عقب الاجتماعات واللقاءات التي اجراها فخامة السيد نيجيرفان بارزاني في اليومين الماضيين في طهران عاصمة جمهورية ايران الاسلامية، تحدث فخامته خلال مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم الثلاثاء 7/4/2024 عن مضامين لقاءاته واجتماعاته واوضاع العراق واقليم كوردستان والمنطقة بصورة عامة.
في المستهل قال فخامته:" زيارتنا لجمهورية ايران الاسلامية، كانت زيارة ناجحة ونرى بانها ستكون فاتحة جديدة لعلاقة اقليم كوردستان مع جمهورية ايران الاسلامية. وفي هذه الزيارة استقبلنا مشكورين، اولا من قبل المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران، وكذلك من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى وامين عام المجلس الاعلى للامن الايراني.
وجرت الاجتماعات بصورة عامة بشكل جيد جدا، نشكرهم جميعا لاستقبالهم لوفد اقليم كوردستان. نحن نرى في اقليم كوردستان ان العلاقة مع جمهورية ايران الاسلامية، هي علاقات غاية في الاهمية، علاقات تاريخية وهناك مشتركات كثيرة تاريخية تجمعنا وتربطنا مع بعض. فبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ولحد اليوم هناك امور مهمة للغاية تربطنا نحن في اقليم كوردستان مع جمهورية ايران الاسلامية.
قدمنا شكرنا لكافة اشكال التعاون والدعم في المراحل الصعبة التي تلقيناها، بالتاكيد هناك بعض المعوقات في هذا الطريق، فلا يخلو من العراقيل، بيد ان الاهم والذي اراه مهما لنا، هو ان ازاحة جميع هذه العراقيل وحل المشاكل الموجودة، حيث نتلمس ارادة جدية في زيارتنا هذه لجمهورية ايران الاسلامية لحلحلة هذه المشاكل الموجودة بيننا.
لاشك ان اقليم كوردستان ايضا يرغب في افضل العلاقات مع جمهورية ايران الاسلامية كجارة غاية في الاهمية، كجارة دأبت على ابداء التعاون والمساعدة لاقليم كوردستان في الايام العصيبة. الامور التي تفضي الى خلق الخلل في هذه العلاقات اشعر بوجود ارادة جدية لدى جمهورية ايران الاسلامية للقضاء عليها ولا شك ان لاقليم كوردستان ايضا هذه الارادة الجدية. ينوي اقليم كوردستان ان يبقى باستمرار عامل الامن والاستقرار في المنطقة، هذه سياسة ثابتة لاقليم كوردستان وسوف نستمر في انتهاج هذه السياسة".
وبعد ذلك وفي معرض جوابه على سؤال بخصوص اجراء انتخابات برلمان كوردستان ومناقشة هذا الموضوع مع المسؤولين الكبار في جمهورية ايران الاسلامية، اعلن فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:" بداية لاصحح لك هذه المعلومة، لم نتطرق الى انتخابات اقليم كوردستان كموضوع مطروح في اجتماعاتنا ولم نخض فيه في اي مكان عدا مكان واحد حيث تم طرح سؤال حول موعد انتخابات اقليم كوردستان. فيما سوى ذلك لم يكن موضوعا مطروحا في اجتماعاتنا بطهران.
وجوابنا لهذا السؤال، هو ان ما يتعلق برئاسة اقليم كوردستان، اننا حددنا موعد الانتخابات، ولم نغير هذا الموعد لحد هذه اللحظة، ولكن المهم هو انه من الضروري اجراء انتخابات. لماذا نجرى الانتخابات؟ الانتخابات تجرى بهدف ان نعمل معا من اجل مصلحة مواطني اقليم كوردستان، ويجب اجراء انتخابات باتفاق كافة الاطراف، ولا تغدو سببا لتفريق اكثر لاقليم كوردستان. مسؤوليتي كرئيس لاقليم كوردستان الا ادعم اية جهة او حزب بل مسؤوليتي كرئيس لاقليم كوردستان هو الحفاظ على مصلحة اقليم كوردستان، وارى مصلحة اقليم كوردستان اعلى من وجهات نظر الاحزاب، ولا شك فان اية خطوة اخطوها ستكون ضمن اطار مصلحة اقليم كوردستان. ولا يفترض ان تؤدي الى تشتت اكثر لاقليم كوردستان. مصالح الاحزاب عائدة لهم وهم حر فيها ولهم الحق فيها، ولكن المسؤولية التي تقع على عاتقي كرئيس لاقليم كوردستان، هي حماية مصالح اقليم كوردستان. لم اغير الموعد، ولكنني ارغب في اجراء انتخابات يتفق الجميع حولها. اود ان تجرى انتخابات لا يرى فيها طرف نفسه بانه الخاسر او انه الفائز. لا احبذ ان تجرى انتخابات يقوم خلالها طرف بتسجيل النقاط على طرف آخر، نحن فعلنا كذا، نحن جعلناكم مظطرين ، و، و، .... الخ، هذه الامور ليست صحيحة وليست في مصلحة مواطني اقليم كوردستان.
