Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

الرئيس نيجيرفان بارزاني: مشاكلنا تحل في بغداد

الرئيس نيجيرفان بارزاني: مشاكلنا تحل في بغداد
2023-10-10T19:13:34.000000Z
مقابلات

شارك فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني، مساء (الثلاثاء، 10 تشرين الأول 2023)، في ندوة حوارية بملتقى (ميري) في أربيل، وخلال الندوة التي حضرها عدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين من الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كوردستان وممثلو الدول الأجنبية في إقليم كوردستان وأساتذة جامعات وأكاديميون، تطرق فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى عدد من القضايا المتعلقة بالأوضاع الداخلية لإقليم كوردستان والعراق والمنطقة.

في البداية، ولدى إجابته على سؤال حول الأوضاع الداخلية وبروز المنطقتين الخضراء والصفراء وعدم العمل بالاتفاق الاستراتيجي وخارطة طريق حول هذا الوضع، قال فخامته:

"لو عدنا إلى السنوات السابقة، عندما كان المرحوم مام جلال وفخامة الرئيس بارزاني يعملان معاً، نجد أننا استطعنا من خلال مساعدة وتعاون الأطراف الكوردستانية كافة تحقيق مكاسب كبيرة لشعبنا وللعراق. العلاقة بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني علاقة مهمة ويجب أن نسعى جميعاً للحؤول دون أن تتعرض هذه العلاقة لمشاكل كبيرة. ويمكنني أن أقولها هكذا: في كثير من الأحيان هناك قلق كبير يدفع إلى التساؤل هل أن العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني سيئة لدرجة قد تؤدي إلى مشاكل كبيرة؟ أنا أقول: لا، ليست كذلك، ليست بهذه الدرجة من السوء بحيث لا نتمكن من حلها. ولو عدنا إلى الواقع الحالي، فأعتقد أنه في كوردستان الآن وبعد رحيل المرحوم مام جلال، بات الاتحاد الوطني الكوردستاني يمر بمرحلة انتقالية، وبعد أن واجهوا بعض المشاكل الأخرى، ما نشعر به الآن هو أن هناك استقراراً سياسياً أفضل بدأ ينشأ داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني نفسه، وخاصة بعد المؤتمر الذي عقده مؤخراً. نحن نتطلع بأمل إلى مستقبل أفضل للعلاقة مع الاتحاد الوطني الكوردستاني. المسألة ليست في مجرد وجوب توحيد صفوفنا، بل يجب أن نعثر على فهم مشترك للطريقة التي نعمل من خلالها معاً وأعتقد أن علينا العمل معاً في سبيل تحقيق ذلك، فقد أدرك الاتحاد الوطني الكوردستاني أنه يجب أن يعمل مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأيضاً أدرك الحزب الديمقراطي الكوردستاني أنه يجب أن يعمل مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، كل الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟ نعم. لكن المقصود هو الطريقة التي نعثر بها على هذه الآلية ونباشر العمل، لأننا معاً استطعنا تحقيق الكثير من المكاسب ولا شك أن التشرذم يلحق الضرر بكل الكورد وكل مكونات كوردستان وكل العراق، فالعلاقة بين القوى السياسية في داخل كوردستان تهم العراق أيضاً."

"خطوتنا العملية هي أن علينا الاتفاق على رؤيتنا لمستقبل هذه العلاقة؟ علينا أن نفعل ما كنا نفعله مع المرحوم مام جلال عندما حققنا ولفترة لا يستهان بها استقراراً سياسياً واقتصادياً في كوردستان استمر فترة طويلة. إننا بعد الوضع الحالي القائم في كوردستان، نحتاج إلى اتفاق وتفاهم من جديد لإدارة البلد مع الاتحاد الوطني الكوردستاني. أعتقد أن البداية يجب أن تكون اتفاقاً واقعياً وأن ننظر في الطرفين بواقعية إلى الأوضاع ونعمل معاً."

وعن حل المشاكل بين أربيل وبغداد وزيارة طهران لهذا الغرض، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

"إن مشاكلنا تحل في بغداد وليس في أي مكان آخر. إيران جارة لنا، ونزور إيران، لكن وكما قلت فإننا لسنا بأجانب ونحن أصحاب الدار وقد قمنا معاً بالأمور التي أشرت إليها. لذا، ولأننا نعد أنفسنا أصحاب الدار، علينا أن نجلس معاً مع إخواننا في بغداد بصدر رحب بعيداً عن المجاملات ونحل المشاكل."

