
نحتفي اليوم بالذكرى الخامسة والخمسين لاتفاقية 11 آذار 1970، التي أصبحت بقيادة البارزاني الخالد نقطة تحول ومحطة تاريخية ومهمة من محطات نضال شعب كوردستان، والوثيقة الرسمية الأولى التي أقرت بقسم من الحقوق المشروعة لهذا الشعب، وصاغت الأساس القانوني لمكاسبنا الحالية، بحيث لم تعد أي سلطة في العراق تستطيع التنكر لحقوقنا مرة أخرى. في هذه الذكرى المجيدة، ننحني بإجلال للصناديد الذين قدموا أرواحهم فداء للحرية ولحقوق الشعب وللوطن. تحية لعوائل الشهداء الشامخة، وللبيشمركة الأبطال، ولشعب كوردستان بكل مكوناته.
كانت اتفاقية 11 آذار نموذجاً لحل عادل قائم على أسس التفاهم والحوار، إلا أن السلطات العراقية تراجعت عنها فيما بعد، فكانت النتيجة عقوداً من الصراعات والحروب التي لم تجلب على العراق غير المآسي والآلام. اليوم أيضاً، لا يزال العراق يدفع ثمن عدم الالتزام بهذه الاتفاقية وبأسس الشراكة الحقيقية والحقوق الدستورية لكل مكوناته. إن دروس وتجارب الماضي تثبت وتؤكد أن الاستقرار لن يتحقق إلا بالديمقراطية، التي كانت شعار الثورة، وباحترام التعددية والعمل المشترك وترسيخ العدالة والمساواة بين الجميع.
إن وحدة الصف والتلاحم، هما الضمان الحقيقي لحماية مكاسبنا الدستورية ومستقبل أجيالنا القادمة. لهذا، ندعو القوى السياسية كافة، الكوردستانية والعراقية، إلى استقاء العبرة من هذه التجربة، والعمل معاً بروح المسؤولية الوطنية، من أجل ترسيخ الفدرالية وحماية حقوق جميع مكونات العراق وتعزيز التعايش السلمي. فمستقبل العراق يعتمد على تنفيذ الدستور وتعزيز الشراكة الحقيقية وبناء بلد يسوده الأمان والاستقرار والعدالة.
المجد لذكرى اتفاقية 11 آذار
تحية لأرواح الشهداء الطاهرة
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
11 آذار 2025