شارك فخامة رئيس إقليم كوردستان، السيد نيجيرفان بارزاني، بعد ظهر اليوم السبت، 19 تشرين الثاني 2022، بمدينة السليمانية في مراسم العزاء المقامة لضحايا الحادث الأليم الذي وقع الليلة قبل الماضية، ليلة الخميس 17 تشرين الثاني 2022، جراء انفجار خزان غاز مسال، والذي أسفر عن وفاة 15 شخصاً وإصابة عدد آخر.
وخلال مراسم العزاء، وجه فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني تعازيه لعائلة وذوي الضحايا معبراً عن تعاطفه العميق معهم، داعياً الله جل وعلا أن يتغمد أرواحهم برحمته وعطفه ويلهم ذويهم وأقاربهم والجميع الصبر والسلوان.
ثم تفقد فخامة رئيس إقليم كوردستان جرحى الحادث في مستشفى (شار) واطلع عن كثب على أحوالهم راجياً لهم الشفاء العاجل ومبدياً الاستعداد لتقديم كل المساعدات وتوفير كل لوازم علاجهم.
بعدها، أجاب فخامته على أسئلة الصحفيين متحدثاً لهم عن زيارته للسليمانية بالقول: "زيارتنا للسليمانية كانت لتقديم التعازي لأهالي الضحايا الذين سقطوا جراء كارثة وقعت في هذه المدينة. لقد كانت حقاً كارثة كبيرة، أحزنتنا جميعاً في كل كوردستان من زاخو إلى خانقين وكل المناطق الأخرى من إقليم كوردستان ومواطنينا في الداخل والخارج، وكل اعلن عن هذا المأتم من بيته".
وأضاف فخامته يقول: "جئنا اليوم إلى مدينة السليمانية لتقديم التعازي، وشاركنا مع السيد المحافظ في هذه المراسم وأبلغناهم تعازينا. كان حادثاً محزناً، وبهذه المناسبة أود أن أشكر السيد المحافظ حيث سمعت هنا اليوم، وشهد الجميع، بأن السيد المحافظ ومستشفى (شار) والأطباء وكل كادر المستشفى والدفاع المدني والشرطة والبلدية والآسايش وأهالي هذه المدينة الأحباء، جميعهم أدوا ما عليهم بمنتهى الشعور بالمسؤولية".
وقال فخامته أيضاً: "أثار هذا الحادث مشاعر على مستوى كل كوردستان نفخر بها جميعنا، ونعتز بأنه كلما وقع حادث كهذا هبّ الجميع معاً لتقديم المساعدة. أشكر المشاركين والذين قدموا الخدمات وأنجزوا الأعمال فرداً فرداً وأشد على أياديهم وأثني عليهم. نشارك هذه العائلة أحزانها، ونأمل من الحكومة أن تجري المتابعات اللازمة لتحديد مصدر المشكلة بدقة ومعرفة لماذا حدث ما حدث. لا شك أن هذا درس يدفعنا للوقوف من الآن فصاعداً بدقة وحرص أكبر على الأمور اللازمة للسلامة والأمان والأمن".
وفي معرض إجابته على سؤال حول قرار اتخذه السيد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بتعويض العائلة المتضررة، ومساعدات رئاسة إقليم كوردستان لهذه العوائل، أعلن فخامته: "علينا جميعاً أن نشارك في هذا، وأن نقدم اللازم لهذه العائلة ولا شك أن الحكومة ستؤدي واجبها، وكل من يريد ممارسة عمل الخير، في رئاسة حزب أو أي شخصية، فإننا نثني عليهم ويسعدنا ذلك".
وعن مشاعر فخامته وهو يشارك في مراسم العزاء، والإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث مشابهة، قال فخامة نيجيرفان بارزاني: "كان حادثاً محزناً لأبعد الحدود، وكل كوردستان اليوم، وبمعزل عن ما هي مسؤوليتي وما هي مسؤولية الآخرين، هناك حزن وهناك مجلس عزاء في كل بيت اليوم وبعدما وقعت تلك الفاجعة وجدنا أن من واجبنا أن نزورهم ونلتقيهم عن قرب، وبالتأكيد سنقدم لهم كل ما يلزم".
ولدى إجابته على سؤال يتعلق بمشكلة الوقود وقرار رئاسة إقليم كوردستان بخصوص الانتخابات وموعد إجرائها، أشار فخامة رئيس إقليم كوردستان إلى أن "المسألة هي مسألة السلامة، وستجري الحكومة تحقيقاتها في الحادث بالتأكيد، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان المزيد من السلامة للمواطنين، فواجب الحكومة هو تأمين الخدمات لمواطني إقليم كوردستان، لذا من المؤكد أن الحكومة ستقف على هذا الموضوع مثلما تفعل مع الأمور الأخرى وستتخذ كل ما يلزم من إصدار تعليمات وتعديل قوانين وأي شيء آخر".
"أما بخصوص الانتخابات فإنني سبق وأن وجهت رسالة إلى البرلمان، بصفتي رئيس إقليم كوردستان وبمقتضى واجباتي، وآمل أن تتفق الأحزاب بشأن هذا الموضوع، وقد تم الآن تمديد عمر البرلمان سنة إضافية، ولا شك أن الانتخابات يجب أن تجرى خلال هذه السنة".
وأجاب فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني أيضاً على سؤال حول حل الخلافات السياسية وخاصة تلك القائمة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، قائلاً: "ما هو واضح ومعروف كأساس، هو أننا بدون وحدة الكلمة، وبدون العمل معاً، وبدون الاتفاق، لا يمكن أن نحقق أي مكسب لهذا الإقليم ولهذا البلد. الشرط الوحيد لنجاحنا هو وحدة الكلمة. لا شك أننا أحزاب متنوعة والأحزاب المتنوعة لديها أفكار وآراء متنوعة ولا يمكن أن نجزم بأن علينا جميعاً أن نفكر بنفس الشاكلة".
ومضى فخامته إلى القول: "المهم أن يكون هناك أمر وحيد فوق الجميع، وهو أن مصالح إقليم كوردستان يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات الحزبية وفوق كل شيء آخر. أنا أعتقد أن بإمكاننا أن نحل الخلافات، ولو دققتم في بيان اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، الصادر بعد المؤتمر، ستجده يقول سنفتح صفحة جديدة وندشن حواراً ونزور الأحزاب وستكون هناك محاولات جادة لحل الخلافات كافة بالحوار وعلى طاولة الحوار. بالتأكيد سنزور الاتحاد الوطني والأحزاب الأخرى أيضاً".