجمهورية الإسلامية معي، والذي أصبح نقطة قوة في علاقاتنا.
قال الدكتور بزشكيان إن زيارته الأولى ستكون إلى العراق؛ قلت بالتأكيد سندعوك لزيارة أربيل؛ كان سيادته قد زار أربيل من قبل، لكنه كان حينها أستاذاً جامعياً أو رئيساً لجامعة تبريز. كانت لدى سيادة الرئيس معلومات عن أربيل في ذلك الوقت، لا أعرف إن كنتم معه أم لا.
المحاور: لا.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: لم تكن هناك. لكن إخواننا كانوا هناك، عندما جاء سيادة الرئيس إلى بغداد وأربيل، في أربيل تحدث بالكوردية، كان يتحدث الكوردية بطريقة أذهلت الجميع.
المحاور: لقد رأيت ذلك.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: رأيته إذن؟ وطلب مني أيضاً أن أتحدث بالفارسية، وأعتقد أن الرئيس كان مندهشاً قليلاً من أن لغتي الفارسية جيدة.
في رأيي، زيارة سيادة الرئيس، تماماً كما ذكرت، بعد زيارتنا، كان لها تأثير نراه عملياً وأصبحت العلاقات تتقدم في جميع القضايا والمستويات. تلك المسألة الاقتصادية والاجتماع الذي من المقرر أن يعقد قريباً في سنندج، في حد ذاتها من المكاسب المهمة التي حققتها زيارة الرئيس.
انظر، الرئيس يؤمن بما يقوله، يومن به تماماً وقال، يجب أن نتعاون في المنطقة، يجب أن نكون معاً، وها نحن نرى ذلك منه، أي أننا بعد توليه منصب الرئيس، نرى تقدم العلاقات مع كل العراق، خاصة مع إقليم كوردستان، وباستمرار. على سبيل المثال، في اللقاءات التي جمعتنا بعد زيارته، موضوع الزوار الإيرانيين الذين يذهبون عبر كوردستان إلى النجف وكربلاء، أصبح الآن أكثر تنظيماً وقد حددنا آلية له. بعد أن أصدر الرئيس أوامره، نرى الآن أننا نتقدم في جميع هذه القضايا.
المحاور: هل يمكن أن تكون التغييرات المتعلقة بحزب العمال الكوردستاني بداية لإنهاء المواجهات الطويلة؟ تعلمون أن جمهورية إيران الإسلامية كانت لديها مخاوفها الأمنية في الماضي وواجهت التهديدات والهجمات التي عرضنا عليكم تفاصيلها. يبدو أنه بعد زيارة السيد بزشكيان، حققنا إنجازات جيدة في هذا الصدد أيضاً.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: انظر، من الناحية الأمنية، دعني أقول شيئاً، ثم بعد ذلك يمكننا التحدث عن حزب العمال الكوردستاني أيضاً. من الناحية الأمنية، لدينا تقدم جيد. حددنا آلية تعمل فيها بغداد وأربيل والجمهورية الإسلامية معاً. على أي حال، هناك قضية مهمة جداً بالنسبة لنا؛ لا نسمح لإقليم كوردستان بأن يكون مصدر خطر للجيران، خاصة للجمهورية الإسلامية. هذه إحدى المبادئ التي نلتزم بها في كوردستان العراق، وبالتعاون مع العراق، هناك الآلية التي حددناها واللجنة الثلاثية التي من دواعي السرور أنها تعقد اجتماعات مستمرة. ثم كان لدي بعض الاجتماعات في طهران الليلة الماضية، جميعنا نعلم أننا قطعنا شوطاً جيداً في المجال الأمني حتى الآن ونؤكد أن أراضي إقليم كوردستان لم تكن مصدر خطر لجمهورية إيران الإسلامية ولن تكون.
المحاور: هذه رسالة واضحة جداً. ماذا عن حزب العمال الكوردستاني؟
الرئيس نيجيرفان بارزاني: فيما يتعلق بحزب العمال الكوردستاني، نعم، هناك عملية بدأت في تركيا. في رأينا، على أي حال، لا يمكن حل القضية الكوردية من خلال الحرب وإراقة الدماء. دورنا في كوردستان العراق هو أن نكون مساعدين، نحن لا نتدخل، لا في الشؤون الداخلية لتركيا ولا في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى، لكن إذا استطعنا مساعدة تركيا في إطار هذه القضية، فنحن مستعدون لذلك.
بدأت تلك العملية في تركيا وهي جادة، لدينا حزب العمال الكوردستاني من جانب، ومن جانب آخر لدينا دام بارتي، ومن جانب آخر هناك السيد أوجلان. هؤلاء الثلاثة هم الركائز الرئيسة لتلك العملية التي هم يعملون عليها الآن، وقد أعلنا أننا مستعدون لتقديم أي مساعدة مطلوبة منا؛ دورنا هو دور مساعد، بإذن الله، في حل مشكلة حزب العمال الكوردستاني والمشاكل في تركيا، لأن هذه المشكلة لا يمكن حلها بالعمليات العسكرية.
المحاور: إسمح لي بطرح سؤال مختلف عن السياسة؟ عندما تأتي إلى إيران، ما الذي يلفت انتباهك أكثر؟ إلى جانب اللغة الفارسية والذكريات المشتركة.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: هي تلك الذكريات التي ذكرتها. انظر، إيران كانت الدولة التي استقبلتنا عندما جئنا كلاجئين؛ في الواقع لم نكن لاجئين، احتضنونا كمواطنيهم، لم نكن حتى ضيوفاً، كنا أصحاب الدار. تلك الذكريات التي لدينا مع إيران راسخة ولا يمكن أن تُنسى. في نفس الوقت، عندما آتي إلى إيران، المكان الذي أريد أن أراه في كل مرة هو عظيمية كرج. وقد قلنا لأصدقائنا أن يكون هناك برنامج؛ لدينا الكثير من الأشياء المشتركة معاً، نعتبر هذا البلد دائماً وطننا.
المحاور: شكراً جزيلاً. يمكنني أن أشهد أنكم أحد مهندسي العلاقات المتينة جداً بين هذين البلدين. شكراً جزيلاً على مشاركتكم.
الرئيس نيجيرفان بارزاني: شكراً جزيلاً




