استقبل السيد نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان اليوم، الأربعاء 9 حزيران 2021، السيد دومينيك راب وزير خارجية بريطانيا ووفداً مرافقاً له.
وخلال اجتماع حضره السادة نائبا الرئيس، نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان، سفير بريطانيا في بغداد والقنصل العام البريطاني في أربيل، تمت مناقشة تطوير علاقات إقليم كوردستان والعراق مع بريطانيا، فرص العمل والاستثمار للبريطانيين في إقليم كوردستان، الإصلاحات في وزارة شؤون البيشمركة وعملية توحيد قوات البيشمركة والمساعدات البريطانية في هذا المجال، مخاطر الإرهاب وحرب داعش، الانتخابات العراقية القادمة، علاقات أربيل – بغداد، الاستقرار وآخر التطورات في العراق والمنطقة بصورة عامة ومجموعة مسائل تهم الجانبين.
وشدد معالي وزير الخارجية البريطاني على أن بلاده تنظر باهتمام إلى علاقاتها مع إقليم كوردستان وترغب في زيادة تطوير هذه العلاقات والشراكة والتعاون الثنائي، وفي هذا السياق دعا فخامة رئيس إقليم كوردستان رسمياً لزيارة المملكة المتحدة.
من جانبه، شدد الرئيس نيجيرفان بارزاني على أهمية استمرار وتوسيع مجالات التعاون والشراكة بين إقليم كوردستان والعراق وبين بريطانيا، وأشار إلى العلاقات التاريخية لإقليم كوردستان مع بريطانياً وأشاد بصداقة ودعم ومساعدة بريطانيا المستمرة لإقليم كوردستان.
وبعد الاجتماع، أدلى السيدان رئيس إقليم كوردستان ووزير خارجية بريطانيا بتصريح مشترك للصحفيين، تحدثا فيه عن مضمون اجتماعهما، وبدأ الرئيس نيجيرفان بارزاني التصريح، وقال:
أهلاً بكم...
نرحب بمعالي وزير خارجية بريطانيا والوفد المرافق له، نعبر عن سعادتنا بزيارتهم لكوردستان في هذا الوقت ضمن إطار زيارتهم للعراق. بحثنا في اجتماعنا مجموعة مسائل، منها: تطوير علاقات إقليم كوردستان والعراق مع بريطانيا، مشاكل أربيل – بغداد ومساعي حلها، الحرب ضد الإرهاب، مخاطر عودة بروز داعش واستعادته قوته، الانتخابات العراقية القادمة، أوضاع المنطقة عموماً ومسائل أخرى تحظى بالاهتمام المشترك.
نحن نقيم عالياً علاقاتنا مع بريطانيا ونشكر الدعم البريطاني المتواصل لشعب كوردستان. شراكة شعب كوردستان مع بريطانيا بدأت قبل ثلاثين سنة من الآن في جبال كوردستان، ففي نيسان 1991، عملت بريطانيا مع الدول الأخرى في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إصدار القرار 688، إذ كان لبريطانيا جنباً إلى جنب مع شركائنا الآخرين، دور رئيس في تحشيد الدعم الدولي لإنشاء الملاذ الآمن ومنطقة حظر الطيران.
كان القرار 688 وعملية توفير الملاذ الآمن، المنطلق لبداية جديدة لإقليم كوردستان، ليتمكن من تطوير علاقات الصداقة على المستوى الدولي، ومنذ ذلک الحین استمرت علاقاتنا مع بريطانيا في مختلف المراحل، وخلال حرب داعش توسعت شراكتنا وتعاوننا.
نشكر بريطانيا وسائر أعضاء التحالف الدولي ضد داعش، على مساعداتهم ودعمهم المستمر للعراق وإقليم كوردستان. وإلى جانب بريطانيا وبقية دول التحالف، نؤكد التزامنا بمواصلة التصدي للإرهاب ومخاطر وتهديدات داعش.
وأسوة بكل دول العالم، لحقت بإقليم كوردستان وبالعراق أضرارا كبيرة بسبب وباء كوفيد-19 وتداعياته. والنهضة الاقتصادية في العالم في مرحلة ما بعد كورونا بحاجة إلى تخطيط وتعاون وشراكة وعمل متعدد الجوانب.
يسرنا أن دول G7 خصصت 15 مليار دولار لدعم تنمية المرأة في الدول النامية، ونأمل أن ينتفع العراق وكوردستان من هذا البرنامج. خاصة في مجالات التربية، التعليم، العمل، المشاريع التجارية، تأمين دخل مستمر وحل المشاكل التي نجمت عن الآثار السيئة لتفشي كورونا.
تشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن العراق واحد من خمس دول هي الأكثر تضرراً من التغير المناخي، وقد ظهرت بدايات هذه الآثار السيئة في إقليم كوردستان ويكاد الجفاف يتحول إلى مشكلة جدية تواجه إقليم كوردستان. يضاف إلى ذلك الآثار السيئة التي خلفتها الحرب ضد الإرهاب في العراق وإقليم كوردستان والتي كان لها تأثيرها السيء على البيئة.
