نبذة تاريخية (1900- 2003)
ظهر إقليم كوردستان بصفته كياناً سياسياً وإدارياً بعد حرب الخليج الأولى في العام 1991 و سحب ادارات الحكومة المركزية من المنطقة. ثم بعد حرب الخليج الثانية في العام 2003، وسقوط النظام العراقي السابق، اكتسب كيان الاقليم الشرعية القانونية والدستورية.
قبل اقرار إقليم كوردستان ككيان دستوري في العراق بعشرات السنين، مر كوردستان العراق بكثير من المد والجزر. ففي القرن العشرين وبعد تأسيس دولة العراق، خاض شعب كوردستان تجاذبات مستمرة مع الحكومات المركزية بسبب المطالبة بحقوقه القومية. تلك التجاذبات تحولت في مراحل عدة إلى صدامات طويلة الأمد بين الحركة السياسية في كوردستان العراق وبين الحكومات المتعاقبة في بغداد.
نضال الشعب الكوردي بعد تأسيس الدولة العراقية
قبل استتباب الأمر للنظام الملكي في العراق في العام (1921)، كثّف شعب كوردستان مساعيه للاستقلال عن سلطة الانتداب البريطاني على العراق. فكانت ثورة الشيخ محمود الحفيد في العام 1919 واحدة من المحاولات الجادة من جانب شعب كوردستان لإنشاء كيان مستقل في كوردستان. ثم واصلت ثورات بارزان من أوائل الثلاثينيات إلى أواسط الأربعينيات، نضال شعب كوردستان في سبيل حقوقه القومية، وشهدت تلك السنوات صدامات مستمرة بين النظام الحاكم آنذاك وبين ثوار كوردستان.
ثورة أيلول واتفاقية 11 آذار 1970
الخلافات العميقة التي ظهرت بعد العام 1960 بين الحكومة المركزية والقيادة السياسية الكوردستانية، أسفرت عن ثورة شاملة في كوردستان انطلقت شرارتها في (11 أيلول 1961). تولت هذه الثورة الشؤون الإدارية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها وكانت في نفس الوقت تتصدى لجيش النظام. هذه المقاومة أثمرت اتفاقية (11 آذار 1970)، التي أبرمت بين القيادة الكوردستانية بزعامة مصطفى بارزاني والحكومة المركزية، بخصوص الحكم الذاتي في كوردستان العراق واعتبرت هذه الاتفاقيه اول اعتراف واقرار رسمي من قبل حكومة المركز بالحقوق الاساسية للشعب الكوردي، لكن لم يمر وقت طويل حتى أقدمت الحكومة المركزية على انتهاك اتفاقية آذار، فكانت النتيجة إنهاء المحادثات واندلاع المعارك من جديد بين الطرفين في آذار 1974. ثم جاءت اتفاقية (6 آذار 1975) بين إيران والعراق والتي تنازلت بموجبها حكومة بغداد عن جزء من المياه الاقليمية العراقية في شط العرب لصالح ايران مقابل الضغط من قبل ايران على قوات البيشمركة، الأمر الذي ادى الى نكسة ثورة أيلول.
انطلاق الثورة من جديد (1975-1991)
بعد مرور فترة قصيرة على نكسة ثورة أيلول، انطلقت الثورة من جديد في جبال و وديان كوردستان. في المقابل قام النظام الحاكم بانتهاج سياسات عدوانيه غير مسبوقة من اجل اخماد الثورة و اخضاع شعب كوردستان مستغلا في ذلك الواقع العسكرتاري والشراسة الديكتاتورية السائدة ابان حربه ضد جمهورية إيران الإسلامية، فحدثت عمليات الانفال و استخدام الاسلحه الكيميائية ضد المواطنين الكوردستانيين العزل.
انتهت الحرب الإيرانية – العراقية في العام 1988، ثم جاء احتلال العراق للكويت فحرب الخليج الأولى في العام 1991، لتمهد جميعاً لانتفاضة شعب كوردستان في آذار 1991. حدثت الانعطافة الكبرى عندما حددت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خط حظر الطيران (القرار 688 لمجلس الأمن) الذي كان يمنع الحكومة العراقية من تنفيذ عمليات عسكرية في جزء كبير من أراضي كوردستان، وتحولت منطقة حظر الطيران هذه إلى نواة قيام إقليم كوردستان و تحولها فيما بعد الى كيان دستوري في العراق الاتحادي.