جهودنا مع تقديري وشكري لبغداد وسيادة رئيس الوزراء والمحكمة الفدرالية، للسيد فائق زيدان رئيس الهيئة القضائية، جهودنا جميعا مستمرة في الحقيقة، اقدم شكري لهم بانهم في هذا الموضوع يدعمون اقليم كوردستان، يدعمون رئاسة اقليم كوردستان، هم ايضا لهم نفس الراي بانه لا يمكن القيام بشىء يؤدي الى تفريق اكثر داخل اقليم كوردستان. اذن فانني حددت الموعد، ولغاية اليوم وبالرغم مما يقال بانني غيرته فلم اغير موعد الانتخابات هذه كلها انباء غير صحيحة".
وفيما يتعلق بالمشاكل بين اربيل وبغداد والعلاقة مع طهران ودور ايران في معالجة المشاكل بين اربيل وبغداد، اعلن فخامة رئيس اقليم كوردستان:" زيارتنا لطهران وبهذه التوليفة ومستوى لقاءاتنا في طهران، كلها مؤشرات على اننا بدأنا مرحلة جديدة للعلاقات بيننا. هذه المرحلة الجديدة على كلا الجانبين متابعتها بدقة تامة وان نقوم بالحفاظ عليها، وعلينا ان نقوم بحل كافة الاشكالات قبل ان تؤدي الى مشاكل عن طريق التفاهم، الزيارة بحد ذاتها لم تكن وليدة يوم وليلة. بل عمل متواصل لعدة اشهر.
وكذلك نشكر دور رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني الذي كان في الحقيقة متعاونا واجرينا بخصوصه العديد من الاجتماعات المطولة بشكل سري ليكون لدينا اليوم هذه اللقاءات في طهران. اما دور جمهورية ايران الاسلامية كما سمعناه من جميع المسؤولين يكمن في تشجيع الطرفين، وانهم يحفزون الطرفين من اجل حل المشاكل. لمسنا ذلك من جميع المسؤولين في هذا البلد كاصدقاء للطرفين، رغبتهم هي ان يتم حل مشاكل اقليم كوردستان وبغداد، ولا شك كصديق مشترك لنا نحن ايضا طلبنا منهم مساعدتنا من اجل حل هذه المشاكل".
وفيما يخص مضمون اجتماع فخامته مع سماحة المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران، الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية الايراني الى بغداد ودعوته الى اربيل والاهتمام البالغ للاعلام الايراني بزيارة فخامته الى طهران الذي وصفوه بسفير سلام اقليم كوردستان في طهران، اعلن فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:" فيما يتعلق باجتماعنا مع سماحة مرشد جمهورية ايران الاسلامية، يشرفني بانه كان لي هذا اللقاء مع سماحته، كان اجتماعا مثمرا، وانعمنا بلطفه، وكان واضحا ان سماحته داعم لان يتم حل مشاكل الكورد عموما ومشاكل اقليم كوردستان مع العراق بطرق سلمية وعن طريق الحوار. ولا استطيع الخوض في التفاصيل اكثر من ذلك بخصوص اجتماعنا مع مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران وما هي الامور التي تم التطرق اليها.
وفيما يخص رئيس جمهورية ايران الاسلامية، نعم تم التطرق في الاجتماع الى زيارة فخامته الى بغداد، وفي هذا الاطار انا كرئيس لاقليم كوردستان قدمت الدعوة لفخامته ارجو ان يقبلها.
