بعد اجتماعه اليوم الثلاثاء، 26 تشرين الثاني 2019، في السليمانية مع كل من حركة التغيير والاتحاد الوطني الكوردستاني، أجاب فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني على أسئلة الصحفيين وشرح لهم أهداف زيارته إلى مدينة السليمانية. حيث أعلن فخامته: "جئنا مع نائبي رئيس الإقليم لتجديد العهد على ضرورة أن نعمل جميعنا معاً لتحقيق حقوق شعب كوردستان في العراق".
وعن نتائج اجتماعاته، قال فخامته: "جاءت اجتماعاتنا بعد الاجتماع الذي عقدناه في رئاسة الإقليم، حيث قررنا مع السيدين النائبين زيارة هذه الأحزاب، وقد زرنا اليوم حركة التغيير وزرنا الاتحاد الوطني الكوردستاني، وسنزور الأطراف الأخرى أيضاً. أولويتنا الأولى حالياً هي توحيد كلمتنا في بغداد وتشكيل تحالف كوردستاني بيننا، لأنه لن يجدي أن يعمل كل طرف لوحده، الحزب الديمقراطي الكوردستاني لوحده، وكذلك حركة التغيير، والاتحاد الوطني الكوردستاني والأطراف الأخرى كل لوحده. سنعمل جميعنا معاً، وسنجد أنه سيكون لنا عدد يعتد به في مجلس النواب العراقي. أولويتنا الآن في رئاسة الإقليم هي أن نشكل هذا التحالف في بغداد".
وبشأن العلاقات بين أربيل وبغداد، أعلن فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "العلاقات بين الإقليم وبغداد علاقات جيدة، وكما تعلمون فقد كانت هناك زيارتان لوفد إقليم كوردستان إلى بغداد، وفي الأسبوع القادم ستكون له زيارة أخرى إلى بغداد. الهدف هو أن نتوصل إلى اتفاق بشأن النفط ومسألة الموازنة العامة العراقية. لهذا الغرض سيقوم وفد الإقليم في الأسبوع القادم بزيارة بغداد من جديد، والاجتماعات تجري حتى الآن بصورة جيدة وهناك أمل في أن نتمكن من خلال المباحثات القائمة بيننا وبين بغداد حالياً إلى نتيجة. من جهة أخرى نحن نواصل العمل مع بغداد للمساعدة في تجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها العراق بصورة عامة، وتؤثر على الوضع في إقليم كوردستان وعلى مواطني إقليم كوردستان، رسالتنا هي أن نكون معيناً لخروج العراق من هذا الوضع".
وحول احتمالات انتهاء الأزمات المحدقة بإقليم كوردستان، شدد فخامة رئيس إقليم كوردستان على أن: "شعب كوردستان قاوم الكثير في السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة. لقد سبق وأن قلتها مراراً، وأنتهز الفرصة الآن أيضاً لأكرر القول إنه لولا تفهم مواطني إقليم كوردستان، لما وصلت أوضاع كوردستان إلى الصورة التي تجري بها اليوم. نحن نشكرهم أولاً. إن جهود الجميع، حكومة إقليم كوردستان، رئيس الحكومة، نائب رئيس الحكومة، أنا، كلنا، ينبغي أن تكون في سبيل التمكن من الخروج من الوضع الذي نحن فيه، على أمل أن نتمكن من ضمان مستقبل أكثر إشراقاً لشعب ولمواطني إقليم كوردستان. أنا متفائل إلى أن نتيجة صمود هذا الشعب وتفهمه، وأرجو أن تكون أفقاً مضيئة تنتظر إقليم كوردستان".
وأعلن الرئيس نيجيرفان بارزاني عن موقف إقليم كوردستان من تعديل الدستور العراقي، قائلاً: "موقف إقليم كوردستان من تعديل الدستور هو أن أي تعديل للدستور سيؤدي إلى تحسين أحوال مواطني العراق بصورة عامة، فإن إقليم كوردستان مستعد للتباحث بشأنه. إننا مستعدون ولدينا الإرادة. أي مادة دستورية تعيق توفير الخدمات لمواطني العراق؟! بصورة عامة، نحن مستعدون ولا شك أن إقليم كوردستان سيشارك ويساعد على أي تعديل لأي مادة من شأنه أن يمضي بأحوال مواطني العراق نحو الأحسن".