الأنفال وحلبجة
تحت مسمى الأنفال، باشرت الحكومة المركزية العراقية في النصف الثاني من الثمانينيات حملة منظمة لإضعاف مقاومة شعب كوردستان وقوات البيشمركة. جرت تلك الحملة العسكرية على مراحل، بدأت في العام 1986 واستمرت حتى أواخر العام 1988. إذ فقد أكثر من 180 ألف مواطن كوردستاني أرواحهم خلال الأنفال، أو فُقدوا وتم تغييبهم. وصفت محكمة لاهاي الأنفال بأنها حملة للإبادة الجماعية. تزامناً مع تلك الحملة، شهدت حلبجة في (16 آذار 1988) واحدة من أبشع جرائم الحرب التي ارتكبتها الحكومة المركزية عندما قصفت حلبجة بالأسلحة الكيمياوية، وكانت النتيجة استشهاد أكثر من خمسة آلاف مواطن وإصابة آلاف آخرين بآثار طويلة الأمد للأسلحة الكيمياوية.
مرحلة الإدارة الذاتية (1992-2003)
بعد انتهاء حرب الخليج وانسحاب الجيش العراقي من منطقة حظر الطيران في الشمال في العام 1991، تولت الجبهة الكوردستانية المتشكلة من الاحزاب السياسية الكوردستانية، إدارة شؤون إقليم كوردستان. وكانت لها دور كبير في توفير الأمان ومنع حدوث فراغ أمني في كوردستان. و في عام 1992 خاضت شعب كوردستان اول تجربة ديموقراطية حرة انتخب من خلالها اول أول برلمان وحكومة ذاتية واختارت الفدرالية كشكل العلاقة بينها و بين الدولة العراقية .
الاقتتال الداخلي (1994-1998)
لم تخلو التجربة الذاتية في ادارة الاقليم من الخلافات السياسية و التي كانت متجزرة بالاساس بين القوى السياسية الكوردستانية و التي ادت بالنتيجة لاقتتال داخلي دامت عدة سنوات. هذا الاقتتال الذي تورطت فيه الأحزاب والأطراف في إقليم كوردستان، كان من أصعب مراحل تاريخ الاقليم. بدأ الاقتتال الداخلي في 1994 وانتهى في 1998 بوساطة أمريكية.
مرحلة الإدارتين (1998-2005)
بعد انتهاء الاقتتال الداخلي، قامت في إقليم كوردستان إدارتان سياسيتان وعسكريتان. فأصبحت أربيل ودهوك تتبعان واحدة من الإدارتين، والسليمانية وكرميان تتبعان الإدارة الأخرى. قامت حكومتان وإدارتان مختلفتان في أربيل والسليمانية، تزامنا مع ذلك أخضع المجتمعُ الدولي العراقَ وإقليمَ كوردستان لعقوبات اقتصادية صارمة، زادت من صعوبة الأوضاع المعاشية في الإقليم وأسفرت عن موجة كبيرة من هجرة المواطنين إلى خارج البلد.
توحيد الإدارتين (2005-2017)
بعد انتخابات 2005، انتهت حالة الإدارتين على المستوى الحكومة والبرلمان، وتشكلت حكومة موحدة لإقليم كوردستان في أربيل. تزامناً مع ذلك، وبموجب الدستور العراقي، كان لإقليم كوردستان في السنوات التي تلت 2005 مشاركة نشطة في العملية السياسية في العراق وشارك في الانتخابات البرلمانية العراقية بقائمة موحدة تضم القوى الكوردستانية. في تلك السنوات شهد إقليم كوردستان انتعاشاً تنمويا و اقتصادياً وشهدت أسواق كوردستان ازدهاراً منقطع النظير.
