تحدث فخامة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كوردستان، مساء اليوم (الاحد، 14 كانون الثاني 2024) خلال مؤتمر صحفي في بغداد، للصحفيين حول زيارته التي استغرقت يومين ولقاءاته واجتماعاته مع قادة ومسؤولي العراق، وأجاب على اسئلتهم.
في مستهل المؤتمر الصحفي، قال فخامته:
"مجيئنا لبغداد كان بالدرجة الاولى من اجل المشاركة في يوم الشهيد العراقي، حيث شاركنا في هذه المراسم ومن ثم اجرينا منذ يوم امس مجموعة من اللقاءات وتباحثنا مع جميع القوى السياسية العراقية، مع رئيس الوزراء، ومع الاطراف السياسية العراقية.
بلا شك يجب ان يجري التعاطي مع هذه اللقاءات بصورة طبيعية، فما دمنا نعيش في هذه الجغرافيا ونعيش في هذا البلد، من الطبيعي جدا ان نزور بغداد ونحاول ان نتباحث بشأن المشاكل الموجودة مع بغداد وان نحاول وضع الحلول لها.
في اللقاءات التي اجريناها اليوم وامس، ناقشنا بشكل موسع موضوعين رئيسين، أولهما كان مسألة قوت شعب كوردستان التي وحسب قناعتنا نحن نفذت حكومة اقليم كوردستان جميع التزاماتها تجاه بغداد، لذلك يجب ان يتم التعامل الآن مع رواتب اقليم كوردستان مثلما يتم التعامل مع رواتب كل محافظات العراق. بهذه الصورة يجب التعاطي مع إقليم كوردستان أيضاً. لا يمكن تحويل مسألة الرواتب الى مادة سياسية، او ورقة ضغط ضد اقليم كوردستان. لا شك ان لدى دولة رئيس الوزراء تفهم جيد جدا حيال هذه المسألة وانا واثق بانه سيبذل كل جهد لحلحلة هذه المشكلة. كما تعلمون اصدر مجلس الوزراء قرارا اليوم، ويشكر رئيس الوزراء على هذا لأن الموضوع لم يكن مدرجاً في جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء، حيث كان سيادته قد اكد باصرار على ضرورة ان يتم إدراج الموضوع في جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء. حسب وجهة نظرنا فان القرار الذي اتخذ اليوم هو بداية جيدة لوضع الحلول للمشاكل.
الموضوع الثاني هو المسألة الأمنية، إذ أننا نرى أن إطلاق هذه المسيرات على إقليم كوردستان يخرّب أمن إقليم كوردستان وأمن العراق أيضاً، لأن الكل مرتبط بعضه ببعض ولا يمكن تجزئته. كان هذا موضوعاً رئيساً تحدثنا فيه مع كل الأطراف أيضاً. من المؤكد أن هذا بحاجة إلى المزيد من الحوار، لكننا نأمل أن يحل هذا الموضوع أيضاً.
ومن الجدير هنا أن نعبر من جديد عن الشكر لصمود شعب الإقليم ومتقاضي الرواتب في إقليم كوردستان. أن نشكرهم لأنهم في كل كوردستان كانوا صامدين بحق وتحملوا الكثير. نأمل أن لا يتحول موضوع الرواتب في هذه السنة مرة أخرى إلى مادة للإعلام تتداولها وسائل الإعلام. أن يكون موضوعاً يجري بصورة طبيعية وعادية وأن تؤمن رواتب متقاضي الرواتب في إقليم كوردستان أسوة بكل متقاضي الرواتب الآخرين في العراق."
بعد ذلك، وفي معرض إجابته على سؤال حول موعد لحل مشكلة رواتب متقاضي الرواتب في إقليم كوردستان وحوارات حكومة إقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية في هذا السياق، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:
"إن وفد إقليم كوردستان مشكوراً.. وفد حكومة إقليم كوردستان عمل بجد على هذا الموضوع، والموضوع ليس قدومي أنا فقط، فحكومة إقليم كوردستان والوفود التي جاءت من أربيل إلى بغداد عملت بصورة غاية في الانتظام على هذا الملف، وكل مساعينا هي بالكامل من أجل حل هذه المسألة بصورة جذرية وأن لا تصبح مادة إعلامية، جاءت الرواتب، وصلت الرواتب، هكذا حل بالرواتب. الآن، نأمل أن نتمكن في هذه السنة من حل هذا الموضوع بعون الله وبصورة لن يعود معها مادة للإعلام."
وحول مسألة تعديل قانون الموازنة العامة الاتحادية وهل يضم حل موضوع مستحقات إقليم كوردستان، قال فخامته:
"من المؤكد أن تأمين الرواتب في إقليم كوردستان بحاجة إلى أكثر من نحو 875 مليار دينار، للرواتب وحدها، وهذا موضوع تعاملت حكومة إقليم كوردستان معه ببالغ الشفافية، وقدمت كل البيانات المتعلقة به لبغداد. الآن أصبح الدور هكذا، أن يكون الالتزام من جانب بغداد ويتم تأمين رواتب متقاضي الرواتب في إقليم كوردستان."
