Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

نيجرفان بارزاني يشيد بالكابينة الحكومية الثامنة

نيجرفان بارزاني يشيد بالكابينة الحكومية الثامنة
2019-07-06T16:52:09.000000Z
الأخبار

شكر السيد نيجرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، الكابينة الحكومية الثامنة لإقليم كوردستان على إدارتها شؤون إقليم كوردستان في مرحلة صعبة، ومواجهتها الصعاب والأزمات بروحية الفريق الواحد.

ففي لقاء له مع مجلس الوزراء وعدد من المسؤوليين الحكوميين مساء اليوم، السبت 6 تموز 2019، شكر السيد رئيس إقليم كوردستان من خلال كلمة له الأطراف المشاركة في الحكومة مؤكداً على دعمه الكامل للسيد رئيس الوزراء الجديد وكابينته.

وهذا نص كلمة رئيس إقليم كوردستان:

أخي العزيز كاك قوباد طالباني، نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان،

السادة الوزراء، فريق مجلس الوزراء، المستشارون وكافة السادة الذين شرفونا هنا،

طاب مساؤكم..

مرحباً بكم جميعاً.

قبل أن تشكل الكابينة الحكومية الجديدة، التي ستشكل قريباً بعونه تعالى، تلقينا اليوم مسرورين خبر إعادة ترشيح السيد قوباد طالباني لمنصب نائب رئيس الحكومة. بدايةً أهنئه وأهنئ كل السادة الذين اختارتهم الأحزاب الأخرى لشغل المقاعد الوزارية في حكومة إقليم كوردستان.

أود في هذا اليوم أن أتحدث عن بعض الأمور التي حدثت مع بداية عمل الكابينة الحكومية الثامنة لإقليم كوردستان، بدأنا معاً بداية سعيدة جداً، عملنا جميعنا معاً كفريق واحد وحاولنا منذ اليوم الأول للكابينة أن نقدم ما هو أفضل في كل المجالات لكي يمضي كوردستان نحو مرحلة جديدة ونحو مرحلة أفضل. لكن المؤسف أن الفرصة لتحقيق ذلك لم تدم طويلاً، فمع بداية العام 2014 بدأت أزمة جادة في البلد بقطع موازنة حكومة إقليم كوردستان من قبل بغداد بحجة قيامنا بتصدير النفط، ثم توجه نحو مليوني نازح ولاجئ إلى إقليم كوردستان، تراجعت أسعار النفط، وجاء داعش الذي كان طارئاً جديداً على إقليم كوردستان.

كان طول حدودنا معهم 1100 كيلومتر، وبدلاً من أن نجاور العراق على تلك الحدود، كان داعش على حدودنا. في تلك المرحلة الصعبة التي لا أظن أن كوردستان مر بمرحلة صعبة مثلها منذ العام 1991، سواء من الناحية السياسية أو الناحية الاقتصادية أو الناحية العسكرية، لم يسعفنا في الصمود في وجه كل تلك الأمور، إلا تفهم مواطني إقليم كوردستان لتلك الظروف الصعبة، أولاً، وبعد ذلك عملنا المشترك نحن كفريق واحد.

هنا أريد حقاً أن أشير إلى دور أخي العزيز كاك قوباد طالباني، وأعماله التي قام بها خلال تلك الفترة كنائب لرئيس الوزراء. أشكره وأشكر فريق الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي بقي معنا بالكامل وانبرى لمواجهة تلك الصعوبات والعقبات التي كانت على هذا الطريق من جميع النواحي، وهو ما ساهم في أن نتمكن اليوم من الوقوف هنا ونتطلع إلى تشكيل كابينة حكومية أخرى في هذه الأيام، لكن لو تحدثنا عن تلك المرحلة، فإنه لولا اتحادنا ووحدة صفنا ووحدة فريقنا، لما تمكنا من النجاح.

لقد مارس كاك قوباد إدارة الدولة بكل ما للكلمة من معنى، أنا أعلم أنه كان يتعرض لضغوط كبيرة من جهات كثيرة، لكني لا أجامله حين أقول إنه خلال تلك الفترة، كزميل وكأخ، بذل كل محاولة جادة لكي يصبح كوردستان مؤسساتياً في أعماله. حاول كثيراً تحقيق الإصلاح في هذا البلد، وأن يتم الإصلاح، وكانت عليه ضغوط كبيرة. كما أدركُ أن المرحلة كانت مرحلة جديدة حينها وصعبة أيضاً، لم تكن سهلة، لكنه لعب دوراً هاماً جداً في الإصلاحات التي أجريناها في حكومة إقليم كوردستان، سواء لجهة الشفافية في مسألة النفط، أو في مسألة التسجيل البايومتري والإصلاحات التي أجريناها في وزارة المالية، وبصمته واضحة عليها، أرجو أن يكون في المرحلة الحالية أيضاً، وبعون الله، عوناً للسيد رئيس الوزراء، ويستطيعان كلاهما معاً وبعون الله أن يؤسسا لمرحلة أفضل من السابقة في مجال خدمة إقليم كوردستان ومواطني إقليم كوردستان.

أذكر أننا عقدنا في هذا المبنى العديد من الاجتماعات حول تلك المراحل الصعبة التي كانت تواجه إقليم كوردستان، وبالنسبة إلي شخصياً ولنائب رئيس الوزراء، كاك قوباد، أعتقد أن أكبر وأصعب قرار كان قيامنا للأسف الشديد بتقليص رواتب موظفي إقليم كوردستان، كان ذلك أصعب قرار اتخذناه في حياتنا السياسية.

