Presidency of the Kurdistan Region of Iraq

الرئيس نيجيرفان بارزاني: فرنسا تساعد العراق وإقليم كوردستان بشتی الٲشکال

الرئيس نيجيرفان بارزاني: فرنسا تساعد العراق وإقليم كوردستان بشتی الٲشکال
2021-03-31T17:25:38.000000Z
مؤتمرات صحفية

بعد اختتام جدول أعمال زيارته لفرنسا، جرى صباح اليوم، الأربعاء 31 آذار 2021، عقد مؤتمر صحفي للسيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان حول نتائج زيارته ولقاءاته واجتماعاته مع السادة إيمانوئيل ماكرون رئيس فرنسا وجان إيف لودريان وزير الخارجية، ومجموعة مسائل ترتبط بالأوضاع في العراق وإقليم كوردستان والمنطقة.

بدأ فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني المؤتمر بكلمة قال فيها: "يوم أمس كان لنا اجتماع مع فخامة الرئيس ماكرون، وبعد ذلك مع السيد وزير الخارجية. كما تعلمون فإن لفرنسا دور كبير في مسألة دعم العراق ودعم إقليم كوردستان في حرب داعش وكذلك في مجال المساعدات الإنسانية والدعم السياسي أيضاً. زار فخامة الرئيس ماكرون العراق في وقت سابق، وأكد خلال تلك الزيارة على أن فرنسا مستعدة لمساعدة العراق بكل الصور لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. كذلك، والأهم من كل ذلك في هذه المرحلة، أنه أكد استعدادهم لمساعدة العراق في مسألة مواجهة الإرهابيين وبالأخص داعش. في اجتماع الأمس، جرى مرة أخرى الوقوف على استمرار فرنسا في دعمها للعراق ولإقليم كوردستان. وهنأ فخامته إقليم كوردستان والعراق على زيارة قداسة بابا الفاتيكان للعراق وخاصة زيارته لإقليم كوردستان، ويبدو أنه كان هناك اتصال هاتفي في وقت سابق، في الأسبوع الماضي بينه وبين قداسة البابا، هنأ فيه كثيراً إقليم كوردستان وهنأ شعب العراق ووصف الزيارة بالناجحة جداً. يوم أمس، أكد على أنه مستعد لبذل كل مسعى من أجل الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق، وشدد على استعداد فرنسا للمساعدة، لأن مسألة الإرهاب ومسألة داعش لا تزال حتى الآن تهديداً جدياً لإقليم كوردستان وللعراق، فأكد أن فرنسا، في إطار التحالف الدولي، مستعدة لدعم ومساعدة العراق وإقليم كوردستان بكل الٱشکال. بحثنا مسألة سوريا في الاجتماع، وكانت العلاقات مع الدول المجاورة لنا موضوعاً آخر في اجتماعنا يوم أمس مع فخامة الرئيس ماكرون".

بعد ذلك، ولدى إجابة فخامته على سؤال حول دعوة الرئيس ماكرون الرسمية لفخامته في ظل الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها فرنسا بسبب تفشي وباء كورونا، حيث تجري غالبية اجتماعات رؤساء الدول في العالم عبر الإنترنت، قال فخامة رئيس إقليم كوردستان: "كما تعلمون، وخاصة بعد الأحداث التي وقعت في العام 2017، كان للرئيس ماكرون دور أساس في حل مشاكلنا مع بغداد، وكان دور فخامة الرئيس ماكرون دوراً مشهوداً، فلولا ذلك الدور السياسي لزادت مهمتنا صعوبة، وقد مارس دوره في وقت عصيب جداً لتحقيق الاستقرار في العراق وفي إقليم كوردستان ولحل المشاكل التي بيننا وبين بغداد. في الحقيقة، جددنا في كل لقاء بيننا شكرنا للدولة الفرنسية وخاصة للرئيس ماكرون على الدور الذي مارسوه في ذلك الوقت. أرى أن استقرار العراق مهم الآن لكل المنطقة ولأوروبا، وأعتقد أن دعوتنا وزيارتنا يوم أمس لفرنسا جاءت بناء على هذا الأساس ولكي نبحث هذه المسائل بمزيد من التفصيل، وكما ذكرت فقد أكدنا على أن مباحثاتنا هذه ستستمر حتى بلوغ الاستقرار السياسي الذي يخدم كل العراق والمنطقة عموماً. أنا أعتقد أن فرنسا وفخامة الرئيس ماكرون جاد جداً في اتخاذ أية خطوة لازمة لتحقيق الاستقرار السياسي في العراق ولحل مشاكل العراق على المستويين المحلي والدول. إن فخامته مستعد لممارسة هذا الدور، وعند عودتي إلى إقليم كوردستان سأبحث هذه المسائل مع كل من السيد رئيس الوزراء العراقي والسيد رئيس الجمهورية والأطراف السياسية في بغداد وآمل أن نتوصل معاً إلى فهم مشترك ونتفق على ما يمكن أن نفعله معاً".

