نستذكر اليوم (١٤ نيسان) الذكرى الثالثة والثلاثين لعمليات الأنفال سيئة الصيت التي هي واحدة من أكثر جرائم النظام العراقي السابق وحشية، حيث تم بدون تفريق ولا تردد اقتياد مئات آلاف من النساء والرجال والأطفال والشيوخ الأبرياء عنوة من كوردستان إلى صحارى الموت الجماعي التي لا خلاص منها، واقترفت دونما اكتراث عملية قتل جماعي ووأد لأكثر من ١٨٢ ألف مواطن. ودمرت البيئة والطبيعة الجميلتان لبلدنا ومحيت آثار الحياة نهائياً من آلاف القرى والقصبات في كوردستان.
في هذه الذكرى، ننحني إجلالاً وإكراماً للأرواح الطاهرة للشهداء، ونستذكرهم بتبجيل وتكريم، فهم سيظلون أحياء أبداً في ذاكرة شعب كوردستان. تحية لهم، وتحية وتقديراً لعوائلهم وذويهم الشامخين الذين صمدوا في مواجهة آلام عميقة لا نهاية لها وما زالوا. يجب بذل كل ما هو ممكن لتقديم خدمات أكثر وأفضل لذوي الشهداء.
يجب أن تكون ذكرى شهدائنا وتاريخنا المخضب بالدماء والدموع حافزاً على التلاحم وتوحيد الصف وأن نعمل جميعنا كي لا يتكرر تعرض شعب كوردستان أبداً لكارثة من هذا النوع وأن لا تشهد الإنسانية في أي مكان آخر مثيلا لها.
بعد أن عرّفت المحكمة العليا العراقية للجرائم الأنفال كجريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، أصبح على الدولة العراقية واجب تعويض ذوي الضحايا مادياً ومعنوياً، وندعوها لأداء واجبها القانوني والأخلاقي وأن تتحقق العدالة. كما نطالب المجتمع الدولي بإقرار هذه الجريمة كجريمة إبادة جماعية. يجب توثيق هذه الجريمة في المناهج الدراسية وفي كل مكان يستلزم ذلك.
تحية لذكرى الشهداء، سلاماً لأرواحهم الطاهرة، طاب ذكرهم أبداً.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
١٤ نيسان ٢٠٢١