وأود هنا أن أستذكر أن تفهم المواطنين وموظفي إقليم كوردستان هو الذي أنقذنا من ذلك الظرف الصعب، ولولا ذلك التفهم، كان من المحال أن نتمكن من تجاوز تلك المرحلة الصعبة بهذه الصورة، لكن كان هناك تفهم، كانت هناك مشاكل هنا وهناك، لكن التفهم لأوضاع إقليم كوردستان جعلنا نتمكن من الانتصار على تلك المرحلة الصعبة، والحمد لله يتسلم الموظفون منذ بضعة أشهر رواتبهم كما هي، ونأمل أن لا يتكرر ما حصل في المستقبل، فتلك أيام لا نرجو أن تتكرر.

أود أيضاً أن أشكر الأطراف التي، وكما أسلفت، عملنا معاً كفريق واحد ودخلنا الحكومة معها. من الطبيعي وصحيح أن المواقف السياسية هي التي فرقت بيننا، لكن مع ذلك، ليس عندي ما أقوله عن المرحلة التي عملنا فيها معاً، غير القول إني أشكركم من القلب، كل واحد منكم، سواء الذين عملنا معهم في البداية أو الذين بقوا معنا بعد ذلك في حكومة إقليم كوردستان. إن إرادتنا معاً هي التي بلغت بنا هذا اليوم، وأود أن أوجه شكري الخاص إلى السيد ريباز حملان الذي، وبصفته وزيراً للمالية، قام في هذه المرحلة الصعبة بعمل جيد جداً وقدم خدمات ممتازة، وأود أن أشكره من هنا.

أشكر الوزراء الذين اضطروا، إضافة إلى وزاراتهم، لإدارة شؤون وزارات أخرى بالوكالة، فكانوا يؤدون واجباتهم في وزاراتهم وفي الوزارات الأخرى معاً. أود أن أشكرهم جميعاً، كان الوضع سيئاً، ولا أريد الخوض في تلك التفاصيل، لأنه من الناحية السياسية كان الهدف كله يتمثل في إسقاط هذه الحكومة، وكانوا يعملون على عدم بقاء الحكومة، وكانوا يستخدمون لذلك كلمات وأسماء، كحكومة الإنقاذ الوطني، وحكومة تصريف الأعمال.

ولو عدنا قليلاً إلى الوراء واستذكرنا، فإن هذه السنوات الأربع كانت صعبة جداً. كانت صعبة عليكم جميعاً وليست علي لوحدي، لكن إذا لم ننس فإن نجاحنا كان من خلال تمكننا من العمل معاً والخروج من الأزمة التي كانت تمسك بخناق إقليم كوردستان. من دواعي السرور أننا خرجنا من تلك الأزمة وأننا نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً لبلدنا ولعلاقاتنا مع بغداد. نعتقد أن هذه مرحلة جديدة، ويؤكد إقليم كوردستان أنه يريد حل مشاكله مع بغداد على أساس الدستور العراقي.

المشاكل، ومشكلة الكورد في العراق لم توجد بعد العام 2003 فقط، بل كانت قائمة قبل هذا التاريخ، والذي يهم اليوم هو أن تدرك بغداد بأن إقليم كوردستان إقليم فدرالي بموجب الدستور العراقي وينبغي التعامل والتصرف مع إقليم كوردستان على هذا الأساس. فإذا توصلنا مع بغداد إلى هذا الفهم المشترك، أعتقد أن المشاكل التي بيننا وبين بغداد سيتم حلها.

لا شك أنني عند ذكر هذه الأيام الصعبة أريد أن نستذكر الأعزاء الذي ضحوا بأنفسهم في سبيل الدفاع عن كوردستان. وننحني إجلالاً وإكباراً لهؤلاء الأحبة، ونأمل الشفاء للجرحى. نشكر الأجهزة الأمنية، الشرطة، الآسايش، النجدة وكل القوى الأمنية التي حالت في الأيام الصعبة دون انزلاق كوردستان نحو حالة سيئة. نشكر جميع المنتسبين، الذين لزم كل منهم موقعه ووصلوا الليل بالنهار لكي لا تحدث مشاكل. نشكر من أعماق القلب المعلمين والمدرسين الذين لم يدعوا التعليم يتوقف في إقليم كوردستان واستمروا في تعليم شعبنا وأبنائنا.

لو أننا نظرنا بضمير إلى تلك الأيام وشاهدنا أيامنا هذه، نجد أننا في مرحلة جديدة تماماً، نجد أننا ماضون صوب أفق أكثر إشراقاً، نجد أن كوردستان ماض نحو أفق أكثر إشراقاً، وكل هذا كان نتيجة لما ذكرت. صحيح أنني كرئيس للوزراء، كان لي ذلك الشرف، وكنت على ثقة معكم أيها السادة، إلا أننا كنا معاً ولم يكن الإبداع في أي وقت من صنع شخص لوحده ولم يكن من صنعي أنا، أو كاك قوباد، بل كان لكم جميعاً وقد عملنا جميعنا معاُ واستطعنا تحقيق تلك المكاسب.

لا أريد الإطالة في الكلام أكثر من هذا، وبعون الله ستباشر الكابينة الحكومية الجديدة أعمالها في هذه الأيام، وأود أن أؤكد من موقعي كرئيس لإقليم كوردستان أني سأكون داعماً تماماً للسيد رئيس الوزراء الجديد وأنا واثق من أن سيادته يستطيع إدارة هذا الواجب الصعب بكفاءة، وواثق أنه مع كاك قوباد والفريق الذي معه من الأحزاب المشاركة في الحكومة، سيقومون بعمل جيد، ويستطيع الذين في المعارضة أن يلعبوا دورهم الإيجابي ويكونوا سنداً جيداً لتقدم كوردستان والتقدم بالوضع الذي نعيشه في إقليم كوردستان.

أكرر ترحيبي بكم جميعاً وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً

أرجو لكم جميعاً أمسية سعيدة.