استقبل فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني، مساء اليوم الأربعاء 19 تموز 2023، معالي وزير القوات المسلحة الفرنسية السيد سيباستيان لوكورنو، ووفداً مرافقاً له.
وتم خلال اجتماع التباحث حول آخر مستجدات حرب داعش ومواجهة الإرهاب والأوضاع الأمنية للعراق وإقليم كوردستان والمنطقة، واتفق الجانبان في الرأي بأن داعش لا يزال خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة ولهذا يحتاج العراق وإقليم كوردستان إلى استمرار مساندة التحالف الدولي وفرنسا.
وجدد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني التعبير عن شكر وتقدير إقليم كوردستان لدعم ومساعدات فرنسا لشعب كوردستان في المراحل المختلفة، وأشار على وجه الخصوص إلى الدور المساعد والداعم لفخامة الرئيس الفرنسي السيد إيمانوئيل ماكرون مؤكداً أن شعب كوردستان لن ينسى مساعدات ودعم فرنسا أبداً.
من جهته، عبر معالي وزير القوات المسلحة الفرنسية عن سعادته لزيارته العراق وإقليم كوردستان وأكد أن بلاده ستواصل دعم العراق وإقليم كوردستان من أجل الحفاظ على أمن واستقرار العراق وإقليم كوردستان والمنطقة، ومواجهة مخاطر الإرهاب وتهديدات داعش في العراق وسوريا.
وفي الاجتماع الذي حضره السادة سعادة السفير الفرنسي في العراق والقنصل العام الفرنسي في إقليم كوردستان، نوقشت علاقات أربيل وبغداد والتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي في مواجهة الإرهاب، وأوضاع المنطقة بصورة عامة والحرب في أوكراينا وتداعياتها مع مجموعة مسائل تحظى بالاهتمام المشترك.
ثم تحدث الجانبان في تصريح صحفي مشترك عن مضمون اجتماعهما، حيث تحدث فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني قائلاً:
أسعدني كثيراً أننا استقبلنا هذا المساء في أربيل، معالي الوزير، نرحب به بحرارة في العراق وإقليم كوردستان. إن زيارتهم هذه رسالة مهمة تدل على استمرار دعم وصداقة فرنسا مع العراق وإقليم كوردستان، فأهلاً بهم وسهلاً.
كان لنا اجتماع جيد، تحدثنا عن الحرب ضد داعش ومواجهة الإرهاب والتطرف، واتفقت آراؤنا في الجانبين على أن داعش لا يزال خطراً حقيقياً وتهديداً لأمن واستقرار العراق والمنطقة، لهذا من الضروري أن تستمر مساعدة ومساندة التحالف الدولي للعراق ولإقليم كوردستان.
شكرنا فرنسا على دعمها وصداقتها الدائمة مع إقليم كوردستان، فشعب كوردستان لن ينسى أبداً مساعدات فرنسا ومساندتها له في المراحل المختلفة، ونجدد التعبير عن شكرنا وامتناننا للرئيس ماكرون على تواصله ودعمه المستمرين للعراق ولإقليم كوردستان.
نساند الاتفاقيات والتفاهمات بين العراق وفرنسا ونتطلع إلى أن يكون لإقليم كوردستان حصة في الانتفاع منها، وخاصة في مجال المساعدة على تدريب وتمرين البيشمركة.
أكدنا على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين العراق وإقليم كوردستان وبين فرنسا والمجتمع الدولي من أجل حفظ الأمان والاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية الموجودة في العراق وفي المنطقة
بحثنا أوضاع سنجار والإيزديين والمسيحيين والمكونات وأهمية تمهيد الأرضية لعودة النازحين الإيزديين إلى ديارهم، وفي هذا الصدد اتفقت آراؤنا في الجانبين على أهمية تنفيذ الاتفاقية المبرمة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية لتطبيع الأوضاع في سنجار.
نشكر أعمال وجهود السفارة الفرنسية ببغداد وسعادة السفير والقنصلية العامة في أربيل والقنصل العام الفرنسي، من أجل التقدم بعلاقات فرنسا مع العراق وإقليم كوردستان.
