Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

الرئيس نيجيرفان بارزاني يؤكد على أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

2025-10-15T17:30:00.000000Z
الأخبار مقالات

شارك فخامة السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، مساء اليوم (الأربعاء، 15 تشرين الأول 2025)، في مراسم تخرج الدورة الرابعة عشرة بالجامعة الأمريكية في العراق – السليمانية، وحيث أكمل 218 طالبة وطالباً الدراسة الجامعية الأولية ومرحلة الماجستير.

وخلال المراسم، أشاد كل من السيدين د. بلال وهاب، رئيس الجامعة، والجنرال بيترايوس، في كلمتيهما بالرئيس نيجيرفان بارزاني ودعمه للجامعة، وأعماله ومساعيه لتقدم إقليم كوردستان، ودوره ورئاسته.

في هذه المناسبة، ألقى الرئيس نيجيرفان بارزاني، كلمة أشاد خلالها بدور الجامعات في تنشئة جيل ناضج يكون صاحب المستقبل وموضع أمله. كذلك، شكر دعم ومساعدات سيادة الجنرال ديفيد بيترايوس، صديق شعب كوردستان والعراق، الذي ساعد العراق وإقليم كوردستان في الأوقات الصعبة.

ووصف فخامة رئيس إقليم كوردستان إطلاق اسم الجنرال بيترايوس على مختبر الذكاء الاصطناعي (AI) في الجامعة، بأنه علامة على امتنان شعب كوردستان لمساعدات سيادته، ثم سلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الحياة في الحاضر وفي المستقبل.

وأدناه نص خطاب فخامته:

سيادة الجنرال ديفيد بيترايوس،
الصديق المخلص للعراق وشعب كوردستان،

السادة رئيس وأساتذة وهيئة الجامعة
الطلبة الأعزاء،
الحضور الكريم..

طاب مساؤكم،

من دواعي سروري دائماً أن أكون في السليمانية، وفي هذه الأمسية أنا أكثر سعادة لكوني أشارككم أيها الأعزاء في مناسبتين واحتفاليتين مفرحتين ومميزتين. حفل تخرج الدورة الرابعة عشرة للجامعة الأمريكية في العراق – السليمانية، وافتتاح مختبر بيترايوس للذكاء الاصطناعي (AI)، الذي يمثل خطوة رائدة مبشرة بمستقبل العلم والتكنولوجيا في كوردستان وفي كل العراق.

بهذه المناسبة، أود أن أرحب بحرارة ومن القلب بسيادة الجنرال بيترايوس، فأهلاً بعودته إلى العراق وإلى كوردستان. يسعدنا جداً مشاركتكم لنا في هذه المراسم.

أبارك له باسمي وباسمكم جميعاً، على نيله شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية في السليمانية. أشكر الجامعة على منحه هذه الشهادة، فرحبوا به وباركوا له بتصفيق حار.

الخريجون الأعزاء،
بناتي وأبنائي الأحبة،

أهنئكم بحرارة ومن أعماق قلبي بالنجاح وبلوغ هذا اليوم الذي انتظرتموه بلهفة بعد سنوات من السعي والاجتهاد. أهنئ عوائلكم وأساتذتكم الذين كابدوا العناء وتعبوا في سبيل نجاحكم. اليوم، نحن جميعاً فخورون بكم.

ما بلغتموه اليوم، سواء أكنتم من الحاصلين على درجة البكالوريوس أو الماجستير في شتى المجالات، هو ثمرة كد وسعي وإصرار، وبداية لمسيرة جديدة في حياتكم العملية. أنتم أيها الأعزاء، لستم اليوم مجرد حملة شهادة ما، بل أنتم تحملون أمانة جسيمة يبنى عليها مستقبل هذا البلد.

إن كوردستان والعراق بحاجة إليكم: إلى علومكم، إلى أفكاركم، إلى إبداعاتكم، وهممكم وطاقاتكم التي هي روح الأمل والرجاء والتغيير.

أقول لكم بصراحة وبصدق: إن المستقبل الذي نحلم به في كوردستان والعراق، لا يبنيه أحد سواكم. أنتم من يوجه عجلة التطور، وأنتم من يبني مجتمعاً وبلداً قوياً متقدماً عصرياً ومزدهراً؛ بلداً ومجتمعاً يقومان على قيم الحرية والديمقراطية والتعددية والانفتاح والمعرفة والتقدم.

إننا في كوردستان، اتخذنا من التربية والتعليم عماداً رئيساً لبناء المجتمع. نؤمن إيماناً عميقاً بأن بناء الإنسان والاستثمار في الإنسان، هو أذكى وأفضل وأكثر استثمار ربحاً. والجامعة الأمريكية في السليمانية، كالجامعات الأخرى في إقليم كوردستان والعراق، نموذج واضح على الآثار الإيجابية والبناءة للتربية العصرية المنفتحة على العالم.

لقد خرّجت هذه الجامعة في السليمانية على مدار سنوات عمرها، جيلاً من الشباب المتعلم الناضج، المنفتح على قيم الديمقراطية والعلوم المعاصرة والتفكير النقدي الحر. وهذه الأمور هي بالتحديد ما يحتاج إليه مجتمعنا لبناء مستقبل أقوى وأكثر ازدهاراً وتقدماً.

الحضور الكريم،

مختبر بيترايوس للذكاء الاصطناعي الذي افتتح قبل يومين هنا في هذه الجامعة، هو تغير نوعي جديد في مسيرة البحث العلمي والتكنولوجي والتنموي في هذه المنطقة.