تجدد المشاكل مع الحكومة الاتحادية (2007-2017)
قضى الدستور العراقي بحسم مشكلة المناطق المتنازع عليها، التي تم تفصيلها في المادة 140 الدستورية، بحلول نهاية العام 2007. كان المفترض حسم هذه المشكلة من خلال تطبيع أوضاع تلك المناطق وإعادة سكانها الأصليين إلى ديارهم ثم إجراء تعداد للسكان فاستفتاء. ان عدم تنفيذ المادة 140 حسب الجدولة الدستورية اضافة الى عدم تمويل قوات البيشمركة كجزء من المنظومة الامنية العراقية و في نفس الوقت عدم الوصول الى تفاهمات بشان استخراج النفط وتسويقه مهدت الارضية لتعميق الخلافات بين بغداد وأربيل.
الاستفتاء (2017)
أجري الاستفتاء على استقلال إقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها في (25 أيلول 2017)، وفي الاستفتاء، صوت أكثر من 92% من سكان إقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها لصالح الاستقلال. امتنعت الحكومة الاتحادية العراقية عن الإقرار بالاستفتاء، ونجمت عن هذا جولة أخرى من التوترات والتعقيدات بين بغداد وأربيل.
التعايش بين مكونات إقليم کوردستان
يعدّ إقليم کوردستان من حيث التعايش السلمي واحترام حقوق القوميات والأديان منطقة آمنة في الشرق الأوسط. فشعب كوردستان و الثقافة السائدة في الاقليم لا يتسمان بالتطرف الديني والمذهبي والقومي، وهذه الحقيقة منحت إقليم كوردستان ميزة في المنطقة. فالتركمان والمسيحيون بقومياتهم المختلفة والإيزديون والشبك والزرادشتيون ناشطون فيه سياسياً واجتماعياً. الغالبية المطلقة من هذه المكونات في العراق، وخاصة المكون المسيحي، يسكنون ضمن الحدود الإدارية لحكومة إقليم كوردستان ولهم تمثيلهم في البرلمان والحكومة مع التمتع بحقوقهم الثقافية و الحفاظ على هوياتهم القومية حيث منذ نحو 28 سنة، أقر برلمان كوردستان رسمياً باللغتين التركمانية والسريانية، وتتواجد مدارس سريانية وتركمانية في إقليم كوردستان
يحفل تاريخ المسيحيين والإيزديين والشبك، بسبب الموقع الجغرافي لمناطقهم، بقصص مؤلمة، وخاصة الإيزديين الذين تصفهم قيادة إقليم كوردستان بأنهم كورد أصلاء، تعرضوا في العديد من الحقب والمراحل التاريخية لإبادات جماعية عديدة، كان آخرها من جراء هجوم تنظيم داعش الإرهابي. الإيزديون يحظون بمساندة حكومة إقليم كوردستان وحقهم في البرلمان محفوظ، وكسائر أتباع الديانات الأخرى يمارسون نشاطاتهم ويؤدون طقوسهم الدينية. و طالما أكدت القيادة السياسية وحكومة إقليم كوردستان على ان كوردستان هو بلد الجميع ويجب أن يشترك الجميع في إدارته و يتساوون في الحقوق والواجبات..
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد إقليم كوردستان بصورة خاصة على عائدات الطاقة (الثروات والمعادن الموجودة تحت الأرض) ثم على الزراعة والسياحة. يعد إقليم كوردستان أكثر تطوراً اقتصادياً من سائر مناطق العراق، بفضل الاستقرار، لأن سياسة الأمن الغذائي لإقليم كوردستان دفعت أغلب العائدات باتجاه المشاريع التنموية.
بعد عملية تحرير العراق، وتولي نيجيرفان بارزاني رئاسة مجلس وزراء حكومة إقليم كوردستان، تم تدشين عملية تنموية و انفتاح اقتصادي ملحوظ شملت جميع المجالات تجارياً وإنشائياً وعمرانياً و قد ازدادات الثقة عند أصحاب رؤوس الأموال في كوردستان و كذلك عند المستثمرين الاجانب، فأصبحت كوردستان خلال تلك السنوات المنطقة الآمنة والمتطورة في العراق التي تتمتع بمكانة سياسية مشهودة و قامت العديد من الدول بفتح قنصليات لها فيه وتستثمر المئات من الشركات الأجنبية في كوردستان.
