Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

الرئيس نيجيرفان بارزاني: نعمل كفريق واحد مع بغداد

2025-02-16T16:14:00.000000Z
مؤتمرات صحفية

في اليوم الثالث والأخير لأعمال مؤتمر ميونخ للأمن، اختتم فخامة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان، زيارته إلى ألمانيا وبرنامج عمله بالمؤتمر الصحفي الذي عقده بعد ظهر اليوم (الأحد، 16 شباط 2025). والذي تحدث خلاله إلى عدد من قنوات التلفزة، مسلطاً الضوء على تفاصيل مشاركته ولقاءاته واجتماعاته في المؤتمر.


استهل فخامته المؤتمر قائلاً: "من المعلوم أننا نشارك سنوياً في مؤتمر ميونخ للأمن. المشاركة في هذا المؤتمر، بالنسبة لنا في إقليم كوردستان، فرصة للتباحث الجاد عن قُرب بشأن التطورات العالمية بصورة عامة، والتطورات في منطقتنا والتي لها علاقة بإقليم كوردستان والعراق والمنطقة بصورة خاصة. إنها فرصة لنا لنتمكن، بعيداً عن البروتوكولات الصعبة إلى حد ما، من لقاء العديد من الناس في غضون يومين وعرض رؤانا وتوجهاتنا في إقليم كوردستان على المشاركين في المؤتمر. كانت مشاركتنا هذه السنة في هذا الإطار نفسه، وكان لنا الكثير من المحادثات واللقاءات التي غطاها الإعلام، وفي هذه المحادثات عرضنا رؤى إقليم كوردستان الخاصة بمسألة الأمن ومسألة استقرار المنطقة، وأيضاً استمعنا إلى آراء وتوجهات الأطراف الأخرى بخصوص التطورات الراهنة في العالم، ولا سيما التي تشهدها منطقتنا".


ثم أجاب فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني على سؤال بشأن خطوات تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة لإقليم كوردستان وزيارة وفد إمرالي إلى إقليم كوردستان، قائلاً:"إننا نخوض محادثات جادة، وحالياً يجري وفدا الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني حواراً جاداً لتشكيل الكابينة الحكومية العاشرة لإقليم كوردستان. حتى الآن، عُقدت العديد من اللقاءات بين الجانبين، ونحن متفائلون بالتوصل إلى نتيجة قريباً. بلا شك، ركزت هذه اللقاءات وما سبقتها على كيفية العمل المشترك، وإن كنا شركاء في حكومة، ماذا تعني هذه الشراكة وكيف نعبر عن هذه الشراكة، هذه هي الأمور التي كانت موضع اهتمام الجانبين، سواء في الاتحاد الوطني الكوردستاني أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني. حققنا تقدماً جيداً في كل ذلك، ونأمل أن نتمكن خلال فترة قصيرة من الانتهاء من الأمر، ثم يكون لنا اجتماع آخر للبَتِّ في طريقة توزيع المناصب بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني والمكونات الأخرى التي ستشارك في حكومة إقليم كوردستان، وسنبحث في هذا الموضوع. مسألة زيارة وفد إمرالي (دام بارتي) الذين زاروا إمرالي وهم اليوم في أربيل وقد التقوا الآن مع الرئيس بارزاني، وسألتقيهم أنا أيضاً في أربيل صباح الغد. من المؤكد أنهم جاؤوا حاملين رسالة السيد عبدالله أوجلان إلى أربيل، ومن هناك سيذهبون إلى السليمانية. نحن بالتأكيد نتطلع لنعرف ماهي رسالتهم التي يحملونها. نعتقد أن تكون رسالة سلام، ومن أجل الاستقرار في تركيا. الرسالة ستكون في الغالب موجهة إلى PKK ونأمل أن نسمع نداء للسلام من السيد أوجلان. كما نأمل أن يتخذ PKK موقفاً مرحّباً برسالة السيد أوجلان".


وفيما يتعلق بتقييم فخامته للقائه واجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي بصفته أعلى مسؤول عراقي التقى كبار المسؤولين في إدارة ترمب، وكذلك بشأن استخدامه علاقاته القوية للتقريب بين توجهات أربيل وبغداد، صرح فخامة رئيس إقليم كوردستان قائلاً: "كان لنا اجتماع جيد مع معالي وزير الخارجية الأمريكي، لكن وكما تعلمون فإنه لا يشغل المنصب منذ فترة طويلة، بل باشر مهامه حديثاً. في هذا الاجتماع بحثنا في الأمور المشتركة بين العراق وأمريكا، وأكدنا على أن يكون العراق عامل أمن وأمان في المنطقة، وأن العراق يريد أن يمارس دوره لمنع تفاقم المشاكل. في هذا السياق، تحدثنا باسم إقليم كوردستان وباسم العراق، ودعونا معالي وزير الخارجية الأمريكي لزيارة العراق والمشاركة في افتتاح القنصلية الأمريكية الجديدة بأربيل".