وعن المساعي الفرنسية في مجال المشاركة في إعادة إعمار العراق والاستثمار في إقليم كوردستان، أشار فخامته إلى أنه "من المؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والعراق علاقات قديمة، وفرنسا مستعدة لمساعدة العراق في هذا المجال. وكما تعلمون، فقد بدأت بذلك ولها دور مهم في المسائل الإنسانية في كل العراق، ولديها الاستعداد لتقوية علاقاتها الاقتصادية مع العراق لغرض مساعدة العراق".

وحول ما يمكن أن تقدمه فرنسا لإقليم كوردستان وما قد تطلبه من إقليم كوردستان، شدد الرئيس نيجيرفان بارزاني على أنه: "كما ذكرت من قبل، فقد تطرقنا في اجتماعاتنا يوم أمس إلى العلاقات بين إقليم كوردستان وفرنسا، وبصورة عامة يريد الرئيس ماكرون أن يعرف ما هو المطلوب وكيف يمكن أن يكون دور فرنسا في تحقيق الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي في العراق. تباحثنا في هذه المسائل، وتباحثنا أيضاً في مسألة علاقاتنا مع الدول المجاورة والمسألة السورية. هذه كلها هي المحاور التي ناقشناها مطولاً مع فخامة الرئيس ماكرون".

وبشأن الاتفاقيات المبرمة بين إقليم كوردستان وبغداد ومسألة الموازنة العامة الاتحادية، أعلن فخامته: "بخصوص مسألة الموازنة العامة، سأبدأ من سؤال لماذا يحدث هذا كل سنة؟ هناك مشكلة جوهرية في مسألة العلاقات بين إقليم كوردستان وبغداد. في العراق عندنا نظام، هو النظام الفدرالي (الاتحادي) وعندنا دستوراً قد صوتت لصالحه غالبية الشعب العراقي. جوهر المشكلة يكمن في أن طريقة تعامل بغداد مع إقليم كوردستان حتى الآن ليست طريقة التعامل في الأنظمة الاتحادية. المشكلة الجوهرية تبدأ من هنا. طريقة تعامل بغداد الحالية مع إقليم كوردستان ليست متبعة في أي نظام اتحادي في العالم، فهذا ليس موجوداً في أي نظام اتحادي في العالم، طبعاً هذا النظام حديث على العراق بصورة عامة، ولم يترسخ هذا النظام بالكامل حتى الآن. في كل الأنظمة الاتحادية في العالم تحصل الأقاليم على منحة، وهذه الأقاليم لها برلماناتها التي تصادق على تلك الموازنة وينتهي الأمر. لكن الذي يجري الآن في إقليم كوردستان، هو أن علينا أن نصادق على هذه الموازنة في برلماننا ثم يتم إرسالها إلى بغداد لتتم المصادقة عليها هناك مرة أخرى. لهذا فإن المشكلة تكمن في أن هذا النظام غير صائب، وطريقة تعامل بغداد مع إقليم كوردستان في مسألة الموازنة ليست صحيحة. هذا يجب أن يعالج عاجلاً أم آجلاً. لهذا السبب فإننا نواجه هذه المشكلة بصورة سنوية. الذي يهم هو أن وفد الحكومة المفاوض بذل مشكوراً جهوداً كبيرة، نائب رئيس الحكومة السيد قوباد الطالباني والذين معه، وزير المالية وفريق مجلس الوزراء وكل هؤلاء السادة ورئيس الوزراء شخصياً كلهم كانوا يتابعون الأمر وتوصلوا جميعاً إلى صيغة بين حكومة الإقليم وبين الحكومة الاتحادية بخصوص طريقة معالجة هذه المشكلة. ما نأمله هو أن ينفذ مضمون النص الذي اتفق عليه الجانبان. للأسف كانت هناك محاولات مستمرة لإظهار أن الذنب الأكبر في عدم تنفيذ وعدم تمرير مشروع قانون الموازنة تتحمله حكومة إقليم كوردستان، ولكن من دواعي السرور قد أصبح معلوماً الآن أن حكومة إقليم كوردستان ليست مسؤولة ولا تمثل عقبة في طريق تمرير الموازنة العامة، ونأمل أن يتم التصويت في أقرب وقت على نص هذا القانون لأن مسألة الموازنة ليست مهمة لإقليم كوردستان وحده بل هي مهمة لكل العراق في مجال الخدمات وزيادة تنمية المدن وحل المشاكل القائمة. لذا نرجو أن يتم تمرير الموازنة في البرلمان في أقرب وقت".

