Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

نيجرفان بارزاني: لا يمكن الفصل بين كوردستان والإيزيديين

نيجرفان بارزاني: لا يمكن الفصل بين كوردستان والإيزيديين
2019-08-04T13:47:16.000000Z
الأخبار

نص كلمة السيد نيجرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، في مراسم الذكرى السنوية للإبادة الجماعية للإيزيديين، في دهوك في يوم الأحد، ٤ آب ٢٠١٩:

ذوي الضحايا الإيزيديين

الضيوف والحضور الأحبة..

طاب نهاركم، ومرحبا بكم جميعاً.

نستذكر اليوم باجلال ضحايا إحدى كبرى الجرائم ضد الإنسانية، جريمة لم يكن أحد يتوقع ان يشهد مثلها في القرن الحادي والعشرين جريمةً نكراء وبشعة! ننحني اجلالاً لارواح ضحايا الابادة الجماعية للإيزيديين ونحيي ونصلي على أرواحهم، هؤلاء لا يمكن ان ننساهم ابدا، وسوف يضلون للابد جزءاً من الذاكرة الوطنية المشتركة لشعب كوردستان جميعا.

شهد الإيزيديون على مر التاريخ العديد من الفواجع والفرمانات والصعاب الجمة. وقد دافعوا عن انفسهم بشجاعة بمالهم وانفسهم، محافظين على دينهم ومعتقدهم الديني وكذلك لغتهم وثقافتهم وعرفهم وعاداتهم. ضحوا بارواحهم، ولكن لم يستسلموا ابدا ولم يتركوا دينهم ومعتقدهم. وقدموا قرابين كثيرة من اجل ذلك. نقف اليوم باحترام وننحني تقديراً لارادة الإيزيديين وروحية دفاعهم وحمايتهم انفسهم.

ومع كل الفرمانات والمآسي التي لحقت بهم، يبقى الإيزيديون نموذجاً حياً لثقافة التعايش مع المكونات الكوردستانية الاخرى، في هذا البلد، وظلوا على ارض اجدادهم وسوف يبقون شامخين مرفوعي الرأس على هذه الارض، سوف يظلون ويحمون لالش النوراني ومزار شرف الدين، وسوف تظل كوردستان موطن التعايش وبيت كل المكونات الدينية والعرقية.

لا يمكن الفصل بين كوردستان والإيزيديين ابدا. يقول الإيزيديون في قول لهم:

نحن إيزيديون

على اسم سلطان ايزي

راضون بديننا واركاننا

اخبروا كوردستان

ليقوا الايمان

شرف الدين مير في الديوان..

القتل الجماعي الذي اقترفه داعش بحق الإيزيديين، قل نظيره في التاريخ. ففي اليوم الاول من الهجوم تعرض (1293) شخصا للقتل الجماعي من النساء والرجال والاطفال ووريت جثامينهم في مقابر جماعية. ولحد الآن تم العثور على (80) مقبرة جماعية وعشرات القبور الفردية. وبقي(2745) طفلا وطفلة ايتاما. وتعرضت (3548) امرأة وفتاة، وتعرض(2869) رجل وفتية إلى الاختطاف، وتشرد حوالى (260) الف إيزيدي. إلى جانب تعرض (68) مزارا إلى التفجير. وهاجر اكثر من (100) ألف إيزيدي إلى بقاع العالم.

هذه إحدى كبرى الهجمات ضد كوردستان واكبر الفرمانات ضد الإيزيديين. واحدة من صفحات تاريخ كوردستان والإنسانية الاكثر سوادا. الا انه وعلى الرغم من كل الفرمانات والفواجع التي اقترفت بحق الإيزيديين علی مر التاريخ لم يتمكنوا ولن يتمكنوا ابدا من التفريق بين كوردستان والإيزيديين، يعد الإيزيديون احد اقدم مكونات بلدنا هذا . كدح وتعب الإيزيديين لاعمار وحماية هذا الوطن، قرابينهم وتضحياتهم كبيرة جدا في التاريخ.

نحن نعلم جيداً الأوجاع والآلام والمرارة التي يشعر بها الإيزيديون. كما ندرك جيداً مدى صعوبة الحياة لخمس سنوات في مخيمات النازحين. نحن نعلم ونرى كم هي مؤلمة الهجرة والافتراق عن العائلة. نحن نشعر تماماً بدموع وآهات الامهات الإيزيديات. نحن نعلم انهن وبقلوب مليئة بالحسرة والآلام ينتظرن عودة احبائهن واعزائهن، نحن نعلم ان جرح الإيزيديين عميق جدا ولن يندمل بسهولة!

الا اننا ايها الاخوات والاخوة، نعلم علم اليقين حقيقة ان هدف الاعداء هو إبعاد الإيزيديين عن ارضهم ، هم يريدون ان يتشرد الإيزيديون ويهاجروا الی بقاع العالم وان يتجردوا من ذويهم واقاربهم وان يتخلوا أصالتهم ولغتهم وثقافتهم ودينهم!

الا اننا سنعينهم ونكون جميعاً سنداً لكي يبقى اهلنا الإيزيديون في وطنهم، في كوردستان، في ظل لالش النوراني وامارة شرف الدين. لكي تعود الثقة إليهم. إن جذور الإيزيديين في هذا الوطن وفي هذه الارض! وستبقى الإيزيدية هنا، في لالش النوراني، عند مزار شرف الدين، في الشيخان وفي سنجار ويتم الحفاظ عليها، لن يتم التفريق ابداً بين الإيزيدية وسنجار ولالش وشرف الدين ، كما لا يتم الحفاظ على الإيزيدية في بلاد الغربة وفي المهجر.