ثروة النفط والغاز
يتمتع كوردستان بثروة نفطية وغازية كبيرة. إذ يخمن الخبراء الإحتياطي النفطي لإقليم كوردستان بنحو مليار برميل (7.2 × 109 متر مكعب)، وبهذا يأتي كوردستان في المرتبة السادسة عالمياً من حيث الاحتياطي النفطي. إلى جانب النفط، يتمتع كوردستان بثروة غازية كبيرة، حيث تقدر كمية الغاز المصاحب للنفط بأكثر من 800 متر مكعب (100 × 1012 قدم مكعب)، وهناك شركات كبرى تعمل الآن في كوردستان في مجالات التنقيب واستخراج النفط والغاز، كإيكسون موبيل، وتوتال، وشيفرون، وتاليسمان إينيرجي، وغازبروم، وغنل إينيرجي، وهنت أويل، وغولف كيستون بتروليوم، وماراثون أويل، ودانة غاز.
يوجد في إقليم كوردستان مطاران دوليان في أربيل والسليمانية، يرتبطان برحلات جوية مع دول الشرق الأوسط وأوروبا، ويمثلان رافداً آخر للاقتصاد.
الزراعة
يتمتع إقليم كوردستان بكل عناصر وأسس التنمية الزراعية، من أراض خصبة ومياه وطقس ملائم ومزارعين كفوئين. وبينما يعدّ القمح أساساً للأمن الغذائي، ينتج إقليم كوردستان من القمح ما يزيد على حاجة أسواق إقليم كوردستان.
يوجد في إقليم كوردستان نحو 1.220.270 دونماً من الأراضي التي تسقى سيحاً، تسقى مساحة 6450 دونماً منها بمشاريع ستراتيجية، 1.145.000 دونم منها بمشاريع زراعية صغيرة، و10270 دونماً من البحيرات.
شهد بعض السنوات إنتاجاً للقمح فائضاً عن حاجة سكان إقليم كوردستان، بحيث بلغ نحو مليون طن من القمح، في حين أن الحاجة المحلية إلى القمح تقترب من 550 ألف طن، والقمح من المحاصيل الرئيسة التي يمكن تصديرها للخارج.
وحسب خطة وزارة الزراعة، يتم تأمين الحاجة المحلية من الخضروات (الطماطة، الخيار، البطاطا) ويمكن تصدير الفائض، وكذلك هناك إمكانية لتصدير الرمان والعنب والعسل والدواجن.
الثروات المعدنية
تضم مناطق كوردستان العديد من الثروات المعدنية تحت الأرض. الاستثمار في هذه الثروات لم تلق الاهتمام الكبير مقارنة بالنفط والغاز، فلم يجر التنقيب عنها. المعادن التي عثر عليها حتى الآن في إقليم كوردستان، تتألف بصورة رئيسة من صخور الكبريت، التي يقع أكبر مصادرها عالمياً جنوب شرق مدينة أربيل. يوجد في كوردستان أيضاً وبكميات قليلة، مقارنة بالكبريت، كل من الفحم والحديد والنحاس والذهب وصخور كالس (التي تستخدم في إنتاج السمنت) والمرمر والزنك.
دخل الفرد
يشير تقرير للبنك الدولي صدر في العام 2020، إلى أن دخل الفرد في العراق بشكل عام يبلغ مستويات متوسطة ويتراوح بين 4050 دولاراً و بين 12535 دولاراً في السنة، وهو مستوى متوسط يوازي مستويات دخل الفرد في الصين والأردن ولبنان وتركيا.
جغرافيا إقليم كوردستان
يعتقد المؤرخون والباحثون أن حدود هذا الجزء من كوردستان هي من الشمال، الحدود العراقية – التركية، وتمتد من قضاء زاخو إلى قضاء بدرة (التابع لمحافظة واسط/ الكوت في وسط شرق العراق)، ومن الجنوب تمتد حتى سلسلة جبال حمرين، ومن الشرق تبدأ بالحدود العراقية – الإيرانية ومن الغرب إلى الحدود العراقية – السورية.
