بعد اجتماع فخامة رئيس إقليم كوردستان ومعالي وزير الخارجية النمساوي، اليوم (الأربعاء، 13 أيلول 2023) في أربيل، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني مجيباً على سؤال صحفي حول مسألة رواتب موظفي إقليم كوردستان وجهود فخامته في هذا المجال:
"كلنا بذلنا جهوداً وحاولنا، المسألة ليست أحادية الجانب، رئيس وزرائنا على الخط باستمرار مع رئيس الوزراء العراقي، وكذلك أنا، لا شك أن هذه المسألة عادلة وهي من حق إقليم كوردستان وحكومة إقليم كوردستان. الذي يهم هو أنه لا ينبغي خلط موضوع الرواتب بأي موضوع آخر. أدت حكومة إقليم كوردستان كل التزاماتها للفترة التي سبقت صدور قانون الموازنة ونفذته، وتعاملت مع بغداد بمنتهى الشفافية. نحن نتوقع أن تتصرف بغداد أيضاً بنفس الصورة مع إقليم كوردستان. مسألة الرواتب ليست موضوعاً يحتمل الجدال، فهو حق لشعب إقليم كوردستان بصفتهم جزءاً من المواطنين العراقيين، وعلى الحكومة الاتحادية حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كوردستان في أقرب وقت، ونحن على الخط لهذا الغرض، وفي وقت قريب سيتوجه وفد رفيع المستوى من إقليم كوردستان برئاسة السادة رئيس الحكومة ونائبه ووزير المالية إلى بغداد ونأمل حل هذه المشاكل والمشاكل الأخرى مع بغداد من خلال التفاهم."
وعن الموقف الذي سيتخذه إقليم كوردستان في المرحلة المقبلة، بيّن فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني أن:
"الحكومة الحالية عندما تشكلت، إنما تشكلت نتيجة مفاوضات مطولة بين كل الأطراف السياسية العراقية. شارك فيها الكورد، وشارك السنة، وشارك الشيعة. توجد بيننا اتفاقية مكتوبة للمشاركة في هذه الحكومة، ونحن جزء رئيس منها، لذلك يجب أن نبذل كل جهدنا ونحل المشاكل القائمة معهم عن طريق الحوار والتفاوض، فنحن جزء رئيس من تشكيل هذه الحكومة. يجب حل هذه المسألة جيداً في بغداد. يجب منح حقوق موظفي إقليم كوردستان، أي أن الهدف هو تنفيذ هذا المطلب."
أما عن تهديدات جمهورية إيران الإسلامية بمهاجمة مقرات الأحزاب المعارضة لها ومساعي إقليم كوردستان لحل هذا الموضوع، فقد قال فخامته:
"هناك اتفاقية أمنية موقع عليها بين بغداد وطهران، ونحن في إقليم كوردستان وكجزء من العراق ملتزمون بهذه الاتفاقية ولا نريد أن يكون إقليم كوردستان مصدر تهديد لأي من جيراننا، لا لإيران ولا لتركيا ولا لأي جهة أخرى. وفي هذا الإطار تم اتخاذ خطوات مهمة في مجال التنسيق والتعاون مع بغداد ونأمل أن تصبح هذه الخطوات مانعاً لظهور أي مشكلة أمنية وعسكرية. أنا شخصياً لا أعتقد أن هناك أي مبرر لشن عملية عسكرية."
بعد ذلك، ولدى إجابته على سؤال عن عملية الانتخابات في إقليم كوردستان، أكد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني على أنه:
"بخصوص مسألة الانتخابات، وكما تعلمون، ظهرت مشكلة وبعد ذلك حددت موعداً للانتخابات. الموضوع الآن مرتبط بمفوضية الانتخابات العراقية التي قمت بتوجيه رسالة إليها ونحن بانتظار أن يباشروا باتخاذ خطوات عملية لإدارة الانتخابات ونحن ملتزمون بهذا الموضوع من كل الجوانب."
