Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

الرئيس نيجيرفان بارزاني لخريجي الجامعات: العلم والمعرفة يمثلان أكبر قوة ورأسمال لكم

الرئيس نيجيرفان بارزاني لخريجي الجامعات: العلم والمعرفة يمثلان أكبر قوة ورأسمال لكم
2022-06-07T19:25:05.000000Z
مقالات

شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم الثلاثاء (7 حزيران 2022) في مراسم تخرج الدورة الرابعة للجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك، التي جرت بحضور السيد مسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، والسادة وزير خارجية العراق، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة الخاصة إلى العراق، والقنصل العام الأمريكي في أربيل، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.

وخلال المراسم، ألقى فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني كلمة هنأ فيها الخريجين ووالديهم وذويهم وأساتذتهم، وإلى جانب ذلك، شدد فخامته على المرحلة القادمة من حياة الخريجين والمهام الملقاة على عواتقهم في خدمة البلد في المجالات المختلفة. وأكد فخامته على دعمه واستمرار مساندته لجامعات إقليم كوردستان، ورأى ضرورة أن تعتمد الجامعات البيانات والدراسات العلمية ويكون لها دورها في حل مشاكل الحاضر والمستقبل وفي المجالات المتنوعة.

وأدناه نص كلمة فخامة رئيس إقليم كوردستان في مراسم التخرج:

أيها الخريجون الأعزاء

أيها السادة الحضور

طاب مساؤكم

أرحب بكل الضيوف الأعزاء، خاصة الضيوف الأجانب الذين تجشموا اليوم العناء ويشاركون معنا في هذه المراسم

أهلاً وسهلا بكم جميعاً وعلى الرحب والسعة

كلما جئنا ولأي مراسم، إلى دهوك الجميلة نشعر بالسعادة، ويسرنا أن نكون هنا مرة أخرى في مراسم تخرج طلبة كوردستان الأحبة، ونسعد بلقائكم في مدينة دهوك، فمرحباً بكم جميعاً.

في مراسم تخرج الدورة الرابعة للجامعة الأمريكية في كوردستان، نتشارك جميعنا فرحة وسعادة النجاح مع الخريجين نهنئهم ونهنئ أمهاتهم وآباءهم وأقاربهم وأساتذتهم الكرام المشاركين معنا اليوم في هذه المراسم.

أيها الخريجون الأعزاء

أهنئكم بحرارة ومن القلب وأشد على أيديكم لجهودكم وكدّكم في سبيل النجاح والتفوق. اليوم، يسجل كل واحد فيكم قصة نجاح لكوردستان. كل واحد فيكم هو موضع اعتزاز للجميع. نحن نعتز بكم.

أنتم أمل الغد وقادة هذا البلد المستقبليون. حين أرى شباباً مثلكم، أرى فيكم آمالاً وتوقعات لمستقبل أكثر إشراقاً لهذا البلد. وجودكم، وبلوغكم هذه المرحلة يبعث الفرحة في قلوبنا جميعاً. ويمنحنا المزيد من الثقة والاطمئنان على مستقبل بلدنا في كوردستان.

بينما تخطون أنتم اليوم نحو مرحلة جديدة في الحياة والعمل والمسؤولية، عليكم دائماً أن تكونوا ممتنين للفرصة التي أتيحت لكم. ممتنين لآبائكم وأجدادكم الذين حُرموا من هذه الفرصة، لكنهم منحوها لكم. هم ناضلوا وانخرطوا في صفوف البيشمركة، ودافعوا عن البلد وعن حريته بالأرواح والدماء لتكونوا أنتم اليوم أحراراً وتتمكنوا من الدراسة في الجامعات في بلدكم.