ايتها الاخوات والاخوة الإيزيديون،

منذ بدء فاجعة سنجار، بدأنا بالعمل وبذل المحاولات لمساعدة اهلنا الإيزيديين. ففي الايام الاولی اجتمعنا في دهوك مع المرحوم الأمير تحسين بك أمير الإيزيديين، ومع المجلس الروحاني والشخصيات الإيزيدية، واستمعنا إلى شكاواهم وعتابهم ومطاليبهم، وفتحنا مكتباً خاصاً بتحرير أمهاتنا وأخواتنا وأخوتنا الإيزيديين.

وإلى هذا اليوم تم تحرير (2225) امرأة وفتاة، (1284) رجل وفتى. ومازالت مصائر (1323) امراة وفتاة، و(1585) رجل وفتى مجهولة، وهنا مرة اخرى، نطمئن الاخوات والاخوة الإيزيديين باننا سنقوم بجميع ما هو مطلوب، ليتم تحرير البقية من المختطفين، جزيل الشكر لمكتب تحرير المختطفين وجهودهم وخدماتهم التي قدموها ويقدمونها.

إن أخواتنا وأمهاتنا الإيزيديات اللواتي تحررن من قبضة داعش، هن رمز مظلومية وشرف ورفعة شعبنا. يجب ان يكنّ موضع احترام وتقدير ومكانة الخاصة داخل المجتمع. ويجب ان تقدم لهن حكومة إقليم كوردستان والحكومة العراقية وكذلك المجتمع الدولي المزيد من المساعدة ليتمكنّ من بدء حياة طبيعية جديدة على أرضهن المقدسة.

إن قرار برلمان كوردستان الذي صدر يوم امس وحدد يوم الثالث من آب، يوم القتل الجماعي للإيزيديين يعد قراراً مهماً. ويجب ان يتم تعريف هذه الفاجعة في العراق وعلى المستوى الدولي كجريمة إبادة جماعية. ومن اجل ذلك قمنا سابقاً في إقليم كوردستان بتشكيل لجنة حكومية تعمل على هذه المسالة وعلى موضوع المقابر الجماعية وتقدم كافة التسهيلات المطلوبة للامم المتحدة والجهات الدولية المعنية. نحن وبكافة امكانياتنا سوف نستمر في بذل محاولاتنا هذه، فيجب ان تطبق العدالة ويتم تعويض الإيزيديين.

تحتاج سنجار والمناطق الإيزيدية الاخرى إلى إعادة الاعمار وتقديم الخدمات. وهنا نشيد ونقيم عالياً العمل الذي ينجزه السيد كريم خان في الأمم المتحدة، ونؤكد أن حكومة إقليم كوردستان ورئاسة الإقليم يدعمان تماماً أعماله وأرجو أن نشهد يوماً تحققت فيه العدالة. إن أهالي سنجار والمناطق المحيطة بها تستحق حياة ووضعاً افضل. يجب ألا تغدو المشاكل والصراعات الحزبية والمجاميع المسلحة سبباً في تردي الاوضاع وعدم إعادة إعمار سنجار. إن الذين اصبحوا رهينة المخيمات يجب ان يتمكنوا من العودة إلى مواطنهم بدون اية مشاكل او عراقيل.

ينبغي أن يحسب الإيزيديون عموماً وأهالي سنجار على وجه الخصوص، أكثر من غيرهم، مصالحهم ومصالح مدينتهم ومنطقتهم وألا يسمحوا لمصالح الأحزاب والفرقاء أن تقف عائقا امام استقرار واعمار وخدمة وعودة أهالي المنطقة إلى بيوتهم ومصالحهم. هذا هو ما نعتقده ونعمل دائما ان تترقى سنجار إلى محافظة.

على حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد ان تنسقا وتتعاونا وان تجدا حلاً لمشكلة سنجار. أدعو إلى انشاء صندوق لإعادة اعمار سنجار وأطرافها وان تشارك فيه الامم المتحدة والمجتمع الدولي، والعراق وإقليم كوردستان.

وفي الختام، أرفع مرة أخرى تحية إجلال لأرواح ضحايا الإبادة الجماعية للإيزيديين والبيشمرگة الابطال والمتطوعين وكافة الشهداء الذين قدموا أرواحهم لتحرير سنجار والمناطق الكوردستانية الأخرى.

شكراً جزيلاً لأهالي وادارة محافظة دهوك والسيد المحافظ، حيث فتح أبناء دهوك أبواب بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم للنازحين الإيزيديين وقدموا التعاون والمساعدات لهم، وأظهروا للعالم من جديدة لوحة التعايش والعيش المشترك للعالم مرة أخرى، وهنا أجدد تقديم شكري لأهالي دهوك على هذا.

وبهذه المناسبة أشكر مشاركة جميع ممثلي الدول الأجنبية الذين شاركونا في هذه المراسم، وأشكر بصورة خاصة مشاركة السيدة‌ جينين پلاسخارت، ممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق في هذه المراسم.

وكما ورد في قول آخر للإيزيديين:

يا فارس الشرق والغرب

أسألك بالبنت والأم (يقصد الشمس والقمر)

ان تخلصنا من القضاء والحوادث...

من البلاء.... ومن الغلاء

شكرا جزيلاً.

وأهلاً بكم