هذا المشروع الرائد، الذي يبدأ الآن باللغة الكوردية - اللهجة السورانية، سيتم تطويره ليضم اللهجات الأخرى، يفكر بالكوردية، وهو ليس مجرد انعكاس لرؤية الجامعة فحسب، بل يجسد ثقة أكبر بأننا لسنا مجرد مستخدمين للتكنولوجيا، ولا نكتفي بأن نكون مجرد مستخدمين، بل نريد ونستطيع أن نكون منتجين للتكنولوجيا.

إضافة إلى هذا، فإنه يمضي باللغة الكوردية الجميلة الثرية إلى مرحلة متقدمة. يحفظ اللغة والتراث والأدب الكوردي، ويجعلها عالمية. وهو إلى جانب المساعي الأخرى للجامعة الأمريكية في السليمانية، من دراسات تكنولوجيا المعلومات (IT) والذكاء الاصطناعي (AI)، وملتقى علم الكورد، خطوة مهمة حقاً وموضع فخر وثناء.

هذا يظهر أننا في إقليم كوردستان، نستطيع بفضل وجود شباب طالب للعلم وناضج مثلكم، وبوجود أساتذة حريصين وأصدقاء مخلصين مثل الجنرال بيترايوس، اتخاذ خطوات كبيرة صوب عالم التكنولوجيا المتقدم.

أيتها السيدات والسادة،

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) واحداً من المحركات الرئيسة للاقتصاد المعاصر والتربية والصحة والطاقة والتقدم الشامل. فهو يتحول كل يوم وبسرعة إلى حاجة حياتية في المجالات كافة، لذا فإن تدشين هذا المختبر في أربيل وفي السليمانية وكوردستان، هو رسالة أمل وقوة، ونحن نؤمن بالشباب وبالعلوم، وبأننا جزء مهم من مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً.

بهذه المناسبة، أكرر ترحيبي الحار وثنائي الجزيل على صديق شعب كوردستان والعراق، العزيز سيادة الجنرال ديفيد بيترايوس الموجود في كوردستان والعراق منذ أيام. نأمل أن يمضي العراق وإقليم كوردستان في الاتجاه الذي كافح من أجله: بلد مستقر وديمقراطي وعامر.

لقد كان لسيادته دور مهم في مرحلة حساسة من تاريخ بلدنا. وقف سيادته بشهامة إلى جانب العراق وإقليم كوردستان في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، وأسهم في دعم العديد من المشاريع المهمة في إقليم كوردستان والعراق.

ففي حين لم تكن الكمبيوترات تأتي إلى هذا البلد في تلك الفترة، كان هو أول من جلب مشكوراً أجهزة كمبيوتر بالطائرة لجامعة السليمانية، وكان له دور ومشاركة في بناء مطاري أربيل والسليمانية.

نأمل أن تُستأنف قريباً الرحلات من مطار السليمانية إلى تركيا وعبر المجال الجوي التركي إلى أوروبا وأنحاء العالم. بعد أن قرر الرئيس التركي فخامة الرئيس أردوغان، خلال اجتماعنا معه الأسبوع الماضي، فتح المجال الجوي التركي أمام السليمانية.

أود أيضاً بهذه المناسبة، أن أذكّر بتغيير اسم مطار السليمانية إلى مطار المرحوم الرئيس مام جلال. هذه هي خطوة كبيرة بينما نستذكر اليوم هذا السيد، هذا السيد المحترم الذي كان داعماً كبيراً لهذه الجامعة، وكان سنداً كبيراً لكل العراق، وأنا شخصياً أشهد على مدى حرصه على تقدم هذه الجامعة، وكيف كان يطالب جميع الجهات بدعم هذه الجامعة. رحمه الله وطابت ذكراه.

إن دعم ومساعدات الجنرال بيترايوس ستبقى دائماً موضع تقدير في ذاكرة شعب كوردستان. وإطلاق اسم سيادته على هذا المختبر، ليس مجرد تقدير من شعب ممتن للمساعدة والصداقة والإخلاص، بل هو تعبير صادق عن شكر شعب كوردستان لصديق وقف إلى جانبنا في أصعب الأوقات. شكراً جزيلاً سيادة الجنرال.

الخريجات والخريجون الأعزاء،

إن مفاتيح المستقبل في أيديكم اليوم. أنتم لا تمثلون أنفسكم فحسب، بل تمثلون مستقبل بلد وشعب تواق للحرية والانفتاح والتقدم. لذا آمل أن تكونوا مبدعين، تكونوا منفتحين، تكونوا ناقدين، وتكونوا واثقين بأنفسكم، والأهم من كل هذا أن تحبوا وطنكم وتكافحوا وتناضلوا في سبيله. لا تقنعوا بمجرد المشاركة مع العالم، بل شاركوا في بنائه.

أشكر الدور الرائد للجامعة الأمريكية في السليمانية، وآمل أن يصبح مختبرهم للذكاء الاصطناعي (AI) منبراً حقيقياً للإبداع العلمي، ويسهم في بناء نهضة علمية وتكنولوجية في كوردستان وفي العراق، يكون فريداً في المنطقة. كلي إيمان وثقة بقدرة الشباب والجيل الجديد الكوردستاني، على اتخاذ خطوات رائدة وإبداعية في هذا المجال.

مرة أخرى، أهنئكم أنتم الخريجون الأعزاء، أهنئكم فرداً فرداً، وأهنئ عوائلكم وذويكم وأساتذة الجامعة وهيأتها. أنتم مصدر فخر وموضع أمل لنا جميعاً، لكوردستان وللعراق.

أرجو لكم التوفيق،
ودمتم بخير.
وأهلاً وسهلاً بكم..
شكراً جزيلاً..