وحول تعامل إقليم كوردستان مع الهجمات الإيرانية المرتبطة بوجود قوى معارضة من الشرق في إقليم كوردستان، والاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق وجمهورية إيران الإسلامية، قال فخامته:

"سأتحدث هنا عن مبدأ. مبدئياً لا يجوز وفق أي قانون دولي أن تتحول دولة العراق إلى مصدر لتهديد أي من جيراننا. نحن كمبدأ، والقانون الدولي أيضاً لا يسمح لأحد أن يحول بلده إلى ملاذ آمن يجري استغلاله للانطلاق منه إلى بلد آخر وتنفيذ عمليات عسكرية فيه ثم العودة. هذا كمبدأ. أما من الجانب الآخر، فقد وقعت بغداد مع طهران على اتفاقية أمنية ونحن في إقليم كوردستان وكجزء من العراق ملتزمون بتنفيذ هذه الاتفاقية. نحن ملتزمون، وما فعلناه حتى الآن يتفق مع هذه الاتفاقية، ويدار الملف حالياً في بغداد من جانب السيد قاسم الأعرجي وفي إقليم كوردستان من جانب وزير الداخلية، وقد تقدمنا خطوات كثيرة إلى الأمام. تحقق تقدم جيد في هذا المجال، ونعود ونؤكد على مبدأ أن إقليم كوردستان ليس مصدر تهديد لجمهورية إيران الإسلامية. فجمهورية إيران الإسلامية جارة مهمة لنا، ونتشارك حدوداً طويلة معا ونريد حل هذه المشاكل من خلال الحوار. على العكس، تقدمنا خطوات جيدة للأمام وعلى حد علمي واطلاعي فإن جمهورية إيران الإسلامية تثني على هذه الخطوات."

وعن موافقة الأطراف الكوردية من جانبها على هذه الخطوات، قال فخامته:

"يمكنني القول شاكراً، أنهم مشكورين متفهمون بشكل جيد جداً لأوضاع إقليم كوردستان، وكل ما يمكنني قوله هو أنني التقيتهم مرات عديدة وكلهم حريصون وحريصون جداً على أن لا يواجه إقليم كوردستان أي مشاكل."

وحول علاقات إقليم كوردستان مع تركيا ومشكلة توقف تصدير نفط إقليم كوردستان، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

"أين تكمن مشكلة تصدير النفط بالتحديد؟ من المؤكد أن تركيا قد عبرت الآن عن استعدادها لفتح الأنبوب الناقل للنفط وضخ النفط، لكن مشكلتين كبيرتين تقفان عقبة في طريق تصدير النفط، أولاهما هي أجور الشركات حيث أنه بمقتضى الاتفاق ستذهب عائدات النفط في حال تصديره إلى بغداد، ولكن من سيدفع أجور الشركات وكيف سيتم دفعها؟ الآن، وبحسب قانون الموازنة العامة العراقية تم تخصيص ستة دولارات لكل برميل من النفط وهو مبلغ ضئيل جداً! شركات النفط تتساءل الآن، ولأن عقود إقليم كوردستان ليست عقود خدمات، تقول إن كان مقرراً دفع ستة دولارات لنا عن كل برميل، فلن نستخرج النفط! فالعراق في بعض المناطق وحسب الظروف، مثلاً يدفع في بعض المناطق 30 دولاراً، كما في القيارة. في القيارة يدفع 30 دولاراً عن كل برميل بينما في إقليم كوردستان ستة دولارات. هذا في حد ذاته مشكلة كبيرة يجب حلها. الثانية هي أنه يجب أن تتعاقد (سومو) مع الشركات التي اشترت نفط إقليم كوردستان حتى الآن، وأعتقد أن هذا لن يتحول إلى مشكلة، لأنهم يخوضون محادثات حالياً، لكن هذه المسألة يجب أن تحل مع العراق لكي يستأنف تصدير النفط عملياً إلى الخارج، هذا يعني بصورة مؤكدة أن المشكلة ليست في تركيا بل المشكلة في بغداد."