وفي معرض إجابته على سؤال آخر حول كيف تنظر فرنسا في إطار سياستها الخارجية إلى إقليم كوردستان وإلى كوردستان سوريا، قال فخامته: "من المؤكد أن وزير الخارجية الفرنسي زار إقليم كوردستان نحو ثماني مرات من قبل، إن لم أكن مخطئاً، عندما كان وزيراً للدفاع والآن حين أصبح وزيراً للخارجية، وهو صديق مقرب لشعب العراق بصورة عامة وهو مطلع على أوضاع كوردستان. اتبع إقليم كوردستان سياسة تتمثل في سعيه باستمرار ليكون عاملاً لتحقيق الاستقرار والأمان في المنطقة، وعلاقات إقليم كوردستان مع الدول المجاورة تقوم على هذا الأساس، وهذا مبدأ تعرفه فرنسا ويعرفه الأوروبيون، وكانت محادثاتنا قائمة على هذا الأساس، وكيف يمكننا معاً أن نساعد ونتعاون على تحقيق استقرار سياسي أكبر في كل المنطقة، في سوريا وفي العراق وفي غيرهما. وكانت محادثاتنا في أغلبها حول هذا الموضوع، وأكدنا على أن الدور الإيجابي لإقليم كوردستان في هذا المجال سيستمر من أجل الاستقرار والأمن لكل المنطقة".

وعن أفضل الخيارات لإخراج برلمان العراق من النواقص التي يعانيها في مسألة المصادقة على مشاريع القوانين، قال فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "كما أسلفنا، لا يشكل إقليم كوردستان حالياً مشكلة تعترض سبيل تمرير الموازنة، وسيلتزم تماماً بالاتفاق المبرم حالياً مع حكومة السيد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، ونأمل أن تمر هذه المسألة. المشكلة الآن لا علاقة لها بإقليم كوردستان، بل ظهرت مشاكل أخرى في موضوع الموازنة. الذي يهم هو أن يعرف شعب العراق أن الإقليم لا يمثل مشكلة في موضوع الموازنة العامة، بل على العكس فإن الإعمار وتقديم المشاريع الخدمية في أي مدينة عراقية، من الفاو إلى الموصل والبصرة وكربلاء والنجف وغيرها أمر يسعدنا نحن في إقليم كوردستان، كل عمران في العراق هو مبعث ارتياح وسرور لإقليم كوردستان. كل مدينة في العراق تحظى بالخدمات وتشهد إعمارا نحسبها كأي مدينة في كوردستان، ونأمل أن يحمل البرلمان هذه المسألة على محمل الجد فشعب العراق يستحق حياة أفضل من التي يعيشها الآن، ويستحق أن تقدم له خدمات أفضل، ونأمل أن تمرر هذه المسألة في البرلمان".

وعند الإجابة على سؤال يتعلق بنتائج اجتماعات فخامته في فرنسا وطمأنة إقليم كوردستان وما تتوقعه فرنسا من إقليم كوردستان، قال فخامته: "لفرنسا بصفتها دولة مهمة في أوروبا وعضو في مجلس الأمن الدولي، دور مهم في الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط. في هذا الإطار، نتوقع من فرنسا، وخاصة مما سمعت يوم أمس من فخامة الرئيس ماكرون، السعي بحماسة وبجد والاستعداد للمساعدة في كل ما هو لازم للاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في العراق. هذه المسألة، حسب رأيي، مهمة جداً لإقليم كوردستان أيضاً، لأنه وكما ذكرت فإن مشكلتنا الرئيسة هي ترسيخ النظام الفدرالي في العراق، هذه مشكلة كبيرة في العراق، فهذه المسألة بقيت على حالها منذ العام 2003 إلى الآن ولم يطرأ عليها أي تغيير. لذلك، وفي سبيل مستقبل أكثر إشراقاً لكل العراق، وضمن إطار العراق لإقليم كوردستان، والاستقرار السياسي والاطمئنان على مستقبل كوردستان واستقرار كل المكونات التي تعيش في العراق من كورد وتركمان ومسيحيين وكل المكونات الأخرى، قد آن الأوان لنتحاور بصورة جدية على طاولة المحادثات لنتمكن من فهم بعضنا البعض، ونحدد أولاً أين كانت أخطاؤنا، وكيف نستطيع تصحيحها، وكيف نستطيع أن نفعل ما هو لازم لاستقرار كل العراق. مشكلة العراق لا تحل قطعاً على أساس من هو القوي اليوم ومن هو الضعيف. الحل لمشكلة العراق يأتي من خلال الاجتماع على طاولة الحوار بجد وبهدوء ومرونة لنضمن تحقيق مستقبل مشرق لكل شعب العراق بإقليم كوردستان وبكل المكونات الأخرى للعراق، هذا هو المهم عندنا، وفي هذا الإطار تستطيع فرنسا أن تكون مساعداً جدياً وقوياً لنا".

وبخصوص قيام فخامته بزيارة فرنسا في ظروف تفشي فايروس كورونا الخطيرة، قال الرئيس نيجيرفان بارزاني: "هذا أيضاً واحد من الأمور التي نشكر فرنسا عليها. أعتقد أن هذا دليل اهتمام الرئيس ماكرون وفرنسا بالعراق وبإقليم كوردستان، في هذا الوقت الذي نجد فيه أن كورونا تفشى وبات مشكلة كبيرة في كل مكان من العالم. هذا دليل على اهتمام الرئيس ماكرون بالاستقرار السياسي والأمني في العراق".