شارك فخامة رئيس إقليم كوردستان، السيد نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين في مراسم الإعلان عن معهد كوردستان للإبداع والحداثة التي جرت بحضور رئيس وزراء إقليم كوردستان، السيد مسرور بارزاني، وعدد من المسؤولين والضيوف المحليين والأجانب.
وألقى فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة في المراسم، هذا نصها:
أهلاً بكم جميعاً..
بدايةً، وجّه دولة رئيس الوزراء في كلمته التهاني يمناسبة ذكرى بناء مدينة السليمانية، ولكون نصفي شخصيا من السليمانية، أشكره وأتقدم بدوري بالتهاني لأهالي مدينة السليمانية وكل كوردستان، راجياً لهم النجاح والموفقية. من المؤكد أن المشاكل القائمة سيجري حلها. فمن خلال الحوار والتفاهم، سيجري حل كل شيء. وعلينا في هذا البلد أن نتخذ من هذا دأباً ونستمر فيه. دمتم موفّقين.
أضم صوتي إلى صوت دولة رئيس الوزراء، بخصوص ما ذكر، حيث أنه ببالغ الأسف تعرضت كويسنجق ومناطق أخرى حدودية صباح اليوم إلى القصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة، يريد إقليم كوردستان التأكيد على أنه يريد أن يكون عامل استقرار في المنطقة وأن يرتبط بعلاقات جيدة مع كل جيرانه، وفي هذا الإطار يريد علاقات جيدة مع إيران أيضاً.
لقد بذلنا حقاً ما في وسعنا، وسنستمر، ولا ينبغي أن يتحول إقليم كوردستان إلى مصدر تهديد للدول الجارة. لكن إلى جانب ذلك، اسمحوا لي أن أقول إننا لا نرى أي مبرر لهذا القصف بالصواريخ وتسيير تلك المسيّرات إلى كوردستان، ونطالب بوضع حد لهذا النوع من الهجمات.
ونطالب بغداد، من منطلق سيادة الأراضي العراقية، ولكون ما يجري جزءاً من انتهاك سيادة العراق الكبير، بأن تتدخل في هذه المسألة وترفع صوتها وأن يوضع حدا لهذا الانتهاك لسيادة العراق.
أيها الحضور الكرام
أشعر بسعادة غامرة لمشاركتي إياكم اليوم في هذه المراسم، المشاركة في الإعلان عن معهد كوردستان للإبداع والحداثة، الذي هو مؤسسة مهمة للغاية وضرورية جداً لإقليم كوردستان.
ان التعاون والدعم المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص والجامعات في هذه المؤسسة، ضروري ومهم لإنجاح مهام المؤسسة المتمثلة في الاهتمام بالإبداع والحداثة. شباب كوردستان بصورة خاصة، وكل من عنده فكرة جديدة وإبداعية في أي مجال، يستطيعون من الآن فصاعداً أن يقصدوا هذه المؤسسة ويعتمدوا عليها لنيل الدعم وإنجاح أفكارهم وإبداعاتهم.
أنا واثق من أنه في كل المجالات بكوردستان، هناك العشرات من الشباب والكفوئين الذين لديهم أفكار جديدة وجادة ولديهم أحلام وطموحات إبداعية. وإن توفرت لهم الفرصة والدعم، فلربما استطاع شباب كوردستان في كل سنة تقديم أفكار مفيدة للغاية بل وحتى إبداعات وابتكارات في العديد من مجالات العلم والتكنولوجيا والطب وغير ذلك من المجالات.
ربما سمع كثير منا لمرات عديدة من الإعلام، وشاهد أو قرأ عن شاب أو طالب أو مهني أو أي شخص هنا وهناك، لديه فكرة عمِل عليها بجهده الشخصي وتحمل تكاليفها، لكن من النادر جداً أن تكون الفكرة أو الإبداع قد بلغ مرحلته النهائية، لأنه للأسف افتقر إلى من يتبناه ويدعمه! ولم يكن هناك باب يطرقه ليثبت وجوده من خلاله.
ربما تسبب الافتقار إلى مؤسسة من هذا النوع في تثبيط العشرات من شباب ومبدعي هذا البلد عن العمل. ربما اجتهدوا وسعوا وحاولوا مرات عديدة وفي مجالات متنوعة، لكن بلا جدوى ولم يتوصلوا إلى نتائج إيجابية، فاستسلموا لليأس في الأخير وتخلوا عن أفكارهم. وللأسف هذه حقيقة تبعث الأسى.
أما الآن، فإن الشباب وأصحاب الأفكار الإبداعية، يمكن أن يجدوا في تأسيس معهد كوردستان للإبداع والحداثة (KII) بشرى لهم ومقصداً يمكنهم التوجه إليه من الآن فصاعداً. يمكنهم أن يأتوا ويثبتوا في هذه المؤسسة أنفسهم وأفكارهم وإبداعاتهم، ويجدوا الدعم والمساندة المالية لأفكارهم وإبداعاتهم. فيحولوها من مجرد أفكار إلى أفعال ويعملوا على تطويرها. ويجعلوا منها منتجات ومصادر للعائدات وفرص العمل لهم وللشباب ولغيرهم.