وبشأن البيانات التي قدمتها حكومة إقليم كوردستان لبغداد، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان:
"ليس صحيحاً عندما يقولون إن البيانات ليست صحيحة، وبإمكاني أن أخبركم أن حكومة إقليم كوردستان تعاملت بمنتهى الشفافية مع بغداد، وكل البيانات بيانات صحيحة وليس هناك أي بيانات أرسلت لبغداد بصورة خاطئة. نأمل أن لا يتكرر خلط هذا الموضوع بالمواضيع السياسية، فمسألة رواتب مواطني إقليم كوردستان حق لمواطني إقليم كوردستان كما هو وارد في الدستور العراقي. نحن نتوقع هذا من رئيس الوزراء العراقي كرئيس وزراء لكل العراق، ونرى ضرورة حل هذا الموضوع في أقرب وقت. مشاكلنا مع بغداد لا تقتصر على مسألة الرواتب، فهناك مسألة المادة 140 المهمة جداً بالنسبة إلينا، ومسألة اتفاقية سنجار المهمة جداً بالنسبة إلينا، ويجب حلها. الأهم من هذا، والذي يجب حله حلاً حقيقياً هو: هل أن النظام في العراق نظام اتحادي أم هو نظام مركزي؟ فطريقة التعامل الحالية مع الإقليم ليست اتحادية، ونأمل أن نتمكن من خلال التعاون مع بغداد من التوصل إلى تفاهم مشترك حول مسألة النظام الاتحادي في العراق."
وحول جهود التطبيع وإنهاء الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، قال فخامته:
"لو عدتم إلى كل خطاباتي في السنوات العديدة الأخيرة، ستجدونها جميعاً تأكيداً، والآن ايضا تأكيد على أننا ما لم نصل فيما بيننا، الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وكل الأطراف، إلى حد بعيد إلى فهم صحيح للوضع، وما لم نكن معاً، فإن هذه المشاكل ستستمر في الظهور والحل الوحيد هو إيجاد خطاب مشترك للتعامل وحل المشاكل في الداخل ومع العراق. ودعوني أخبركم بأن مسألة الموازنة ليست مرتبطة بجهة واحدة، والمسألة ليست مرتبطة بحزب واحد، بل لها علاقة بكل إقليم كوردستان وبكل الأطراف السياسية وشعب كوردستان ومكوناته جميعاً الذين عليهم أن يتخذوا موقفاً موحداً ويدعموا حكومة إقليم كوردستان كل الدعم."
وحول ما إذا كانت رئاسة إقليم كوردستان ستحتضن أي اجتماع حول هذا الموضوع، أوضح فخامته:
"لا، ليس الآن."
وبشأن مسألة توحيد قوات البيشمركة وبطء خطوات هذه العملية وقلق الحلفاء بشأن هذا، وموقف أمريكا من العلاقات بين بغداد وأربيل، بيّن فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني أن:
"موضوع البيشمركة موضوع مهم، وهناك لوم كبير ويوجه بوجه خاص الله للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، الأمريكيون يتذمرون من أن العملية تمضي ببطء شديد، وهذا صحيح فهي بطيئة للغاية، لكن ليست الصورة أن شيئاً لم يتحقق، بل تحققت أشياء، لكن الخطوات التي اتخذت حتى الآن باتجاه توحيد قوات البيشمركة ليست خطوات كبيرة. أرجو أن يتم تعزيز هذه الخطوات أكثر وتتحد هذه القوات. أما دور أمريكا فهو أنهم يسعون دائماً لحل المشاكل بين الإقليم وبغداد، ودور أمريكا دور مساعد في حل المشاكل."
وعن دور فخامته في حل المشاكل، قال:
"بموجب المسؤولية الملقاة علي، أجل مارسنا دورنا وعلينا في كل أطراف إقليم كوردستان أن نمارس هذا الدور من أجل حل المشاكل."
وجواباً على سؤال حول ما إذا كان إقليم كوردستان قد فشل في المسألة الاقتصادية، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:
"لا أعتقد أن إقليم كوردستان فشل في هذا الموضوع. أنظروا في الملفات السابقة في هذه المسألة وستجدون فيها الكثير من الإنجاز الجيد، وقد كانت هناك مشاكل، والمشاكل يجب حلها عن طريق الحوار والتفاوض، لكن إقليم كوردستان لم يفشل في هذه العملية."
وعند رده على السؤال الأخير الذي كان عن احتمال قيام فخامته بزيارة بغداد لغرض حل المشاكل، قال فخامته:
"كما أخبرتكم، سيزور السيدان رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء بغداد، وعندما تدعو الحاجة، نعم سنزور نحن أيضاً بغداد. مسألة ذهابنا إلى بغداد طبيعية للغاية فنحن نعيش في هذا البلد، ونعيش في هذه الجغرافيا التي هي جغرافيا العراق ونحن جزء من جغرافيا العراق ويجب النظر إلى زياراتنا على أنها أمر طبيعي جداً، وعندما تدعو الحاجة للذهاب إلى بغداد، سنذهب الى هناك."