تتألف أرض إقليم كوردستان من جبال وسلاسل جبلية ووديان وتلال. يتمتع بشتاء بارد ويشهد أمطاراً بنسب متفاوتة، تتراوح بين 200 و1000 ملليمتر، وكذلك الثلوج تهطل بنسب متفاوتة وخاصة في المناطق الجبلية والتي تؤدي إلى ظهور ينابيع وأنهار كبيرة وصغيرة (الزاب الأعلى، الزاب الأسفل، سيروان، خابور، التي تصب جميعاً في نهر دجلة). المناطق الجبلية مغطاة بالأشجار والشجيرات المتنوعة. الصيف حار في المناطق السهلية ودافئ إلى معتدل في المناطق الجبلية، أي كلما اتجهنا صوب الجبال كلما انخفضت درجات الحرارة. توجد قمم جبلية عالية أعلاها قمة هلكورد في سلسلة جبال حصاروست ويبلغ ارتفاعها 3607 أمتار.
مساحة الإقليم
مساحة إقليم كوردستان هي 78736 كيلومتراً مربعاً وتؤلف 18% من مجموع مساحة العراق، وتضم هذه المناطق:
محافظات أربيل والسليمانية ودهوك وكركوك (قسم من المحافظة) وحلبجة، وجميع أقضية محافظة نينوى باستثناء الموصل والبعاج والحضر. كذلك أقضية خانقين ومندلي وكفري (باستثناء ناحية بلدروز) التابعة لمحافظة ديالى، ومركز قضاء بدرة في محافظة واسط/ الكوت.
تدير إقليمَ كوردستان مؤسساتُ حكومة إقليم كوردستان وتتولى قوات البيشمركة حماية حدوده.
ينقسم إقليم كوردستان مناخياً إلى منطقتين:
منطقة مناخ البحر المتوسط
هذا الصنف من المناخ يشمل الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من إقليم كوردستان، وتمتد حدودها الجنوبية بمحاذاة الحدود الجنوبية للمنطقة الجبلية من الإقليم. هذه المنطقة تحتل أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع، وتعرف بأنها باردة جداً في الشتاء ومعتدلة صيفاً. تتزايد نسبة سقوط الأمطار والثلوج فيها عند انتصاف الشتاء، وصيفها جاف، وهي الأغنى بالأمطار من بين كل مناطق العراق، ولا يقل معدل سقوط الأمطار السنوي فيها عن 500 ملليمتر، وكلما اتجهنا إلى الشرق والشمال وشمال الشرق كلما زادت معدلات سقوط الأمطار التي تؤدي أحياناً إلى قطع طرق المواصلات بين المدن لأيام.
منطقة المناخ شبه الجاف (كرمسير)
هذه المنطقة تشمل الجزء المتبقي من مساحة إقليم كوردستان، وهي من حيث الأمطار تشبه المنطقة السابقة (صيف جاف وشتاء ممطر)، لكنها تختلف عنها من حيث معدلات سقوط الأمطار (أقل من 500 ملليمتر) ودرجات الحرارة فيها أعلى صيفاً وأقل برودة في الشتاء، وفي أحيان قليلة تشهد تساقطاً للثلوج.
التربية والتعليم في إقليم کوردستان
التعليم في إقليم كوردستان مجاني، ويبدأ من رياض الأطفال حتى التخرج في الجامعات والمعاهد.
لغة التعليم الرئيسة في إقليم كوردستان هي الكوردية في المرحلتين الأساس والإعدادية، تدرّس بعض المدارس اللغات السريانية، التركية، العربية، الانكليزية، الألمانية، الفرنسية وغيرها.
رياض الأطفال
يتم قبول الأطفال في رياض الأطفال في سن أربع سنوات، ويتعلمون في سنتين أساسيات في الدراسة، ثم ينتقلون إلى المرحلة الأساس.
المرحلة الأساس
المستوى الأساس، هو المستوى الذي يمر فيه التلميذ بتسع مراحل دراسية، ويخوض في المرحلة التاسعة امتحانات وطنية عامة ثم ينتقل إلى المعاهد أو الإعدادية بفروعها الأدبي أو العلمي أو المهني، حسب رغبته، ووزارة التربية هي المسؤولة عن مجمل شؤون المستوى الأساس.
المرحلة الإعدادية
المرحلة الإعدادية مستوى من ثلاث مراحل دراسية، وتضم الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر. في الصف الثاني عشر يخوض الطالب امتحانات وطنية عامة لنيل درجات تؤهله للدخول في الكليات أو المعاهد، ووزارة التربية هي المسؤولة عن مجمل شؤون المرحلة الإعدادية.
