تعبيراً عن تعاطفه وتعاطف شعب إقليم كوردستان، وبهدف تفقد المتضررين من زلزال السادس من شباط الجاري، وصل فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني قبل ظهر اليوم الثلاثاء، 14 شباط 2023، إلى تركيا حيث استقبل في مطار غازي عنتاب من قبل السيد محافظ بورصا ومنسق محافظة غازي عنتاب.
وبعد زيارة لمركز رئاسة دائرة الكوارث والأزمات التركية (أفاد)، أشار فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني خلال تصريح صحفي إلى الغرض من زيارته قائلاً: "شكراً جزيلاً للسادة المحافظ ونائب المحافظ، على التوضيحات والتفاصيل التي بيّنوها. أود أن أقول لهم ولكل شعب تركيا بأن حضورنا وقدومنا هو للتعبير عن تعاطفنا ومشاركتنا الأحزان والوفاء لشعب تركيا والمنكوبين. أعزي باسم الرئيس بارزاني وشعب كوردستان كل العوائل التي فقدت أحبتها وأرجو الشفاء العاجل للجرحى".
وأكد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "ما أريد قوله هو أننا في كل الظروف الصعبة والعصيبة التي ألمّت بنا وجدنا تركيا معيناً وداعماً لنا، ووقف شعب ودولة تركيا دائماً إلى جانبنا في ظروف غاية في الصعوبة وساعدونا. الكارثة التي وقعت هنا، تسببت في نصب مجلس عزاء في كل بيت بكوردستان العراق وتوقفت مراسم الفرح والاحتفال في الكثير من الأنحاء تعبيراً عن التعاطف مع شعب تركيا".
كما أشار فخامته إلى: "أننا حاولنا قدر ما تتيح إمكانياتنا في إقليم كوردستان، أن نبذل ما في وسعنا وسنستمر في ذلك. من الجدير هنا أن أشكر كل مؤسسات حكومة إقليم كوردستان والقطاع الخاص على تقديمهم ما في وسعهم من مساعدات وإغاثة. كما أود أن أتوجه بالشكر الخاص إلى مؤسسة بارزاني الخيرية والسيد موسى أحمد الحاضر معنا هنا".
وفي ختام تصريحه، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "من خلال الإمكانيات القليلة المتاحة لنا، أردنا التعبير عن الوفاء والتعاطف مع شعب تركيا وأنا واثق أن هذا الظرف الصعب سيمرّ إن شاء الله. كما أنني واثق أن الحكومة التركية وفخامة الرئيس التركي سيقفون بجدية على مسألة إعادة الإعمار. فتركيا بلد كبير وستتجاوز هذه الأزمة بعزة. مرة أخرى تقبلوا منا تعازينا وكان الله في العون".
ثم تفقد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني مخيم المنكوبين في بلدة نورداغ التابعة لمحافظة غازي عنتاب، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً، وكان في استقباله محافظا ماردين وشرناخ. وخلال اجتماع مع المحافظين اللذين يعملان منسقين لشؤون المنطقة، جرى بحث أحوال المنطقة وعملية الإغاثة ومساعدة المنكوبين.
ومواصلة لزيارته، تفقد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني المناطق المتضررة في بلدة الإصلاحية واجتمع مع مركز إدارة الأزمات هناك، ثم تفقد فريق الإغاثة من إقليم كوردستان العامل هناك على مساعدة الضحايا منذ وقوع الكارثة.
ثم قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني في تصريح صحفي: "جئنا اليوم لننقل رسالة تعزيتنا لشعب وحكومة تركيا. آلامكم هي آلامنا، وأحزانكم أحزاننا. ففي الأيام التي كنا نحتاج إلى المساعدة، فتحت لنا الحكومة التركية وشعب تركيا الأبواب وساعدونا دوماً. وتعبيراً عن الوفاء والتعاطف ولمشاركة الأحزان جئنا اليوم إلى هنا. نحمل رسالة مواساة الرئيس بارزاني إلى العوائل التي فقدت أعزاءها ونأمل الشفاء العاجل للجرحى. واثقون من أن تركيا ستتجاوز هذه الكارثة الكبرى، في ظل قيادة حكيمة وحكومة قوية، وسيتجاوزون هذه المحنة أيضاً بإذن الله".
وأضاف الرئيس نيجيرفان بارزاني يقول: "أود في هذه المناسبة وبقدومي إلى مخيم مؤسسة بارزاني الخيرية التي تنسق هنا المساعدات التي ترسل من إقليم كوردستان، أن أشكر مؤسسة بارزاني الخيرية والسيد موسى أحمد. أشكر أيضاً مؤسسات حكومة إقليم كوردستان، وزارة الصحة، وزارة الداخلية، والدفاع المدني، وشركات القطاع الخاص والهلال الأحمر العراقي. جئت اليوم لأقول لهم إنكم رفعتم رؤوسنا عالياً ونشد بحرارة على أيديهم جميعاً، وبعون الله لن نقصر في تقديم كل ما في وسعنا للأشخاص الذين واجهوا هذه الكارثة. كان الله في عونكم ودمتم موفقين".
ومضى فخامة رئيس إقليم كوردستان إلى القول: "نرى أن ما ننجزه هنا واجب علينا، فنحن إخوة، وقد ساعدتمونا في الأيام الصعبة وفتحتم أبوابكم في وجهنا، واليوم علينا أن نقدم كل ما في وسعنا. الناس في عموم إقليم كوردستان، في السليمانية ودهوك وأربيل وحلبجة وكل مكان من كوردستان، حزينون وقلوبهم مع تركيا. قلوب شعبنا معكم وليلهمكم الله تعالى الصبر. ستمر هذه المحنة إن شاء الله".
ولدى إجابة فخامته على أسئلة الصحفيين، أكد الرئيس نيجيرفان بارزاني: "سنقدم كل ما في وسعنا سواء لتركيا أم لسوريا. من الجدير أن نثني على مؤسسات حكومة إقليم كوردستان في زاخو ودهوك وأربيل وعلى مؤسسة بارزاني الخيرية ونشكرهم، فهذا التنظيم والانضباط الذي يلتزمون به سبب رئيس في هذه الاستعدادات. نحن جيران لتركيا وشعرنا بالحزن للكارثة التي وقعت هنا، والعمل الذي أنجزه هؤلاء أنجزوه بشغف. لا شك أن المساعدات ستستمر".
وعن زيارته، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "هذه المسألة مسألة إنسانية، ونحن جميعاً إخوة، سواء أتراكاً أم كورداً أم من أي دين ومذهب، كلنا إخوة، وعندما تكون الأخوة قائمة، عليكم أن تساعدونا في أيام المحن، وعندما تحتاجون للمساعدة، علينا أن نساعدكم، ومساعداتنا هي مساعدات أخوية".