قدمت لفاخمته دعوة رسمية لزيارة اقليم كوردستان ايضا في اطار زيارته لبغداد. اعتقد بانه اخذ الدعوة على محمل الجد يبقى ان يقوموا هم بدراستها وتقييمها وبموجب الوقت والاوضاع، واظن ان فخامته سوف يقبل الدعوة لانه كان ايجابيا. انا لم ار المانشيت، ولكن دور اقليم كوردستان عموما، دور سلمي في المنطقة، دور يرغب في الاستقرار في المنطقة، كما ذكرت في مستهل حديثي، فان جمهورية ايران الاسلامية دولة غاية في الاهمية بالنسبة لنا، وان تعزيز العلاقات الثنائية سواء اكان كالعراق او اقليم كوردستان يعد من اولوياتنا".
وفي اطار جوابه على سؤال آخر حول الاوضاع الامنية في المنطقة، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:" جزء من اجتماعاتنا كان بخصوص هذا الموضوع، لا شك انكم تعرفون ان لنا لجنة امنية مع العراق، وممثل الاقليم في هذه اللجنة هو السيد وزير الداخلية في حكومة اقليم كوردستان السيد ريبر احمد الذي شارك معنا في الاجتماعات، الذي سمعته في اجتماعات اليوم، كان شكر وتقدير لدور وعمل وزير الداخلية للاقليم في تطوير الملف الامني، لاتحدث عن مبدأ المسألة، لا يمكن لاقليم كوردستان ان يصبح مصدرا للتهديد على جيرانه واعيدها مرة ثانية بان ايران جارة مهمة لنا ولا يمكن لقوة مسلحة وتحت اي سمى كان وان يتواجد باي شكل كان في اقليم كوردستان وينطلقون من اقليم كوردستان الى داخل الاراضي الايرانية وتقوم بانشطة عسكرية وان تعود مرة ثانية الى اقليم كوردستان! اية دولة تقبل هذا؟! في اي قانون دولي هذا مقبول؟ وبخصوص هذا المبدأ فان اقليم كوردستان ايضا كجار سواء اكان بالنسبة لتركيا ام ايران ام سوريا. لان هذا المبدأ مبدأ صحيح تماما في العلاقات الثنائية بين الدول، عليه فان اقليم كوردستان ملتزم بهذا المبدأ. وتم انجاز عمل جيد في هذا المجال، اغلب مخاوف ايران التي كانت لديهم في المسألة الامنية، كما تحدثت عنه قدموا شكرهم مرات عديدة لوزير داخليتنا، نعم لا زال هناك عمل يجب ان يؤدى الا ان المهم هو اننا نشعر باننا على طريق صحيح لحل هذه المسألة بشكل كامل، ونامل ان يكون لهذه الاطراف تفهما لوضع اقليم كوردستان، وقد ابدوه فعلا. نامل ان يكون لهم تفهم اوسع لهذا الوضع وان نتوجه الى مرحلة اخرى، فلا يمكن ان تتحول هذه المسألة الى موضوع الاجتماعات بين اقليم كوردستان وايران".
وفيما يتعلق بهذه المرحلة الجديدة بين اقليم كوردستان وجمهورية ايران الاسلامية وتاثيرها على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية لاقليم كوردستان والاتفاقات بين اربيل وبغداد، اعلن فخامة رئيس اقليم كوردستان:" كان هناك الكثير من الامور والايادي التي ادت الى خلق القلق والمخاوف، الا الاهم حسب قناعتي بان الجلوس مع بعض والحوار كان قليلا، في حال وجود اية مشكلة ومن اي نوع كان، ان كان هناك اجتماع وحوار وآلية، مثلما اتفقنا الآن مع طهران على نوع الآلية، عند اقبال مشكلة، ان يتم اعتراضها، وليس تركها ومن ثم وبعد حدوثها تذهب لتعالجها.
