 
                
            شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم (الخميس، 30 تشرين الأول 2025)، في حفل تخرج دفعة 2025 لجامعة كوردستان – أربيل، حيث تخرج 526 طالباً في مختلف أقسام كليات الجامعة الأربع.
 
وفي كلمة ألقاها في مراسم الحفل، بارك فخامته للخريجين ولوالديهم وذويهم وأساتذتهم، ثم سلط الرئيس نيجيرفان بارزاني الضوء على الرؤية والأساس اللذين تأسست عليهما جامعة كوردستان – أربيل، وسلط الضوء على أهمية العلم والمعرفة في تقدم المجتمع.
 
ووصف السيد رئيس إقليم كوردستان دور الشباب الكوردستاني الناضج المسلح بالعلوم والتكنولوجيا في بناء حاضر ومستقبل الوطن بالمهم، وحثهم على ولوج مجالات خدمة شعبهم ووطنهم بجرأة.
 
وأدناه نص كلمة الرئيس نيجيرفان بارزاني:
 
الخريجون الأعزاء،
العوائل والأسر الكريمة،
الأساتذة والحضور الكرام..
 
طاب مساؤكم،
 
يسعدني جداً أن نشارك معاً في مراسم تخرج دفعة 2025 بجامعة كوردستان - أربيل.
 
أبارك لكم من صميم القلب أيها الخريجون الأعزاء. أبارك لأمهاتكم وآبائكم، ولأهلكم ولأساتذتكم. لقد عانوا جميعاً المشقات معكم، وهم أيضاً جزء من نجاحكم هذا. جميعنا فخورون بكم.
 
الخريجون الأعزاء،
 
اليوم يوم مهم لكم ولكوردستان. لأنكم لستم فقط (526) خريجاً ينالون شهاداتهم من شتى الأقسام في الكليات الأربع بالجامعة. بل أنتم قدرة قوية ومهمة لخدمة كوردستان وتطورها. أنتم مستقبل شعبكم.
 
قبل تسعة عشر عاماً، جاء تأسيس جامعة كوردستان - أربيل على أساس رؤية واضحة:
 
أن تكون لدينا مؤسسة تعليمية ذات جودة عالية ومستوى علمي رفيع، تواكب التقدم التكنولوجي والاقتصادي والسياسي في العالم. تشارك وتساهم في تقدم إقليم كوردستان. تأسست على الإيمان بأن مستقبل كوردستان يكمن في عقول شبابها.
 
كان الهدف تأسيس الأفضل، وليس الأكبر. أن يكون هناك، إلى جانب المؤسسات العلمية والجامعات في كوردستان، جامعة باللغة الإنجليزية، يلتقي فيها العلم والمعرفة مع الإبداع. مكان للفكر الحر والانفتاح والتفكير الناقد. لبناء شباب قياديين، يملكون الجرأة في اتخاذ القرار، وذوي مبادرات.
 
الشباب الذين نرى دائماً في أعينهم مستقبل كوردستان قوية ومزدهرة. هؤلاء الشباب هم محل أمل وفخر لنا جميعاً. شكراً جزيلاً وأنتم جميعاً محل فخر. هؤلاء الشباب يحبون شعبهم ووطنهم ويريدون أن يمضوا ببلدهم إلى مستوى الدول المتقدمة في العالم.
 
جامعة، هدفها الأول والأخير هو التعلم والمعرفة والعلم. تجمع أفضل القدرات العلمية لهؤلاء الشباب الأذكياء في كوردستان الذين يستطيعون من خلال الدراسة والتعلم، من خلال العلم والمعرفة، أن يبنوا مستقبلاً مزدهراً لأنفسهم ولشعبهم ووطنهم.
 
لذلك أيها الخريجون الأعزاء، اليوم ليس نهاية المسيرة. اليوم هو بداية طريق طويل لكم نحو الحياة العملية، نحو الخدمة والعمل والمشاركة الفعالة في بناء كوردستان.
 
من دواعي الفخر أن اسم جامعة كوردستان - أربيل أصبح في مصاف أفضل الجامعات. خريجوها لم يتوقفوا عند مواصلة دراستهم في أفضل الجامعات مثل كولومبيا، وهارفارد، وأكسفورد، والكلية الملكية في بريطانيا، بل برزوا فيها، وعاد بعضهم إلى الوطن وهم يخدمونه اليوم. يتم توظيف (90) إلى (95) بالمائة، وفي بعض الأقسام (99) بالمائة من خريجيها في القطاع العام أو القطاع الخاص، أو يصبحون أصحاب عمل، أو يجدون فرص عمل.
 
لطالما آمنتُ بأن بناء الإنسان، صناعة الإنسان، هو أعظم بناء. نحن دائماً نستطيع أن نضع حجراً على حجر ونبني المباني، لكن ما يبني الوطن والمجتمع المتقدم ويبقيهما أحياء، هو الإنسان.
 