وبخصوص ملف (بي كا كا) وتواجده في إقليم كوردستان، ودور فخامته وفخامة الرئيس بارزاني في التقريب بين (بي كا كا) والحكومة التركية ووجود فرصة أخرى لإحياء وتفعيل هذا التقريب، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

"مبدئياً، يجب حل هذه المشكلة من خلال الحوار، وهي ليست مشكلة يمكن أن تحل عسكرياً. المشكلة هي من النوع الذي يجب حله سياسياً، وجوابي المحدد هو أن ما قلته بخصوص إيران ينطبق على تركيا وهو نفس المبدأ، أنه لا يجوز أن يتحول إقليم كوردستان إلى مصدر لتخريب الأمن في بلد مجاور. تركيا وبصفتها بلداً جاراً مهماً لنا، هذا المبدأ نطبقه مع تركيا أيضاً. المشكلة الكبرى هي أن (بي كا كا) مشكلة كبيرة، مشكلة كبيرة لإقليم كوردستان. (بي كا كا) لا تحترم مطلقاً مؤسسات إقليم كوردستان، وطالما كانت هذه سياسة (بي كا كا)، لا نستطيع أن نضمن عدم إقدام تركيا على أي تحرك. أما عما إذا كان هناك أي دور حالياً، ففي السابق اضطلع المرحوم مام جلال بهذا الدور، واضطلع فخامة الرئيس بارزاني بهذا الدور، وأنا بذلت جهوداً وحققنا تقدماً إلى حد كبير. أي أن الأمر ليس أنه لم نفعل شيئاً في تركيا، فعلنا الكثير وبهدوء بالغ. وإن كان السؤال هو هل أن هذه الفرصة قائمة حالياً وأننا نرى أن هذه الفرصة موجودة؟ فإننا وبكل الصور نريد أن تكون هنالك فرصة ونريد أن نضطلع بدور في الحل، لكن لا شيء يلوح في الأفق الآن وفي الوقت الحالي."

ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد فاتح تركيا في مسألة فتح مطار السليمانية في وجه الرحلات التركية، أعلن فخامته:

"نعم، تحدثت معهم في هذا أيضاً ونحن في حوار مستمر لإنهاء أي قلق تركي في هذا الصدد ولتعود الرحلات القادمة من تركيا والدول الأخرى إلى السليمانية إلى طبيعتها ونتواصل معهم باستمرار. لديهم بعض المخاوف ويجب حل هذه المخاوف لنتخد خطوات أخرى إلى الأمام."

أما عن ملفات أمريكا والتحالف الدولي مع إقليم كوردستان والكورد في سوريا، والحديث عن تراخي هذا التحالف وبروز هذا التراخي في السياسة الأمريكية وتذمرهم من الكورد، أعلن فخامته:

"لو ألقينا نظرة على التاريخ، نجد أنه كان لأمريكا منذ العام 1991 الحصة الرئيسة في مجال حماية إقليم كوردستان عندما أنشأوا منطقة حظر الطيران، إذ كانت أمريكا جزءاً رئيساً فيها. وأنتم تعلمون أن ذلك ما كان ليتم بدون أمريكا. أمريكا وبريطانيا وسائر الحلفاء، فرنسا، هؤلاء كانوا الداعم الرئيس لحماية إقليم كوردستان في تلك الأيام. لو نظرنا في كل هذه المراحل، نجد أن أمريكا كانت سنداً رئيساً. لو أن أمريكا وبقية الحلفاء الأوروبيين لم يساعدوا إقليم كوردستان والعراق في قضية حرب داعش، ليس معلوماً إلى ماذا كان سيؤول الوضع. إننا ننظر بامتنان لدور أمريكا والحلفاء الأوروبيين وهذا التحالف، الذين ساعدونا بحق. والآن فإننا في إقليم كوردستان كجزء من العراق، نجد أن هناك اتفاقية استراتيجية بين أمريكا والعراق وهناك الكثير من الفرص المتاحة لإقليم كوردستان ضمن إطار هذه الاتفاقية يمكن أن نفيد منها ويمكن أن يكون له دور فيها. إذن، ما أريد قوله هو أن دور أمريكا كان إلى الآن دوراً يسعى لحثنا في الجانبين على حل المشاكل الداخلية في إقليم كوردستان، ويحثنا دائماً على الحوار والتفاوض وحل المشاكل مع بغداد، ولم يتغير شيء في هذه المسألة. ما يرى على أنه تراخ أمريكي في بعض الأحيان، أعتقد أنه انشغال، المسألة هي أن عندهم الآن الكثير من الأولويات، فهناك مسألة أوكراينا ومسألة الصين والكثير من المسائل الأخرى الكبرى التي تشغل أمريكا. وخلا ذلك، فإننا لا نرى أن هناك تغيراً كبيراً قد طرأ في السياسة الأمريكية تجاه إقليم كوردستان وتجاه العراق."

