استقبل السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان مساء اليوم الخميس، 27 آب 2020، السيدة فلورانس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية ووفداً مرافقاً لها.
وبحث الجانبان خلال اجتماع تطورات التصدي للإرهاب وتحركات داعش في العراق وأكدا على ضرورة استمرار مهام التحالف الدولي المضاد لداعش والتعاون والتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي في مواجهة الإرهاب ومخاطره وضمان القضاء النهائي على داعش.
وعبّر فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني عن الشكر لدور فرنسا في هزيمة داعش مشيراً إلى دور القوات الفرنسية في إقليم كوردستان وخاصة في مجال تدريب قوات البيشمركة والمساعدة في المجال الأمني والاستخباري لمواجهة الإرهاب، إلى جانب تجديد التعبير عن امتنان إقليم كوردستان لكل أنواع الدعم الفرنسي في المجال السياسي والمساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين في مخيمات إقليم كوردستان.
من جهتها، عبّرت السيدة بارلي عن شكر وتقدير الحكومة الفرنسية للدور الريادي لإقليم كوردستان والبيشمركة في هزيمة إرهابيي داعش وإيواء النازحين واللاجئين وحماية المكونات الدينية والقومية في إقليم كوردستان والدفاع عنها، مؤكدة على استمرار مساندة بلدها لإقليم كوردستان.
وفي الاجتماع الذي حضره السادة نائبا رئيس إقليم كوردستان والسفير الفرنسي في العراق وعدد من الدبلوماسيين والمستشارين، تم التباحث بشأن العلاقات بين أربيل وبغداد والحوار من أجل حل المشاكل التي بينهما على أساس الدستور، وتفشي وباء فيروس كورونا وآثاره على العراق وإقليم كوردستان وسبل مساعدة فرنسا للعراق ولإقليم كوردستان في مواجهة الوباء، وتنمية العلاقات بين إقليم كوردستان وفرنسا، والأوضاع في العراق وأهمية مشاركة كافة مكونات البلد في العملية السياسية، والحوار الاستراتيجي العراقي – الأمريكي ومشاركة إقليم كوردستان فيه، وعلاقات إقليم كوردستان مع دول الجوار، وأوضاع المنطقة بصورة عامة وأهمية التشارك والعمل المشترك لحماية الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومسائل أخرى تحظى باهتمام الجانبين.
وبعد الاجتماع أدلى الرئيس نيجيرفان بارزاني والسيدة فلورانس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية بتصريح صحفي مشترك تحدثا فيه عن مضمون اجتماعهما.
وفي تصريحه، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: استقبلنا بکل سرور السيدة فلورانس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية. إن زيارتهم جاءت في وقت حساس لا يزال فيه العراق وإقليم كوردستان بحاجة إلى دعم التحالف المضاد لداعش، كما أنهما بحاجة إلى الدعم السياسي والاقتصادي. إن فرنسا عضو مؤثر في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب وهزيمته، وقد قدمت الكثير من الدعم والمساعدة للعراق ولإقليم كوردستان. نحن ننظر بتقدير واهتمام إلى زيارتهم هذه التي هي تعبير عن استمرار مساندة فرنسا لإقليم كوردستان في هذا الوقت الحساس.
وأضاف فخامته: لقد قامت فرنسا بدعم إقليم كوردستان في الكثير من المحطات والمراحل الصعبة، وهناك علاقة تاريخية تربط بين الجانبين، منذ أيام حملات الأنفال في 1988 مروراً بانتفاضة العام 1991 وتحرير العراق وبعد ذلك، إذ تعاملت فرنسا دائماً مع إقليم كوردستان تعامل صديق مقرّب، ولن ينسى شعب كوردستان أبداً الدعم والمساعدات الفرنسية.
وعن دعم فرنسا لإقليم كوردستان، قال فخامته: أود هنا أن أكرر الشكر لموقف الرئيس ماكرون الذي بادر في خضم تعقيدات خريف العام 2017 إلى كسر الحصار السياسي والدبلوماسي المفروض على إقليم كوردستان، وأعاننا على تهدئة الأوضاع واستئناف الحوار والتفاهم المشترك مع الحكومة الاتحادية العراقية.
في فترة حرب داعش، وإلى جانب الدعم العسكري والمساعدة الأمنية، قدمت فرنسا مساعدات إنسانية للنازحين واللاجئين من كل المكونات الدينية والقومية، وخاصة لأخواتنا وإخواننا المسيحيين والإيزيديين، إلى جانب قيامها بفتح أبوابها واستقبالها عدداً كبيراً منهم.
وأكد فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: إن إقليم كوردستان حريص على زيادة تعزيز العلاقات والتعاون والشراكة مع فرنسا، وأبواب العمل والاستثمار فيه مشرعة في وجه القطاع الخاص والشركات الفرنسية، وبإمكاننا زيادة تعزيز وتطوير علاقاتنا من خلال المشاركة والاشتراك في تطوير البنية التحتية لإقليم كوردستان، وبنفس الصورة في المجالات السياسية والأمنية والأكاديمية والثقافية.
وفي ختام تصريحه، حمّل فخامته السيدة بارلي تحياته وتقديره إلى كل فرد من الجنود الفرنسيين العاملين في إقليم كوردستان، وقال: نثمن دورهم في هزيمة داعش. نثمن دور السادة سفير فرنسا في بغداد والقنصل العام الفرنسي في أربيل على جهودهما في تقوية علاقاتنا، كما نشكر المساعدات الفرنسية لمواجهة وباء فيروس كورونا في إقليم كوردستان.
نكرر ترحيبنا بالسيدة بارلي. شكراً جزيلاً.
من جانبها، قالت السيدة فلورانس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية في تصريحها: شكراً جزيلاً لفخامة رئيس إقليم كوردستان. أود أن أتقدم بجزيل الشكر لرئيس إقليم كوردستان، السيد نيجيرفان بارزاني، شكراً جزيلاً على هذا الاستقبال.
بعد زيارتي لبغداد، زرت إقليم كوردستان للتعبير عن مساندة فرنسا للعراق وإقليم كوردستان اللذين يواجهان العديد من التحديات الكبرى في المجال الصحي وسائر المجالات.
فخامة السيد الرئيس، إننا إلى جانبكم في هذه المرحلة الصعبة، وسنكون إلى جانبكم في مواجهة داعش، إن لنا عدواً مشتركاً اسمه داعش، إن نضال البيشمركة في هذه الحرب ضد داعش مهم جداً، وفرنسا فخورة بأنها تخوض هذه الحرب المستمرة منذ ست سنوات جنباً إلى جنب البيشمركة. إنها حرب ضروس وحرب صعبة، لكنها حرب مهمة ويجب أن تستمر، إننا مصممون على الاستمرار معكم في الحرب على داعش في إطار التحالف الدولي، وقد بحثنا هذه المسألة مع السلطات العراقية وكذلك مع الجنرال وايت ومع وزير الدفاع في الحكومة الاتحادية العراقية.
ختاماً، أود التأكيد على أننا نشعر بقلق بالغ تجاه الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، وقد أكدنا مع الرئيس نيجيرفان بارزاني على أننا سنستمر في مساندتنا وسنقدم المزيد من الدعم، كما يجب أن تكون سيادة العراق محفوظة، وهذه التوترات والتدخلات الخارجية ليست جائزة، يجب أن يكون هناك حوار جيد بين دول المنطقة، وأعتقد أن الرئيس نيجيرفان بارزاني يعمل من أجل ذلك. كما نستطيع أن نهزم داعش معاً.
شكراً جزيلاً.