يشرفني اليوم أن أرى وفي مدينة دهوك، تطور الجامعة الأمريكية فيها سنة بعد سنة، وإعدادها كوادر جيدة وكفوءة لهذا البلد. ينبغي أن نقدر جهودهم وعناءهم، ولا تنسوا أبداً ما واجهه الآباء والأجداد من مشاق، حيث أن الحرية القائمة اليوم هي ثمرة دمائهم وجهودهم وكفاحهم وتضحياتهم هم والشهداء، والتي نلمس اليوم ثمارها ونحتفل معاً بحرية وسعادة بتخرج هؤلاء الأحبة.

أدى هؤلاء واجباتهم إلى الآن بكل إخلاص. حموا الأرض وحرية هذا الشعب، وعليكم اليوم أن تباشروا وبإخلاص خدمة شعبكم وبلدكم في جميع مجالات الحياة. بعلومكم ومعلوماتكم ومعارفكم التي اكتسبتموها عليكم أن تسجلوا نجاحات عظيمة وأن تمارسوا دوركم الفعال والخلاق في بناء البلد وتطوير المجتمع الكوردستاني.

ستكونون أنتم من الآن فصاعداً المحرك لتنمية وتطوير هذا البلد. عليكم أن تصبحوا النواة للتقدم الاجتماعي والعلمي والمعرفي. وعليكم أن تغيروا النظام الإداري والمجتمع إلى مستويات أفضل وأرقى بكثير مما هو قائم اليوم. هذه المهمة ليست باليسيرة، ولكن ينبغي أن لا تستسلموا وأن تنجحوا. ومثلما أنكم لم تستسلموا، وسهرتم الليالي واجتزتم المراحل الدراسية بنجاح، يجب أن تجتازوا المراحل التالية أيضاً وتخدموا بلدكم بأريحية وإباء.

أيها الخريجون الأحبة

في المرحلة الجديدة من الحياة، نحن نتطلع إلى جهود وهمم كل واحد منكم مهما كان المجال الذي يبدأ العمل فيه، ونحن نتوقع منكم أن تكون لكم رؤاكم وتكونوا واثقين في أنفسكم، بعيدي النظر، مهنيين، مبادرين في العمل، مبدعين، بناةً ومنتجين لهذا البلد. تحلّوا بالإرادة لتحقيق أحلامكم وأمانيكم، تحلّوا بالإرادة لتطوير كوردستان ولا تستسلموا أبداً، وكافحوا باستمرار وليكن المستقبل وجهتكم، لنحقق آمال وتطلعات هذا الشعب.

تُعلَّق عليكم آمال كثيرة في إقليم كوردستان والعراق، يتطلع البلد إليكم ويأمل في المزيد من الشباب ليحملوا العبء الذي عليكم ويكافحوا من أجل مستقبل هذا الشعب.

ينبغي أن تكونوا القدوة في كل مجالات البنية التحتية، الاقتصاد، التنمية، العلوم، المعارف وإلى آخرها وتمضوا بالبلد إلى الأمام، وهكذا ستكون بصمتكم واضحة على حاضر ومستقبل بلدنا. شاركوا بصورة فعالة وبادروا إلى إيجاد الحلول للمشاكل والتحديات التي يواجهها بلدنا اليوم، من قبيل: التغير المناخي، سبل حماية البيئة، انخفاض مناسيب المياه، التصحر، المشاكل الاجتماعية والإدارية والسياسية وإلى آخرها.

على خريجي الجامعات في كوردستان والعراق، أن يتوقعوا من الآن مشاكل وتحديات وعقبات الغد والمستقبل. أن يفكروا من الآن ويسعوا للعثور على حلول صحيحة لمشاكل هذا البلد. أما الذي يريد إكمال مراحل الدراسات العليا، فعليه أن يواصل سعيه بنفس روحية الثقة بالنجاح.

وفي هذه المناسبة، أود أن أطمئن الجميع إلى أننا سنستمر كما فعلنا دائماً في دعم الجامعة الأمريكية في كوردستان في دهوك وسائر جامعات كوردستان. نحن حريصون على المزيد من التقدم في مستويات الدراسة والتعليم والتعليم العالي في كوردستان. سنبذل كل ما نستطيع لدعم الجامعات والشباب، ولن نقصر في حدود المتاح لنا وسنفعل كل ما يلزم.

