بعد إدلائه بصوته في أحد المراكز الانتخابية بمدينة أربيل، صباح اليوم (الأحد، 20 تشرين الأول 2024)، تحدث فخامة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان في تصريح عن أهمية الانتخابات وأجاب على تساؤلات طرحها صحفيون.
وفي تصريحه، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "خطا إقليم كوردستان صباح اليوم خطوة مهمة في إطار العملية الديمقراطية في هذا البلد. ما أود أن أشير إليه في بداية حديثي هذا، هو أن المنتصر الأول في هذه العملية هو شعب إقليم كوردستان. كوردستان هو المنتصر".
وعن حملة الدعاية الانتخابية، قال فخامته: "سررت بأن الحملة الانتخابية، على الرغم من أمور بسيطة، جرت بهدوء، واليوم أرجو أن يمارس شعب إقليم كوردستان صلاحيته لانتخاب مرشحيه ومن يرسله عنه إلى برلمان كوردستان".
وأشار فخامته إلى أن "هذه الانتخابات مهمة لنا، لأنها تعيد تأكيد شرعية مؤسسات إقليم كوردستان بانتخابها من قبل شعب كوردستان. أرجو أن تمضي العملية بهدوء وأمان. أرجو أن يشارك شعب كوردستان، الكوردستانيون جميعاً أينما كانوا في هذا البلد، في هذه العملية ويذهبوا ويمارسوا صلاحيتهم. أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع وينتخبوا مرشحيهم الذين سيكونون في برلمان كوردستان في السنوات الأربع المقبلات".
وشكر فخامة رئيس إقليم كوردستان، رئيس مجلس الوزراء الاتحادي دولة السيد محمد شياع السوداني، قائلاً: "في سياق نجاح هذه العملية أتوجه بالشكر الخاص إلى رئيس الوزراء العراقي دولة السيد السوداني، ورئيس السلطة القضائية فائق زيدان، والقاضي جاسم من مفوضية الانتخابات العراقية، ويونامي، وكل الدول التي كانت إلى جانبنا في هذه العملية وحرصت على إجراء هذه الانتخابات. أود في هذا اليوم أن أشكر كل هؤلاء الذين لولا مساعدتهم، لما تيسرت هذه العملية. فشكراً لهم".
وبعد كلمته، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني في معرض إجابته على سؤال عن تشكيل الكابينة الوزارية القادمة وعملية الانتخابات بصورة عامة: "آمل أن تبدأ عملية تشكيل الحكومة في أقرب وقت، لأن هذا يصب في مصلحة كل شعب كوردستان، ولا شك أن مرحلة جديدة سيتم تدشينها. حتى الآن، كانت المرحلة مرحلة الحملة الانتخابية والانتخابات، أما نتيجتها، فهي بداية لهذه المرحلة التي ينبغي أن تجلس فيها الأطراف كافة معاً وتباشر الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأخرى عملها في أقرب وقت".
وأضاف فخامة رئيس إقليم كوردستان: "ما هو قائم هو أن تكتمل العملية الانتخابية، وعند اكتمالها، ستكون لكل الأحزاب الحرية في الجلوس والاجتماع معاً ووضع خريطة طريق مستقبلية للتحالفات. هذا أمر طبيعي في كل عملية ديمقراطية. ما أود التأكيد عليه هو نقطة واحدة، النصر في هذه الانتخابات هو لشعب كوردستان، لكل المكونات التي تعيش في كوردستان. كانت هذه العملية نصراً لكوردستان، وما يتبقى منوط بالأحزاب وفي إطار سياساتها، وكم من المقاعد سيشكل تحالفاً فهذا سيبقى إلى ما بعد الانتخابات".
ورداً على سؤال عن زيارته لتركيا، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "لدينا علاقات جيدة جداً مع تركيا، وتأتي هذه الزيارات بين فترة وأخرى، وجاءت هذه الزيارة في إطار المزيد من تطوير علاقات العراق وإقليم كوردستان مع تركيا".