ورداً على سؤال آخر عن الوضع في سوريا وعرض المواضيع التي طرحت خلال لقاءاته، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "في جميع اجتماعاتنا، كان المحور الرئيس لمناقشاتنا ينصب على مسألة سوريا، مما لا شك فيه أن ما يجري في سوريا الآن موضع سرور للجميع من جهة عزل نظام قمعي مارس الكثير من الظلم بحق هذا الشعب، هذا مبعث سرور. نأمل أن تتمكن السلطة التي أصبحت تحكم سوريا حالياً من إشراك جميع أطراف ومكونات سوريا في مستقبل سوريا. الذي يهم إقليم كوردستان، هو الرجاء في تحقيق الاستقرار لشعب سوريا، فالشعب السوري شعب يستحق حياة أفضل، وعانى في السنين الماضية من مشاكل جسيمة وتكبد الكثير من الأذى وهجر الكثير منهم وطنه وشهدوا الكثير من الدمار. اليوم، يستحق شعب سوريا وبحق حياة أفضل. نأمل من الإدارة الجديدة وخاصة السيد أحمد الشرع أن يكون قادراً على أن يصبح عامل استقرار لسوريا وينقذ شعب سوريا من تلك المآسي والآلام. من المؤكد أن سوريا بلد يضم العديد من المكونات المتنوعة. العمل الأهم في سوريا هو أن كل الأطراف المعنية مشاركة، أي جميع مكونات سوريا. مشورتنا وكلامنا مع إخوتنا الكورد، ضم أمرين أو ثلاثة أمور محددة، أولها أننا قلنا لهم إن عليكم الذهاب إلى دمشق موحدين. فتجربتنا في إقليم كوردستان عندما ذهبنا معاً إلى بغداد بعد عام 2003، كانت تجربة ناجحة للغاية. عدّوا أنفسكم كأصحاب سوريا الجديدة. لا تنتظروا دعوة من دمشق، بل كونوا أنتم أصحاب سوريا الجديدة. سوريا هذه لكم، ودمشق هي عاصمتكم. كان كلامنا الذي وجهناه لهم هو أن يشاركوا في أقرب وقت في العملية السياسية بسوريا. نأمل من السلطة الجديدة في سوريا، وخاصة رئيس سوريا الجديد، أن يرى هذه التعددية في سوريا ويعمل على إشراك جميع المكونات في مستقبل سوريا. نحن نأمل حياة زاهرة ومستقبلاً جيداً لشعب سوريا بكل مكوناته. أما ما يجب أن نبذله كإقليم كوردستان، هو أن نستطيع ممارسة دورنا في هذا الإطار، وسنكون على استعداد لهذا. كان لنا لقاء مع وزير الخارجية السوري في نفس هذا الإطار، ومؤكد أن حديثنا دار ضمن هذا الإطار وأكدنا على أننا سنكون عامل استقرار ومستعدون لمساعدتكم في تحقيق المزيد من الاستقرار لسوريا".


وعن أمريكا الجديدة والتخوف من أن تلحق أمريكا الجديدة هذه الضرر بإقليم كوردستان، مثلما أن أوروبا تتخوف من أمريكا هذه، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "إنها أمريكا جديدة، هذا أجمل توصيف، لأنها فعلاً أمريكا جديدة، هناك إدارة جديدة لها توجّه مختلف وتنظر إلى العالم عموماً برؤية ومنظور جديدين، لكن المهم هو أنك لو دققت في خطابات الرئيس الأمريكي، ستجد في تصريحات الرئيس الأمريكي أمراً واحداً واضحاً. معلوم وواضح أنه يريد أن يكون عامل أمن واستقرار، لإنهاء الحروب التي تدور في المنطقة، وإنهاء كل الخلافات في العالم. أعرب الرئيس الأمريكي عن هذا في تصريحاته. أعتقد أن علينا جميعاً في المنطقة، سواء في أوروبا أو في منطقتنا، أن نرحب بتصريحات ومبادرات الرئيس الأمريكي، لأن فخامة الرئيس ترمب، يقول: نحن جئنا لنضع نهاية للحروب ونرسي السلم. العالم اليوم بحاجة إلى هذا السلام أكثر من أي شيء. أما كيف يحقق ذلك؟ فهذا بحث آخر، لكن ما يقوله بنفسه هو نفسه الذي يؤمن به، ويستحق منا جميعاً الاحترام وأن ندعمه في ما يصفه بأنه إنهاء للحروب وإرساء للسلام. نحن، لا مخاوف لنا ونعدّ أمريكا حليفة لنا، ونعدّ العراق عاملاً قادراً على ممارسة دور جاد والتحول إلى عامل جادّ في موضوع استقرار المنطقة كلها".