كما أدعم كل الدعم جهود تأسيس (مؤسسة تقييم برامج ومراكز الدراسة) في إقليم كوردستان. أساند وأثني على جهود دولة رئيس وزراء إقليم كوردستان، السيد مسرور بارزاني، لإنشاء هذه المؤسسة، وأثني على الرؤية التي أسست عليها هذه الجامعة. أرجو له الاستمرار والموفقية والنجاح.

يسعدني أن أجد الجامعة الأمريكية في كوردستان مهتمة كثيراً بأغلب مجالات العلوم الإنسانية، واليوم وفي هذه المراسم، وفي المرحلة الثانية بصورة عامة، سينال 145 خريجاً شهاداتهم الجامعية.

هؤلاء الشباب الأعزاء وبالتخصصات التي اكتسبوها، سيخدمون بلدهم في الكثير من المجالات المتنوعة، كالهندسة المعمارية، إدارة الأعمال، الهندسة الإلكترونية، الاتصالات والنقل، البيئة، وكذلك قسم تكنولوجيا المعلومات، التصميم الداخلي، العلاقات الدولية، إدارة النفط والغاز، هندسة النفط، السياسة العامة والأمن والدراسات الاستراتيجية. هذا محل فخر وارتياح لنا.

أيها السادة الحضور

أود أن أجدد التأكيد على دور الجامعات في تأمين احتياجات سوق العمل والمجالات اللازمة لتطوير وتنمية أي بلد. من أجل هذا، على الجامعات أن تولي اهتماماً خاصاً بالبيانات والدراسات العلمية وتتخذ منها أساساً رئيساً لأعمالها وبرامجها، ولهذا الغرض يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق صحيحان بين المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص مع الجامعات. هذا سيساعد في رسم الخطط الآنية والمستقبلية.

أيها الخريجون الأحبة

خير رأسمالكم، وأكبر قوتكم، هو العلوم والمعارف والتخصصات التي كسبتموها في المراحل الدراسية عامة وفي الدراسة الجامعية بصورة خاصة. وهذا أعظم استثمار في حياتكم، وخير استثمار استثمرته أمهاتكم وآباؤكم هو أنهم قدموا كل ما في وسعهم وساندوكم ودعموكم لتكملوا دراستكم بنجاح. ومن اليوم فصاعداً، يأتي دوركم. يأتي دوركم في رد الجميل لهم. وستردون لهم الجميل بخدمة بلدكم وتطوير بلدكم.

إن شعبكم وبلدكم يحتاجان إليكم. فأسعدوا قلوبهم وقلوبنا والجميع بنجاحاتكم وأعمالكم وخدماتكم. فمستقبل هذا البلد في أيديكم.

وكما أنكم اجتمعتم هنا من كل مكان ومنطقة ومكون. أنتم معاً ومن أي مكان من كوردستان والعراق جئتم وأكملتم الدراسة الجامعية هنا. أرجو وبنفس الصورة أن يكون لكم دور مؤثر في تطوير ثقافة التعايش، الوئام، التسامح والتعددية في إقليم كوردستان وفي العراق. سعيدون جداً بتخرجكم وبنجاحكم. سعيدٌ أنني معكم هنا في هذا المساء في دهوك.

أهنئكم مرة أخرى وأبارك لكم. أبارك لأمهاتكم وآبائكم وأساتذتكم، وأبارك بحرارة وأشكر بشدة رئاسة وإدارة الجامعة الأمريكية في دهوك الذين هم أيضاً جزء مهم من نجاحكم اليوم. أشد على أيديهم وأرجو لهم النجاح.

دمتم، ولتسعدوا وتنجحوا دائماً، وإن شاء الله سنجد كوردستان دائماً عامرة زاهرة.

مرة أخرى أبارك لكم وأهلاً بكم وسهلاً.

شكراً جزيلاً