تتولى وزارة التربية المسؤولية عن صياغة السياسات التعليمية والتربوية للمراحل الأساس والإعدادية في كوردستان، وكذلك إعداد الخطط الدراسية ووضع المناهج التعليمية والكتب الدراسية. كما أن وزارة التربية مسؤولة عن المواضيع التي توجد في تلك البرامج ومضامينها وأهدافها وعدد الدروس.
التعليم العالي
يلتحق الطالب بالكلية أو المعهد، بعد اجتياز الامتحانات الوطنية في الصف الثاني عشر الإعدادي، وللالتحاق ببعض المعاهد يحتاج فقط إلى اجتياز الامتحانات الوطنية في الصف التاسع الأساس. الدراسة في المعاهد والكليات تتراوح مددها بين سنتين وست سنوات، وبعد إكمال هذه المراحل يتم تعيين البعض منهم في المؤسسات الحكومية أو في القطاع الخاص، ووزارة التعليم العالي هي المسؤولة عن شؤون الكليات والمعاهد.
السياحة
الموقع الجغرافي لإقليم كوردستان، طبيعته وتاريخه وحضارته، مواقعه السياحية والدينية، والآثار المتنوعة، الوديان، التلال، الجبال، الكهوف، النقوش والمساجد والكنائس، إلى جانب الطقس، عوامل تساعد على مدار السنة في استقدام السياح إلى إقليم كوردستان. يضم إقليم كوردستان أكثر من 3000 موقع ومنطقة سياحية، من مواقع للمبيت والطعام وأماكن طبيعية وبشرية ونشاطات.
توجد في إقليم كوردستان هيئة عامة للسياحة رسمت ستراتيجية لهذا القطاع، أدت في السنوات الماضية إلى تقدم قطاع السياحة.
السياحة الدينية
إقليم كوردستان هو مركز لديانات قديمة وهو أرض للتعايش بين أديان مثل الإسلام والمسيحية والإيزدية والحقة والكاكائية ومجموعة أخرى من المعتقدات والأديان. كما أنه كان مكان ظهور العديد من الأنبياء مثل زرادشت وإبراهيم الخليل ونوح وأيوب وعزير ودانيال، ويوجد على أرضه الكثير من المزارات الدينية.
يوجد في إقليم كوردستان عدد كبير من المساجد والكنائس والمعابد والمزارات العتيقة، وهذا سبب أساس لجذب السياح من الداخل والخارج لزيارة المواقع الدينية وأداء الصلوات فيها.
السياحة البيئية
بيئة إقليم كوردستان العراق تتمتع بخصوصية من حيث ملاءمة المناخ، فهناك الثلوج والأمطار في المناطق الجبلية شتاء، ومناخ جميل في الربيع، ودرجات الحرارة في الصيف متوسطة الارتفاع. توجد أيضاً نباتات طبيعية وأخرى مزروعة، من ورود وزهور ونباتات، وحيوانات وطيور، وتراث وآثار، وجمال مناظر القرى وخيام الرحّل، والارتفاع والانخفاض الطوبوغرافي. جميع مياهه وينابيعه عذبة، وفيه قمم جبلية عالية مثل هلكورد (3706م) وجبال قنديل وسكران وزوزك وكورك وبرادوست وهندرين وشيرين وكارا ومتين وزمناكو وبيرمكرون وسفين وغيرها، توجد أيضاً المئات من الوديان والمنخفضات، والكثير من الغابات الطبيعية، وتقرر إنشاء محمية هلكورد – سكران الوطنية على مساحة 600 كيلومتر مربع. يوجد في كوردستان العديد من الشلالات والمناظر المثيرة والجميلة من مرتفعات ومنخفضات.