وأشار فخامته إلى أنه "كان لدينا اجتماع مطول جداً وجيد مع فخامة الرئيس أردوغان. ناقشنا فيه المواضيع ذات العلاقة بالعراق وإقليم كوردستان في مجالات الاقتصاد والأمن وما تشهده المنطقة من أحداث، كل هذه المواضيع ناقشناها بإسهاب مع فخامة الرئيس أردوغان ومعالي وزير الخارجية والسيد د. إبراهيم".
وأجاب فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني على سؤال عن تشكيل الحكومة القادمة لإقليم كوردستان بالقول: "أنا كجميع أبناء هذا البلد أتطلع إلى تشكيل حكومة موحدة جيدة في أقرب وقت، حكومة قادرة على تقديم المزيد من الخدمات لمواطني إقليم كوردستان. يسعدني أننا الآن في إقليم كوردستان نركن إلى صناديق الاقتراع لحسم الخلافات. هذا تقدم كبير وموضع فخر لشعب كوردستان".
ومضى فخامته قائلاً: "ما يهم في أي حكومة ستأتي، أن تمضي بأوضاع مواطني إقليم كوردستان من مرحلة إلى مرحلة أفضل. أنا أتوقع من هذه الحكومة أن تتشكل في أقرب وقت لتتمكن من خدمة مواطني إقليم كوردستان، كل المواطنين والمكونات لإقليم كوردستان".
وعند إجابته على سؤال أحد الصحفيين عن تحد بينه وبين فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، اسمها آوات آزاد، بشأن أيهما سيسبق الآخر في الذهاب إلى صندوق الاقتراع وإذا سبقته سيبتاع لها سيارة، قال فخامته: "كان لي تحد مع الآنسة آوات، لكنها فازت، وقد أخبرتها، هاتفتها وقلت لها لقد فزت لأن الأجهزة لم تكن تعمل، وإلا لربما كنت أنا الفائز، كان ذلك على سبيل المزاح. لقد فازت هي، وأنا أبارك لها أنها كسبت التحدي وانتصرت علي".
وأجاب فخامة رئيس إقليم كوردستان على سؤال آخر قائلاً: "رسالتنا لكل كوردي أينما كان، هي أننا نقول لهم إن هذه عملية ديمقراطية قد بدأت في بلدنا. نأمل أن تكونوا داعمين، وتساعدوا في أن تجري هذه العملية بصورة جيدة في كوردستان العراق وفي إطار العراق. إن نجاحنا هو نجاح لكل كوردي أينما كان، في أوروبا أو في أي مكان آخر. نجاح إقليم كوردستان في هذه العملية في إطار العراق هو نجاح لكل كوردي في أي مكان كان".
وأشار فخامته إلى أن "رسالتي بصورة عامة لشعب كوردستان هي أن هذا حق من حقوقهم، ويجب أن يمارسوا هذه الصلاحية وهذا الحق الذي لهم. السلطة القائمة الآن في إقليم كوردستان جاءت عن طريق صناديق الاقتراع، وصناديق الاقتراع هي التي أبلغتهم هذه النتيجة وسلمتهم الحكم".
وقال فخامته أيضاً: "أدعو كل الذي حملوا على خاطرهم، هذا حقهم أن يمارسوا صلاحيتهم من أجل التغيير. مصدر سلطاتنا هو شعبنا، وصناديق الاقتراع. مصدر السلطة القائمة اليوم في إقليم كوردستان هو نتائج صناديق الاقتراع وأصوات شعب كوردستان. هذا حقهم الطبيعي، وهم يتحملون المسؤولية عن مستقبل هذا البلد، أن يأتوا إلى صناديق الاقتراع ويصوتوا بالصورة التي يريدون".