وفي رده على سؤال آخر من الصحفيين بشأن لقاءي فخامته مع وزيري الخارجية التركي والأمريكي وآمال تحقيق السلام في المنطقة، وما إذا كان فخامته قد وجه رسالة للرئيس ترمب تدعوه لعدم الانسحاب من كوردستان سوريا، صرّح فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني بالقول: "تحدثنا مع وزير الخارجية التركي عن هذه العملية، وأشعر أن تركيا تسعى بشكل جاد لإدارة عملية السلام ويتوقف كل شيء على هذا الوفد (وفد دام بارتي)، الذي جاء إلى إقليم كوردستان، والدعوة التي من المقرر أن يطلقها السيد عبدالله أوجلان قريباً، وأتوقع صدور هذا النداء بحلول نهاية هذا الشهر. نأمل، وطبيعة هذه القضية هي أنها لا تحل بالتشدد والسلاح والحرب، طبيعتها تتطلب حلها سياسياً وعن طريق السلام. ما يهم، ونتوقع كخطوة أولى، أن على قنديل وPKK التفكير بجدية بالغة في الترحيب بنداء السيد عبدالله أوجلان، وهذه الرسالة ربما سيوجهها في أقرب وقت وخلال هذه الفترة، وكما أسلفت سيوجه هذه الرسالة بحلول نهاية الشهر. نأمل أن يستجيب PKK لنداء السيد أوجلان. كان هذا أحد المحاور الذي ناقشناه مع وزير الخارجية التركي. كان هذا الموضوع المحور الرئيس في هذه الأشهر الأخيرة. أما ما يتعلق بإخوتنا في سوريا، أجل لقد شعرنا بهذه المسؤولية، وشعرنا بها من اليوم الأول، وبذلنا مساعي جادة لكي لا تكون هناك أية تطورات مؤسفة في الداخل السوري، وكانت أولى أولوياتنا تتمثل في التفكير في كيفية حماية إخوتنا هناك، وأرى أننا نجحنا إلى حد ما في هذه السياسة، وقد كانت تركيا مشكورة متعاونة في هذا الموضوع ونشكرها. قلنا لوزير الخارجية بصراحة إن هناك مسألة جدية واحدة، وهي مسألة عودة داعش للبروز. ما زال إقليم كوردستان إلى الآن يرى أن داعش خطر أمني يهدد العراق وإقليم كوردستان، وكذلك سوريا. نحن نرى أن العراق عموماً ما زال بحاجة إلى القوات الدولية. هذا هو رأي إقليم كوردستان، نحن لا نرى أن الوقت ملائم لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق. للعراق وضع خاص وهو بحاجة إلى المساعدة. هذا رأينا وربما اختلفت آراؤنا عن رأي بغداد، لكن رأينا في هذه المسألة، فإننا ننظر إلى العراق، والعراق ككل بحاجة إلى قوات التحالف لمساعدتنا. كان هذا أحد محاور محادثاتنا مع وزير الخارجية الأمريكي، وأكدنا على أنه يجب مساعدة استقرار العراق. اليوم، والحمد لله، نجد أن الوضع في العراق أفضل. نجده أفضل في الجانب الاقتصادي وهناك مشاريع. هنا، عندما سألوني وقالوا ما هي مشكلة العراق الآن؟ قلت إن كبرى مشاكل العراق اليوم هي الزحامات المرورية في بغداد. هذه هي المشكلة الكبرى حالياً. هذا يبعث السرور، أن نجد بالتدريج عراقاً، فشعب العراق يستحق حياة أفضل، يستحق حياة أكثر رفاهية، والخطوات وإن كانت صغيرة فإننا نتطلع إليها باهتمام كبير. العلاقة اليوم بين العراق وإقليم كوردستان أفضل بكثير من الماضي. نجد رئيس الوزراء العراقي يبذل مشكوراً كل جهد ليعثر على حلول للمشاكل التي بين إقليم كوردستان والعراق. اليوم، نعمل كفريق واحد وليس كطرفين. كيف يمكن أن نصبح مكملين لبعضنا البعض في بغداد؟ اليوم، تدور توجهاتنا وعلاقاتنا مع بغداد في هذا الإطار، كيف يمكن أن نعمل كفريق مشترك على خدمة العراق بكل مكوناته".