وجود رئيس الوزراء السيد مسرور بارزاني في رئاسة الهيئة الإدارية لهذه المؤسسة، ووجود أسماء بارزة من القطاع الخاص مثل كار كروب وقيوان كروب، والجامعات والمراكز الأكاديمية في كوردستان إلى جانب هذه المؤسسة وإدارتها، علامة ودليل على أنها عمل جاد وفرصة لكل صاحب فكرة وموهوب في أي مجال، ليثبت نفسه وفكرته وإبداعه هنا وينمّيه بدون تردد وبثقة، ويطوره ويستثمر فيه ويحوله إلى منتَج.
أعلم مدى الاهتمام الذي تحدث به دولة رئيس الوزراء عن هذه المؤسسة وكم عمل على هذه الفكرة بجد، وكانت واحداً من الأحلام التي تحدث عنها باستمرار معي ومع كثيرين آخرين. قبل تنظيم هذه المراسم، أكد عليّ مراراً أنها عنده مراسم غاية في الأهمية وأن عليّ المشاركة فيها، ويسعدني جداً أن هذه الفرصة أتيحت اليوم، وهي فعلاً مراسم مهمة جداً، وهذه فكرة يستحق دولته والمجلس الذي يدير هذا المعهد اليوم، المباركة عليها. لذا أبارك لهم وأشد على أيديهم وأرجو لهم الموفقية.
أيها الحضور الكرام
إن شباب ومبدعي كوردستان ليسوا أقل شأناً من أقرانهم في البلاد الأخرى. فلديهم قدرات ومواهب وإرادة وأحلام كبرى. أنا واثق من أنه في حال وجود الدعم والمساندة والمساعدة اللازمة، ووجود الترحيب والتشجيع والتقدير لأفكارهم، ستكون عندهم بلا شك ابتكارات ويستطيع شبابنا إثبات أنفسهم مثل سائر الشعوب.
يمكنهم أن يتركوا بصماتهم على الكثير من المجالات ويبدعوا فيها. لذا فإن من واجب الحكومة والجهات ذات العلاقة أن تقدم كل الدعم والمساعدة لذوي الأفكار والمبدعين ويتبنوهم.
أرجو أن يكون تأسيس معهد كوردستان للإبداع والتجديد خطوة أولى في عملية متواصلة للدعم والمساعدة وإتاحة فرص أكثر وأوسع في وجه أي موهبة وفي أي مجال. وأن تؤدي إلى اكتشافات علمية تسجل بأسماء شباب ومبدعي كوردستان في البلد وفي الخارج وعلى المستوى العالمي.
يجب أن تصبح هذه المؤسسة حافزاً يدفع شباب كوردستان إلى المزيد من الاجتهاد والبحث والمتابعة وسهر الليالي والتفكير، فهذا هو السبيل الوحيد لنجاح كوردستان وانتقاله من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكبر بكثير. كوردستان يتطلع إليكم، وعليكم أن تكونوا أنتم الذين يتقدمون بهذا البلد. انتهزوا هذه الفرصة وقدموا أفكاراً وخططاً ومخططات إبداعية وتمسكوا بها ولا تتراخوا ولا تيأسوا لحين تحويلها إلى حقيقة وإلى مفاخر تسجل لكم ولعوائلكم ولبلدكم.
يمكن لمؤسسة من هذا النوع أن تقدم التسهيلات والدعم لتجري العملية بصورة متكاملة وبدون عقبات وبنجاح وتجتاز كل المراحل القانونية والعلمية من تسجيل وإجازة و(حقوق محفوظة) و(حقوق قانونية).
لهذا أجدد التأكيد على أن فكرة تأسيس معهد كوردستان للإبداع والحداثة (KII) والقصد من تأسيسه والهدف منه، محل مباركة واحترام وتقدير. أشد بحرارة على أيدي السادة الذين تجشموا العناء وعملوا حتى تمكنوا من تحويل ظهور هذه المؤسسة إلى حقيقة قائمة. وأرجو أن تصبح في مستقبل آمن ومستقر مركزاً لمبدعي كوردستان في داخل البلد وفي الخارج.
أبارك للشباب ولأصحاب الأفكار ولمبدعي كوردستان أن أصبح هناك مركز يحظى بدعم ومساندة مثلث (الحكومة - القطاع الخاص - الجامعات) وسيصبح مختبراً يقصدونه ليثبتوا فيه أنفسهم وأفكارهم وإبداعاتهم.
أرجو الموفقية والاستمرار لمعهد كوردستان للإبداع والتجديد. أشد على أيديهم.
شكراً لكم جميعاً، وأرجو لكم نهاراً سعيداً، وأهلاً بكم.