وعن المطالب التي تطلبها أمريكا من إقليم كوردستان وخاصة التي تتعلق بمسألة توحيد البيشمركة وغير ذلك من المطالب، كشف فخامته النقاب عن أنه:

"فيما يخص مسألة قوات البيشمركة، أعتقد أن شكاواهم من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني محقة جداً. فالمشكلة فيما تريده أمريكا، وما الذي يريده الحلفاء مع أمريكا كألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وهذه البلاد؟ يريدون أن تكون قوات البيشمركة كلها موحدة، أن تكون هناك قوة بيشمركة موحدة. مأخذهم على الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه المسألة هو أنهما لا يتخذان الخطوات كما يجب في هذه المسألة، وعتبهم هذا في محله إلى حد بعيد، لكن هذا لا يعني أنه لم تتخذ أية خطوات للأمام، بل هناك تقدم ببضع خطوات، لكنها خطوات صغيرة، خطوات بطيئة، وهم يريدون أن تجري هذه العملية بصورة أفضل وأسرع."

وعن موعد اتحاد قوات البيشمركة، قال فخامته:

"نحن نمضي في هذه العملية كما أسلفت، والعملية قد بدأت، وفي الواقع لو كان القصد من السؤال أن شيئاً لم يتحقق، فأنا أقول لكم لا، تحققت أمور، وفي آخر اجتماع عقدناه قبل أسبوعين أجرينا تقييماً للوضع، وأنا بصفتي رئيساً للإقليم نظرت إلى هذا الملف بتفاؤل، إذ لمست تقدماً بخطوات جيدة، لكن هل بلغنا الآن حد اتخاذ الخطوات التي يطلبها أصدقاؤنا وحلفاؤنا الداعمون للعملية، وهل وصلنا إلى تلك الخطوات؟ لا، لكن هناك تقدماً في الملف. ليس هناك اتفاق يمكنني بموجبه أن أخبرك عن موعد محدد، لكنني أشعر أن العملية تجري بصورة أفضل حالياً."

وعن العراق واقتراح فخامته جلوس بغداد وأربيل معاً للتوصل إلى نظام مشترك للفدرالية والطرف الذي يجب الجلوس معه. قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:

"أعتقد أنه يجب أن نجري حواراً جاداً مع حلفائنا الذين شكلنا الحكومة معهم. في هذه المسألة يجب أن نحاور حلفاءنا في إدارة الدولة، الحوار يجب أن يكون معهم أولاً وأن توضع آليات جادة. في مسألة الموازنة، لو قلتها بصراحة تامة، طريقة تعامل بغداد في الجانب المالي مع إقليم كوردستان، ليست موجودة في أي نظام اتحادي في العالم، هذا غير موجود أبداً. لا أقول هذا معاتباً، بل أقوله لأنه يجب أن نجلس يوماً، فقد مرت عشرون سنة ونحن لا نزال نقول إننا في مرحلة انتقالية، لكن آن الأوان، آن الأوان لإيجاد حلول جادة لهذه المشاكل. ثم انظر، أنا لا أقول إن كل الذنب هو ذنب بغداد، فلدينا تعريف لماهية النظام الاتحادي. في هذا النظام الاتحادي، ربما مضينا نحن في إقليم كوردستان في بعض المجالات أبعد مما ينبغي، وفي مجالات أخرى لم تتقدم بغداد. يجب أن نجلس ونحل كل هذه الأمور بالحوار ليصبح العراق عراقاً اتحادياً بحق. في عام 2003 ذهبنا إلى بغداد وفق هذه التعهدات، أنظر إلى الوضع، منذ عام 2003 عندما شاركنا في بناء العراق الجديد، من الناحية السياسية لم يتغير الكثير بالنسبة لإقليم كوردستان، لم يتغير الكثير. قبل عام 2003 كنا نتمتع بنفس الوضع الذي هو قائم الآن، لكن التعهدات التي أطلقت وقولهم إن النظام اتحادي وسيصبح ديمقراطياً واتحادياً وما إلى ذلك، كان كل ذلك يبعث على الأمل لنا جميعاً بأن عندنا عراقاً جديداً بحق. واجهت العراق مشاكل، وكانت هناك مشاكل داخلية. الإرهاب كان أكبر مشاكل العراق. كان داعش بلاء كبيرا حل علينا جميعاً، في إقليم كوردستان كان عندنا أكثر من مليوني نازح، كانت بيننا وبين داعش حدود تمتد لأكثر من ألف كيلومتر. في جبهات القتال، قدم البيشمركة وحدهم نحو ألفي شهيد. في المناطق الأخرى من العراق قدم الجيش العراقي والحشد الشعبي، هؤلاء كلهم قدموا شهداء في سبيل حماية العراق. الآن أعتقد، وهذا ليس بعتب بل هو بمثابة طلب، أنه آن الأوان لنجلس من الآن فصاعداً جلسة جادة تخلو من المجاملات ليكون عندنا تعريف صحيح للنظام الاتحادي والطريقة التي يحكم بها العراق."

