نستذكر اليوم بإجلال وتقدير ضحايا أنفال بهدينان، ونحيي الأرواح الطاهرة للشهداء كما نوجه تحياتنا لذويهم الأعزة. استمراراً لتلك الحملة سيئة الصيت وفي جريمة وحشية أخرى، قام النظام البعثي في العام ۱۹٨٨ بتغييب وقتل أكثر من ١٨٠ ألف مواطن كوردستاني من كرميان وحتى بهدينان من دون تمييز، وبمحو آثار الحياة في آلاف قرى كوردستان.
في الفترة من ٢٥ آب وحتى ٦ أيلول ١٩٨٨، وفي آخر مراحل عمليات الأنفال تم قصف الغالبية العظمى من مناطق بهدينان بالسلاح الكيمياوي وتعرضت كافة المكونات من أبناء المنطقة إلى حملات اعتقال وقتل وترحيل نفذتها خمس فرق عسكرية، وطالت هذه الحملة المساجد والأديرة وقرى بهدينان وتم هدمها وتدميرها، أما الناجون من تلك الجريمة فقد لاذوا بالفرار باتجاه إيران وتركيا، ليعانوا آلام النزوح والتشرد.
في هذه الذكرى نجدد تأكيدنا على وجوب أن تفي الحكومة الاتحادية العراقية بواجباتها القانونية وتنفذ قرار المحكمة العراقية العليا للجرائم الذي عدّ حملات الأنفال جريمة ضد الإنسانية وجريمة إبادة جماعية وجريمة حرب، وأن يتم تعويض ضحايا الأنفال وذويهم من كافة الجوانب، وأن يتم في كوردستان تقديم المزيد من الخدمات لضحايا الأنفال ومتابعة مصير المفقودين منهم، وأن نواصل توثيق الجرائم والعمل على التعريف بها كجرائم إبادة جماعية على المستوى الدولي للحيلولة دون تكرارها في أي بقعة من العالم.
ينبغي أن تكون ذكرى الأنفال حافزاً لنا من أجل تعزيز التلاحم وتوحيد صفوف أطراف ومكونات كوردستان، ويجب أن تصبح هذه الصفحات من التاريخ بذرة للتسامح والسلم والتعايش وحماية مكاسب كوردستان، وهذا أعظم وفاء لدماء الشهداء. وفي ھذە الذکری نجدد شکرنا وتقدیرنا لأھالي أربیل وأطرافھا حیث ساعدوا بکل السبل أھالي بھدینان المنکوبة الذین تم ترحیلھم في تلک العملیة إلی مجمع جیزنیکان القسري، لن ینسیکرمھم وموقفھم الإنساني أبدا.
تحية لأرواح شهداء الأنفال وكافة شهداء كوردستان.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
٢٥ آب ٢٠٢٠