وفي معرضه رده على سؤال آخر عن علاقة قرار مجلس الوزراء العراقي صرف 615 مليار دينار لإقليم كوردستان بزيارة فخامته إلى بغداد، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:
"تحدث دولة رئيس الوزراء مشكوراً يوم أمس عن أن هذا الموضوع سيدرج في اجتماع مجلس الوزراء، لكن الأمر ليس بمسعى من جانبي أنا وحدي، فقد سبق أن بعثت حكومة الإقليم وفودها إلى بغداد، وكانت تتواصل باستمرار مع بغداد وبذلت الكثير من الجهود، كلنا بذلنا الجهود من أجل حل هذه المشكلة مع بغداد بعون الله."
وعن مدى التطرق خلال اجتماعاته ببغداد إلى كيفية الحد من الهجمات بالمسيرات على إقليم كوردستان وهل كانت هناك ضمانات في هذا السياق، قال فخامته:
"المسيرات التي تطلق على إقليم كوردستان.. هذا انتهاك لسيادة العراق وازدراء للسلطة ولرأي رئيس الوزراء العراقي بصفته القائد العام للقوات المسلحة. إن موقفنا واضح، نحن مع حل هذه المشاكل وأن لا تتكرر. أما بشأن الضمانات، فأنا لم أحصل على أي ضمانات، لكننا عرضنا وبكل وضوح موقفنا، في محادثاتنا، وفي المراسم تلك تطرقت إلى موقف إقليم كوردستان. نجدد التأكيد على موقفنا هذا، وكل الخارجين على القانون الذين يرتكبون هذه الأفعال، ينتهكون أولاً سيادة العراق، فأين يكمن الفرق؟! مثلاً، ما هو الفرق بين أربيل وبغداد؟ أربيل مدينة عراقية وسيادة بغداد وسيادة أربيل سيادة واحدة ألا وهي سيادة العراق. إن انتهاك سيادة العراق من قبل بعض الفصائل المسلحة، انتهاك لسيادة كل العراق وليس إقليم كوردستان وحده. يجب أن يتوقف هذا، إذ لا يمكن لهذا أن يستمر. هناك تفهم جيد لهذه المسألة. يمكنني القول إن هناك تفهماً جيداً، ونأمل بإذن الله أن يتم حل هذا."
وبشأن الميزانية أيضاً وتحديد موعد لتعديل القانون وكيفية تعديله والاجتماع المرتقب للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق مع رئاسة إقليم كوردستان، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:
"كل مساعي حكومة إقليم كوردستان ترمي إلى صياغة قانون الموازنة بصورة تؤمّن حقوق متقاضي الرواتب في إقليم كوردستان. أما عن مسألة الانتخابات، للأسف الشديد تأخرت الانتخابات كثيراً وإن تأخير الانتخابات أكثر سيضع موضوع شرعية مؤسسات إقليم كوردستان في موضع تساؤل. طلبنا أن يزور وفد المفوضية العليا أربيل، وسيجتمعون غداً وبعد غد مع معاوني في رئاسة الإقليم وسنبحث في موعد نكون متأكدين من أن الانتخابات ستجرى فيه. من المؤسف جداً أن أحدد في رئاسة الإقليم موعداً للانتخابات وأن لا تجرى لأسباب كثيرة. أرجو أن تكون هذه المرة الأخيرة."
وبشأن التساؤل حول هل أن انتهاء تفويض المفوضية يسبب مشكلة لعملية الانتخابات، قال فخامته: "يجب أن نحاول إجراء الانتخابات قبل ذلك".
وحول عدم حل مشكلة الرواتب والمستحقات المالية لإقليم كوردستان مع بغداد، أجاب فخامته على سؤال آخر يقول:
"يحدونا الأمل، وما لمسته من دولة رئيس الوزراء في بغداد، هو أن كل طرف يريد أن يتم حل هذه المشكلة، وكل مساعينا ترمي إلى العثور على حل لهذه المشكلة وفقاً للقانون."
وعن قرار الحكومة العراقية صرف أموال لإقليم كوردستان، والتوقعات المرتبطة باستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:
"مسألة استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان كانت أيضاً من المواضيع التي ناقشناها مع رئيس الوزراء ووزير النفط ونأمل أن تحل هذه المسألة أيضاً خلال فترة قصيرة، لا أستطيع أن أقول متى، لكني أعتقد أننا نسلك طريقاً صحيحاً لحل هذه المشكلة أيضاً بعون الله. وكما أسلفت، من حق متقاضي الرواتب في إقليم كوردستان أن يتقاضوا رواتبهم ونأمل أن يكون القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء اليوم بداية لإنهاء هذه المشكلة."
بعدها ولدى إجابته على سؤال يتعلق بخطوات اختيار من يشغل منصب محافظ كركوك، أعلن فخامته:
"بعد أن تعلن النتائج وبعد الفراغ من النظر في الطعون، سنخوض محادثات بالتأكيد. نحن من جانبنا، دعوني أتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، سنبحث هذا الموضوع مع الاتحاد الوطني الكوردستاني. وبعون الله، سنعمل سواء في الموصل أو في كركوك على التوصل إلى تفاهم يصب في مصلحة شعب كوردستان. شكراً جزيلاً."