وفيما يتعلق بتوجيه رسالة إلى الرئيس ترمب بخصوص كوردستان سوريا، قال فخامته: "أجل، ما قلته، ربما لم أركز كثيراً في كلامي على هذا، لكن عندما جرى الحديث بيننا عن سحب القوات الأمريكية ليس فقط من العراق، بل جرى الحديث بصورة خاصة عن الانسحاب من سوريا أيضاً".


وأجاب فخامته على سؤالٍ آخر يتعلق بوضع البيشمركة وقوات التحالف الدولي في العراق، خلال لقاءاته مع وزراء دفاع الدول، قال: "بخصوص موضوع البيشمركة، إن دول التحالف تشارك مشكورة في عملية إصلاح لقوات البيشمركة وهذه العملية مستمرة إلى الآن، ربما لا تمضي بسرعة كبيرة وخطواتها بطيئة، لكن هناك عملية إصلاح جادة في قوات البيشمركة لتوحيدها تحت مظلة وزارة شؤون البيشمركة بحكومة إقليم كوردستان، وجميع الأطراف التي التقيناها، سواء ألمانيا، هولندا، بلجيكا، إيطاليا وأمريكا، ملتزمون برؤية هذا التوحيد لقوات البيشمركة ولا يلمس أي نقص في العملية".


أما عن فكرة الفدرالية كحل للمسألة الكوردية في سوريا، وعما إذا كان فخامته سيزور سوريا مستقبلاً، فقال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "بالتأكيد إن الفدرالية كحل، لها خصوصيتها في كل مكان، ولا أعتقد أن النموذج الحالي القائم في العراق بخصوص المسألة الكوردية يمكن تطبيقه بنفس الصورة في سوريا، فلا الجغرافيا السورية ولا جغرافيا الشعوب التي تعيش في سوريا تشبه التي في العراق، ولا يمكن استخدام نفس النموذج. ليس المهم أي نموذج سيكون، بل المهم أن يكون نموذجاً يحظى بقبول كل الشعب السوري، ونموذجاً يحقق السلام لكل مكونات سوريا. أما لو تم الإصرار على نموذج بعينه، فأعتقد أن ذلك ليس بصواب، بل يجب أن يكون نموذجاً يتحقق من خلال الحوار والمحادثات مع سلطة دمشق، وأكرر القول إن على إخوتنا في سوريا الذهاب إلى دمشق وعدم التصرف كضيوف بل كأصحاب الدار، فالدار دارهم والمكان مكانهم والعملية عمليتهم ودمشق عاصمتهم وعاصمة سوريا. عليهم تبنّي هذه النظرة من أجل العثور على حل يصب في مصلحة شعب سوريا كله. ثقوا أننا نفتقد سوريا كثيراً، وفي السابق زرنا سوريا مراراً، زرنا القامشلي ومنها إلى حلب وإلى دمشق، ولا تزال تلك الذكريات عالقة في ذاكرتنا ونأمل أن يحل قريباً يوم نستطيع فيه بإذن الله أن نزور من جديد شعبنا في القامشلي وحلب وعفرين وغيرها".


وعن علاقات إقليم كوردستان مع جمهورية إيران الإسلامية، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "من المؤكد أن علاقاتنا في إقليم كوردستان مع جمهورية إيران الإسلامية علاقات جيدة. إيران جارة لنا، وعلاقاتنا التجارية وكل علاقاتنا مع إيران تشهد تقدماً جيداً في الوقت الحالي. لدينا في إقليم كوردستان مبدأ نعتمده، وهو أننا لا نستطيع التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، كما أن التدخل ليس بالعمل الصواب على المستوى الدولي. مسؤوليتنا تقتصر على قضية إقليم كوردستان العراق. لا نرى أن التدخل من جانبنا يصب في مصلحة أي طرف. إن أتيح لنا أن نقول كلمة خير فسنقولها، وقد بذلنا من قبل الكثير من الجهود، ولا نستطيع الخوض في هذه المسائل علناً، فهي مسائل داخلية إيرانية بحتة ونحن في إقليم كوردستان لا نتدخل بأي شكل كان في الشؤون الداخلية لإيران، وسياستنا في إقليم كوردستان تتمثل في أن تكون علاقاتنا مع إيران جيدة وأن لا نتدخل بأي شكل في الشؤون الداخلية الإيرانية، ونتوقع منهم أيضاً عدم التدخل في شؤون إقليم كوردستان الداخلية، وأن تستمر علاقاتنا على أساس الاحترام المتبادل".