وعن مستقبل العلاقات بين أربيل وبغداد، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "بخصوص بغداد، هذه كانت سياسة إقليم كوردستان فيما سبق أيضاً، ولا أتصور أن يطرأ تغيير على هذا. إقليم كوردستان جزء من العراق الاتحادي وسيظل جزءاً من العراق الاتحادي. سياسة إقليم كوردستان هي العمل باستمرار على حل المشاكل مع بغداد من خلال الحوار وعلى طاولة الحوار. هذا التوقع قائم، وخاصة بعد تشكيل هذه الكابينة الحكومية، إن حكومة إقليم كوردستان تريد حقاً حل المشاكل عن طريق الحوار وفي إطار الدستور العراقي".
كما وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "اعتقد أن الوقت قد حان لنحّل مشاكلنا وفق الدستور، فقد مُنحت السلطة لإقليم كوردستان في إطار الدستور العراقي، ومثلما أن له حقوقاً عليه واجبات. أهم ما ينتظرنا خلال السنوات الأربع القادمة في إقليم كوردستان وكذلك في العراق هو تطبيق هذا الدستور".
كذلك اشار فخامته إلى أنه "منذ سنة 2003 ولغاية اليوم لم ينفَّذ الدستور العراقي مع الأسف الشديد وهو الدستور الذي صوت عليه العراقيون بشكل عام، فكيفية تعامل بغداد مع إقليم كوردستان، وسبل تعامل إقليم كوردستان مع بغداد كل ذلك حدده الدستور. إقليم كوردستان يرغب بحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، من أجل عراق مستقر، لكي نتمكن كلنا معاً أن نخدم هذا البلد كورداً وعرباً وتركماناً وإيزديين ومسيحيين والاطراف والمكونات كافة، وهذا الحل قد حدده الدستور".
كما وقال فخامته أيضا: "أعتقد بان تطبيق الدستور والعودة إلى الحوار والوقوف الجدي على حلحلة المشاكل، هو المفتاح للاستقرار السياسي في العراق وعلى بغداد أن تدرك ذلك، فنحن في إقليم كوردستان مدركون لهذا الأمر".
وفي معرض رده على سؤال آخر بخصوص مستقبل علاقات إقليم كوردستان مع دول الجوار، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "السنوات الأربع القادمة كما السنوات الأربع الماضية، فان سياسة إقليم كوردستان ستكون سياسة الاستقرار في المنطقة. نحن عامل للاستقرار في المنطقة. نرغب بتعزيز وتطوير علاقاتنا بالود وبالتطوير الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية".
كما اشار فخامته أيضا إلى أنه "في السنوات الأربع القادمة،ما نؤكد عليه بإلحاح، هو تطوير العلاقات الحسنة مع الدول الجارة جميعاً على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والتطور في المجال الاقتصادي، الاجتماعي، التجاري وحركة التنقل. وستكون الأولوية القصوى لنا كإقليم كوردستان خلال السنوات الأربع القادمة هي التنمية الاقتصادية. سيبقى إقليم كوردستان عامل الاستقرار في المنطقة ويسخر جميع جهوده لمنع تأثر كوردستان والعراق بمشاكل المنطقة".
وحول الأسلوب الخشن الذي استخدمه بعض الأطراف أثناء الحملة الانتخابية، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "الحملة الدعائية للانتخابات تكون خشنة في بعض الأحيان وهادئة في أحايين اخرى. هذه هي الدعاية الانتخابية، ولكن انظروا بإمعان إلى العملية الديمقراطية في إقليم كوردستان، الذي حدث ربما كان فيه صعود ونزول، وكان فيه كلام وحديث، ولكن في النتيجة كانت عملية ديمقراطية بكل ما فيها من معان. فقد وصل شعبنا إلى هذا المستوى الذي يرغب في حل مشاكله عن طريق صناديق الاقتراع".