اتفقنا الآن على آلية لا اريد ان اخوض في مضمونها الآن، الا اننا كمبدأ اتفقنا على هذه الآلية وتصبح على الورقة واتفقنا على كيفية تنفيذها. ومن جانبنا كاقليم كوردستان، لا شك ان ذلك سيكون له التاثير على القطاع التجاري، التاثير على توجه مواطني اقليم كوردستان الى ايران ومواطني ايران الى اقليم كوردستان وتنفيذ ذلك يعد ذا اهمية قصوى بالنسبة لنا. في اجتماعاتنا في طهران اليوم وامس، تم تقديم الشكر لاقليم كوردستان ومواطني اقليم كوردستان وليس حكومة الاقليم لوحدها، قدم الشكر لحكومة اقليم كوردستان ، الا ان الشكر قد تم توجيهه لمواطني اقليم كوردستان ايضا لحفاوة الاستقبال في اربيعينية الامام حسين للحجاج الذين قدموا من ايران باتجاه كربلاء. اي بلد اذا كان لديه الزيارات والسفر بهذا الشكل، بالتاكيد سينمي اقتصاده ويقدم الضمان للمواطنين وتنمو التجارة اكثر وهذه كلها لمصلحة الطرفين، تصب في مصلحة اقليم كوردستان وكذلك في مصلحة ايران ايضا. هذه هي البداية الجديدة، نعقد اتفاقا جديدا ونضع آلية جديدة لتسيير الاعمال بشكل افضل حتى لا نكون شاهدا يوما ما على ان تستجد مشكلة اخرى فيما بيننا. وفيما يخص دور ايران في مسألة تنفيذ الاتفاق بين اربيل وبغداد تعلمون انني كنت في بغداد قبل فترة وكان لدينا اجتماعات مع دولة رئيس الوزراء ومع رئيس المحكمة الاتحادية ايضا، وهناك ايضا نشعر بان المشاكل باتجاه الحل وان الاتفاق الذي ابرم بين حكومة اقليم كوردستان وبغداد حيث قلتها مرارا واقولها هنا مرة اخرى ان حكومة اقليم كوردستان التزمت بتنفيذه، والى حد بعيد قامت حكومة الاقليم بتنفيذه، وننتظر من بغداد الالتزام بما عليها والاهم من كل ذلك ان الهدف انه لا ينبغي ان تصبح رواتب موظفي اقليم كوردستان خبرا للنشر، هذا هو هدفنا ولا يمكن ان يتكرر ذلك.
في اجتماعنا الثلاثي بيني وبين دولة رئيس الوزراء ورئيس المحكمة الاتحادية، اتفقنا على هذا المبدأ انه باي شكل من الاشكال وعلى الرغم من وجود المشاكل بين حكومة اقليم كوردستان وبغداد، فلا يمكن ان يتم ربط رواتب موظفي اقليم كوردستان مع المشاكل الموجودة بين الحكومتين. وجرى التأكيد على ذلك في اجتماعنا مع السيد السوداني ورئيس المحكمة الاتحادية، وجرى التاكيد على هذه النقطة، لا شك وباذن الله نتوجه صوب هذا الحل".
وفي معرض رده على آخر سؤال بخصوص مطالب اقليم كوردستان وجمهورية ايران الاسلامية من بعضهم االبعض فيما يتعلق بالمسائل الامنية وتقديم دعم اكبر في المجال الاقتصادي والثقافي بين اربيل وطهران، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني:" نعم نحن ايضا كان لنا مطالب فيما يخص المجال الامني الا ان ذلك يتم طرحه في اللجنة الامنية حيث ان ممثل اقليم كوردستان الذي يشرف على هذا الملف هو وزير داخلية اقليم كوردستان. وبشكل واضح خلال هذه الاجتماعات تم طرح الامور التي تثير مخاوفنا في اقليم كوردستان، الا ان ذلك يكون في اطار الآلية التي اشرت اليها الآن، ففي اطار هذه الآلية نتحدث عنها ونطرحها. وفيما يخص المسائل الثقافية لنترك المجال لحل هذه المشاكل، فلا شك باننا سناتي اليها لاحقا، الا ان العمل الذي له الاولوية بالنسبة لنا، هو تبديد هذه المخاوف والمشاكل الموجودة حاليا، نامل ان تتم حلحلة هذه المشاكل وان نتمكن كجارين قريبين جدا من بعض من كافة المجالات، من الناحية الثقافية، ومن التعليم العالي وكافة المجالات الاخرى من بناء علاقات جيدة مع جمهورية ايران الاسلامية".