السيدات والسادة،
 
رغم كل الصعوبات التي واجهناها خلال العقود الماضية، أنجزنا عملاً عظيماً في كوردستان. خريجو اليوم هم جيل محظوظ لأنهم ولدوا في ظل الحرية، لكن الذين عاشوا في عهد الدكتاتورية يعرفون جيداً من أي خراب، وبأي تضحيات وصعوبة، وصلت كوردستان إلى هذا اليوم!
 
برؤية واضحة للمستقبل، وبإرادة قوية، أرسينا بنية تحتية متينة للتربية والتعليم في كوردستان. لكننا نعلم أيضاً أن أمامنا طريقاً طويلاً. نحن في كوردستان بحاجة إلى نظام تربوي وتعليمي قادر على التحديث باستمرار بموازاة احتياجات وتطورات العصر.
 
نظام، فكره وأساسه وهدفه هو التعليم والتعلم، وليس مجرد الحصول على الشهادات. الفهم وليس الحفظ. الإبداع وليس التكرار.
 
يجب أن يكون لجيل كوردستان الجديد تفكير ناقد وموضوعي، أن يتساءل، أن يبحث، أن يخوض الحوار الحر. لأن العقل المتفتح هو أساس التقدم لأي مجتمع. فالمجتمع المتقدم وحده يمتلك القدرة على النقد والإصلاح والبناء معاً في آن واحد.
 
الخريجون الأعزاء،
شباب كوردستان الأحباء،
 
أنتم الجيل الذي كنا نحلم به عند تأسيس الجامعة. أنتم مَن تستطيعون تغيير مصير شعب. أنتم من تجيبون عملياً على التحديات التي نواجهها. لقد تعبتم، وأكملتم الدراسة الجامعية. لكن رسالة الجامعة لا تنتهي ما لم تُربط بواقع الحياة واحتياجات المجتمع وسوق العمل.
 
نجاح أي جامعة يقاس بـ: مدى تأثيرها على المجتمع؟ كم من الفكر والإنتاج والإنسانية تُقدم؟
 
الجامعة هي التي تُخرّج جيلاً يؤمن بالسلام. يعمل من أجل الإصلاح والتحسين. يعثر على الحلول لمشاكل المجتمع. جامعة تبني التمدّن الحقيقي.
 
نريد أن تكون جامعاتنا محركات لتطوير كوردستان. أن تكون دائماً منبراً للعلم والفكر والتنوير. لأن الشعوب تُبنى بالعلم والمعرفة. بالجامعة، يتجدد الفكر. بالإنسان الواعي، تُصنع الحرية والتقدم.
 
الخريجون الأعزاء،
 
القوة الحقيقية للبلاد لا تنحصر في الجيش والاقتصاد القويين، بل في القوة الناعمة وفي العلم والمعرفة وفي الثقافة والانفتاح وقدرتها على بناء جسور التواصل والشراكة مع الآخرين. هذه هي وسائلنا لبناء بلد آمن مرفّه وقوي. بلد تحملون أنتم، أيها الأحبة، أمانة تطويره ومستقبله على أعناقكم.
 
أنتم جيل هذا الفكر والفلسفة التي أسسنا عليها الجامعة:
جيل يحمل راية التقدم والتعلم المستمر.
جيل يمثل الأمل في الغد ويكمل مسيرة البناء بثقة ومسؤولية.
تذكروا أن شهاداتكم هي عقد مسؤوليتكم.
تذكروا أن العظمة لا تُمنح، بل تُكسب.
 
لذا فإن رسالتي لكم أيها الخريجون، ولجميع شباب كوردستان الناجحين هي:
 
كونوا الجيل الرقمي لكوردستان، جيل المعرفة والسلام. كونوا جيلاً يربط التكنولوجيا بالإنسانية، الوطن بالعالم، الفكر بالفعل. استمروا، لأن التعلم مسيرة تستمر مدى الحياة.
 
اقتحموا الحياة والعالم بكل جرأة، كونوا جسراً بين الأصالة والتقدم، بين الحلم والإنجاز. ابنوا مستقبلكم ومستقبل وطنكم على قيم العلم والحرية والأمل.
 
انطلقوا وكونوا قادة في أعمالكم. كونوا أوفياء لقيمكم، مخلصين لرسالتكم. أحبوا كوردستان، إنها وطنكم. انظروا بأمل إلى مستقبل وطنكم.
 
أبارك للخريجين، امضوا إلى الأمام وابنوا المستقبل. كونوا في مستوى قداسة الوطن، وفي مستوى تطلعات شعبكم.
 
دمتم موفقين. مرة أخرى أبارك لكم جميعاً، وبالتوفيق الدائم.
 
شكراً جزيلاً.
 
                        
                     
                        
                     
                        
                     
                        
                     
                        
                     
                        
                     
                        
                    