وعن وجود مشروع لتحسين أحوال مواطني إقليم كوردستان، قال فخامته: "الأمور التي تقدم عليها حكومة الإقليم الآن والزيارات التي نقوم بها حالياً إلى بغداد، كلها تأتي في سياق المضي بأوضاع مواطني إقليم كوردستان نحو الأحسن. ما يجري في العراق مختلف عما في إقليم كوردستان، شعب العراق يستحق حياة أفضل، يستحق خدمات أفضل، وهذه التظاهرات التي تجري الآن في العراق، لا نستطيع أن نقارنها مع إقليم كوردستان. نحن لا نمنّ، فمواطنو إقليم كوردستان يستحقون أن تكون أحوالهم أفضل مما هي عليه الآن. أنا أقولها واثقاً إن حكومة إقليم كوردستان تعمل بكل ما أوتيت من إمكانيات وتبذل كل ما تستطيع أن تبذله لتحسين أحوال مواطني إقليم كوردستان. ما بدأته حكومة إقليم كوردستان من إيفاد وفود إلى بغداد، يأتي كله ضمن هذا الإطار".
ولدى إجابته على سؤال آخر حول كيفية تنفيذ الاتفاق بين الإقليم وبغداد على حصة إقليم كوردستان من الموازنة، أكد الرئيس نيجيرفان بارزاني: "وفد إقليم كوردستان موجود حالياً في بغداد وذهابه إلى بغداد هو من أجل التوصل إلى نتيجة لتلك المحادثات. جرت محادثات بشأن النفط، وستجري الأسبوع القادم محادثات بخصوص مسألة الموازنة ونحن متفائلون بأننا سنتوصل إلى نتيجة".
أما عن احتمال عزل السيد عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء العراقي، من منصبه، قال رئيس إقليم كوردستان: "المسألة ليست مسألة تغيير، وكل خطوة تصب في مصلحة العراق نؤيدها نحن، لكني لا أعتقد أن تغيير شخص سيحل الوضع. لو أننا محصنا الأمور سنجد أن السيد عادل عبدالمهدي تولى رئاسة الوزراء منذ سنة واحدة، والمشاكل الحالية للعراق مشاكل سابقة وليست مشاكل سنة واحدة، وهذه لن يتمكن شخص واحد من حلها، بل يجب أن يكون ثمة إجماع بين كل الأطراف السياسية في العراق، ونحن كجزء منه، وبخصوص ما يقع على عاتق الإقليم، فإنني خلال زياراتي إلى بغداد واجتماعاتي مع كل الأطراف السياسية في العراق، أكدت أن إقليم كوردستان مستعد للتعاون على إخراج العراق من المشكلة التي يعاني منها الآن".
وبخصوص إعادة تنظيم قوات البيشمركة، أعلن فخامة الرئيس نيجيرفان بارزاني: "مسألة إعادة تنظيم قوات البيشمركة هي من بين الأعمال التي بدأناها، ويعمل السيدان نائبا رئيس الإقليم، مصطفى سيد قادر والشيخ جعفر مصطفى، بجد بالغ على هذا الموضوع، وقد عقدا حتى الآن سلسلة اجتماعات جيدة، والاجتماعات مستمرة، وهناك اجتماعات مع الحلفاء الذين يعينوننا الآن على إجراء هذه الإصلاحات في وزارة شؤون البيشمركة، نحن نعمل بجد على هذا الملف ونأمل في التوصل إلى نتيجة جيدة".
وفيما يتعلق بحصة إقليم كوردستان من الموازنة العامة العراقية، بيّن فخامته: "لم يصرف العراق قط حصة إقليم كوردستان البالغة 17%، بل أنه في أفضل الأحوال صرف 11% وأقل من ذلك، لذا فإن ما نعمل عليه الآن هو أن المركز في جميع الأنظمة الاتحادية في كل العالم يزود الأقاليم بالمال على هيئة منحة. إن استطعنا الاتفاق مع بغداد على رقم معين، وهو ما نعمل عليه الآن في إقليم كوردستان، سيكون ذلك خير الحلول".
وشغلت مسألة كتابة دستور إقليم كوردستان آخر أجزاء المؤتمر الصحفي لرئيس إقليم كوردستان، حيث قال فخامته بشأن هذه المسألة: "بحثنا المسألة مع السيدة رئيسة البرلمان، وسيكون لنا قريباً اجتماع مشترك مع رئيسة البرلمان ورئيس الوزراء سنبحث خلاله كيف سيكون دستور إقليم كوردستان".