نحيي اليوم، الرابع عشر من نيسان، بتقدير وإجلال ذكرى 182 ألف مواطن كوردستاني بريء، وننحني إكباراً وتمجيداً للأرواح الطاهرة للشهداء الذين تسامت أرواحهم في سنة 1988 في واحدة من أبشع جرائم التاريخ، إذ نفذت فيهم السلطات العراقية آنذاك عملية إبادة جماعية.
الأنفال التي شملت من خلال ثماني مراحل عدداً كبيراً من مناطق إقليم كوردستان، ستظل إلى الأبد وصمة سوداء على جبين التاريخ ومنفذيها ومن مسؤولية كل البشرية أن لا تسمح أبداً بتكرار هذه الجرائم في أي مكان على وجه البسيطة، وأن تمنعها بكل الطرق.
وبينما يمر إقليم كوردستان بوضع حساس، فإن خير إحياء وإكرام لذكرى شهداء الأنفال وشهداء كوردستان كافة، هو التلاحم والتعاضد وتوحيد صفوف قوى وأطراف كوردستان ومكوناته في سبيل ضمان وحماية الحقوق الدستورية وكيان إقليم كوردستان السياسي والاتحادي ومستقبله.
وبينما أقرت المحكمة العراقية العليا للجرائم، بالأنفال جريمة إبادة عرقية وجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، فإننا في هذه الذكرى نطالب ونكرر التأكيد على أن الحكومة الاتحادية العراقية تتحمل واجباً قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً لتعويض المنكوبين وذوي المؤنفلين، عسى أن يداوي ذلك جزءاً من جراحهم.
وفي إقليم كوردستان، يجب تكريس كل ما هو متاح لتقديم خدمات أفضل لعوائل وذوي المؤنفلين، ومواصلة جهود إعادة إعمار المناطق المؤنفلة وإعادة رفات الشهداء. وعلى المستوى الدولي، يجب أن نواصل مساعينا للإقرار بالأنفال كعملية إبادة عرقية.
تحية وسلاماً للأرواح الطاهرة للشهداء وطابت ذكراهم.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
14 نيسان 2022