كما وأشار فخامته أيضاً إلى أن "حملة الدعاية الانتخابية تختلف عمّا سيأتي في الواقع. المهم هوأن علينا أن نجلس معاً. فكوردستان ليست ملكاً لطرف أو لحزب معين، بل ملك لكافة الشعب، لذا من المؤكد انه سيكون هناك حديث مع بعضنا البعض والجلوس معاً في الأيام القادمة. الحملة الانتخابية قد انتهت، وستبدأ مرحلة جديدة. ستتطلب المرحلة القادمة أن تتخذ الأطراف والمواطنون قراراتهم في إطار مصلحة إقليم كوردستان".
وفيما يتعلق بعدم مشاركة بعض الأطراف في الحكومة وإعلان أنفسهم كمعارضة وأنهم سوف يبقون كمعارضين قال فخامة السيد نيجيرفان بارزاني: "هذا من حقهم، فالأطراف السياسية التي ترغب في المشاركة أو في عدمها، هذه أيضاً عملية ديمقراطية ويمارسون حقهم. لهم الحق أن يقرروا مصيرهم في إطار مصلحتهم".
وفي معرض رده على سؤال بخصوص أزمات الشرق الأوسط، قال فخامته: "سياستنا في إقليم كوردستان وبغداد أيضاً، وكذلك مواقفنا مع الجيران متطابقة وتتمثل في عدم رغبتنا قطعياً أن ينخرط العراق في هذه المشاكل. العراق وإقليم كوردستان أيضاً الذي هو ضمن العراق. نحن في العراق لدينا مشاكل كثيرة جداً، وانجرار العراق إلى هذه الازمات، يلحق به اضراراً كبيرة، نحن نريد ابعاد العراق عن ذلك. وفي هذا السياق نحن على الخط مع بغداد ومع الدول المجاورة وكذلك مع الخارج، علينا أن نفعل كل شىء لكي لا يتورط العراق في هذه الأزمات الراهنة في المنطقة".
وفي رده على سؤال لصحفي بخصوص التزوير، قال فخامة السيد نيجيرفان بارزاني: "العملية الانتخابية الحالية بيد المفوضية العليا للانتخابات في بغداد، وفي الحقيقة ومما أراه فيما يخص العملية كمراقب، أود أن اشد على أياديهم لأنهم يؤدون جيداً وبالتأكيد فان أية جهة إن كان لديها مشاكل، فان الآلية واضحة وبمقدورها أن تقدم شكواها وانها (المفوضية) ستتعامل معها ضمن هذا الاطار".
وقال فخامته أيضاً: "بموجب الشرح الذي تلقيته فيما يخص العملية، لا أعتقد بوجود فرصة للتزوير. فالعمل أجري بشكل جيد جداً ولا أرى فرصة لذلك، لأن الإجراءات قوية، إلا ان الانتخابات هكذا، إن فزت فهي جيدة وكاملة وان خسروا يأتون بالمشاكل. ومع ذلك فهناك اجراءات لكل هذا وذاك، إذا كان لديك شكوى اذهب وقدم شكواك لها. هناك لجان، وهناك اجراءات، ولكن كعملية، ومما رأيته، لا أعتقد بأن التزوير ممكن اجراؤه في هذه العملية".
وبخصوص فترة الحملة الاتخابية، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "كل يوم كنت اقول جيد بان هذا اليوم أيضاً قد فات. عندما بدأت الحملة الانتخابية كنت اعّد الأيام، كنت اقول الحمد الله ان يوماً قد مضى. أعتقد أن العملية بصورة عامة تسير بشكل منظم، وهذا مؤشر على أن مستوى وعي مواطنينا قد ارتفع وان مواطني إقليم كوردستان حقيقة قد تعاملوا بشكل حضاري مع هذه الأمور، ونحن نقدر ذلك. آمل أن تجرى هذه العملية بصورة سلمية ومنظمة واطلب من جميع الأطراف ومن شعب كوردستان ان يبذلوا الجهد من أجل انتهاء هذه العملية كما سابقاتها بشكل منظم ومن دون مشاكل. فنجاح هذه العملية هو نجاح لكوردستان ونجاح للعملية الديمقراطية في العراق. أرجو أن تسير بشكل سلمي".