وعن التزام أطراف الاتفاقية السياسية في العراق بالاتفاقية والخطوات التي ستتبع التعريف السياسي في العراق، قال فخامته:

"الأطراف التي تحدثت عنها، تلك المكونة للحكومة وتلك التي بنينا معها هذا العراق بعد عام 2003، عليها أن تجلس معاً. وإن كانت هناك في مكان ما حاجة لتغيير مادة دستورية، فعلينا أن نتفق ونقول لنقم بتغييرها وأن نعرف مكامن الخلل وفي هذا الإطار يمكننا تحديدها والعمل معاً لإجراء ما يلزم. هذا عمل كثير، لكنه ليس بالعمل المستحيل، ولماذا ذلك؟ السؤال الأكبر هو: هل أن إقليم كوردستان جزء من العراق أم لا؟ هل نحن مواطنون عراقيون أم لسنا مواطنين عراقيين؟ هذان السؤالان غاية في الأهمية. نحن نرى أننا مواطنون عراقيون ونعد كل تقدم في أي جزء من العراق تقدماً لنا، التقدم الذي يحصل في البصرة وكذلك الذي نشهده في الأنبار يجعلنا نشعر بالسعادة، نفرح به. يجب أن تكون هذه هي الحال في العراق أيضاً، تقدم إقليم كوردستان هو تقدم لكل العراق. بعد ما حل بالعراق، آن الأوان لهذا، ما هو قائم الآن هش جداً وليس معلوماً ما هو نظامنا الإداري في العراق. لو استطعنا أن نجد حلاً لهذا، ستحل مشكلة الموازنة وتحل مشكلة الرواتب، فحينها سنتوصل إلى تفاهم مشترك لإدارة البلد. هذا هو أكبر الأولويات. عندما ذهبنا إلى ألمانيا، سألنا السيد مستشار ألمانيا، وقال: كيف نستطيع أن نساعدكم؟ كان ردي هو فقط أنني قلت: لديكم نظام اتحادي غاية في الجودة، وسعادة السفير العراق جالس هنا، ساعدونا على تطبيق النظام الاتحادي في العراق."

بعدها وجه عدد من الحاضرين في الندوة أسئلة لفخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني، وعن سؤال حول مسألة وجود خارطة طريق وضعتها الأطراف الكوردستانية للحوار مع بغداد، قال فخامته:

"لا شك أني لا أرى مشكلة أو آراء بين الأطراف السياسية الكوردستانية من كل المكونات. لذا وبعون الله، فإننا عندما نتوصل إلى تفاهم أو عندما تبدأ عملية في بغداد، ستكون عندنا فيما بيننا خارطة طريق لحل تلك المشاكل."

وعند إجابته على سؤال حول ضعف الدعم الأمريكي لإقليم كوردستان، قال فخامته:

"كيف تنظر أمريكا للعراق؟ أمريكا لا تفرق بين إقليم كوردستان والعراق، وقد أكدت أمريكا دائماً أن ما يهمهم هو وحدة الأراضي العراقية، وضمن العراق يهمهم إقليم قوي يستطيع أن يعين نفسه ويعين العراق. أنا شخصياً لا أرى أن شيئاً تغير في السياسة الأمريكية بخصوص هذا الموضوع، لكن قدر تعلق الأمر بمسألة حل المشاكل، ربما نحتاج إلى مساعدتهم في الجانب التقني، لكن المهم هو أن علينا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا. علينا أن نجلس كعائلة واحدة إلى طاولة الحوار في بغداد ونحل هذه المشاكل القائمة، لأن لنا مستقبلاً مشتركاً، وما دام الأمر كذلك، فقبل أن نطلب من أمريكا أو أي طرف علينا أن نجلس معاً، وحينها إن دعت الحاجة سنطلب المساندة من أمريكا أو أي طرف."