إننا في إقليم كوردستان ملتزمون بالإجراءات الدولية للتأقلم وتخفيف الآثار السلبية للتغير المناخي في العالم. وفي إطار الإمكانيات المحدودة لإقليم كوردستان، اتخذنا بعض خطوات صغيرة لصياغة خطة مستمرة للتقليل من انتشار غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2 والغازات الأخرى التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة. ونحاول تطبيق إجراءات عملية في هذا المجال. ونحن في العراق وإقليم كوردستان نحتاج إلى المساعدة الدولية في هذا السياق.
شكري الجزيل للسيدين سفير بريطانيا في بغداد والقنصل العام في أربيل على جهودهما لتعزيز علاقاتنا، نشد على أياديهم ونرجو لهم النجاح.
أجدد الترحيب باسم حكومة الإقليم وشعب كوردستان بمعالي الوزير، فأهلاً بكم.
وشكراً
ثم قال السيد دومينيك راب وزير خارجية بريطانيا:
فخامة الرئيس،
من دواعي سروري أن أكون اليوم هنا معكم. شكراً للاستقبال الحار ولحسن ضيافتكم الكريمة. أرى من الضروري أن أقول إن زيارتي هذه تعكس الأهمية التي نوليها نحن في بريطانيا لهذه العلاقة التاريخية بيننا.
ودعني أقول شيئاً من عندي، وهو أننا فخورون بأن نكون أصدقاء لمدة طويلة مع إقليم كوردستان العراق. فكما ذكرتم فخامتكم، يمر الآن أكثر من ثلاثين عاماً على إنشاء خط حظر الطيران، بمبادرة من رئيس الوزراء السير جون ميجر (أعلم أن هناك شارعاً باسمه وسأذهب يوماً لالتقاط صورة سيلفي فيه). كان خط حظر الطيران مهماً جداً لحماية هذا الإقليم من بطش صدام حسين بالشعب.
وعلي أن أقول إن هذا الإقليم قطع شوطاً كبيراً خلال هذه الفترة، كانت رحلة حبلى بالمعوقات، لكنكم قطعتم مسافة جيدة. يمكنني القول إن إقليم كوردستان أضحى منارة دائمة للاستقرار وصمد في وجه نفوذ إيران المثير للاضطراب، وبالتأكيد كنتم أساسيين جداً في الحرب ضد داعش. نحن نقدر هذا عالياً وعلينا أن نحيي قوة وشجاعة شعب كوردستان، فقد ذهب كثير منهم ضحايا خلال هذه المسيرة التاريخية.
لقد كانت لي محادثات ممتازة اليوم مع الرئيس حول طيف واسع من القضايا. نحن نتشارك قيماً ومصالح جيدة، وليس الاستقرار في العراق وحده بل الاستقرار في كل المنطقة مهم لنا، وبريطانيا ملتزمة بتعميق شراكتنا في التبادل التجاري وتشغيل رؤوس الأموال في كل المجالات التي أشار إليها الرئيس. كان إيجابياً جداً أن الإصلاحات في قوات البيشمركة مستمرة وأنهم سيعملون الآن مع قوات الأمن العراقية، ما سيساعد في طرد داعش من المناطق المتنازع عليها.
ويسرني أن أعلن بأن المملكة المتحدة تقدم تمويلاً جديداً لتدريب قوات البيشمركة على حماية الممتلكات التراثية، بما يتماشى مع معاهدة لاهاي. هذا بالتأكيد يضاف إلى الدعم الذي نقدمه فعلاً.
فخامة الرئيس وأنا، ناقشنا أيضاً مجموعة مسائل أخرى نجدها مهمة، وتحدثنا في أهمية إعلام حر ومستقل وحماية حرية التعبير. وأرحب باهتمام حكومة الإقليم بهذا الموضوع. كما أرحب بتسامح إقليم كوردستان العراق تجاه أتباع كل الأديان، ومساندته للنازحين. هذا مهم جداً وهذه شراكة طويلة المدى.
وقد تحدث الرئيس أيضاً عن مجموعة مسائل دولية تهم بريطانيا ورئاسة بريطانيا لمجموعة G7، وتحدث الرئيس عن مجموعة مسائل مهمة لإقليم كوردستان العراق، حيث تحدث فخامته عن تعليم البنات، وعن التغير المناخي. وسنستضيف في تموز مع أصدقائنا الكينيين التعاون العالمي للتربية بهدف تطوير تعليم البنات على مستوى العالم، ولا شك أن فخامته عرض هذا الموضوع في إقليم كوردستان وفي العراق على طاولة النقاش.
كان التغير المناخي جانبا آخر من مواضع حديثنا عن التعاون الدولي، وسنستضيف في تشرين الثاني من هذه السنة مؤتمر التغير المناخي Cop 26 ومن المهم جداً الحديث عن المبادرات القائمة هنا. وسنبحث في المزيد مما يمكن أن نعمله معاً عندما يزور الرئيس المملكة المتحدة هذه السنة.
فخامة الرئيس، سيسعدنا قدومكم إلى لندن، وسيسعدنا أكثر توطيد هذه الشراكة بين حكومتينا والأهم من ذلك بين شعبينا.
شكراً جزيلاً