معالي الوزير مرحباً بكم مرة أخرى في أربيل.
ثم قال وزير القوات المسلحة الفرنسية:
شكراً فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني، شكراً على هذا الترحيب الحار، شكراً لكلماتكم الصديقة وطريقة الاستقبال للوفد الذي أترأسه. أشكر السفير الفرنسي في العراق وأشكر القنصل العام الفرنسي في أربيل.
في وقت مميز لكل العالم حيث الكثير من التعقيدات الأمنية، والتي علينا أن نتصدى لها معاً كما أشرنا إلى ذلك خلال اجتماعنا، تعمل فرنسا على تقوية نفسها. في البرلمان الفرنسي، صوتنا لصالح قانون يصادق على ميزانية فريدة.
عندما أقول فريدة، فلأنها تذكرنا بإجراءات الجنرال شارل ديغول والتي برزت في الستينيات من أجل إدارة العديد من الأوضاع الاستثنائية المتأزمة، التي برزت نتيجة أمور من قبيل انتشار الأسلحة النووية وعودة الصراع بين القوى العظمى العالمية، وهذه الحالية عبارة عن القضايا المرتبطة بالتغير المناخي والتحديات الأمنية في البر والبحر إلى جانب موضوع بارز جداً على طاولة المباحثات، وهو الإرهاب.
وكما أخبرت فخامتكم، فإن لفرنسا علاقة عميقة وخاصة بهذا الموضوع وهي علاقة عاطفية، ومن المؤسف أن لها أيضاً علاقة مع المآسي. لقد شهدنا تفجيرات باريس ونيس، ونعلم العلاقة التي أقامتها الدماء التي أريقت في باريس مع المآسي، ولهذا فإن فرنسا في مجال مواجهة الإرهاب ليست دولة غربية عادية كالآخرين.
هذا يضطرنا للعمل على الحفاظ على النتائج التي حققتها قواتنا هنا من خلال العملية المعروفة باسم عملية "شمال" وكذلك العمليات التي نفذت ضمن إطار التحالف الدولي، والعمليات التي نفذت ضمن إطار العلاقات الثنائية. نتائج هذه العمليات ملموسة هنا، وتظهر نوعاً من التهدئة.
على الأقل، سيبقى التصدي للإرهاب تحدياً. تحدياً مستمراً، وتحدياً دقيقاً في كل حين، فمهمتنا مع الإسلام الأصولي المتمثل في الدولة الإسلامية (داعش) لم تنته. لهذا يجب أن نواصل التعاون المشترك في المجال الاستخباري وفي مجال التدريب والتمرين. وكما ذكرتم فخامة الرئيس، ولن أعود لتكرار ذلك، إلا أن هذه مفاتيح للمستقبل بهدف تسريع المسائل التي تخص الأمن.
بعد ذلك ستتاح لنا الفرصة لنأتي إلى مسألة أخرى عالمية وهي أوكراينا، وهذه من المواضيع التي انشغلت بها الدبلوماسية الفرنسية في الفترة الأخيرة. هذه فرصة لأخبر الإعلام المتواجد هنا ومختلف المراقبين بأن فرنسا ليس قصيرة نظر عندما تقول إن أزمة أوكراينا شغلت طاقة غربية كبيرة. نحن نعلم كم نحن مدينون لأصدقائنا وكل شركائنا لمواجهة جميع التحديات التي تمثل مفاتيح لاستقرار المنطقة، وكذلك لأمن كوردستان العراق والمواطنين الفرنسيين.
هذه هي رسالة زيارتي، وهي رسالة صداقة ووفاء، رسالة شكر للأعمال التي أنجزت حتى الآن، وكذلك المشاريع. المشاريع المستقبلية التي تمس التحديات التي في أعناقنا، والتحديات التي تواجهنا باستمرار وعلينا أن نتصدى لها معاً.
أجدد التعبير عن شكري الجزيل لهذا الاستقبال الحار. من دواعي سروري أني زرت أربيل للمرة الأولى والتي لن أنساها أبداً.