ورداً على سؤال يتعلق بالوضع بين إسرائيل والفلسطينيين، قال فخامته:

"من المؤكد أننا كشعب وكعراق، لا أحد يعرف مثلنا ماذا تعني مآسي وآلام الحروب. كلنا نعرف هذا وكمبدأ رئيس لحق تقرير المصير، أعتقد أننا قلناها باستمرار ونقولها، وقد تبين هذه المرة والحرب القائمة الآن دليل على أن هذه المشكلة لا تحلها الحرب. هذه المشكلة يجب أن تحل بالسلام، يجب حلها من خلال الحوار، ومن حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولته. هذا حق وحق كامل. ولو نظرنا إلى المنطقة نجد أنه حق طبيعي للفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم ويعيشوا بسلام في تلك المنطقة، وكما قال سماحة السيد فإن مسألة الحصار المفروض الآن على غزة تجعلنا جميعاً نشعر بالسوء، نحن جميعاً منزعجون من هذا. هل تعلم ماذا يعني هذا؟ قطع المياه وقطع الكهرباء وقطع الطعام، هذا في مساحة طولها 40 كيلومتراً وعرضها عشرة كيلومترات ويعيش فيها مليونان وثلاثمائة ألف نسمة. هذا يمضي بها باتجاه كارثة إنسانية، وما نرجوه نحن هو أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت. ونأمل أن لا تنتقل إلى أي مكان آخر."

وفي معرض إجابته على سؤال عن المحكمة العليا الاتحادية العراقية، قال فخامته:

"بخصوص مسألة المحكمة الاتحادية، نعم نحن في إقليم كوردستان لسنا راضين عن كثير من قرارات المحكمة الاتحادية. المحكمة الاتحادية هي أيضاً واحدة من الملفات التي يجب العثور على حل لها من خلال الحوار مع بغداد، إذ ليس بإمكاننا ذلك في إقليم كوردستان من جانب واحد. وكل ملاحظاتنا على مسألة المحكمة الاتحادية يجب حلها مع إخوتنا من خلال الحوار."

وأجاب فخامته على سؤال عن تركيا بالقول:

"بشأن تركيا، المبدأ الذي يسري على إيران يسري على تركيا أيضاً لكنه مختلف، مختلف جداً. الاختلاف يكمن في أن المعارضة الإيرانية تحترم مؤسسات إقليم كوردستان بدرجة أكبر بكثير من (بي كا كا)، وهي حريصة جداً على أن تحول دون تعريض إقليم كوردستان لمشكلة كبيرة. من المؤسف جداً أن (بي كا كا) لا يرى هذا الرأي. بل أن (بي كا كا) هو جزء من مشكلة كبيرة للغاية ويمثل مصدر قلق كبير لإقليم كوردستان والعراق في كل مكان."

وأجاب فخامته على سؤال آخر عن مساعي العراق لحماية الأمن الإيراني، قائلاً:

"أعتقد أن العراق جاد مبدئياً في أن لا يتحول إلى ساحة للمساس بأمن أي دولة، العراق جاد في هذا، فالعراق يريد ان يعيش إلى جانب جيرانه في سلام وبلا مشاكل، وهذه سياسة العراق المعروفة في هذا الشأن. وأنا أرى أن هذا يصدق على تركيا وعلى إيران كمبدأ. في الحقيقة، نحن شهدنا هذا وعلي أن أقول هذا هنا. يجب أن أثني بصورة خاصة على دور السيد قاسم الأعرجي بصفته مستشار الأمن الوطني العراقي، وفريقه والعاملين على هذا الملف مع حكومة إقليم كوردستان ومع وزير داخلية إقليم كوردستان. لا شك أن علينا أن نثني على وزير داخليتنا الذي عمل بجدية بالغة على هذا الملف وبذل مساعي جادة من أجل حل هذه المشكلة."

وفي معرض إجابته على سؤال آخر عن استحداث محافظة حلبجة، قال فخامته:

"بخصوص استحداث محافظة حلبجة، أود أن أثني أولاً على السيدة قائممقام حلبجة على العمل الذي تؤديه في حلبجة. حقاً أشد على يديك وأعرفك، والعمل الذي تؤدينه من أجل حلبجة هو موضع اعتزاز. لا شك أن هذا التذكير كان شرفاً كبيراً لي. نعم في الكابينة الحكومية السابقة، عملنا معاً مع أخي العزيز كاك قوباد وبجد على هذه المسألة، وهي لا تستحق مجرد ذهابنا لبغداد فقط. نعم أطمئنك إلى أننا نحمل هذه المسألة على محمل الجد وستكون من بين أولوياتنا الرئيسة في الحوار مع بغداد، وإن شاء الله سيتحقق الحل لهذه المشكلة."