السياحة الثقافية
يعيش الكورد والتركمان والآشوريون والكلدان والأرمن والعرب في كوردستان العراق، ومن الكورد هناك العديد من العشائر والقبائل، ولكل قومية وعشيرة وقبيلة تقاليدها ومراسمها وأزياؤها ولهجاتها ولغاتها المناطقية الخاصة بها. لهؤلاء عُدد وأدوات زراعية من صنعهم، ومقتنيات وأثاث منزلية، وحلي ومواد زينة، وأساليب في صناعة الأزياء وارتدائها، وفي الطبخ وأطباق الطعام، والآلات الفنية... إلخ. هذا التنوع ميّز المجتمع الكوردستاني بخصوصياته عن محيطه وعن شعوب العالم الأخرى. يوجد في كوردستان العديد من المتاحف الثقافية في أربيل ودهوك والسليمانية وحلبجة وكلار. كما أن هناك العديد من منتجات الصناعات اليدوية المحلية التي لا يزال إنتاج بعضها مستمراً وتوضع في متناول السياح.
السياحة الآثارية
يوجد في إقليم كوردستان العراق أكثر من 3500 موقع أثري، قسم منها مهم سياحياً كقلاع (أربيل، خانزاد، ديري، دوين، سارتكة، آكري، آميدي، رواندز، شيروانة، برزنجة)، كذلك مجموعة من الحفريات مثل (قزقابان، خنس، هلامتان) وعدد من التماثيل المحفورة مثل (حرير، دربندي بيلولة، دربندي كَاور، ميرقولي)، وفي كوردستان عدد من الكهوف الآثارية مثل (شاندر الذي عاش فيه إنسان النياندرتال وعثر فيه على أكثر من تسعة هياكل عظمية ويعود تاريخه إلى 60 ألف سنة قبل الميلاد – كهف جوار أستون الذي كان معبداً زرادشتياً فيه قرية وعدد من الصور المنقوشة – كهف بستون وهوديان – جمي رزان – هزار ميرد - زرزي الذي عثر فيه على قطع أثرية). توجد في مدن السليمانية وأربيل ودهوك متاحف تضم آلاف القطع الأثرية. الحياة الزراعية بدأت قبل الميلاد بعشرة آلاف سنة في قرية زويا جمي وقبل الميلاد بسبعة آلاف سنة في قرية جرمو. الآثار جاهزة لاستقبال السياح.
السياحة المائية
طبيعة إقليم كوردستان فيها الكثير من المرتفعات والمنخفضات، حيث العديد من القمم الجبلية والوديان الطويلة، وتشهد أمطاراً وثلوجاً في الشتاء، هناك الكثير من الأنهار الصغيرة والينابيع، والزابان الأعلى والأسفل اللذين هما رافدان لدجلة يمران بأرض كوردستان، هناك الكثير من الينابيع في المناطق الجبلية، والشلالات المتنوعة مثل كلي علي بك وبيخال وأحمد آوا وشرانش وسولاف وبستي، وعدد من السدود والبحيرات مثل دوكان ودربنديخان ودهوك وباوةشاسوار، وهناك عدد من المسابح المغلقة والمفتوحة في مدن السليمانية ودهوك وأربيل. الموارد المائية في كوردستان ذات مياه عذبة ونظيفة.
يوجد في إقليم كوردستان نوعان من السياحة العلاجية أيضاً، الأول طبيعي والثاني بشري. فهناك في الطبيعة ينابيع معدنية عديدة، يرتادها الناس لعلاج الأمراض الجلدية ويستخدمونها لعلاج اليرقان والتخلص من حصى الكلى.
النوع الثاني هو العلاج البشري، ويشمل جميع مستشفيات إقليم كوردستان، وخاصة مستشفيات القطاع الخاص، التي تستقدم أطباء متخصصين من دول متقدمة إلى كوردستان، فيقصد السياح إقليم كوردستان من بقية مدن العراق ودول الجوار.
في إقليم كوردستان العراق وديان وجبال وغابات وأنهار كبيرة وصغيرة، ويمكن للسياح ممارسة تسلق الجبال في جبال هلكور وبيرمكرون وكورك وبرادوست وشيرين وسفين، ويمكنهم التجوال في الوديان العميقة والطويلة والأنهار المتعرجة والكهوف العميقة.
سياحة المعارض والمؤتمرات في إقليم كوردستان، نوع آخر من السياحة، وتعد صناعة السياحة أكثر الصناعات ازدهاراً في العالم وهي الآن من القطاعات المهمة في التجارة الدولية.